ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 12:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-19-2003, 04:15 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟

    رحم الله أستاذنا الراحل العلامة البروفسور عبدالله الطيب بقدر ما قدم لوطنه ولطالبي العلم من طلابه في السودان والعالم العربي والاسلامي


    حاولت البحث عما كتب عنه في الانترنيت فهالتني قلة المواقع التي تتحدث عنه او عن أعماله المقروءة والمسموعة وعن سيرته العلمية الحافلة بصحائف باهرة غدت مدعاة فخرنا
    وجعلني هذااتساءل : ألا يستحق استاذنا موقع انترنيت يحوي سيرته واعماله المقروءة والمسموعة وما كتب عنه من زملائه وطلابه وصوره وحواراته وما نال من جوائز علمية ...الخ

    آمل ان يتعاون الجميع في انشاء هذا الموقع
                  

06-19-2003, 04:20 PM

3bdo

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    سلامااات سمبتيكو

    علم مثل فقيدنا ليس له موقع علي الشبكة ... بينما تجد مواقع للممثلين والفنانين المبتدئين حتي ... اليس هذا بتقصير

    يدي علي ايدك وانا معاك ونشوف الباقين
                  

06-19-2003, 04:25 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    هذا اقل ما يجب فعله
                  

06-19-2003, 04:29 PM

ABUHUSSEIN
<aABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    و الله الفكـرة جـيـدة جــدا و تستحق التنفيذ


    أتمنى إنو الخطوات العملية الجادة تتم مباشرة

    و ما شاءالله البورد فيهو تقريبا كل الكفاءات المطلوبة

    لي عمل زي دا.

    و ياريت نساهم في عمل شئ زي دا لي إنسان عمرو كلو

    كان سفير لي السودان في كـل المناسبات الثقافية

    و الأدبية و التعلمية .


    تحياتي للجميع
                  

06-19-2003, 04:59 PM

Zaydoon

تاريخ التسجيل: 06-12-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    sympatico

    تحياتي ...


    لقد قرأت أفكاري .....


    وأصدقك القول كنت بصدد طرح هذا الموضوع .

    وأضم صوتي لك وأدعو الجميع للمشاركة في إنشاء موقع يليق بهذا العلم الفذ.

    وأبشرك أخي ...

    فالإسم قد تم حجزه ...

    وأدعو الجميع من هنا بالمساعدة في جمع أعماله وإعداد السيرة الذاتية.

    وسأبدا في وضع التصور الخاص بتصميم الموقع وتنفيذه بعد الرجوع إليكم لأخذ موافقتكم للبدء في التنفيذ.

    ويمكن للجميع مراسلتي على العنوان البريدي الخاص بي وهو [email protected]

    وموضح أيضا ببياناتي الشخصية.

    ونسأل الله الرحمة والمغفرة .

    (عدل بواسطة Zaydoon on 07-07-2003, 05:03 PM)

                  

06-19-2003, 05:34 PM

ABUHUSSEIN
<aABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    و الله بداية سـريعة و كويسة الله إديكم العافية و موفقين إنشاءالله
                  

06-19-2003, 05:39 PM

3bdo

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: ABUHUSSEIN)

    الاخ زيدون

    بداية سريعة ما شاء الله وربنا يوفق

    ونحن علي قدر استطاعتنا برضه جاهزين للمساعده

    وبأوجه دعوه للاخوه الصادق والخواض والمريود وود الجيلي وأنور للمساهمة في هذا العمل
                  

06-19-2003, 07:36 PM

BousH
<aBousH
تاريخ التسجيل: 04-19-2002
مجموع المشاركات: 1884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: 3bdo)

    الاخ سمباتيكو

    شكرا على الطرح والشكر موصول للاخ زيدون عى تبني الموضوع وحجز الاسم والمساحة

    هكذا عرفناكم عن اخوة عزاز وكرام .... اقترح على الاخوة الصحفين تجميع المادة ونحن علينا بالباقي انشاء الله

    ودمتم لهذا البلد
                  

06-22-2003, 09:47 AM

ابو ساجدة
<aابو ساجدة
تاريخ التسجيل: 05-17-2003
مجموع المشاركات: 112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: ABUHUSSEIN)

    اين حقوق الرجل علينا
    كم يابلادى بك من افذاذ مجهولين
    والله لو كان مصرى للقب بعميد الادب ولكبر له كل العرب حتى نحن!!!!!!!!
                  

06-19-2003, 11:18 PM

obay_uk
<aobay_uk
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 639

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)


    السلام عليكم
    نعمل تصميم عام ، بعد جمع كل المتوفر من معلومات ، حتى ممكن نجرب لو الاذاعه عندها مخطوط للماده الصوتيه ، واذا لم يتوفر ، فنطلب منهم جميع الانتاجات الصوتيه للبروف المرحوم ، ونرفعها أيضا على الانترنت ان شاء الله

    بعد التصميم العام ، وتحديد كم صفحة تصنيف كاتيقوري نحتاجها
    وممكن نستخدم مثلا برنامج
    Macromedia FreeHand
    في الديزاين العام ، نقوم نوزع الموضوع على عدة أشخاص ، ناس للصوت ، وللصور ، وللكتابه ، وللسكانينج أو المسح الضوئي في حالة تعذر الكتابه ، وهكذا
    ونعطي في الآخر ذلك لناس التصميم
    يقومو باللازم بعد توزيع الأدوار فيما بينهم
    أيضا يجب تذكر أن يكون هناك شخص ملم بموضوع
    networking security
    عشان الموقع لو حصل ليهو حاجه ما يتبخر الموضوع زي هجمات منتخبنا الوطني لما تصل لخط سته

    بنجيكم

                  

06-19-2003, 11:43 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: obay_uk)

    الله يديكم العافية يا شباب
    والبروف يستحق أن يوثق غزير ما قدمه للثقافة والعلم
    ويا ريت ضاف تفسيره للقرآن الكريم بقراءة صديق أحمدحمدون
    عليهما رحمة الله
                  

06-20-2003, 04:35 PM

Zaydoon

تاريخ التسجيل: 06-12-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    للأهمية .. تم رفعه
                  

06-20-2003, 09:13 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: Zaydoon)

    شكرا لكل الاحوة الذين دعموا الفكرة وبعضهم بدا عمليا في التنفيذ و وآمل ان تتواصل الجهود وتتابع حتى يتم انشاء الموقع
    ومن هنا اناشد كل الذين لديهم مواد مقروءة او مسموعة او صور انزالها هنا او ارسالها للأخ زيدون الذي سيقوم بعمل التصميم بمعاونة بعض الاخوة زكما اقترح الاخ ابي بمكن ان يقوم كل واحد له علاقة بالتصميم بعمل جزء من العمل حتى يكتمل

    وهذا مقال تم نشره بعدد الخميس 20 يونيو بصحيفة الاضواء الصادرة بالخرطوم

    ========
    نقطة في .. بحر العلامة .. عبد الله الطيب ــ رحلة الضفاف


    بقلم : ابو عاقلة ادريس اسماعيل

    وفي سن باكرة جداً كان الفتى العبقري عبد الله الطيب قد حفظ القرآن وشرفه ورتل.. كان ابن عشر عندما اقرأه والده الشيخ الطيب عبد الله سورة (الانسان) بكسلا وآخر سورة (القيامة) وإختلاف روايتي الياء والتاء في (تمني) و(يمني) وخطه له في اللوح اول (الدخان) عند شرافتيها وذكره مبتسماً جواز تشديد الجيم ادغاماً للذال فيها من قوله تعالى «اذ جاءها المرسلون» في سورة (يس) ، ومن بعد علم امر رواية حفص عن عاصم ورواية الدوري عن ابي عمرو وبها كان يقرأ..

    حكيت به البراق في النظم والمدد

    إذ التاكة الغرا ودامر لي بلد

    وإذ أنا في الخلوات اذ احضر العدد

    وإذ أنا في توتيل اذ عيشنا رغد

    وكان أبي فيها الإقامة يصطفي



    وكان ابي يشدو والقريض مجودا

    ويمدح مولانا الرسول محمدا

    بحب شديد اريحيا مغردا

    وينمي الى المجذوب من نسل احمدا

    له انا في مدح النبي سأقتفي

    والفتى ابن عشر نظم والفقيه الطاهر بابكر النقر المجذوب سنة 1391م قصيدة كاملة حاكيا بها طريقة مدائح اولاد الحاج الماحي مطلعها : ــ

    يا رب يا رب صلي على النبي يا رب يا رب

    وكان مولانا الشيخ مجذوب جلال الدين وهو والد الشاعر الجزل محمد المهدي المجذوب ــ للفتى بعد ابيه خير والد ومعين ، ومنه أخذ كثيراً في الادب واللغة والعروض والتجويد إذ إنه كان يقدم الدامر في عطلة الصيف المدرسية ، وكان الفتى ـ إذ ذاك ـ في ميعة الصبا وغضارته يتعصب لابي تمام حبيب بن اوس الطائي «091 ــ 132 هـ»، ولعله كان ـ وقتها ــ ينشد من شعر «حبيب»:ـ

    ونفس تعاف العار حتى كأنه

    هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفرٌ

    فأثبَتَ في مستنقع الموت رجلهٌ

    وقال لها من تحت أخمصك الحشر

    غدا غدوةً والحمد نسجٌ ردائه

    فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجْر

    تردى ثياب الموت حمراً فما أتى

    لها الليل إلا وهي من سندس خضر

    كأن بني نبهان يوم وفاته

    نجوم سماء خر من بينها البدر

    يعزون عن ثاوٍ تٌعزى به العُلى

    ويبكي عليه الجود والبأس والشعر

    وأنى لهم صبر عليه وقد مضى

    الى الموت حتى إستٌشهدا هو والصبر!

    فتى كان عذب الروح لا من غضاضة

    ولكن كبرا أن يقال به كبر!

    فتى سلبته الخيل وهو حمى لها

    وبزته نار الحرب وهو لها جمر

    وقد كانت البيض المآثير في الوغى

    بواتر فهي الآن من بعده بتر

    او ينشد : ــ

    وتفلل الاحساب بعدك والنهى

    والبيض ملس ما بهن فلولٌ

    من ذا يحدث بالبقاء ضميره

    هيهات أنت على الفناء دليل

    يا ليت شعري بالمكارم كلها!

    ماذا وقد فقدتْ نداك تقول!

    كم مشهد قد جددته لك العُلا

    وكأنه بالأمس وهو محيل

    وكتيبة كتبت لها ارواحها

    واليوم أحمر من دم مصقوك

    او يرفع عقيرته بالغناء : ــ

    دعني وشرب الهوى يا شارب الكأس

    فإنني للذي حسيته حاسي

    لا يوحشنك ما إستسمجت من سقمي

    فأن منزله بي أحسن الناس

    من خلوتي فيه مبدا كل جائحة

    وفكرتي منه مبدا كل وسواس

    رزقت رقة قلب منه نَغصة

    منغص من رقيب قلبه قاسي

    متى أعيش بتأميل الرجاء إذا

    ما كان قطع رجائي في يدي ياسي؟

    وقد سبق أن سأل الشيخ (مجذوب جلال الدين) تلميذه الفتى (عبد الله الطيب) عن ابي تمام لم يقدمه ؟ فذكر له بيتيه : ــ

    لا تنكروا ضربي له من دونه

    مثلاً شروداً في الندى والباس

    فالله قد ضرب الأقل لنوره

    مثلاً من المشكاة والنبراس

    فإستحسن ذلك ، ثم ذكر له إن ليس لابي تمام مثل قول ابي الطيب احمد بن الحسين المتنبي الكوفي الجعفي الكندي (303 ـــ 453 هــ) شاعر العربية الأكبر : ــ

    ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى

    عدواً له ما من صداقته بُدُّ

    وهو البيت الثامن من مدحة (ابي الطيب) لــ (محمد بن سيار بن مكرم التميمي) : ــ

    اقل فعالي بله أكثره مجد

    وذا الجد فيه نلت أم لم أنل جدُ

    ساطلب حقي بالقنا ومشايخ

    كأنهم من طول ما إلتثموا مرد

    ثقال إذا لاقوا خفاف إذا دعوا

    كثير اذا شدوا قليل إذا عدوا

    وطعن كأن الطعن لا طعن عنده

    وضرب كأن النار من حره برد

    إذا شئت حفت بي على كل سابح

    رجال كان الموت في فمها شهد

    أذُم الى هذا الزمان أُهيله

    فأعلمهم فدم وأجزمهم وغد

    وأكرمهم كلب ، وأبصرهم عمٍ

    واسهدهم فهد ، وأشجعهم قرد

    ومن نكد الدنيا على الحُر أن يرى

    عدواً له ما من صداقته بُد

    هذا وقد وافق الفتى الذواقة شيخه في رأيه مستحسناً في إستقلالية فكر ، وأدب جم وتواضع مهيب ، وقد تلقى عليه في كلية غردون والمدارس العليا من بعد ، وكان من أبرز اساتذته في كلية غردون التذكارية ايضاً استاذ الرياضيات ، الزعيم اسماعيل الازهري رئيس الوزراء في أول حكومة وطنية في تاريخ السودان الحديث ــ وهو الذي طلب من تلميذه عبد الله الطيب أن يختار له نشيداً للعلم الوطني بعد الجلاء ، فإختار ضمن لجنة معتبرة نشيد (السلام الجمهوري) للاستاذ احمد محمد صالح ــ شاعر (مع الاحرار) : ـ

    نحن جند الله جند الوطن

    إن دعا داعي الفدا لم نخن

    نتحدى الموت عند المحن

    نشترى المجد بأغلى الثمن

    هذه الأرض لنا فليعش سوداننا

    علماً بين الأمم

    يا بني السودان هذا رمزكم

    يحملُ العبء ويحمي ارضكم!

    كلما ترنمت بهذا النشيد الوطني احسست أنه كم كان موفقاً ذلك الفتى النابه في إختيار نشيد يرمز ، ويحتشد ، ويستنطق نشيد يشخص روعة التراب ، وعظم الإنتماء ويجسد في حرارة الأداء الواجب الاقدس نحو المضاء والفداء.

    وتلقى العربية علومها وآدابها ــ في كلية غردون ــ على اساتيذ جهابذة اعلام منهم الشيخ الامين ابراهيم (الطويل) ، والذي تلقى العلوم الشرعية والعربية من قراءن وتفسير وفقه وحديث وأصول وفرائض ونحو وصرف وعروض وأدب وفقه للغة وخلافة على يدي العالم اللوذعي الفكي بابكر (راجل شمبات مؤسس الخلوة الشهيرة) والذي خلفه القاريء الألمعي الفكي يس ــ وكلاهما من بعد من اكابر العارفين ، وبقية الصالحين.

    وعندما كان يدرس الطالب عبد الله الطيب في مدرسة بربر الوسطى افاد كثيراً عن صحبه استاذه ضابط الداخلية الهادي ابو بكر ، ومن وفائه الجم لاستاذه الهادي ــ طيب الله ثراه ــ أن منحه عضوية مجمع اللغة العربية بالخرطوم ، والذي أسسه تلميذه البروفسور عبد الله الطيب في العام 0991م

    جيل البروفسير عبد الله الطيب في صباه الباكر كما نتعرف عليه من خلال شهادة الدكتور احمد عبد الله سامي احد ابناء جيله والتي أدلى بها في حواره مع الاستاذ الطاهر حسين بجريدة الصحافة بتاريخ الثلاثاء 51 جمادي الأول 1241هـ ـــ الموافق 51/ اغسطس 0002م ، ووثق له الاستاذ مصطفى عوض الله بشارة في كتابه الجديد «ذكريات ووقفات مع الاديب العلامة البروفسير عبد الله الطيب» جيل متفرد متميز فيه الدكتور الطيب محمد الحسن ابو بكر ومصطفي الطاهر وكان الدكتور عبد الله الطيب ، واصدقاؤه الأحباء محمد عبد القادر كرف ، وبابكر احمد موسى ، والهادي ابو بكر ، والمرحوم ابراهيم يوسف خال الاستاذ الهادي ــ وكلاهما من جماعة ابي روف ــ والدكتور احمد عبد الله سامي يتعشقون مجالس واسمار العالم اللغوي المغلق الخنذيذ الشيخ الطيب السراج الادبية ــ وهو تلميذ الشيخ عبد الله محمد عمر البنا أعلم أهل السودان بالعربية في تاريخه الحديث وكانت تستمر من بعد صلاة العشاء الى موعد ظهور الفجر

    وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام

    ومن جيل الفتى (عبد الله الطيب) فتية نابهون نابغون الرشيد نايل ــ المحامي ــ الهادي احمد يوسف ــ عزيز التوم ــ وسعد الدين اسماعيل فوزي

    وتكونت دفعة عبد الله الطيب بالمدارس العليا (كلية الآداب) في كلية غردون التذكارية من أثنى عشر طالباً منهم المرحوم عبد الرحيم الامين ـ المعلم في النقد الادبي ــ والمرحوم الدكتور احمد الطيب احمد ــ استاذ الانجليزية والترجمة والنحو والمسرح وقد أكمل السنة الرابعة بالكلية كل من البروفسير عبد الله الطيب ــ البروفسير عز الدين الامين ــ البروفسير صلاح الدين المليك ، والاساتذة ابراهيم على ابراهيم ـ وحسن حلمي واحمد عبد الله المغربى ــ عضو مجمع اللغة العربية بالخرطوم

    وعندما إبتعث عبد الله الطيب سنة 8491م الى جامعة لندن حيث حصل على شهادة المعادلة للبكالريوس ثم على الدكتوراة في عام 0591 وعمل في لندن استاذاً للادب العربي من عام 0591 الى 1591م كان يدرس ــ من الطلاب السودانيين في الجامعات البريطانية أثناء دراسته حسب إفادات السيدة جوهرة «جيرزلدا» عقيلة البروفسير عبد الله الطيب للاديب مصطفى عوض الله بشارة ــ كل من الاساتذة الدكتور احمد الطيب احمد ــ الاستاذ الاديب الدبلوماسي جمال محمد احمد ــ المهندس كمال الجاك ــ الاستاذ سر الختم الخليفة ــ الدكتور مكي شبيكة ــ الشاعر اسحاق محمد الخليفة شريف ــ الفنان شفيق شوقي ــ الفنان عبد الرازق عبد الغفار ــ والتشكيلي بسطاوي بغدادي.

    وقد تسأل ـ صاح ــ عن علاقة البروفسير عبد الله الطيب بندوة صيدلية العاصمة المثلثة التي أسسها الشاعر منير صالح ، وأخوانه ابناء شاعر السيف والقلم صالح عبد القادر ــ بطل ثورة جمعية اللواء الابيض في نوفمبر 4291م ــ وكان يختلف على تلك الندوة الأدبية ــ في مطلع سني الستين ــ كبار الشعراء والأدباء والمثقفين يومذاك محمد المهدي المجذوب والشعبي ــ محمد محمد علي ــ منير صالح عبد القادر «شهاب» ــ الدكتور احمد الطيب احمد ــ الهادي آدم ــ مبارك المغربي ــ منصور عبد الحميد ــ بشري امين ـ مهدي محمد سعيد ــ سيف الدين الدسوقي ــ ابو آمنه حامد ــ مصطفى عوض الله بشارة ـ محجوب حسن ــ يوسف محمد يوسف السلامي ــ الدكتور ابراهيم دقش وتطول القائمة بتلك اللوحات الفنية الزاهية.

    وربطت وشائج الاخوة والصداقة المقدسة بين الفتى العلم الألمعي وأصدقاء رائعين منهم البروفسير محمد ابراهيم خليل الذي كان يلاعبه الشطرنج ، والشاعر جعفر حامد البشير ، والشاعر مختار محمد مختار ، والشاعر اسحق محمد الخليفة شريف ، والاخير هو الذي اهدي اليه شاعرنا (عبد الله الطيب) ديوانه الأول (أصداء النيل) في طبعته الأولى 7591م

    «الى الأخ السري الاديب اللبيب السيد اسحق محمد الخليفة شريف من ظل وداده ثابتاً على تقلب الأيام وأنبائها ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

    المؤلف 7591م»

    يهدي (أصداء النيل) ــ في طبعته الثانية 0691م «الى صيدلية العاصمة المثلثة الى منير وبني صالح ومجمع الشعراء والأدباء في ندوة صيدليتهم المحروسة

    المؤلف 0691م»

    وبمناسبة شعر (عبد الله الطيب) فإن آخر دواوينه الشعرية (نغمات طروب) ــ نامل أن يرى النور قريباً عرفت وصديقي الاستاذ الصحافي عبد السلام عوض ــ من أسرة البروفسير عبد الله الطيب ــ أن معلومات هذا الديوان بطرف قريب الاسرة الكريمة الدكتور حسين الخزيني عبد الرحمن ـ المحاضر حالياً في جامعة الملك سعود بالمملكة السعودية الشقيقة.

    نشأ (عبد الله الطيب) في أسرة شاعرة ، سمع امداح جده لوالده الفقيه (الطيب بن محمد) يمتدح الفقيه احمد بن جلال الدين ــ وهو ابن اخته فاطمة ، لما حج يدعو له ويعيذه بالله من شر الحُساد : ـ

    مرحبتين حباب ولدي المضوي خزين

    ويا ود الحلال ال ماك رجاء خايبين

    كيفن أنت ما بتضوي وما بتبين

    امك حرة مرحب ابوك جلال الدين

    الطيب يقول مبروك علينا فتق

    واودعته الرسول الدخري يوم شرق

    يا البازل الوهيط لشدة المعلق

    ومرحبتين حباب ولدي البعبد الحق

    يا مولاي رده وبالسلامة يعود

    حجر الجوهر الفوقه الحمل مسنود

    يعمن منك ابصار الحسادة والقلوب السود

    وإستمع الى أمداح (رابعة بنت المجذوب) في ابنة اختها بنت ام هاني بنت المجذوب

    يا رب يا كريم يا كاشف البلوى

    تعطيها عيالاً يقروا بيتقوي

    زهاداً عفافاً مجلسن خلوة

    متل ناس الضريري السيرتن حُلوة

    وإستمع الفتى الى قصائد جده الشيخ محمد المجذوب

    يا جليل القدر طول

    و: يا عظيم المن جود

    و: يا رب سألتك بالاسم العظيم

    وأشار (عبد الله) الى قوله فيها وقال هومن خالص الدارجة السودانية القديمة

    جيد لينا وسي سي سي يا نديم

    وفي بواكير الصبا الغض حفظ فتانا معلقة عنترة ، ولامية (حكم سيوفك) وبانت سعاد والبردة ، والهمزية وكان يعلق على تينك القصيدتين المادحتين ــ البردة والهمزية للامام الابوصيري يقول إنهما ثلثتا ، وخمستا ، وسبعتا ، وتسعتا ، ولربما انشد مع المنشدين في ليالي المديح يومي الاحد والخميس تخميس العلامة عبد الباقي الفاروقي لهمزية البوصيري : ــ

    لعلى الرسل عن علاك إنطواء

    واولو العزم تحت شاوك جاءوا

    ولمرقاك دانت الاصفياء

    (كيف ترقي رقيك الانبياء

    يا سماء ما طاولتها سماء)

    لك فرق حكي الصباح وضيء

    منك اذ شرف الوجود مجيء

    انت بدر من الخسوف بريء

    (ومحي كالشمس منك مضيء

    اسفرت عنه ليلة غراء)

    حيث جبريل في السموات مجد

    يعلن البشر في ولادة احمد

    سمعت أمة ابشري بمحمد

    (وتوالت بشرى الهواتف أن قد

    ولد المصطفى ، وحق الهناء)

    ويتلو من (مولد) الشيخ المجذوب : ــ

    «واورد القاضي عياض بسنده في الشفا ، حديثاً جليلاً طوبى لمن به أشتفى»

    ويتلو من مقدمة كتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفى)

    «اللهم صلى على محمد وآله وسلم»

    قال الفقيه القاضي الامام الحافظ ابو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليعصبي (الاندلسي 674 ـــ 445هــ) رضى الله عنه ــ الحمد لله المتفرد باسمه الأسمى ، المختص بالملك الأعز الاحمي ، الذي ليس دونه منتهى ، ولا وراءه مرمى ، الظاهر لا تخيلا ووهما ، الباطن تقدساً لا عدما ، وسع كل شيء رحمة وعلماً ، واسبغ علي أولويائه نعماً عما ، وبعث فيهم رسولاً من أنفسهم عرباً وعجماً ، وأزكاهم محتداً ومنمى ، وارجحهم عقلاً وحلما واوفرهم علماً وفهماً ، واقواهم يقينا وعزماً ، وأشدهم بهم رافة ورحمى وزكاة روحاً وجسماً ، وحاشه عيباً ووصماً ، وآتاه حكمة وحكماً ، وفتح به أعينا عمياً ، وقلوباً غلفاً ، وآذاناً صماً ، فآمن به وعزره ونصره من جعل الله له في مغنم السعادة قسماً ، وكذب به وصدف عن آياته من كتب الله عليه الشقاء حتماً «ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة اعمى واضل سبيلاً» (الإسراء 27) صلى الله عليه وسلم صلاة تنمو وتنمى ، وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.

    وكان الشيخ الفتى (عبد الله الطيب) ــ منذ نعومة أظافره شديد الوله بكتب السير والتراجم يعكف على سير (ابن اسحق) ، وأبن هشام ، وتاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري ، وطبقات ابن سعد ، وإصابة ابن حجر ، والإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر ، ووفاء الوفا بأخبار المصطفى لنور الدين السمهودي ، والسمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين للمحب الطبري ، ونسب قريش للمصعب الزبيري وجمهرة انساب العرب لابن حزم ، والروض الأنف للسهيلي ، وأنساب الاشراف للبلاذري ، واخبار مكة في قديم الدهر وحديثه لابي الوليد الازرق الفاكهي وكان الفتى يلتمس الشفاء والبركة التماساً في مثل هذه الكتب التي تترجم للسيرة العطرة ــ لاسيما كتاب (الشفا) للقاضي عياض ــ اذكر في هذا المقام أن شيخنا البروفسير عبد الله الطيب قدم ــ بتاريخ الرابع من ذي القعدة سنة 0241 هــ كتاب (أنفاس طاهرة من لطائف السيرة النبوية) لمؤلفه البروفسير احمد علي الامام ليقول : ـ

    «.... ـ ومنذ خروج كتاب الشفا للناس اقبل ، عليه صالحو المؤمنين يتبركون بقراءته وربما إستشفوا به من علل المدن ، كما يستشفى من علات النفوس ، وطوارق امراض خطوب الزمان...»

    ما سامني الدهر ضيماً وإستجرت به

    إلا ونلت جواراً منه لم يضم

    ولا إلتمست غنى الدارين من يده

    إلا إلتمست الندى من خير مستلم


    -
    المصدر

    http://www.aladdwaa.com/thagaf.html
                  

06-21-2003, 04:43 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    أستأذن الأستاذ تبلدينا في وضع البوست الخاص بسيرة العلامة الراحل البروفسور عبدالله الطيب . هنا لتعميم الفائدة وللافادة مما جاء فيه من معلومات وصور في الموقع المقترح
    مع شكري الجزيل


    قراءات فى سيرة العلامة عبدالله الطيب 1921- 2003


    ------

    وأيضا أستأذن الاستاذ فيصل صالح في وضع البوست الذي اةرد فيه احدى قصائد الراحل

    عبد الله الطيب ...الكاس التي تهشمت

    (عدل بواسطة sympatico on 06-21-2003, 05:02 PM)

                  

06-21-2003, 04:52 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    في عام 200م نال الراحل جائزة الملك فيصل العالمية في مجال الأدب العربي مناصفة مع الدكتور عزالدين اسماعيل

    ===



    The prize for Arabic Literature (Early Arab Literary Critics) has been awarded jointly to Professor Abd Allah El Tayeb from Sudan and Professor Izz El Din Ismael Abd Al Ghani from Egypt. Professor El Tayeb 's 5-volume book on the composition and appreciation of Arabic poetry is regarded as a classic both in its content and novel approach. For decades it has been a major reference to scholars. This masterly work not only reflects El Tayeb's encyclopedic knowledge of poetry and other Arabic arts, but also contributes significantly to the correction of several misconceptions regarding traditional Arabic literary criticism. Professor Abd Al Ghani is a prominent literary critic who insightfully associates modern literary concepts with classical views. Because of moderation and intellectual balance in his writings, he has been able to make valuable contributions to diverse contemporary literary schools.



    -
    المصدر

    http://www.kff.com/arabic/kfip/sfullkfip.htm
                  

06-24-2003, 05:42 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)





    وترجل الفارس عن صهوته


    اين الذي الهرمان من بنيانه ما قومه ما يومه ما المصرع

    تتخلف الآثار عن اصحابها حيناً ويدركه الفناء فتتبع

    والناس انزل في زمانك منزلاً من ان تعايشهم وقدرك ارفع

    من للمحافل والجحافل والسرى؟ فقدت بفقدك نيراً لا يطلع

    ومن اتخذت على الضيوف خليفة؟ ضاعوا ومثلك لا يكاد يضيع

    ولي وكل مخالم ومنادم بعد اللزوم مشيع ومودع

    من كان فيه لكل قوم ملجأ ولسيفه في كل قوم مرتع

    ان حل في (فرس) ففيها ربها (كسرى) تذل له الرقاب وتخضع

    اوحل في (روم) ففيها (قيصر)

    اوحل في (عرب) ففيها (تبع)

    قد كان اسرع فارس في طعنة فرساً، ولكن المنية اسرع

    لا قلبت ايدي الفوارس بعده رمحاً، ولا حملت جواداً اربع

    ابو الطيب المتنبي



    في التاسعة من صباح الخميس 91 ربيع الثاني 3291هـ الموافق له 91 يونيو «حزيران» 3002م، انطوت آخر صفحة في كتاب العبقرية من بين عصاميين جيل الذاكرة الحديدية حيث توقف النهار المتلاطم الاواذي والامواج عن هديره الزخار عندما نعى الناعي الى الامة - في محيطها المحلي والاقليمي والعالمي حبراً من احبارها، وعلماً من اعلامها، وقطباً مركزياً في مدارها، وموضع القلادة في جيدها ذلكم هو الموسوعي العلامة بروفيسور عبد الله الطيب - رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم، وآخر حبات انتظمت في عقد مجمع الخالدين - رحمه الله رحمة واسعة - وقد كان تشييعه المهيب «خميساً زاحفا» - مثل عنوان احدى قصائده السيارة - يذكر الناس بسير السف الصالح في تراجمهم، وبمقولة الامام ابي عبد الله احمد بن محمد بن حنبل الشيباني - امام اهل السنة والجماعة - «الفرق بيننا وبينهم الجنائز»... يعني اهل البدع.. قال يونس بن حبيب التابعي - وكان نوبياً - لو لم تكن طائفة العلماء من اولياء الله تعالى فلا اعرف الله ولياً.

    5591م والفتى ابن اربع وثلاثين طبع له بقاهرة المعز اعظم سفر في موضوعه في عصر الحديث.. وانبهر الدكتور طه حسين - عميد الادب العربي بالسفر «المرشد الى فهم اشعار العرب وصناعتها»... وعبر عن بعض انبهاره بقوله:-

    هذا كتاب ممتع الى ابعد غايات الامتاع، لا اعرف ان مثله اتيح لنا في هذا العصر الحديث».

    والدكتور عبد الله الطيب هو اول من تحدث قديماً وحديثاً في تاريخ العربية كله تليده وطريفه عن خصائص البحور في الشعر العربي من خلال كتابه «المرشد».. نبه الى ذلك تلميذه النجيب استاذنا الدكتور الحبر يوسف نور الدائم - الاستاذ المشارك بقسم اللغة العربية في كلية الاداب بجامعة الخرطوم... وزاد عليه صديقنا الدكتور: صديق عمر الصديق - نائب مدير معهد البروفيسور عبد الله الطيب للغة العربية بجامعة الخرطوم - اذ قال ان عبد الله الطيب تفرد في حديثه عن خصائص الاوزان والبحور في الموسيقا والعروض، لم يسبقه في ذلك احد لا في القديم ولا في الحديث لولا بعض الاشارات - هنا وهناك - لحازم القرطاجني في كتابه: «منهاج البلغاء، وسر الادباء» والذي كان مخطوطة عندما اصدر الاستاذ البروفيسور عبد الله الطيب كتابه «المرشد»..

    يتحدث مثلاً عما اسماها بـ «البحور الشهوانية» البسيط المنهوك - المتقارب القصير - المقتضب - المضارع - المنسرح القصير...

    هذه البحور سميناها «شهوانية» لان نغماتها لا تكاد تصلح الا للكلام الذي قصد منه قبل كل شيء ان يتغنى به في مجالس السُكر والرقص والمتهتك المخنث. ولو تأملتها جميعاً وجدت في نغمها شيئاً يشعر بالشهوانية، ولسمعت من نقرات تفاعيلها موسيقا ذات لون جنس، خذ كلمة شوقي في البسيط المنهوك (2 - 111 - 511)

    طال عليها القدم فهي وجود عدم

    قد وئدت في الصبا وانبعثت في الهرم

    بالغ فرعون في كرمتها من كرم

    ومنها في صفة الرقص ونسائه:

    تمرح في مامن مثل حمام الجرم

    مؤتلف سربها حيث تلاقي التام

    مندفعات على مختلفات النغم

    بين يد في يد او قدم في قدم

    تذهب مشي القطا ترجع كر النسم

    تجمع في ذيلها تتركه لم يلم

    ترفل في مخمل نم ولما ينم

    نقاد الشعر الحديث المعاصرون في الوطن العربي يؤرخون الشعر الحديث بقصيدة «الكوليرا» - لنازك الملائكة - و«هل كان حباً؟» لبدر شاكر السياب، وقد قامت اكبر معركة ادبية بين الاثنين تدور حول ايهما اسبق في كتابة الشعر الحديث، واغلب الظن ان كليهما كتب قصيدته في سنة 7491م... لكن نقاد الشرق - جلهم - يجهلون ان «عبد الله الطيب» كان اسبق منهما في ابداع «الشعر الحديث»، حيث نظم على بحر الرمل - والبحر يطول ويقصر - «الكأس التي تحطمت» في ابريل 6491م:

    اترى تذكر لما ان دخلنا الفندق الشامخ

    ذاك الفندق الشامخ في ليدز

    ذاك الرحب ذاك الصاخب الصامت

    ذاك الهائل المرعب اذ كنا معا

    انت واليانوس والاخرى التي تصحب اليانوس

    والابصار ترمينا بمثل الرشقات

    وسهاما حانقات

    فجلسنا في قصي ثم قمنا وجلسنا في قريب

    زاخر بالنور ضاح

    نتساقى روح ايناس وراح

    وجدال جده كان مجنا للمزاح

    والمراح

    فوددنا لو مكثنا هكذا حتى الصباح

    لا نرى الحاظ لاح

    قد خلعنا حذر الغربة الا هجسات

    واضطراباً لابساً ثوب ثبات

    كحياء الخفرات الحذرات الفطنات

    لمح الشر واغضى النظرات

    ومضى مضطرباً مرتقباً متخذاً زي ثبات

    يتوقى الوثبات

    ثم لا انسى اذ الكأس رذوم

    واذ الجو حديث ورنين

    واذ التبغ على النور دجون

    واذ الناس جليس وانيس ونديم

    كيف خر الكوب ذاك المترع الملآن للارض وسالا

    وهوى منكسراً منفطرا

    واكتسى وجهك بالدهشة لونا واستحالا

    واذا الدنيا سكون

    واذا الصمت اللعين

    يتمطى ويرين

    واذا الابواب والانوار والسقف عيون

    وحسيس هامس تسمعه الجدران والشارع والشرطي

    همس واستياء

    تفضح الخسة منه ويواريه الرياء

    فتجلدت على الكرسي حيناً ونسيت الشعر موزوناً رصينا

    وتلفت الى الاعذار منها ما يؤاتي

    تنسب الشر الى الاقدار في هذي الحياة

    نبعث فلسفة منك عن الدهر الخئون

    وقضاء الله اذ يسبق اوهام الظنون

    تتلاقى الكوب بالالفاظ والكوب تحطم وتهشم

    وهوى يسمعه سقف وباب

    اتزف العلم للسامع فالسامع اعلم

    اتسب الساخط الزاري لا يغني السباب

    ذهبت كأسك كالوهم وسالت

    وهوت في الفندق العامر ذاك الفندق الشامخ

    ذاك المرعب الهائل ذاك الصامت الصاخب

    دوت فيه صالت

    جلجلت

    لا تشتمم الاقدار لا يغني السباب

    ذهبت كأسك كالوهم وعزاك الصحاب

    لحظة غيبها ماضي الزمان

    انا لا اذكرها الا اعتراني

    ضحك يملأ حسي وكياني

    افلا تذكرها؟؟؟

    حاشية:-

    «عبد الله الطيب» هتف يوماً بان الشعر الحديث «باطل حنبريت» فتأمل!!..

    ويوماً ما من ايام فاس - والجامعات المغربية تتوج باعظم علماء الاداب والعربية في عصرها الحديث: الدكتور شوقي ضيف - الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطيء - والدكتور عبد الله الطيب... يختلفون على الديار المغربية ويتعاقبون... في الفة، ومحبة، وغبطة، وحنان..

    يوماً ما... يسأل البروفيسور عبد الله الطيب تلميذه الصوفي النابه «احمد المصطفى احمد» - من ابناء الولي الصالح الشيخ العبيد محمد ود بدر - ابان الحرب الباردة عن رئيس الاتحاد السوفيتي الجديد فيقول التلميذ متعجباً «اسمه ميخائيل جورباتشوف.. فتبرق ثناياه ويقول وكأنه ارخميدس: «جورباتشوف هذا جدته يهودية، وسوف يفكك بناء الاتحاد السوفيتي»... وتصدق نبوءة الرجل.. وتظهر علاقة الرئيس جورباتشوف.. بدولة الكيان الصهيوني المزعومة.. ويتحدث المحللون السياسيون والدهشة تعقد السنتهم، وعشرات اسئلة الاستفهام تدير رؤوسهم عن علاقة رئيس الاتحاد السوفيتي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي باصابع الامبريالية الرأسمالية العالمية.. و... تظهر البيروسترويكا... ويسقط اتحاد جمهوريات السوفيت الاشتراكية... ويسقط سور برلين.. وينهدم الجدار.. آهـ.. زلزال عنيف... لكن من ادرى «عبد الله الطيب» بان «حبوبة» الرفيق جورباتشوف اسرائيلية، وانه.. «حيفرتق» الاتحاد السوفيتي!!...

    و«عبد الله الطيب» - رغم كراهيته للسياسة - تراه ينظم:

    وكيف يبلغ الانسان خيراً ونهج الخير اشرس لا يرام

    ومن طلب المحبة فهي امر تقطع دونه الهمم العظام

    وما يبقي الشيوعيون الا وقود الحرب ان قالوا: «السلام»

    وما يبغى الهدى الاخوان يوماً وان لبسوا مسوحهم وآموا

    فلا تخدعك ألسنة عذاب بواطنهن فيهن السمام

    ودع عنك السياسة ان منها ربيعاً نبته القوم اللئام

    واعجب الامر ان «عبد الله الطيب» كان اخاً، رفيقاً، وزميلاً، وشقيقاً، وحبيباً، وصديقاً للجميع... لليسار واليمين والوسط... «كان حزباً وحده اغلبية»... والطيب صالح.. حدث يوماً...

    «اجمل النقد ما كتب عن محبة»...

    وما انتفعت بنصيحة غالية قط ما انتفعت بنصيحة شيخي..

    «ان الشعر سيكلفك الكثير... فلا ترج منه مالاً ولا ثراءً... فما اغتنى في عصرنا هذا شاعر... الا ... نزار...»

    عبد الله الطيب


    ----
    عن الأضواء

    http://www.aladdwaa.com/thagaf.html
                  

06-21-2003, 05:08 PM

ghariba
<aghariba
تاريخ التسجيل: 03-09-2002
مجموع المشاركات: 13231

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    كان بحق حزن الجميع لفقد هذا العالم الجليل
    وانا اقدم كل خدماتي في سبيل عمل موقع على الانترنت للعلامة وساسهم فيه بقدر ما اقدر
    فقط علينا ان ننظم أنفسنا وان يتصدى احدكم لتنظيم هذا العمل الرائع والذي سيكون نبراس لعلماء السودان
    واما عن التكلفة الفعلية للموقع فكلنا فداها

    صلاح غريبة
                  

06-21-2003, 05:47 PM

wa7shny
<awa7shny
تاريخ التسجيل: 03-02-2002
مجموع المشاركات: 850

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: ghariba)

    اللهم ارحمة بقدر ما اعطي وبقدر ما قدم للسودان وللامة الاسلامية والعربية اللهم اغفر له وادخله الجنه مع الصديقين والشهداء وحسن أولائك رفيقا
    اما بخصوص الموقع علي الانترنت فلا فيدي بيدكم لمثل هذا العمل الرائع واتمني ان يكون هذه المرة ليس عملا وليس كتابة بوست فحسب واتمني ان نري عملا علي الانترنت لهذا العالم العلامة البروفيسور عبد الله الطيب واليكم مسخرا كل امكانياتي ويدي علي يدكم والله الموفق

    ولم خالص تحياتي ..................واحشني
                  

06-22-2003, 00:15 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    المشكلة موش فى الفكرة...
    المشكلة مشكلة اللجان التى تقام وتنبثق أخرى عنها....
    الراحل عبد الله الطيب عليه رحمة الله... كان موعوداً بموقع إنترنت منذ عام 2000 تقريباً وشكلت له لجان ولجان.. أذكر منها رابطة الخريجين من المغرب وهم مجموعة كبيرة من المثقفين الذين عاصروه هناك...
    ولكن خلافات اللجان وغيره لم تسمح بإن يرى النور...
    ... أتمنى لكم التوفيق ونحن فى الخدمة...
    وكمان لى ناس الدراما... توفى الشيخ محمد متولى الشعراوى السنه الفاتت... وقد حضرنا له مسلسل درامى فى رمضان الفائت... توثيق للمرحوم العلم...
    الا يستحق علم الاعلام عبد الله الطيب مسلسلاً؟؟؟؟
    لكم الودّ
    أنور
    AnwarKing
                  

06-26-2003, 12:38 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: AnwarKing)

    up

    هل من مواد مقروءة او مسموعة
    او صور
    عن الراحل ؟
                  

06-27-2003, 00:06 AM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)





    ***الفارس نزل ***

    الليلة التُرب..
    فى بِطونها شايلة مِرق..
    يا مطر الشّرق..
    الفي سمانا بَرْق ..
    رَعَدك بِدودي ..
    مِن صِديرنا مَرق..
    مُوتك يا الفِكر..
    للجروح فَتّق ..
    اِنكشح الحِبر..
    حتى القلم قَال طَق
    دَمْعو المِقطِر..
    للسِطُور حرق ..
    يِتم كلامك ..
    للكُتب طَبّق ..
    َقلبُو المَقطع..
    لْيك حَن ورْق
    نَفَسك في الشِعر ..
    لِقلوبنا كَم عَبّق ..
    مِن دُرر الحِروف ..
    البيها زاد عَتّق ..
    يا نُور العِلم ..
    الفي الضَلام اْشرق ..
    أَحيّ عَلْيك ..
    نُوَارنا بيك بَتّق ..
    سَفرك يا المِفارِق.
    للعِباد فَرّق..
    يا بحرْ الدّمِيره..
    الطَميو زَاد دَفّق ..
    ياتْيراب جِدود نا ..
    ال..للصَخور شَقق ..
    يا نخل الشِمال ..
    ال.. للعَرِيس جَرْتّق ..
    يا شَدْر الهَشاب ..
    الصَمغو سَالْ رْقرْق .
    أَحي عليك..
    ال ..للقلوب مَزّق ..
    .....

    الحَسرة ليك..
    يا دَامرْ الأزْرَق
    نَارك في الحشا..
    غَايصة لي اغْرَق..
    الصَبرُ إن جَمع..
    لْي حَدو ما بنَلحق ..
    وَدْ القُبب والذِكر ..
    بى لُوحَك العَقْق ..
    طَارك في السْماء ..
    يِرزَح ويِتشهَق ..
    أَحي عليك ..
    سِيد البَيّان بقْبَق ..
    أَحي عليك ..
    مَن سِبحك الصَّفق ..
    وأَحي عَليك ..
    مِن جَمعك الفَرّتق
    *****
    الرّحَمه الوَاسْعه ليك يا ابن السودان البار
    ود دامر المجذوب
    بروفيسور عبد الله الطيب

    اسماء صديق الطيب الجنيد
    مسقط عمان
                  

07-07-2003, 03:31 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)
                  

07-15-2003, 06:09 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: AnwarKing)

    من نافذة القطار

    بقلم/ مجذوب عيدروس


    سيرة ذاتية من نوع فريد
    صدر كتاب عبد الله الطيب منذ عدة عقود من الزمان وبين يدى الآن الطبعة الثانية من كتابه ( من نافذة القطار (ديسمبر 196 .. وهى تمثل اولى محاولات الراحل البروفيسور عبد الله الطيب لتدوين تجربته في الحياة . اذ لحقت به كتب اخرى ( حقيبة الذكريات) وغيرها . والملاحظ ان قصائد عبد الله الطيب في مجملها تمثل ايضاً نوعاً من تسجيل هذه التجربة الثرة في الحياة والفكر والمعرفة . ولعل الدكتور في تجربته هذه قد لمس معانٍ شتى وساح فى عوالم شتى - هل كان ذلك التقارب بينه وبين طه حسين في مرحلة من مراحل حياته صدى لتلك النقلة التى اخذت طه حسين الفتى الريفى الى القاهرة والازهر والجامعة ثم الى باريس؟ وشبيهة بتلك النقلة من التميراب الى كسلا وبربر وغيرهما من مدن السودان الى الخرطوم ثم الى بريطانيا ؟


    ومن التعليم التقليدى الى التعليم المدنى ؟ على ان ثمة فروقاً بين الرجلين في الآراء وفي الظروف وفي العلاقة بالسياسة والمجتمع- ولهذا يبقى قول رجاء النقاش الذى نطق به في النصف الثانى من السبعينات عن عبد الله الطيب مردود عليه .. وهذا ما سنعرض له في مقال لاحق . يبدأ الكتاب باهداء إلى لميس :- اى لميس التى بين الدوحتين تميس وما هى الا غادة قد ألفتها لدى النيل بين الدوحتين تميد هنالك اوطاني وبدلت غيرها الا ان أوطان الرجال قيود ألا ان دار الفكر وهى سعيدة لدارى وانى عندها لسعيد فيا ليت شعرى هل لميس كعهدها ولم تتبدل من لميس عهود ويبدأ الكتاب بتسجيل يوميات تبدأ بـ 12/6/1945 ولكن الكتاب ليس مثل الكتب التى تدون فيها اليوميات والاحداث، ولكنها ضرب من ضروب السيرة الذاتية التى ترفدها معرفة غزيرة بالثقافة العربية والغربية والتراث السودانى ، واحاطة شاملة بأسرار هذه التركيبة المؤلفة لعناصر السودانيين وتركيبة مجتمعهم .. والنقلة التي حدثت لهذا الفتى السودانى من مجتمعه الريفى ومن اصوله الى واترلو ( ووصلنا واترلو.. واذا بنساء ضخمات يدفعن امامهن عربات صغيرة قيل لنا هؤلاء عتالات لن والله يطلب من احداهن ان تحمل شنطته فيسمع اهله الشوس بالسودان انه استأجر عتالة(ستاً) لتشيل له شنطته يا للعار .
    وكام يصطنع المروءة ويدعى التمسك بفضائل القرويين السودانيين وهذه خلة ينتحلها كثير من الناس وقد افسدهم لين التحضر حتى لم يبق لديهم من فضائل القرية الا الجلافة وشر شئ حضرى لين يتجالف كصادية ابن دريد :- جيفر الوهاب اودى به دهر على هدم المعالى حريص أنظر إلى العنت الرازح في « دهر على هدم المعالى حريص »، كانه لا يهدم غير المعالى . وكبكائية شوقى بسيفك يعلو الحق والحق أغلب ويبصر دين الله ايان تضرب والحق اغلب وايان تضرب كل اولئك زوائد وأخذ آيات من قوله تعالى ( يسأل ايان يوم القيامة) ، ووضعها في غير موضعها . وركبنا عربة تاكسى الى دبت دار ( بيلهم) . الخ ومن طرائف ما سجله عبد الله الطيب عن نفسه واصحابه من الملونين الذين قدموا الي المجتمع الانجليزى العنصرى (ثم رأى صبياً له عينان تبصان ، وكان صبية من قبل قد تصايحوا به (بلاكى) ورأى عينى الطفل كأنه كان منهم فتلطف اليه كالهر واستدرجه حتى ناوله الحلوى ولما ناوله الحلوى قبض بيده وقرص اذنه حتى جحظت عيناه .
    انقولها مرة اخرى . وعقل الفتى يعمل في المقارنة بين عادات وتقاليد الغربيين وما خلفه ورؤاه من قيم وعادات في مجتمعه - فهو يكرر- على اختلاف عصر وبيئة - تجارب رفاعة رافع الطهطاوى وخير الدين التونسى وغيرهما ممن احتكوا باكراً باوروبا .. ( كان (م.ع) صاحب مطعم بشرق لندن. وكان مهماً جداً بالنسبة الى العرب بوجه عام ووادى النيل بوجه خاص ولا سيما ابناؤه الذين كانوا يعملون بالاذاعة). ( واستقر به المقام في شرق لندن وصار له مطعم وزبائنه الجمايكيون وسواهم من البحارة الملونين . واكتشف بعض غير البحارة من ابناء النيل مطعمه . فكانوا يزورونه كل جمعة ويعد لهم حجرة جلوسه الخاصة. وانما كان كل جمعتهم يوم الاحد. وكان يفرش لهم تربيزتهم المستديرة. ويوضع عليها الخص والبندورة والبصل على نظام السلطة البلدية. ويذبح ديكاً او يذبح دجاجة او يُجاء باحداهما مذبوحاً من يهودى ( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم) ونصارى الافرنج يخنقون الدجاج والبط والاوز والرومى . والطواويس يخنقونها في هولندا . والمنخنقة مما حرم وللأوربيين في قتل الحيوانات اساليب منكرة .. منه الطعن بآلة حادة في الرأس ، ثم يقطعون رؤوسها من وراء (وأكل المنخنقة حرام) .. ودون ان يبين عبد اللّه الطيب رأيه الا ان طريقة عرضه لهذه القضية تبين الفارق بين اولئك الذين يدعون الحضارة، والاسلام الذى يقول ( وليرح ذبيحته) - ولكن عرض عبد الله الطيب وبلاغته فيهما الكفاية، وتفى بالغرض بعيداً عن روح المباشرة.. فقد كتب باسلوب الفنان - لا باسلوب الفقيه - وهو هنا على وعى بعصره وبتراثه .. ولهذا جاء عبد الله الطيب في كتابه هذا باسلوب مستحدث في صياغة السيرة الذاتية لا ينكره الاقدمون ولا يتجافى عنه المحدثون .

    ----------

    المصدر

    جريدة الصحافة

    http://www.alsahafa.info/nuke/html/modules.php?name=New...file=article&sid=982
                  

07-15-2003, 07:50 PM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    Salam brother sympatico...
    Isent You an E-mail, hope I can have Your response..
    see
    http://www.abd-alla.org

    AnwarKing
                  

07-15-2003, 08:19 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: AnwarKing)

    الاخ العزيز انور

    تحياتي
    وتقدير شديد لمجهودك في انشاء موقع البروفسور الراحل

    لم يصلني الايميل
    ارجو اعادة ارساله
    مع الشكر
                  

07-15-2003, 08:21 PM

Tabaldina
<aTabaldina
تاريخ التسجيل: 02-12-2002
مجموع المشاركات: 11844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    ..
    .
    سلام اخى الفاضل
    انور كينج

    حقيقة تعثرت على موقع العلامة عبد الله الطيب
    اثناء بحثى فى قوقل وهو تحت الانشاء

    http://www.abd-alla.org/home.htm

    ووجدتك انزلته هنا فاحب ان اسائل مستفسرا
    هل انت من بدا تصميم الموقع وتحتاج لدعم من المادة والوقت
    او ان جهة اخرى بدات التصميم


    تحياتى
    مع الامنيات بالتوفيق

                  

07-16-2003, 06:51 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: Tabaldina)

    رحيل آخر جيل العمالقة في السودان
    عبدالله الطيب.. براعة في اللغويات وعقل حاشد بالمعارف

    محمد المكي ابراهيم *


    ظل يصارع المرض لقرابة العامين، وظلت اخبار تحسّن صحته تصل الى محبيه من سودانيي »الدياسبورا« في كل أنحاء الدنيا، فيستبشرون بقرب الشفاء لما يعرفون عنه من قوة العزم والبدن والاقبال المستمر على رياضة السباحة التي كان فيها من البارعين رغم تقدم السن. وفي النهاية فوجئنا جميعا ان الموت قد كسب الجولة ورحل عنا البروفيسور عبدالله الطيب، أحد أبرز الاسماء في جيل العمالقة السودانيين الذين لمعوا مع بداية عصر الاستقلال كالشهب في سماء السياسة والقانون والطب والإدارة والتعليم والأدب، واحرزوا من التفوق ما لم يكن متوقعا من ابناء دولة كانت ترزح تحت نير الاستعمار. ولعل الإدارة الكولونيالية هي التي دفعتهم دفعا للتفوق والامتياز، فقد كانوا جميعا ـ جيلا وجمهورا ـ يسعون لإثبات شيء مهم هو جدارة السودانيين بالحرية والاستقلال وحكم انفسهم بأنفسهم، ويعتبرون تفوقهم المهني والاكاديمي اسهاما في تحرير البلاد.



    ولد عبدالله الطيب في أرومة من اشرف البيوتات في السودان، فقد اشتهر أهله (المجاذيب)بالتقوى والصلاح ونشر العلوم الدينية بين مريديهم الكثيرين، وكان لهم محبون في السودان الشمالي، وكذلك في شرق السودان. وكان من أتباعهم الروحيين القائد العسكري الفذ عثمان دقنة الذي قاتل البريطانيين في شرق البلاد، واقتحم عليهم التشكيل العسكري المسمى »القلعة« أو »المربع«. وكان بين شهود عبقريته شاعر الامبراطورية البريطانية روديارد كيبلنج الذي كتب عن مقاتليه قصيدته عن ذوي الشعور الطويلة.

    ويتصل نسبه بعدد من الأجداد الشعراء تخصصوا في مدح الرسول الكريم بينهم رجال ونساء، ويقول ان والده نفسه كان شاعرا ورث عنه كراسة بخط يده تحوي بعض اشعاره، ولكنها ضاعت منه في حادث طريق في عام 1934: »قدمنا متأخرين فلم يكن في دار المسجد احد وكانت مغلقة فغفونا قريبا منها وربطنا »شنطنا« بعمائمنا، فصحونا الصباح ولا عمائم ولا شنط. وكان الشعر وكراسات الوالد التي فيها علمه وخطه الجيد مما ضاع وأهم ما ضاع«.

    تميز منذ صباه الباكر بالذكاء وقوة الحافظة التي ساعدته على اختزان الجزء الاكبر من العلم في صدره، وظل محافظا على تلك القدرة حتى اصابته بالجلطة الدماغية قبل عامين. ولحافظته القوية تجليات عديدة، ولكن اطرفها قدرته على تذكر ما يخوض فيه من حديث، فقد كان يلقي دروسه على طريقة المشايخ القدماء ومنهجهم في تقصي جزئيات المواضيع والعودة منها الى الموضوع الرئيسي بطريقة »وصل ما انقطع«، من دون ان ينسى موضع الوقوف وما كان يخوض فيه من شؤون اللغة والتفسير. وبدقة الساعة يواصل من حيث انتهى.

    عبدالله الطيب عالم لغوي في المقام الاول، وشاعر في المقام الثاني، وحافظ للقرآن والقراءات والتفسير في ثالث المقامات. وهو الى ذلك مؤلف مسرحي وكاتب مذكرات يمكن اعتبارها من اوائل ما وضع السودانيون في علم الاجتماع الوصفي. والى جانب كونه لغويا عربيا من ارفع طراز. كان البروفيسور شديد التمكن من اللغة الانجليزية، وكان على دراية باللغة الفرنسية لا بد انها معرفة متقدمة فقد فوجئنا به في محاضرة بالفرنسية جالسا في الصفوف الاخيرة لكي لا يلفت الانظار إليه، وكان موضوع المحاضرة في القانون واستيعابها يتطلب معرفة كبيرة بالفرنسية.

    كانت محاضراته في كلية الآداب تجتذب طلاب الكليات الأخرى، كما تجتذب أناسا من خارج الجامعة يحرصون على الاغتراف من فيضه الوافر، أما محاضراته العامة فقد كانت الأمكنة تضيق بروادها من عشاق أدبه وعلمه. وأذكر على وجه خاص كلمته في الاحتفال بعيد الميلاد الثمانين للعميد يوسف بدري المؤسس الثاني لمدارس »الاحفاد« وجامعتها. فقد شاق وأضحك وأبكى جمهورا من صفوة أهل السودان. واستولى على ذلك الجمهور بصورة تامة حتى انه لو تحدث طول الليل لظل ذلك الجمهور مكانه يتابع ويستمتع.

    حديثه كان غاية في الطلاوة وما حبب أهله السودانيين به معرفته الواسعة بلهجاتهم العربية وقدرته الفذة على رد تلك اللهجات الى أصولها العربية القاموسية. وبصورة من الصور كان حضوره وتواصله مع العالم العربي دليلا على عروبة السودان وتعبيرا عن حنين أهل السودان الى منابع أرواحهم الأصيلة في مصر والجزيرة العربية. وهو أمر تراه الأسر السودانية دليل العزة والشرف، بينما يعتبره بعض المثقفين المحدثين ظاهرة مرضية في تحديها للديموغرافيا وسببا رئيسيا لمتاعب السودان السياسية، إلا ان البروفيسور عبدالله الطيب لم يتجاوز في ذلك اطاره الشخصي والقبلي حيث تحمل الألسنة والسحَنُ علائم أصولها العربية العتيقة، وترتفع قبيلته بنسبها الى العباس بن عبدالمطلب عم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وفي مقدمة ديوانه الاول »اصداء النيل« يتحدث عن ذلك النسب مؤكدا له ومزريا بمن شكك فيه من الكتّاب والمؤرخين.

    ومع اعتداده بنسبه العربي، فإن البروفيسور لم يجد من العرب ما يستحق التقدير إلا متأخرا جدا، حين نال جائزة الملك فيصل العالمية للآداب. وكان ذلك انصافا للرجل وتبرئة للجوائز العربية التي ظلت تتخطاه يمنة ويسرة ذاهبة الى من هم في مصاف تلاميذه. والواقع ان »البروف« كان في طليعة علماء العربية على الاطلاق، ومن اخصب اقلامها وعقولها، وميزه عن رصفائه في علم اللغة استيعابه المتقن للغات الافرنج، ما أهله لعقد المقارنات عن علم وتجربة، وليس عن جهل وتعصب.

    يقول رحمه الله وارتضاه: »وقد قلبت نظري في كثير من الدواوين العربية والانجليزية واستقر في نفسي بعد الموازنة ان الشعر العربي ليس كمثله مما قرأته في الانجليزية شيء، حتى ولا شعر شكسبير. وقد ذكر استاذنا الدكتور طه حسين، في كلمته عن الطبعة الاولى من »أصداء النيل« (أحد دواوين »البروف«) التي نشرتها جريدة »الجمهورية« ثم ضمنت من بعد في كتابه »من أدبنا المعاصر« في معرض الاشارة الى هذا الذي سبق من حديثي عن الشعر العربي انه من باب شدة الافتتان به، ولا أدفع ذلك.. غير اني آخذ على الشعر الانجليزي في الذي اطلعت عليه منه ـ وأصناف الشعر الأوروبي غير بعيدة المذهب عنه ـ التطويل وضعف النغم وكثرة التفصيل والتفريع« وذلك رأي ـ مهما قلت فيه ـ لا تهيّب فيه من تفوق أوروبا الحضاري.

    ولكن »البروف« لم يكن متنطعا ولا من المستقتلين في الذود عن التراث، وقد أخذ نفسه بمذاهب من التجديد انتهت به لفترة وجيزة في احضان القصيدة التفعيلية، ولكنه استقبل حماس التفعيليين لذلك باستنكار شديد، نافيا عن نفسه الميل الى مذهبهم، ورافضا تتويجه اميرا على الاتجاه الشعري الجديد. وتفصيل ذلك انه نشر قصيدته الجليلة »الكأس التي تحطمت« في ابريل/نيسان 1946 والتي كان يمكن ان تضعه بين المتنازعين على أبوة الشعر التفعيلي الحديث جنبا الى جنب مع نازك الملائكة ولويس عوض، لولا انه استنكر ذلك وأباه. تقول القصيدة:

    »أترى تذكر لما ان دخلنا الفندق الشامخ

    ذاك الفندق الشامخ في »ليدز«

    ذاك الرحب ذاك الصاخب الصامت

    ذاك الهائل المرعب إذ كنا معا

    أنت واليانوس والأخرى التي تصحب اليانوس

    والأبصار ترمينا بمثل الرشقات

    وسهاما حانقات

    ثم لا انسى إذ الكأس رذوم،

    وإذا الجو حديث ورنين

    وإذا التبغ على النور دجون

    وإذا الناس جليس وأنيس ونديم

    كيف خر الكوب ذاك المترع الملآن للأرض وسالا

    وهوى منكسرا منفطرا

    واكتسى وجهك بالدهشة لونا واستحالا

    ذهبت كأسك كالوهم وسالت

    في الفندق العامر ذاك الفندق الشامخ وهوت

    دوت فيه صالت

    ذهبت كأسك كالوهم وعزاك الصحاب«

    والواقع ان له قصائد عدة على ذلك النهج، بينها قصيدة للندن كتبها في ديسمبر/كانون الاول 1945. يقول فيها:

    هذه لندن إذ نحن صرنا

    من بني لندن فلترو عنا

    يوشك اللب بها ان يجنا

    هي كالبحر وأمواجه من

    انفس فارحة أو تُعنّى (بالبناء للمجهول)

    ومن أطرف مقاطعها تعليقه على جميلات المدينة وعدم مبالاتهن بأعين الناظرين:

    واثقات الخطو لا هائبات

    لا يبالين هل الطرف عفا

    إذ رنا أم لم يعفا

    وكان »البروف«، وهو عروضي متمكن، يسعى للتجريب في اطار البحور الخليلية راميا الى توسيعها وتطويرها، وليس الى إلغائها كما فعل التفعيليون او انتهوا بالقصيدة العربية الى ذلك غير قاصدين. له في ذلك الاطار محاولات لتطويع النظم العربي ليستوعب بحورا كتب فيها الشعر الشعبي خفيفا صالحا للغناء. ويبدو انه فتن بأغنية شعبية عن السمسم الذي ينتج في مدينة القضارف (وهي تورية عن المعشوق) فكتب على نهجها بالفصحى.

    واستقصى الوزن الذي جرت عليه الى اشعار الجاهليين وأسهب في صفة ذلك في كتابه »المرشد الى فهم اشعار العرب وصناعتها«. وكان الشاعر المجيد أمل دنقل مغرما بذلك الكتاب ويزور دار الكتب المصرية يوما بعد يوم ليطلع عليه، فقد كانت طبعته نفدت من الاسواق.

    ترك عبدالله الطيب تراثا شعريا ضخما بدا للمرة الاولى أمره للنقاد فاكهة برية خشنة كالتين الشوكي. لكن شعره راح يرق ويصفو وفي دواوينه المتأخرة كتب للكلاسيكية السودانية شعرها المتفوق في نهايات القرن العشرين، من امثال:

    يا دار مية ذات المربع الشاتي

    بين الربى والرياض السندسيات

    وقد تعلمنا آنذاك ان نحبه ونفخر به ونستحلي روح الفكاهة التي توافرت لشعره، في حين علا وجه القصيدة التفعيلية قطوب وجهامة وعبوس.

    تحلى البروفيسور عبدالله الطيب بخفة الروح، ومن صفاته الأصيلة حب الفكاهة وكان ـ رحمه الله ـ يسرد فكاهته بوجه وصوت جاد كأنما لا يشعر بما تنطوي عليه من القدرة على الاضحاك، فيزيد ذلك متعة السامعين، وهو طابع في الفكاهة قريب الى طبيعة اصهاره البريطانيين، ومنهم زوجه الوفية الفنانة المرهفة »جريزلدا الطيب«.

    وشعره ونثره مملوءان بالملح والطرائف بما يجعل الغوص في تراثه نوعا من التفكه والتسرية عن النفس، كما هو سبيل الى الافادة من علمه البارع المتقصي. وكل ذلك ما يزيد من الحسرة لفقده. فقد كان ـ رحمه الله ـ لؤلؤة المجالس، وقد احتشد بالعلم والتجارب، وحفظ عن الدنيا مفارقاتها المضحكة والمؤسية، وصار كنزا قوميا خطفته من أيدينا يد المنون.

    ويزيد من ألم الفقد انه لم يكن حفياً بالصحافة ومحاوريها قليلي الخبرة والعلم، إذ كان بطبعه يستنكف مجالسة الجهلاء والمتعالمين، وأذكر جلسة له مع الشاعر الراحل نزار قباني في زيارة له الى الخرطوم عام ،1968 فقد ظل صامتا والناس من حوله تهرف بما لا تعرف في حضرة الشاعر العربي المجدد.

    وكان له في سلامة لغته رأي بدا له من حسن الضيافة ألا يجاهر به.

