|
|
 ياجماعة الكلام دا ما بنطبق علينا نحن السودانيون ؟؟؟
|
الكاتب : عبد الله باجبير
بعض المجتمعات خاصة تلك التي تعيش حياة قاسية أو ظروفاً غير مواتية لا يكون لدى افرادها وجماعاتها متسع من الوقت لإظهار مشاعر الحب بين بعضهم البعض، وفي مثل هذه المجتمعات يجد الأطفال انفسهم قد تعودوا على ان اظهار مشاعر الحب بين الطفل وابويه ينم عن ضعف لا يليق بحياة خشنة لا تأبه الا بالقوي والجسور والجريء الذي لا مكان للضعف والوهن في حياته اليومية.
يكبر الاطفال ويكبر معهم اعتقادهم ان من الضعف ان يعبروا عن حبهم لأبيهم وأن من العيب ان ينتظروا تدليلاً قد لا يجيء من أمهم.
ولا يعني هذا ان تلك المجتمعات المنعزلة التي تعيش حياة قاسية لا وجود لمشاعر الحب بين افرادها، فربما يكون عدم البوح عما في القلوب من حب يؤكد ذلك الحب ويدلل عليه على صورة أفعال ومواقف تعبر في عمق عن هذا الحب الذي لا يتكلم كثيراً.
إن الكلام الذي هو الوسيلة أو اللغة الأوضح للتعبير عن الحب الذي يكنه شخص لآخر قد لا يكون اللغة المفضلة لترجمة مشاعر الحب عند البعض ممن استقر في يقينهم ان لغة الكلام قد تحولت الى صنعة وحرفة وان هناك وسائل ولغات اخرى أكثر شفافية للتعبير عن الحب لم تفقد براءتها بعد.
في كتابه «خمس لغات للحب» يرى المؤلف الدكتور «جاري تشابمان» ان لكل شخص طريقته المختلفة في التعبير عن مشاعر الحب بداخله، فإلى جانب هؤلاء البارعين في التعبير عن الحب بالكلام المعسول المنمق، هناك من لا يجيدون الكلام ولا يجدون امامهم وسيلة لإظهار مشاعرهم غير الافعال والمواقف التي تشير وتؤكد على صدق هذه المشاعر.
وقد نجد من بين أصدقائنا ومعارفنا زوجين احدهما يجيد لغة الكلام في التعبير عن حبه للآخر، والثاني لا يبادله التعبير عن حبه بلغة الكلام نفسها التي لا يجيدها، وعندئذ ينشب سوء الفهم الذي يتلوه ظهور مشاحنات قد تؤدي في كثير من الاحيان الى خلاف مستفحل ومن هنا يتضح لنا أنه لو استطعنا فهم الطرق أو اللغات المختلفة للتعبير عن الحب فسوف يكون بالامكان تعلم كيفية ارسال واستقبال الشعور بالحب بصورة اكثر ايجابية.. ولذلك فإن «تشابمان» يدعو في كتابه الزوجين الى فهم احدهما الآخر والى محاولة كل منهما فك «كود» شفرة تصرفات الآخر الأمر الذي سيفتح المجال أمامهما لاكتشاف اساليب افضل للحوار بين الرجل والمرأة.
إن التعبير عن الحب في رأي «تشابمان» قد يكون عن طريق تخصيص وقت مميز يقضيه الزوجان بصحبة كل منهما للآخر، او عن طريق اتخاذ احدهما موقفاً له معنى نبيل لدى الآخر.. ومن لغات الحب ايضاً التدليل في بعض الأوقات، وتقديم الهدايا التي تدل على ان مقدمها قد انفق وقتاً وجهداً في اختيار الهدية المناسبة، وكذلك انصات الزوجة لزوجها اثناء الحديث عن مشاعره الداخلية، واهتمام كل من الزوجين بكل ما يحبه الآخر والبعد تماماً عن كل ما يثير بداخله من مشاعر سلبية.
من لغات الحب بين الرجل والمرأة تلك اللغة الصامتة التي تخاطب بها الزوجة معدة زوجها عن طريق اعداد الطعام المفضل لديه والذي قد يستغرق منها وقتاً طويلاً بالطبخ.. وبالطبع فإن على الزوج عندما يفاجأ بأكلته المفضلة على مائدة الطعام ان يفهم جيداً ان زوجته تريد ان تقول له بطريقة غير مباشر: احبك. وان عليه ان يقدر جيداً تلك الإشارة الصامتة ويتجاوب معها.
والزوجة التي تهتم كثيراً بأقارب زوجها وأصدقائه وتظهر لهم التقدير يمكن للزوج ان يترجم تصرفاتها هذه على اعتبار أنها رسائل حب غير مباشرة منها، تريد بها ان تبلغه، على طريقتها، ان حبها الكبير له يجعلها تهتم بمن يمتون له إما بصلة قربى او بعلاقة صداقة، ويجعلها ايضاً راغبة في اسعاده بأي شكل وبكل طريقة.
إن للحب علاقات واشارات تهدى للمحبين الذين قد تتعطل لدى احدهما لغة الكلام في نظرة عين او في ابتسامة حانية يلاقي بها احدهما الآخر عند لقائهما بعد عودة احدهما من سفره، او في احساس بأن شيئاً غالياً ينتزع من صدر المحب عند اضطراره لفراق حبيبه الى حين.
تتعدد لغات الحب، وبقدر الحب تزداد اللغات التي تعبر عنه ويجيدها الزوجان المحبان وتصلح لكل الاوقات، وبقدر اجادة المحبين لعدد اكبر من لغات الحب تزداد حصيلتهما من السعادة والهناء.
كتاب «خمس لغات للحب» للمؤلف الدكتور «جاري تشابمان» يعده الكثيرون في «أوروبا» و«أمريكا» اهم دليل ارشادي للازواج والزوجات لإعادة فهم واكتشاف ما يمكن ان يدفع بالعلاقة الزوجية في اتجاه السعادة، كما تؤكد المراجعات المختلفة للكتاب في الصحف الاوروبية والامريكية على انه يمكن الحصول منه على فائدة اكبر اذا قرأه كل من الزوج والزوجة في الوقت نفسه.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست