الجـوهرة المـتقدة في شـمال العـراق

شمال العراق يمثل لأمريكا جزءاً نفيساً من العراق. شمال العراق نفسه له آماله الخاصة التي بنيت عليها أهداف الأحزاب السياسية القائمة هناك : استقرار سكان المنطقة بما بحفظ لهم هويتهم وعقيدتهم وترابهم وجيرانهم في آن معا .

لن ينسى الأمريكان ثغرة شمال العراق بسبب الموقف التركي والتي تحمل الأكراد همها الأكبر . تتشابك الخطوط والخيوط الآن . الأحزاب الكردية تمني نفسها ومواطنيها بقرب الإستقرار المنشود . التعويل على الدور الأمريكي بدأ يتراجع . الخدمات .. لا حديث عن الخدمات الآن . الحكم الذاني؟ لا أحد يتحدث عن ذلك الآن . تبقى مقولة بريمر هي الوحيدة الرنانة : نحن قوة إحتلال . لا مجال لحكومة مؤقتة . لا وعود بالخروج ، الحكم مركزي لكل البلاد .

الشعور القومي الذي يجتاح مناطق عديدة في العراق لا يأمن أحد توقفه عند سياج معين . ذات الشعور قد يتسرب إلى المناطق الكردية . فإن حدث ذلك ، وربما يحدث قريباً ، فستكون العاصفة . التمرد الشعبي الجامع هو أخشى ما يخشاه الأمريكان . الذي يحدث الآن هو في نظر الأمريكان ما هو إلا أعمال تخريبية يقوم بها أتباع النظام السابق .

إذن أين هي أحلام الأكراد – كأكراد لهم أحلامهم ، وكعراقيين تحتل أرضهم . ماذا تقول الأحزاب الكردية لجماهيرها ، ماذا تقدم لهم . بماذا تمنيهم . ماذا أخذت من الأصدقاء الذين باعت لهم تحالفاتنا الهشة مع دول الجوار .

هل الجبهة الشمالية آمنة للأمريكان؟ هل الإنفلات الأمني قادم ؟ ثم هل تتحق الآمال والأحلام؟

رمانة
صاح كلامك
لكن كنت أتأمل حال الأكراد بعد عناء السنين والوعود الجوفاء والتحالفات الهشة والمكانة الخاصة التي أصبحت دون العامة . نظرت إليها كجزء منفصل من ركام كل العراق . أعتقد أن الشعور الوطني سيتغلب على خصوصيتهم القومية . وهذا في ظني ما يخشاه الأمريكان وما لم يعملوا على تجنبه . وحينها أظن أن القادم هو الطوفان