    علم »ضخم« بغيابه نغدو أفقر وأقل شأنا. بحر زخار برحيله نزداد جهلا وسوء حظ.. بسمة في جبين الأيام المكفهرة بذهابها نزداد جهامة وقطوباً.. زاد السودانيين في المهجر وأنيس ارواحهم. أليس هو القائل: »لم يبق شيء من سودان الأيام الغابرة فعسى ان يكون سودانيو المهجر »تيرابا« لسودان جديد«. و»التيراب« هو البذور التي يدخرها المزارع من محصول عامه ليستزرعها في قادم المواسم.

    وسلام عليك في الخالدين أيها الطيب سلالة الطيبين.



    * شاعر وكاتب وسفير سوداني سابق مقيم في الولايات المتحدة

    ---------
    http://213.132.37.109/articles/show_article.cfm?val=5344


                  

07-16-2003, 06:53 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    كتب الدكتور شهاب غانم - وهو الأخ الأكبر للشار د. نزار غانم- هذا المقال بصحيفة الخليج عقب رحيل البروفسور
    ====================================
    استضافته الامارات تقديرا لعلمه أكثر من مرة

    ذكريات عن العلامة السوداني عبدالله الطيب




    غيب الموت علما من أعلام الأمة العربية والامة الاسلامية هو العلامة اللغوي الشاعر د. عبدالله الطيب الذي أعلن نبأ وفاته يوم الخميس 19 يونيو/حزيران الجاري عن عمر يناهز 82 سنة اذ ولد في قرية التميرة في شمال السودان عام 1921.

    وعبدالله الطيب عالم واديب عملاق كان يحظى باحترام ومحبة الشعب السوداني برمته باختلاف أحزابه وطيوفه واتجاهاته السياسية والفكرية فلم أقابل سودانيا الا اشاد به وافتخر. وقد اخبرني بعض زملائي في بريطانيا من طلبة الدكتوراه من السودانيين ان حركة السير في رمضان كانت تكاد تتوقف عندما كان الفقيد يقدم تفسيره للقرآن الكريم عبر تلفزيون الخرطوم اذ يتسمَّر الناس امام الشاشة.



    كان عبدالله الطيب على صداقة وثيقة بوالدي د. محمد عبده غانم ـ رحمهما الله ـ منذ زيارة والدي للسودان في منتصف الخمسينات ليجلب اساتذة سودانيين للعمل في عدن، حيث كان والدي مديرا للمعارف.

    وقد لقي والدي في السودان حفاوة كبيرة من عبدالله الطيب، ونصر الحاج علي الذي كان زميله في الجامعة الامريكية في بيروت في اوائل الثلاثينات من القرن الماضي ومن السودانيين عامة مما دعاه ان يقول في القصيدة التي كتبها من وحي تلك الزيارة:

    بني السودان والسودان شعب

    أحق الناس بالقدر المهاب

    نزلت بأرضكم فدعيت فيها

    إلى نار القرى من كل باب

    فكدت لكثرة الترحاب أنسى

    حنيني للأحبة والصحاب

    وقد عاد والدي بلوحة زيتية بريشة جريزلدا زوجة عبدالله الطيب الانجليزية.

    وقد ذكر عبدالله الطيب في كتابه الشهير »المرشد الى فهم أشعار العرب وصناعتها« في صفحة 27 »وانشدني السيد محمد عبده غانم العدني من موشح يمني قديم قال إن زمن تأليفه مقارب لآخر الدولة العباسية أو قبل ذلك بقليل:

    يا مغرد بوادي الدو

    من فوق الاغصان

    يا مهيج صباباتي

    بـــــــتــــــــرديــــــــــد الالـــــــحــــــــــــان

    وكتاب المرشد الذي كانت طبعته الاولى في مصر عام 1955 كتب مقدمته د. طه حسين قائلا »هذا كتاب ممتع الى أبعد غايات الامتاع، لا اعرف ان مثله أتيح لنا في هذا العصر الحديث« الى أن يقول بعد ان اقترح ترشيح الكتاب لجائزة الدولة المصرية »أما بعد فإني أهنىء نفسي، وأهنىء قراء العربية بهذا الكتاب الرائع واهنىء أهل مصر والسودان بهذا الاديب الفذ، الذي ننتظر منه الكثير«.

    ولم يخطىء د. طه حسين التقدير فقد أثرى عبدالله الطيب المكتبة العربية بالدراسات مثل »المرشد« وكتاب »التفسير العلمي للقرآن الكريم« وبالدواوين الشعرية مثل »اصداء النيل« و»اغاني الاصيل« و»بانات رامة« و»سقط الزند الجديد« والكتب الادبية النقدية التي انتهج فيها أو في بعضها أسلوباً جديداً يعتمد على توارد الافكار والخواطر في الاستطراد كما في كتابه »بين النير والنور« او »التماسة عزاء بين الشعراء«.

    كما أن مطالبة د. طه حسين.. بجائزة لعبدالله الطيب تحققت في حصوله على جائزة الملك فيصل وغيرها من الجوائز.

    دعا عبدالله الطيب والدي العام 1974 للعمل أستاذا للغة العربية في جامعة الخرطوم التي كان رئيساً لها يومئذ، ولبى والدي الدعوة حيث ظل ثلاث او اربع سنوات قبل أن يعود لعمادة كلية التربية ثم الدراسات العليا في جامعة صنعاء. وكان والدي يرى أن السودانيين قدموا كثيراً للتعليم في اليمن وأسعده أن يستطيع رد جزء بسيط من ذلك الجميل.

    وعندما زرت الوالد رحمه الله عام 1976 في الخرطوم أخذني الى مكتب د. عبدالله الطيب اكرم الله مثواه وكان ذلك أول لقاء لي بذلك الرجل الفذ الذي كان يجمع الى العلم والادب الفني ظرفاً كبيراً في الحديث والتعليقات اللماحة. وكان عبدالله الطيب يومها يؤسس جامعة جوبا في جنوب السودان ويستخدم مكتباً في جامعة الخرطوم. وقد عمل عبدالله الطيب في جامعات عدة وأثرى أقسام اللغة العربية فيها ومنها جامعة فاس في المغرب وجامعة »كانوا« في نيجيريا. وكان عبدالله الطيب قد حصل على الدكتوراه من جامعة لندن عام 1950.

    شارك عبدالله الطيب ووالدي في مهرجان شوقي وحافظ في القاهرة عام 1982 والقى والدي قصيدة مطولة عن شوقي وحافظ مطلعها:

    انشدت اشعاركما في الصبا

    ولم ازل انشدها معجبا

    لم تنسني السبعون الحانها

    والشيخ لا ينسى عهود الصبا

    وقد بثت بعد ذلك اذاعة الخرطوم ثلاث حلقات طوال لعبدالله الطيب يتحدث عن هذه القصيدة المطولة ويشيد بها وقد سمعت تسجيلات الحلقات في صنعاء عند والدي أو أخي د. نزار غانم ويبدو أنها ضاعت منه وتدل الحلقات على مقدرة عبدالله الطيب على التحليل المسهب والعلم الغزير والحفظ العجيب للشعر وخصوصا القديم بمعجمه الذي لا يجيده الا الراسخون في العلم. وهذا ما نلاحظه في ما كتبه عبدالله الطيب عن التأثر والاقتباس الذي لاحظه في شعر »تي إس اليوت« بشعر المعلقات وخصوصا طرفة بن العبد في سلسلة من المقالات كان الفضل لمجلة »الدوحة« في نشرها قبل حوالي عقدين. وعبدالله الطيب مثل والدي كان متمكنا من كلا العربية والانجليزية وآداب هاتين اللغتين ويشير الى ذلك في مرثاته لوالدي حيث يقول:

    على مثله يبكى صديقا وشاعرا

    أصيلا بديع النسج ليس يقلد

    وليس بمفتون بتجديد »اليوت«

    و»إزرب« لكن مفلق ومجدد

    وفي لغة الافرنج كان مثقفا

    حصيفا فعن جهل بها ليس ينقد

    وفي عام 1983 استضيف عبدالله الطيب في الامارات وحضرت له محاضرة في النادي السوداني في دبي وكانت القاعة الكبيرة مكتظة بجمهور بلغ المئات والقى عبدالله الطيب على مدى حوالي الساعتين محاضرة ممتعة في الشعر العربي، وكان له رأي مخالف للرأي المألوف الذي يقول ان الشعر العربي بعد العصر العباسي مر بمرحلة انحطاط حتى عصر النهضة، ودلل على رأيه بنماذج تنتمي لتلك الفترة كأشعار البوصيري مثلا وغيره. وسواء اتفقت مع المحاضر او اختلفت فلا يسعك الا ان تنبهر بعلمه وحفظه وكان يجلس بجانب ليلتها الاديب الراحل حسيب كيالي فقال لي منبهرا ـ وكنا قد وجدنا مشقة في الحصول على مقاعد. »إن مثل هذه المحاضرة لا تفوَّت«. وبعد المحاضرة أهديت لعبدالله الطيب ديواني الاول »بين شط وآخر« وتذكرَّ لقاءنا في السودان وتحدثنا عن الوالد، ثم طلب مني إرسال نسخة من ديواني الى مكتبة جامعة فاس حيث كان يعمل. وقد وجدت فيما بعد في مراسلاته مع والدي إشارة الي والى ديواني وطلب من والدي إبلاغي تحياته.

    وكتب والدي قصائد عدة وهو في السودان مثل قصيدة »على ملتقى النيلين« التي بثتها اذاعة الخرطوم مرات كثيرة وقصائد أهداها لعبدالله الطيب ثم كان حفل الوداع الذي القى فيه قصيدة »وداع الملتقى« ومنها:

    ملتقى النيلين هل بعد التلاقي من مثيل

    من كريم الصحب ما طوق عنقي بالجميل

    وهنا يذكر الريح وصلاح الدين والواثق والحبر وعزالدين ويوسف والفضل الى ان يأتي على ذكر عبدالله الطيب وهو الاقرب اليه: لا سيما الطيب عبدالله ذي الباع الطويل.

    وقد حضرت لعبدالله الطيب محاضرة في معرض الكتاب في الشارقة في اواخر 1996 ثم كان لنا لقاء مطول وكانت زوجته برفقته وهي انجليزية اعتنقت الاسلام بعد سنوات طوال من زواجها من عبدالله الطيب. واتفقنا على أن أجمع قصائد والدي في السودان وأن يكتب عبدالله الطيب المقدمة ويتم النشر في السودان وهو مشروع لم يتم بسبب ظروف النشر وأزمة الورق هناك، وأخبرني انه كان قد رثى والدي بقصيدة وقرأ لي بعض أبياتها. ثم كنت ضمن المدعوين في مهرجان الجنادرية بعد ذلك بفترة قصيرة عندما جاء اليّ في كافتيريا الفندق حاملاً بيده مجلة مجمع اللغة العربية وفيها قصيدة الرثاء ولعله قرأ اسمي ضمن لائحة المدعوين فأتى من السودان حاملاً نسخة المجلة وبحث عني فوجدني في المطعم مع مجموعة من الادباء العرب. وهذا يدل على مدى وفائه وحبه لوالدي.

    بعد ذلك بفترة قصيرة كان اللقاء الاخير بعبدالله الطيب إذ استضافته ندوة الثقافة والعلوم في دبي وكانت لنا جلسة طيبة والتقطنا صورة تذكارية وتحدثنا عن لقائه الأول بوالدي ببخت الرضا كما ذكر في مرثاته:

    ببخت الرضا لما ألم عرفته

    أديبا لبيبا مثله عزَّ يوجد

    وأنشدني من شعر صنعاء قطعة

    تضمنها في الجزء الاول مرشد

    ثم أصيب بجلطة في السودان الزمته السرير وأوقفته عن العطاء الادبي والفكري الكبير، ولكن ارادة الله فوق كل شيء.. رحم الله الفقيد الكبير والهم زوجته وأهله والسودانيين والعرب والمسلمين الصبر والسلوان وأسكنه فسيح جناته.


    د. شهاب غانم


    ------------
    http://213.132.37.109/articles/show_article.cfm?val=3650
                  

07-22-2003, 06:12 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    في بيت البروفسيور عبد الله الطيب


    افــــــادات حرمــــه الاستـــــاذة جريزلـــدا الطيـــــب

    توثيق طاهر محمد علي طاهر




    عندما شرعت في اختيار اسم الاستاذة جريزلدا الطيب كشخصية محورية لحلقات اوراق العمر كنت اضع في ذهني الدور الذي لعبته في حياة البروفسيور عبد الطيب، ذلك الاديب، الاريب، العالم المتفقه، العلامة، واستاذ الاساتيذ كما يقول احد اصدقائه.

