|
بيان من مركزية الجبهة الديمقراطية
|
بيان من الجبهة الديمقراطية
فقهاء السوء ... حراس النوايا جماهير شعبنا
في إطار حملة الإرهاب الفكري التي تمارسها جماعات الهوس الديني وتهم التكفير التي تلقى جزافاً يميناً ويساراً على طريقة محاكم التفتيش، ومواصلة لحملات تكفير قيادات الأحزاب السياسية السودانية ( الصادق- الميرغني) وفتاوى إهدار الدم التي طالت العديد من الشخصيات، طالعتنا الصحف الصادرة بتاريخ الجمعة 4/7/2003 ببيان غريب تكفر فيه تنظيم وعضوية الجبهة الديمقراطية موقع من مجموعة من فقهاء السوء والسلطان الذين يصدرون فتاوى حسب الطلب لا تراعي الحقيقة ولا التاريخ ولا الأمانة ولا موروثات شعبنا العظيم في التسامح الديني والعرقي والفكري والسياسي.
إن هذه الجماعات بلبوسها الديني الزائف لا تعبر عن الشعب السوداني، فهي قد نشأت في دول تعاني من العزلة الفكرية والإضطهاد السياسي والقهر بكل صنوفه، فنشأت منغلقة على ذاتها ناكرة لما عداها، تفترض في فكرها الصواب المطلق والكفر والخروج عن الملة في الآخر. إن هذه الجماعات قد وجدت لها موطئ قدم في سوداننا الحبيب في ظل نفس الظروف التي نشات فيها ، فسلطة الجبهة الإسلامية هي التي إستوردت هذه الأفكار وهؤلاء الأفراد وقدمت لهم الدعم المادي والفكري والحماية الشخصية وأتاحت لهم منابر ضاقت على كل القوى الوطنية والديمقراطية الأصيلة ، والتي نالها من القتل والتعذيب والتشريد قبل التكفير ما يؤكد صمودها على خط المواجهة الفكرية والسياسية أمام النظام الحاكم ، ولا يخفى عليكم إرتباطهم الوثيق بأجهزة السلطة التي تظهر سوءاتها لكل ذي عينين ، إلا هذه الجماعات التي أغمضت أعينها عن كل ما حاق بهذا الشعب الأبي من إباحة الدماء وهتك الأعراض وسرقة قوت الشعب السوداني. فما كف هؤلاء العلماء أيدي الزبانية ولو بأضعف الإيمان .
جماهير شعبنا
إن هذه الضجة المفتعلة تأتي في إطار محاولة هذه التنظيمات العميلة لإيقاف مسار مفاوضات السلام والحل السياسي الشامل التي تمثل الحد الأدنى لسودان حر ديمقراطي يستوعب تعدد الأفكار والمعتقدات والثقافات ، وهم يحاولون جاهدين أن يجدوا لهم موطئ قدم في هذا التحول القادم بعد أن اعتادوا رغد العيش وصدى الصوت الواحد .
كما أن هذه الفتوى تأتي متسقة مع عجز هذه التنظيمات البين عن صياغة برنامج يعبرعن هموم الحركة الطلابية في خوضها لإنتخابات الإتحادات في الجامعات المختلفة ، وكمحاولة لحرف الصراع السياسي عن قضاياه الأساسية وشغل الحركة الطلابية عن دورها الرائد في التنوير ودحر قوى الظلام والتصدي لهموم الجامعة والشارع.
الجبهة الديمقراطية - ومنذ تأسيسها في العام1953- ظلت تعبر عن قضايا الحركة الطلابية وفي طليعة القوى التي تناضل من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية . وكان لها إسهامها الكبير في إثراء كافة أوجه النشاط السياسي والثقافي والاجتماعي وقدمت تضحيات جسام خلال مسيرتها النضالية المتواصلة إنحيازاً لقضايا الحركة الطلابية والشعب السوداني .
إننا نؤمن بالديمقراطية كخيار أوحد لهذا البلد يخرجه من مأزقه الحالي، ولن نألوا جهداً في جعلها واقعاً ملموساً، وهذا الموقف يجمعنا مع مجموع الشعب السوداني وتنظيماته الديمقراطية وقواه الحية من أحزاب- منظمات المجتمع المدني- صحف- دور إجتماعية وكل الحادبين على مصلحة الوطن ، ونحن نطالب الجميع للوقوف بحزم ضد هذه الأفكار الغريبة على واقعنا . كما أننا سنظل نتصدى للدفاع عن حرية الدين والمعتقد إحترام الرأي الآخر طالما ظل ملتزماً بقواعد الممارسة السياسية والصراع الفكري وإبتعد عن الإرهاب الفكري والبدني والتكفير .
ونحن نراهن على وعي الحركة الطلابية وجماهير الشعب السوداني بأن مثل هذه الفتاوي البائرة مكانها مزبلة التاريخ . ونؤكد أننا سنظل مع الجماهير منها واليها وأننا قادرون على التصدي بكافة أشكاله لمثل هذه الترهات، وفضح هذه الجماعات وكشف تسترها خلف قناع الدين لخدمة مصالحها الطفيلية .
سكرتارية مركزية الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين
5 يوليو 2003 ي
|
|
|
|
|
|