    في بيت عبد الطيب يتنادى العديد من الاحباب والاصدقاء والتلامذة صباح ومساء، ووسط هذا الكم تجد جريزلدا تستقبل هذا وتودع ذاك، مما اوحى لي بظروف غير متاحة لمحاورتها بشكل كبير، ومتكامل.. ولكن للاستاذة جريزلدا الطيب جوانب مهمة تخص مراحل البروفيسور العلمية في تأسيسه لكلية عبد الله باييرو بنيجيريا وعمله كاستاذ بجامعة محمد بن عبد الله بفاس بالمملكة المغربية، وقصة اسلامها الذي جاء عن قناعات، ومشاهدة لما رأته في شمال نيجيريا وانطباعاتها عن التصوف، وحركات الاسلام السياسي وصورة العربي المسلم في اوروبا وآسيا في السابق، وكيف ان الارهاب قد ساعد على طمس هذه الصورة النبيلة للمسلمين في اوروبا... كما تتضمن العديد من التشريحات للسلوكيات الاسلامية، والسودانية. وقد شاركنا في هذه الحلقات د. عبد الله محمد احمد رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم، وهو احد تلامذة البروفيسور عبد الله الطيب وفي السبعينات بالجامعة نفسها وظل ملاصقاً له، وحافظاً للعديد من المواقف، وقد ساعد في صبغ هذه الحلقة، ودفعها في الاتجاه التوثيقي للمعلومات الخاصة باستاذه عبد الله الطيب وترجمته لعدد من المصطلحات الانجليزية التي تستخدمها الاستاذة جريزلدا في قاموسها اللغوي، ولا تستطيع وجود ترجمة عربية لها فكانت هذه الحلقة اشبه بالمناقشة وطرح الرؤى والمعلومات التاريخية المهمة نطمح في اضافة توثيقية لشخصياتنا السودانية لاسيما وان عبد الله الطيب وجريزلدا رفيقا درب، ومسيرة ومواقف وتجارب اثمرت عن عالم وعلامة ومن خلفه امرأة تعرف كيف تصنع نجاحاتها ونجاحات زوجها.
    - استاذة جريزلدا بداية نرحب بك ضيفة على حلقات اوراق العمر التي نجوب فيها عبر تجاربك في الحياة، ولنبدأ بالسؤال عن الميلاد والنشأة والاسرة؟
    üاولا انا شاكرة لكم، وميلادي كان في لندن عاصمة المملكة المتحدة في العام 1925م من القرن الماضي، والدي هو وليم ادوارد ووالدتي هيلدا وينيفيد، وهما من المعلمين الذين اشتغلوا بمهنة التدريس، ولدي اخوان واخوات توفوا جميعا ما عدا اثنين احدهما مدرس للغة الفرنسية والاخرى استاذة تعمل في المستشفيات لتدريس الاشغال اليدوية. بعد ثلاث سنوات ارسلني والدي للدراسة في المدرسة وكنت اصطحب والدي الى مدرسته، ولكن عند نشوب الحرب العالمية الثانية ذهب كل واحد من اخواتي مع مدرسته خارج لندن، ومن ثم مرت الايام حتى تدرجت في الدراسة لالتحق بالمدرسة الثانية التي كانت تقبع شمال لندن وتسمى (palement. hiqh. school) ومنها دخلت (شلسي ارت سكوول) ومنها الى جامعة لندن قسم التربية مع نهاية الحرب العالمية الثانية. -استاذة جريزلدا كيف كان نظام الدراسة في انجلترا؟؟
    üزمان كان السلم التعليمي في انجلترا على ثلاث مراحل يبدأ بالابتدائية ثم الوسطى فالثانوي وهي نفس المراحل التي عمل بها نظام التعليم في السودان في السابق. التعرف بالطالب عبد الله الطيب:-
    -لعلك تعرفت بعبد الله الطيب في وقت باكر في انجلترا؟
    üنعم فقد كانت آخر سنة لي في كلية التربية بجامعة لندن حيث تعرفت به وقد كان احد زملائي من السودان عبد الرازق عبد الغفار الذي جاء لعمل كورس في التربية وعرفني بزملائه من القسم الثاني للتربية ومنهم المرحوم احمد الطيب احمد وعبد الله الطيب ورجعوا الى السودان ما عدا عبد الله الذي اختاروه لعمل كورس للبكلوريا «البكلاريوس» ولما وجدوه فوق المستوى سجلوه للدكتوراة، وفي اثناء بدايته مع مرحلة الدكتوراة تزوجنا في عام 1948م وانتظرنا حتى اكماله لها، وقد ساعدته في رسالته حول الاسلوب وقد اتم اكمالها في سنة 1950م، وكان يفترض ان يرجع للسودان لكن الحكومة وقتها كانت من الانجليز فتم تعيينه مساعد محاضر في كلية غردون، فلم يقبل هذا التعيين ليقدم استقالته، لكن في نفس الوقت عين محاضرا في جامعة لندن ( SCHOOL OF ARTIN AFRICAN STUDIES ) وعدنا الى لندن بعد زيارة ثلاثة اشهر للسودان وكانت زيارة السودان في سنة 1950م مهمة بالنسبة لي خاصة وانها اول مرة حيث سافرنا بالباخرة من ليفربول حتى ميناء بورتسودان، وامتدت الرحلة لـ(14 يوما) ومررنا بقنال السويس وبورسعيد وعندما نزلنا في بورسعيد لاول مرة بدأت وكأنني اشتم رائحة الشرق الاوسط، وعند وصولنا لبورتسودان لم ننزل على طول حيث كانت السفينة مليئة بالبضائع، والنصف الآخر بالركاب، وفي لحظة انتظارنا على الشاطئ شاهدت مجموعات من الهدندوة الذين يعملون في الميناء لانزال البضائع من على السفن فاندهشت، وتملكني الفزع حيث خطرلي خاطر بانهم متوحشون وعند اطلاق الصافرة دخلوا الى السفينة فهرعت الى غرفتي ووجدت نفس الناس يأخذون امتعتنا وينزلونها ، المهم في الامر نزلنا في فندق البحر الاحمر (REDSEA HOTEL) وكان الطقس سخنا، حيث لم يمر علي طقس كهذا... بعد ذلك اخذ عبد الله يبحث عن اصدقائه من سكان بورتسودان ومن ضمنهم تاجر اسمه علي كرارفأخذنا لمنزله بديوم سواكن، وكانت في ذلك الوقت مبنية بالخشب، وبعد تناول الغداء منحوني بعض الهدايااذكر من ضمنها «غوايش» من فضة فتركت لدي انطباعا جيدا عن اهل السودان، وكنا في انتظار القطرالا ان الامطار التي هطلت على بورتسودان يومها اضطرتنا للسفر بالطائرة ولاول مرة اركب الطائرة من بورتسودان الى الخرطوم وانا التي كنت اخاف من ركوبها في لندن الى السودان. التعود على الاجواء السودانية والعادات:-
    -استاذة جريزلدا.. كيف استطعت ان تتلاءمي وتتكيفي مع عادات جديدة وتقاليد ودين جديد خاصة وانت انجليزية المنشأ والميلاد؟؟
    üاظن الحكاية دي حدثت تدريجياً... فاول مرة وصلنا فيها للخرطوم استضافنا احد اقرباء عبد الله الطيب يسكن بودنوباوي بام درمان، وقد كان يعمل باشكاتب واستغربت على تقسيم النزل لجزئين احدهما للرجال والآخر للنساء وطبعا كان بالنسبة لي امرا شاذا والاغرب من ذلك نزلنا في وسط المنزل، وعندما دخلت «الحمام» لفت نظري شكله فهوعبارة عن مخزن ملئ «بالكراتين» وعندما عدت وجدت عبد الله يلبس جلباباً ويؤدي الصلاة وكان منظرا غريبا ايضا فاصبحت ابكي كذلك صدمت لشكل الغرفة التي استقليناها فهي متعددة النوافذ، بحيث يدخلها ويخرج منها العديد من الناس فتنتفي الخصوصية وحقيقة كل هذه المناظر والمشاهد اثارت انتباهي لمساكن السودان واهله. كذلك الاكل الذي يجهز عبر «صينية» كبيرة وبه اصناف متعددة لكن «المطبخ» به شئ من الفوضى حيث تجلس النساء على «بنابر» واحيانا يوضع الاكل على الارض فاعتبرته شيئاً من «الهمجية» اما بالنسبة للاكل بالايدي فهو امر غير غريب علي حيث تعودت عليه في لندن عندما كان عبد الله يأتي بضيوفه لمنزلنا هناك. الاسرة ترفض الزواج... ولكن الوالد يتراجع اخيرا:-
    -ارجو ان تحكي لي عن قصة تعرف عبد الله الطيب باسرتك وهل وجد زواجكما معارضة من قبل الاسرة؟
    üعندما حدثت والدي ووالدتي بالزواج من عبد الله اصيبا بصدمة جعلتهما لا يذهبان الى عملهما لمدة يومين، وفي اليوم الثالث ذهب والدي الي مكتب وكالة السودان بلندن، مشتكيا لوكيل السودان انذاك مستر (هاردلي) حول كيفية زواج السودانيين من بنات الانجليز وهوامر غير مسموح به ،فرد عليه الوكيل بقوله: هؤلاء الطلبة السودانيون يعتبرون من احسن ابناء الطبقات السودانية، وهم من الطلاب المتفوقين ولهم مستقبل مشرق وان الطالب عبد الله الطيب من اسرة محترمة جدا، تربى في كنفها احسن تربية وهي اسرة المجاذيب الشهيرة بمدينة الدامر شمال السودان وكان دوما يحرز المرتبة الاولى في دراسته... هذا الحديث هدأ من روع والدي مما جعله يبعث بخطاب لي يبدي فيه تأسفه وعدم معرفته بعبد الله واشار الى ان لقاءه بوكيل السودان اعطاه الامل وطمأنه على مستقبل ابنته. -هل سبق لوالدك ووالدتك زيارة السودان؟
    üبعد ان جئنا انا وعبد الله الى السودان عام 1950م ذهبنا الى بخت الرضا وقضينا فيها ثلاثة اعوام وعند رجوعنا الى الخرطوم ، عمل عبد الله في جامعة الخرطوم زارونا في عام 1960م بمنزل الجامعة الذي كان في حي المطار، ورأوا بانفسهم مستوى حياتنا واعجبا بالسودان واهله الذين تنادوا لاكرامهم بالذبائح وتمت دعوتهما في القراند هوتيل.
    - استاذة جريزلدا... لابد ان تكوين الشخصية تؤثر فيه معطيات بعينها... فما هي المؤثرات الفكرية التي كونت شخصية الاستاذة جريزلدا؟؟
    üهذا سؤال كبير ووافي فقد كان من اهدافي الاولى في حياتي حب السفر وتمنيت لوكنت «بحارة» امخرعباب البحار عبر السفن والمحيطات، وان اصبح كالاولاد يتخيرون سبل حياتهم، فكان مزاجي في السفروالاطلاع على ما يدور في بلاد الدنيا وقد تم هذا الامر بزواجي من عبد الله حيث اتيحت لي فرص عديدة، كما جاء تأثير الفن وحبه عبر المدرسة الثانوية، وكنت اتمنى ان استمر كطالبة وودت نيل شهادة جامعية من الجامعة الفرنسية، والتخصص في مجال الفن، وفعلا تم ذلك بالتخصص الذي يتيح لي التدريس في اي بلد، فدرست الفن في السودان، وفي نيجيريا وحقيقة الفن ليس لديه حدود ولا مشكلة لغة فاستمتعت بدراسته وتدريسه وانتاجه مستفيدة منه طوال حياتي.
    - هل كانت لديك ميول نحو المسرح والموسيقى والادب؟
    üوالدي كان يحب المسرح مما اتاح لنا الاشتراك كاسرة في جمعية التمثيل في المنطقة ولما جئت الى السودان اشتغلت مع عبد الله في الاخراج المسرحي لطلاب جامعة الخرطوم وفي ديكور المسرح وسافرت الى «ستفورد» موطن شكسبير واشتركنا في اداء عدد من المسرحيات وكان الطلاب يذهبون الى المسرح حيث نقف ضمن الصفوف الطويلة لدخول ارخص مكان بالمسارح في لندن، ولك ان تعلم بان لندن كانت بها فرص عديدة للثقافة والموسيقى الكلاسيكية واشتركت مع اصدقائي في عدد من الحفلات الموسيقية الكلاسيكية.
    السفر الى فرنسا:-
    üعند بلوغي سن الثامنة من العمر تم ارسالي الى فرنسا لدى بعض الاسر بحيث يجئ ابنهم الى انجلترا للمكوث مع اسرتي وكان ذلك سنة 1933م وابنهم هذا اسمه ماكس وشقيقه كلود الذي نشأ معنا في الصغر، ومن حسن الصدف ان كلود هذا ابنه باتريس ماري الذي انتج عددا من المسرحيات وتزوج من الممثلة السودانية تحية زروق وزارني في السودان وهذا التحول لفرنسا ساعدني على تعلم اللغة واعطاني حب المسرح والسفر. قصة تعلم اللغة العربية والاطلاع على ادب الطيب صالح:-
    üاستاذة جريزلدا الم تطلعي على الادب السوداني خاصة بعض الروايات والروائيين السودانيين؟
    ü أية كتابات باللغة العربية انا كنت على الهامش، حيث ان قراءاتي ضعيفة جداً في هذا الجانب.
    - حتى رواية موسم الهجرة الى الشمال التي ترجمت لعدد من اللغات؟
    ü قرأت كل قصص الطيب صالح بالانجليزية كما ان عبد الله الطيب ألف كثيراً من المسرحيات في مقدمتها (نكبة البرامكة) و(زواج السمر).
    - قصة تعلم اللغة العربية وهل واجهتك بعض المشاكل؟
    ü لم يكن تعلم اللغة العربية صعباً لا سيما وانني تعلمتها من خلال الناس، والاحتكاك بهم ولم اتعلمها بالطريقة الاكاديمية البحتة والتدريس ففي سنة 1950م عند زيارتي للسودان تعلمت اللغة مجبرة نسبة لانني ساعايش اهلها الذين يتكلمون اللغة العربية الفصحى والدارجة وهو امر شبيه بتعليم السباحة حيث يرمي الطفل الى حوض السباحة ولابد له من تعلمها.
    دامر المجذوب .. قصص وحكايات
    - كيف تأقلمت مع مجتمع السودان؟
    ü بالتدرج حيث بدأت بالدامر فهي قرية او بندر نموذجي بشمال السودان، اما التميراب فهي موطن عبد الله في الناحية الغربية للدامر ولم نكن نزورها إلا في الاعياد لحضور الصلاة تحت الشجرة الكبيرة ونحضر الحولية ونرجع بالمعدية التي تسمى (سفينة نوح) كما يحلو لاهلها التسمية.
    أما الدامر فهي موطن المجاذيب اسرة عبد الله الطيب وهي اسرة متشابكة وقد وجدت لعبد الله ثلاث اخوات ووالدة لم يكن لديه اخوان وكان كل شخص يقول انه خال عبد الله او عمه او عمته فيستعملون هذه الصفات بطريقة واسعة مما يدل على تشابكهم، وفي الدامر يوجد بيت الشيخ الطيب (منزل الأسرة) وكان الشيخ الطيب يعمل معلماً فاتيح له شراء هذا المنزل من الحكومة بالاقساط ولما توفى فجأة جاءت جدتهم وقادت كل الاطفال وذهبت الى المدير الانجليزي قائلة،: ان هؤلاء اولاد حاج الطيب ويرغبون في اعفاء ما على والدهم من اقساط متبقية وتسجيل البيت باسمهم وفعلاً وافق المدير الانجليزي وسجل البيت باسم شيخ الطيب لما كنا في زيارة عام 1954م قام عبد الله بشراء المنزل الذي يجاور منزل والده ثم اشترى منزل ناس شيخ ازرق مفتش التعليم فقامت ارملته ببيعه لتكون عدد البيوت ثلاثة بيوت كبيرة في منطقة القوز مقابل مسجد الشيخ السهيلي، وهي من اقدم المناطق في الدامر وعرفت البيوت باسم آل الطيب.
    المجاذيب سلطة الدين والأرض، وحل المشكلات
    ü المجاذيب في الدامر لديهم سلطة في الدين، وفي ادارة ما يتصل بملك الاراضي الزراعية، والبيوت وحل المشكلات التي تحدث وهناك الحولية السنوية وذكر الدرويش ليلة كل خميس، والشيء الذي اعرفه عن المجاذيب ان لهم افرعاً في انحاء السودان المختلفة خاصة في شرق السودان، في «وقر»، و«اروما» و«اركويت» و«سواكن»، وللمجاذيب في اركويت خلاوى اميزها خلاوى البنات.
    - استاذة جريزلدا ألم يلفت نظرك طريقة حياتهم، وتصوفهم وعاداتهم؟
    ü نعم.. لاحظت ان حياتهم الاجتماعية تميزها تقسيمهم الى طبقتين الاولى طبقة الفقراء الذين لابد ان يعيشوا لذلك يعملون في زراعة الجزر، والاحتطاب، والاخرى طبقة من الفقراء لكنها احسن حالاً ويمكن ان تسميهم «مبسوطين شوية» ويتزاوجون فيما بينهم، ومن اشهر الشخصيات عند المجاذيب اصحاب السلطة الشيخ البشير الذي توفى الاسبوع الماضي، والشيخ المجذوب «المشهور جداً»، وله مكانة سامية وكبيرة في اوساط المجاذيب، ولدي علماء السودان لا سيما وهو دارس في الازهر الشريف، وقد كان احد اعضاء نادي الخريجين، ومؤتمر الخريجين ابان الحركة الوطنية..
    زرت المجاذيب في سنة 1950م لدى زيارتي للدامر، ودخلت كل بيوتهم فلمست محافظتهم والانغلاق، وعدم الحركة الواسعة فهم لا يرون بعضهم بشكل كبير، ولك ان تعلم انني خلال اجازة الشهر تحركت في كل شبر، فذهبت الى التميراب غرب الدامر، والى الاسواق، والى مدينة عطبرة، لكن نساء المجاذيب لا يفعلن ذلك فهن نساء - «محافظات ومستورات» - وفي مرة من المرات سافرت مع اسرة الشيخ المجذوب بالقطار فوجدت ان النساء يجلسن في غرفة محجوزة بكاملها، لا يختلطن بالرجال، ويلبسن جوارب بيضاء، انظر منذ ذلك الزمن كنّ محافظات الى ذلك الحد. التصوف عند عبد الله الطيب
    - سألت جريزلدا عن التصوف في حياة البروفيسور عبد الله الطيب إلا انها ردت بان البروفيسور لم يكن يستعمل هذه الكلمة كثيراً.. اما الدكتور عبد الله محمد احمد فكان له رأي آخر يتمثل في ان للبروفيسور اشياء صوفية، وهو يعترف بذلك، ومن هذه الصفات بذله للعلم، ولا يطلب في مقابله مادة، وهو على استعداد للاجابة في أي وقت على مسألة علمية، ويمكن ان تقف معه في أي مكان مادام سؤالك في العلم، ويعطي كتبه لمن اراد استلافها بدون اية ضمانات، ويسعد بذلك، وحين يدعى الى اية ندوة يلبي الدعوة، واذكر اننا ذهبنا الى كنانة لاكثر من ست مرات، وهذه بالطبع ميزة صوفية.. «وهنا التقطت جريزلدا القفاز لتتحدث في الاطار نفسه».
    اتفق مع ما جاء في حديث د. عبد الله محمد احمد، ولعلني نشأت في اسرة جلّ افرادها عملوا في مجال التدريس، وكانوا يعتبرون ان من امتلك علماً عليه ان يعلمه للاجيال التي بعده، وانا شخصياً لم اعرف الحسد في مجال الفن، فهو بحر واسع لا مجال فيه للانانية، وهكذا فان عبد الله الطيب نفسه يرى ان الأدب العربي بحر لا ساحل له، ويتحمس له اشد الحماس، ويتمنى من الاجيال القادمة ان تكون متحمسة له ايضاً.
    الشعر الانجليزي، وصدور ديوان «أصداء النيل»
    - أستاذة جريزلدا.. انت زوجة لأديب وشاعر فهل يجد الشعر مساحة عندك؟ خاصة شعر البروفيسور عبد الله الطيب او غيره من الشعر في السودان، او الشعر العامي؟
    ü أنا احب الشعر الانجليزي، ويشاركني في ذلك البروفيسور ويفضل في الغالب ان اقرأ له. وعندما اصدر ديوانه «اصداء النيل» وكانت اول «مجازفة» له مع النشر، كان يركب دراجته ويقوم بالتوزيع للمكتبات بنفسه..
    ومجهوداته لم تقف عند هذا الحد فقد كان ينوي ان ينقل مسرحية «زواج السمر» لعرضها في المغرب ابان الموسم المسرحي هناك وبعد ان اخذ موافقة وزير الثقافة تدخلت بعض الايدي ممثلة في بعض مسؤولي الثقافة لمنعها، وللاسف بحجج واهية!! ولعل الدراما الآن في السودان مبنية على الكوميديا اكثر من التناول التراجيدي، واعتقد ان الموازنة بينهما مهمة لان الاضحاك لوحده غير مفيد للدراما..
    جريزلدا تقف خلف نجاحات البروفيسور عبد الله الطيب
    - ما هي الاشياء التي وقفت خلفها جريزلدا، وكانت تمثل نجاحات البروفيسور عبد الله الطيب من واقع المثل القائل «وراء كل رجل عظيم امرأة»؟؟
    ü كنت ادفعه كثيراً لتشجيع المرأة على التعليم، واحس بالفخر بان هناك ثلاث نساء كن قد درسن على يديه، واصبحن عميدات، وهن سعاد الفاتح، وزكية ساتي، ود. محاسن عبد القادر حاج الصافي، وهي تلميذته في العربي عندما كانت في كلية الآداب وهو عميدها، وهي درست تاريخ، كذلك فاطمة الامين، وبتول، وغيرهن... وهذا مشروع في رأيي ناجح جداً.
    الدكتور عبد الله محمد احمد شارك باضافة معلومات مهمة في هذا الجانب مفادها:
    ان قسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم به حوالي سبع نساء من الاساتذة وكلهن من تلميذات البروفيسور عبد الله الطيب، ومقارنة بالاقسام الاخرى فهن قليلات، وتعتبر هذه ظاهرة ويمثلن اكثر من نصف عدد القسم.. وبعد حديث الدكتور محمد احمد تواصل جريزلدا رصد النجاحات التي كانت خلفها حيث تقول: عند تأسيس القسم الفرنسي بجامعة الخرطوم اصر عبد الله الطيب على ان تكون اول واحدة لتأسيس القسم والتدريس فيه من النساء.. وفي كلية عبد الله باييرو بنيجيريا ايضاً حدث نفس الشيء من البروفيسور حيث اوكل مهمة التدريس وبداية القسم الى احدى الاستاذات الفرنسيات.. وفي الجوانب الاخرى فقد سعيت لتهيئة الاجواء المناسبة لان يكون لعبد الله الطيب خصوصية تتيح له الاطلاع، والتأليف، والمراجع لتكون له مكتبة لوحده.. وظروفه كان فيها بعض التداخل.. وفي وجهة نظري فوضى تحتاج للترتيب، والهدوء وبعض الاوقات لنفسه حتى ينتج اكثر في المجال العلمي..

    ---------

    تكملة المقال في البوست التالي


    - المصدر

    http://www.alsahafa.info/nuke/html/modules.php?name=New...file=article&sid=361
                  

07-22-2003, 06:22 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    تابع


    في بيت البروفسيور عبد الله الطيب


    افــــــادات حرمــــه الاستـــــاذة جريزلـــدا الطيـــــب





    أستاذة جريزلدا هل يعني ذلك انك نقلتيه لنوع من الحياة الانجليزية المرتبة؟
    ü لا.. لا.. كان دائماً يرفض الانتقال لأية حياة اخرى.. فسودانيته مسيطرة عليه، ويرفض اية فكرة في ان يصبح انجليزياً، وعرفت سلفاً ان هذا دوره اذا اراد النجاح فلابد ان يكون في مجتمع او بلد عربي لانه اديب عربي، وكان يمكن ان يكون استاذاً في انجلترا، وفي اعظم جامعاتها، ويتحدث في الـB.B.C
    وينشر كتبه مثل الطيب صالح إلا انه يعتبر السودان هو مصدر قوته.. د. عبد الله محمد احمد يضيف مجدداً افاداته عن استاذه عبد الله الطيب حيث يقول: المزية السودانية فيه كبيرة ، وارتباط البروفيسور بالارض قوي جداً، فهو وجد الفرصة للانتشار خارج السودان، ووجد الفرصة ليكون شخصية عالمية في مجال المسرح، وفي مجال الادب الانجليزي، وعدد من المجالات إلا انه رفضها ورفض إلا أن يجلس في السودان، ويكون عطاؤه وطول عمره في بلده فقط. في نيجيريا كانت لنا أيام
    - أستاذة جريزلدا.. رحلة نيجيريا كانت ذات سمات تركت آثاراً وانطباعات جميلة في حياتك وانت ترافقين البروفيسور عبد الله الطيب الى هناك؟ هلا حدثتينا عنها؟
    ü سنحت لنا الفرصة في عام 1964م للذهاب الى نيجيريا ولم اكن متحمسة للذهاب إليها خاصة التحول من بلد افريقي كالسودان الى بلد افريقي آخر.. وكانت حكومة نيجيريا قد طلبت عبد الله الطيب من حكومة السودان للانتداب لتأسيس كلية عبد الله باييرو «كلية الادب العربي والدراسات الاسلامية، بجامعة احمد بيلو وهي من اولى الجامعات النيجيرية، وبعد لقاء عبد الله الطيب مع مدير الجامعة الانجليزي في لندن اتفقا على معاينة عبد الله للمباني، ومن ثم العودة للندن، والذهاب مرة اخرى لنيجيريا مع نهاية السنة الدراسية وانتهاء الامتحانات..
    قبل الذهاب إلى نيجيريا طرأت عليّ فكرة ان يقوم عبد الله باداء فريضة الحج لشعوري بان الحجاج لهم مكانة سامية في نفوس النيجيريين، وبالفعل في نفس العام 1964م قام باداء الفريضة وصادف عدداً من ابناء نيجيريا في مكة، وعندما سافرنا وجدنا لافتة كبيرة معلقة على جدران المنزل الذي اعد لنا في نيجيريا مكتوب عليها «الحاج عبد الله الطيب».. واستمر عملنا لعامين من 1964م حتى 1966م وكانت فترة عامرة.. وكنت اعمل PARTIMER في الادارة وفي التأسيس، حيث اشتريت «عفش» المنزل، والمكتب ولدي خبرة في ادارة التأسيس بعد ذلك تركت هذا العمل متجهة لتأسيس قسم الفن في مدرسة البنات الثانوية في كانو، وانتجت عدداً من الرسومات واقمت معرضاً في «المركز الثقافي البريطاني»، وكنا دائماً ما نسافر بين كانو وزاريو.
    والشمال النيجيري جميل للغاية، وتربطه سبعة طرق معبدة مما يتيح الفرصة للسفر بصورة واسعة في وقت لم تشهد فيه الخرطوم تعبيد الطرق في ذلك الزمان. النيجيريون احبوا البرفيسور عبد الله الطيب قبل ان يروه فقد سبقته سمعته، وعبد الله تعرف طريقته في التعامل، وتواضعه الجم، وهم لديهم طبقات، ويعتبرون ان اي عربي اعلى طبقة منهم، لذلك فهم يدينون لعبد الله بكامل الاحترام، وعند عودته للسودان اتى بطالبين للتحضير للماجستير، واذكر انهما ذات يوم في جامعة الخرطوم وجدا عربة البروف في كلية الآداب ففتحا باب عربته ثم فتح الآخر باب عربتي ودخلها، فاندهش الطلاب السودانيون، لكن المسألة عادية بالنسبة لهم ويعتبرونها احتراما منهم للسودانيين.
    العمل في جامعة محمد بن عبد الله بالمغرب ü وماذا عن فترة المغرب التي اعقبت نيجيريا؟
    ـ في المغرب وجدنا نفس الشيء من احترام، وتقدير حيث جئناها في ديسمبر 1977م ، وكان العقد يقضي بأن يكون البروفيسور استاذ «كرسي» في جامعة محمد بن عبد الله في فاس، وكان قبلها قد اختير استاذا في «سيكوتو» بنيجيريا في اكتوبر 1977م الا ان حماسي كان نحو المغرب.. والشعب المغربي يحترم الاساتذة والمعلمين احتراما كبيرا، فقد يطلب من البوليس الاطلاع على بطاقة ا لهوية، وعندما يجد مكتوباً عليها «كلية الآداب» يرحب بك اشد الترحيب ويردفها بكلمة «حبابك».
    ولا اعرف لماذا وجدت العلم والاساتذة محترمين في شمال نيجيريا وفي المغرب الا هنا في السودان لا يجدون ذلك الاحترام؟
    لفت نظري في الطلاب المغاربة حبهم للكتاب وقد كنت في قسم اللغة الانجليزية بنفس الجامعة «محمد بن عبد الله» والطلاب عندما يشترون الكتب يحتفظون بها، ولا يعيدونها لمكتبة الجامعة، لكنهم في الوقت نفسه لا يهملونها فسألتهم: لماذا لا تبيعوا كتبكم للسنة الجديدة، وتشتروا بثمنها كتب السنة ا لمقررة عليكم، فكانوا يتأبون والواحد منهم يقول لك «هذه مكتبتي»، ولمست هذا الشيء من خلال الشعب نفسه فلكل مغربي خزانة للكتب لا يراها احد، واذكر ان لعبد الله الطيب زميلاً اسمه د. زمامة لديه شقة في عمارة، وتقابلها شقة اخرى عبارة عن خزانة باكملها، وعندما طلب منه عبد الله احد الكتب تركنا في شقته، وذهب لينتقي الكتاب المقصود دون ان يتيح لنا رؤية كتبه. وحقيقة لهم مزاج في حفظ الكتب والعناية بها.
    -------------------------------------------------------------------------------- جريزلدا وقصة اسلامها في شمال نيجيريا
    ü استاذة جريزلدا.. لعل تأثير الحياة، والمواقف والتجارب لم يعدل التأثير الكبير في انتقالك من ديانة الاهل والاسرة والبيئة التي عشت فيها الى الديانة الاسلامية.. كيف تم دخولك للاسلام، واعتناقك له؟
    ـ بالطبع تعرف ان البروفيسور عبد الله الطيب مسلم لكنه لم يكن يضغط علي في اعتناق الاسلام، بل كان يناقشني، ويشرح لي بعض المفاهيم الاسلامية بطريقة علمية، ولذلك استفدت كثيرا في تكوين فكرة جيدة عن الاسلام..
    وبصراحة عند ذهابنا الى شمال نيجيريا تحمست للاسلام هناك، واعجبني حماسهم الدافق له، فهم كانوا متأخرين تنمويا عن جنوب نيجيريا، لكن بفضل الاسلام توحدوا وامتلكوا الثقة في نفوسهم وكانوا متأخرين ايضا في مجال التعليم المدني لكن التعليم الاسلامي والثقافة الاسلامية كانت عميقة عندهم. كل تلك المعطيات دفعتني للاسلام في شمال نيجيريا وتحديدا في «كانو» سنة 1977م، عند عودتنا الثانية لها، ووقتها كان والدي ووالدتي قد توفيا ولم يكن هناك احد لينزعج من دخولي الاسلام، كما ان مستقبلي قد تحدد بالتوحد مع اسرة عبد الله الطيب وهو سيصبح مجتمعي الذي سأقضي بقية حياتي من خلاله واندمج معهم اكثر، لذلك جاء اسلامي بقناعة لا تتزحزح.
    ü عندما تم زواجك من عبد الله الطيب الم تتوقعي ان يؤثر عليك في الدخول للاسلام؟ والاحتمالات واردة في هذا؟؟
    ـ لم يكن ذلك شرطا من شروط زواجنا، اما الاسرة فالصدمة التي انتابتهم لم تكن دينية وانما صدمة نفسية في كيفية زواج شاب افريقي من بنتهم ولون غير لونهم .. كما انهم كانوا يتخوفون من زواجه باكثر من امرأة لكنني لم اخف «قالتها ضاحكة» وهو الشيء الوحيد الذي يخاف منه الناس في تعدد الزوجات، وذلك قبل الارهاب وظهوره، وقبل ظهور الحركات الاسلامية السياسية حيث كانت صورة ا لمسلم في اوروبا وآسيا صورة جميلة، والمسلم كان بناءً ومسالماً ومنتجا ولا يثير اية مشاكل، لكن الاسلام السياسي غير هذه الصورة.
    ولك ان تعلم ان الانجليز يميلون لفلسطين اكثر من اليهود، والعرب كانوا في ذلك الزمان في نظر الانجليز اكثر نبلا وفهما، وبطولة وهذا راجع لاطلاع الانجليزي على الادب العربي، والترجمات العديدة التي حدثت للادب العربي الى اللغة الانجليزية مما جعل هناك انبهارا قويا بالحضارة العربية الضخمة التي تمت ترجمتها، وهذا اضاف لصورة المسلم العربي وغلفها بنوع من السحر، والسودانيون عندما يذهبون الى لندن يجعلون انفسهم عربا وليس افارقة، وفي باريس يكونون افارقة اكثر من انهم عرب، لأن في باريس يعتبرون كل عربي من الجزائر.
    السلوكيات السودانية وصراع البدو والحضر
    ü ما هو تأثير هذه النقلة في حياتك؟ وماذا اضاف الاسلام لك؟
    ـ بالنسبة لي الاشياء التي تعلمتها او تغيرت في داخلي لم احسبها، سواء عادات اسلامية او سودانية واخذت ا شياء كثيرة لم اخلط بينها، مثلا الكرم، واكرام الضيف، والصبر، وعدم فتح الموضوع مباشرة مع اي زائر لك فلا اعرف ان كانت هذه ميزات اسلامية او سودانية؟ «بعد ان طرحت جريزلدا هذا التساؤل».. تولى د. عبد الله محمد احمد الاجابة للايضاح اكثر حيث قال:
    هناك تركيب صوفي، حيث يقول المتصوفة: ابدأ الانسان بالرفق، وابدأه بالعلم، وعندما تذهب الآن للمسيد الصوفي لا يبتدرونك بالسؤال عن مقصدك او طلبك الا بعد اكرامك.. وهذه واحدة من تأثيرات المجتمع الصوفي على السودانيين.. وتساءلت ايضا جريزلدا عن معنى زائر ولا غائر.. ثم حكت عن بعض السلوكيات عند السودانيين خاصة الذين يزورون الناس فيجلسون الساعات الطوال بلا احساس بالزمن!!
    ü استاذة جريزلدا.. تحدثنا عن اسلامك والقناعات التي ادت لذلك، اضافة الى مشاهداتك للحياة الاسلامية في شمال نيجيريا.. دعينا نسألك عن شهر رمضان، والصيام كسلوك اسلامي، وفريضة دينية؟
    ـ لاحظت ان السودانيين في رمضان يبدأون في الاستعداد له منذ فترة طويلة اي قبل شهر او شهرين، وهذا يقودني لعقد مقارنة بينهم والانجليز في استعدادهم للكريسماس بشراء الزينة، والدعاية التي تسبقه لكني اعتقد ان الكريسماس يوم واحد فقط عكس رمضان فهو شهر كامل، واعتقد انه تغيير للروتين والاستمتاع به، ورغم ان الصيام يعني منع النفس من الاكل والشراب لكنه في السودان عبارة عن شهر للولائم الكبيرة وهذا يتناقض مع معانيه، لكن الجيد فيه عدم المشاكل، والشتيمة، وغير ذلك من الكوابح، والانسان يصبح من خلاله انسانا فاعلا، واتمنى ان يكون رمضان في السودان شهرا حقيقيا لمعانيه ومقاصده.
    ü ذكرت ان الحياة السودانية روتينية ترى لماذا هي حياة روتينية؟ وانت جئت من حياة غير روتينية.. فكيف هو الفرق بينهما؟
    ـ اولا صلتي بالحياة في بريطانيا انقطعت لما يقرب عن خمسين عاما الا من خلال الاجازات السنوية، لكن الحياة الاجتماعية في انجلترا تغيرت فقد كثرت حالات الطلاق مقارنة بالماضي، وتجد البعض من الرجال والنساء يعيشون مع بعضهم دون زواج، وهكذا اما في السودان فحياتهم ايضا تغيرت خاصة بعد الهجرة والاغتراب الى دول اميركا وكندا واوروبا والخليج العربي، فحدث شيء لتلاقح الافكار، وتحديث الحياة الى حياة عصرية، ولاحظت قلة النشاطات الثقافية، ففي عام 1960م وحتى العام 1970م كنت تشاهد الانشطة المسرحية، والموسيقية في الخرطوم، حتى الجامعة «جامعة الخرطوم» ضمر نشاطها، وقديما كانت غرفة الامتحانات مليئة بالباليه الروسي والباليه الصيني، لكن الآن اصبحت الحياة الثقافية في الجامعة فقيرة وكذا الانشطة الرياضية، واذكر ان للجامعة انشطة للزوارق البحرية.. وانا بدوري اتساءل لماذا اصبحت الجامعة الأم هكذا؟ وهذا يجعل من الطلاب قليلي التجارب عندما يخرجون للحياة العملية..
    وفي هذا الاطار تحدث د. عبد الله محمد احمد رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة موضحا رأي البروفسيور عبد الله الطيب عن التعليم الجامعي حيث يرى ان التعليم الجامعي في كل الجامعات السودانية اصابه ضرر كبير جدا بهذا الانغلاق، وكان يتحتم ان تنفتح الجامعات على انشطة متعددة يعود مردودها ايجابيا على الطلاب، ويعرضهم لتجارب مفيدة، ومعارف عديدة. بعد حديث الدكتور عبد الله محمد احمد واصلت الاستاذة جريزلدا حديثها عن الحياة السودانية حيث اشارت لجانب آخر من جوانب الحداثة التي اعترت الحياة السودانية، فتحدثت عن اهتمام الاسرة السودانية بالاطفال من خلال الحاقهم بالرياض المدرسية كتعليم يسبق المدرسة وعزت ذلك للتأثير الاوروبي، واشارت الى ان «الخلوة» رغم عدم الدراسة الاجبارية الا ان بعض الناس يرغبون في الحاق اطفالهم بها، ورأت ان تظل الخلوة جنبا الى جنب مع الروضة، والا يتوقف دورها الكبير في تعليم الاطفال، وتثقيفهم، وقالت: ان الروضة وحدها لا تكفي. اتمنى ان اعود للاراضي المقدسة
    ü بعد سؤالي عن انطباعها عن رمضان انتقلت للسؤال عن اداء فريضة الحج، والاثر الذي ترك بصماته على حياتها فاجابتني:
    ـ الحج شيء فوق التصور، حيث اديت الفريضة في عام 1974م وسافرت للاراضي المقدسة من المغرب برفقة البروفيسور عبد الله الطيب واتفقنا على ملاقاة شقيقات عبد الله هناك، وفي الحج لمست الطمأنينة الحقيقية، وشعرت بالحرية عند الحرم اكثر من اية مدينة اخرى بالسعودية، كما ان الناس كلهم في العبادة، وكل اوقاتهم منذرة للعبادة ايضا، فلا احد مشغول، وتراهم متجهين لهدف واحد، باسلوب واحد، وبلبس واحد، وعندما عدت من الحج داومت على اداء صلواتي الخمس، واجتهدت في عباداتي عسى ان اكون قريبة من الله، واتمنى ان اعود مجددا.
    بعد هذا الحديث الطويل ، انتقلت مع الاستاذة جريزلدا لجانب آخر يتعلق بالحادثة التاريخية باقالة البروفسير عبد الله الطيب من جامعة الخرطوم في عهد الرئيس نميري . وطرحت عليها تساؤلاً :
    ü استاذة جريزلدا.. في عهد حكومة جعفر نميري تعرض البروفيسور عبد الله الطيب للاقالة من الجامعة.. كيف كان صدى هذا الحدث داخل الاسرة؟ وكيف كان تقبل البروفيسور لهذا القرار؟؟
    ـ «دار جدل كبير قبل الاجابة على السؤال، فقد رأى د. عبد الله محمد احمد ان هذه المسألة قد عفا عليها الزمن، فيما اصررت على توضيح الحقائق لاننا نوثق للتاريخ، اما الاستاذة جريزلدا فقد رأت انه لا بد من الاجابة وبحماس كبير شرعت تجيب:
    هل فكر نميري جيدا، ووقف مع نفسه حتى يقيل عبد الله الطيب من العمادة، ومن رئاسة قسم اللغة العربية بالجامعة، وهل كان مرتاحا لاقالته عن كرسي المدير؟..
    وحقيقة محي الدين صابر «خرب» السلم التعليمي، ومنصور خالد، وجعفر محمد علي بخيت خربا الحكم المحلي، وجامعة الخرطوم، والثاني كان رئيس مجلس جامعة الخرطوم حيث قال لعبد الله الطيب مفروض تسمع حديث الاعلى منك وهذا عرف في الجيش، فهل يعتبر جعفر محمد علي بخيت «سينيور» لمدير جامعة الخرطوم؟! وهذا الرأي يخصنا انا وعبد الله..وقد كوناه معا .
    جامعات انجلترا تضع لعبد الله الطيب مكانة عظيمة ومقدرة ü استاذة جريزلدا.. كيف كانت علاقة عبد الله الطيب بالاكاديميين الانجليز؟ واتصاله بهم من خلال الاجازات التي كنتما تسافران فيها لانجلترا؟؟
    ـ ايام الاجازة الاولى لا نتحرك كثيرا، وبعدها نتصل بافراد اسرتنا، ثم بعد عدة ايام نستغل القطار لزيارة كل العواصم والمدن الاوروبية بداية بباريس حيث لدي ابنة اخي هناك، ثم نزور فيينا، وبرلين وغيرها..
    وعندما كان عبد الله الطيب عميدا لكلية الآداب كان يغتنم الفرصة، ويسعى لعقد عدد من الاتفاقات بين جامعة الخرطوم، والجامعات الانجليزية كما يسعي لجلب ممتحنين خارجيين، او اساتذة بصفة دائمة، ويقوم بجولة في اقسام اللغة العربية بجامعات انجلترا لاسيما جامعة كامبردج، ولندن، ومانشستر، ودرام، ويقدم العديد من المحاضرات في تلك الاقسام، وفي اسكوتلندا، وعبد الله مكانته كبيرة هناك، ومعروف بشدة في اقسام اللغة العربية خاصة في ادنبرة، ومدرسة الدراسات الشرقية والافريقية S.O.A.S والشاهد انه اشترك بفصلين في كتاب اصدرته جامعة كامبردج عن تاريخ الادب العربي، كما له مقالان ضمن الموسوعة البريطانية وهما ايضا عن الادب العربي.
    ومن اصدقائه الاكاديميين البروفيسور (سيرجن) و(فيدول) و(هوبكنز) و(فيوم) .
    جريزلدا وتأسيس اقسام الفن في المدارس
    - استاذة جريزلدا لننتقل الى جانب مهم من جوانب حياتك وهو دراسة الفن وتدريسه، وممارسته؟
    ü كما ذكرت لك سابقا ان دراستي للفن جاءت بعد الثانوي في كلية الفنون الجميلة (شلسي آرت سكوول)، في لندن. وتخرجت استاذة فنون للمدارس الثانوية، وبعد ان جئت للخرطوم عملت في كلية المعلمات بام درمان واسست قسم الفن بالكلية، كما أسست برنامجا في المدارس الاولية للبنات، وكنت في نفس الوقت استاذة، ومفتشة.. اقوم مع الزملاء بجولات للاقاليم، ثم ادرّس مرتين في الاسبوع بمدرسة ام درمان الثانوية، ومن تلميذاتي الاستاذة وصال المهدي، والخنساء عمر ارملة الشهيد بابكر النور: (الذي اعدمه نميري في احد الانقلابات العسكرية). وهناك زكية عوض ساتي، وتواصل تأسيسي لاقسام الفن في المدارس حيث أسست قسما في مدرسة الخرطوم الثانوية للبنات عندما استقررت في العمارات، ثم نقلت بعد ذلك لكلية ام درمان لتخريج معلمات للمدارس الابتدائية وللمدارس الوسطى.في نجيريا عملت مدرسة بـ DALA. SCOND. SCHOOL ولم يكن لديهم قسم للفن، فآثرت انشاءه، ومن ثم قام القسم . .وبعد رجوعي للسودان لم أعد للتدريس حيث انتظمت في دراسة بجامعة الخرطوم عن (علم الاجناس) وبعدها نلت الماجستير في الفلكلور.
    الملابس الوطنية لسكان شمال السودان
    ماهو موضوع الدراسة لسكان شمال السودان ؟
    - كانت الرسالة عن الملابس الوطنية لشمال السودان، دراسة تاريخ هذه الملابس والازياء، ولماذا يلبسونها، ومتى يلبسونها في المناسبات والظروف الاجتماعية المختلفة، كالزواج، والوفاة كما سافرت لشرق السودان لدراسة البجا، والبني عامر، والرشايدة، ثم زرت النوراب، واماكن النسيج المحلي في شندي، والدامر، وقمت بعمل لقاءات مع بعض النساء في الدامر خاصة الطاعنات في السن، وكنت أسألهن عن اللبس، والرقص في مناسبات الزواج، وكل ذلك لشعوري بتغير الاشياء منذ ذلك الزمن، حيث لاحظت انه ومنذ وصولي السودان ان اشكال الازياء تتغير حيث رأيت لاول مرة ان المرأة تلبس (القرقاب) وبعدها اضيفت قماشة مع (القرقاب) تحت الثوب، وذهبت ايضا الى تنقاسي واطلعت على انماط وانواع جديدة مثل (الكسكسيتا) وهي عبارة عن طاقية من السعف تستعملها النساء اتقاء لحرارة الشمس، كما رأيت لبس الرجال (للمراكيب المفتوحة) و(ما يسمى تموت تخلي) فضمنت ذلك في الرسالة.
    - من خلال حياتك في السودان ما هو انطباعك عن الشعب السوداني في تقبله للفنون التشكيلية.. أي بمعنى هل يهتمون باللوحة، وتأملها، وقراءتها؟
    ü ليس كل اهل السودان، كما ان لدي صداقات عديدة مع رسامي السودان في مجالات الرسم، والنحت، والخزف، ومن ابناء جيلي الاساتذة بسطاوي بغدادي، وحسن الهادي، واحمد حامد العربي (اصغر مني قليلا) وشفيق شوقي، العريفي، وصالح زكي (مجال الخزف) واشتركت في الجمعية السودانية للفنون التشكيلية، الا انها لم تستمر والشيء المؤسف في السودان عدم استمرار أي (غاليري) سرعان ما ينتهي، او استمرار مجلة ثقافية.. السمة الملازمة عدم الاستقرار في المجهود الفني.
    فنانو السودان من الدرجة الاولى
    - هل وقفت على اعمال بعض الفنانين خارج السودان خاصة الذين اصبحوا عالميين؟
    ü في مجلة (حبابكم) التي تصدرها الخطوط الجوية السودانية نشرت مقالة عن عامر نور وهو نحات ذهب الى شيكاغو وتعرفت عليه عندما كان طالبا بكلية الفنون الجميلة، وجمعتني به الصدف في شيكاغو، فاطلعت على اعماله، كما ان كان هناك فنان خزف كبير وناجح في انجلترا اسمه محمد احمد عبد الله ابارو، وسعدت جدا بنجاحاته في اوساط الانجليز، وابارو من الفنانين الممتازين، فله زبائنه وعنده انتاج جميل جدا، اضافة لاولئك هناك الاستاذ النجومي وهو متخصص في اعمال مثل (الجبنة) ويتفنن فيها باشكال مختلفة، واستطاع في انجلترا ان يخطو خطوات واثقة، حيث يعرض في (غاليري) مهم، وتمت دعوته من قبل المركز الثقافي البريطاني وذهب الى نيوزيلاندا.
    اما اعمال راشد دياب فهي ممتازة، واعتبره من فناني الدرجة الاولى.
    واذكر اننا في عام 1988م قمنا باقامة معرض كبير في لندن باسم (SUDAN ART AID) على شاكلة ما قام به بوب جيلدوف (BAND AID) و (SPORT AID) لجمع تبرعات للسودان، واقمنا المعرض في بيت السودان بلندن، وجمعنا كل الفنانين السودانيين من امريكا حيث شاركنا فنان اسمه خليل، وآخر من فرنسا، وراشد دياب من اسبانيا واحتوى على الرسم والنحت والخزف، وضم المعرض اصدقاء السودان من كل الاجانب ايضا من الفنانين السودانيين اما. الاستاذ ابراهيم الصلحي فهو بارع في التصميم، خاصة رسومات الكتب، فهو لا يستعمل الالوان انما يستعمل الحبر الاسود وعمله اقرب للتصميم اكثر من أي شيء آخر، وهناك المرحوم عمر خيري الذي يرسم بالحبر (الشيني) على الخشب واعجبتني اعماله، فهو غير مقيد، وليس لديه مدرسة بعينها، ولا ينظر للآخرين انما عمله نابع من نفسه.
    - استاذة جريزلدا.. في تقديرك هل تأثر الفن السوداني بأي مدارس عالمية؟
    ü السودان لم تكن عنده مدرسة فنية بعينها ولكن هناك انجليزيان لهما دور في تأسيس وتعليم الفن في السودان اولهما (جون بيقرين لو) حيث بدأ تأسيس الفن في بخت الرضا وفي مدارس السودان واسهم في المنهج، وتأسيس كلية الفنون الجميلة، واول مدير لها مستر (كتريل) ولديه بصمات مهمة جدا، كما ان الذين تم ابتعاثهم لانجلترا امثال عبد الرازق عبد الغفار وبسطاوي بغدادي، وشفيق شوقي هذا الجيل نقل ما وجده في الخارج، لذا كان تأثير المدرسة الانجليزية كبيرا على الفن السوداني، وفي ينجيريا مثلا هناك فن محلي لكن مدارس الفن الحديث لم تعجبني كما اعجبتني في السودان.
    - استاذة جريزلدا.. ما هي طبيعة رسوماتك والالوان المستخدمة في الرسم؟
    ü احب الرسم بالالوان اكثر. بدأت بالالوان الزيتية لكن الطقس غير مشجع لاستعمال هذه الالوان، حيث الاتربة والحرارة، وانا احب الخروج للرسم في الهواء الطلق، ويستحسن ان تكون الادوات بسيطة، لذلك فضلت العمل بالالوان المائية.
    اما طبيعة الرسومات فتتمثل في رسم الطبيعة والمباني، وافضل المناظر الريفية، وبعض المناظر المدنية.
    - عدد المعارض التي شاركت فيها؟
    ü كنت اعرض سابقا في معارض الجمعية السودانية، في معارض جماعية، وعرضت بعضا من اعمالي في القراند هوتيل، والمركز الثقافي البريطاني في ام درمان، اما في المغرب فقد عرضت في المركز الثقافي الاسباني مع مجموعة من الفنانين. وقمت بالعرض في المركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم العام الماضي، وفي المجمع اللغوي بشارع الجمهورية.
    عبد الله الطيب فنان تشكيلي
    - هل كان البروفيسور عبد الله الطيب يعلق على لوحاتك او يشاركك بالرأي؟
    ü عبد الله الطيب لم يكن يعلق فقط، وانما كان يرسم بنفسه، واحيانا يتفوق علي وكان دائما يشجعني خصوصا في المغرب. فالجو هناك ملائم، وكنا نخرج يوم كل احد الى ضواحي فاس، ونرسم معا، فالمغرب مليئة بالمناظر.
    وعلي وزارة الخارجية تخصيص ميزانية لعرض الانتاج السوداني في الخارج - ...............
    ü كل المعارض الفردية والجماعية التي اقيمت في السودان لم يكن المشترون منها سودانيون، مرتين فقط هي عدد المرات التي يشتري فيها سوداني لوحاتي، في لندن كان الامر بنفس الشيء، لم نلق استجابة في الشراء من السودانيين، ولاحظت ان السودانيين لا يضعون الا الاشياء الجاهزة على جدار المنزل، وليس لديهم المزاج المشجع للوحة الوطنية حتى في السفارات، واذكر ان السفير عمر بريدو عندما كان سفيرا للسودان في العاصمة السعودية الرياض ارسل كمية من المواد لكلية الفنون الجميلة موضحا انه يؤسس لبيت السفير السوداني في الرياض، ويحتاج للوحات سودانية. وفعلا ذهبت لكلية الفنون وشاهدت لوحات لاحمد حامد العربي، وسيد الامين، وحسن الهادي كانت في طريقها للسعودية، وانا جد سعيدة لمبادرة السفير عمر بريدو، واتمنى من وزارة الخارجية ان تجعل جزءا من ميزانيتها لكل السفارات، ومنازل السفراء لاقتناء لوحات سودانية تعبر عن نبض الفن السوداني، وهي مسألة مهمة للغاية، لان السودان به فنانون من الدرجة الاولى. لكن يلزمهم التشجيع ولك ان تعلم ان اربعين شخصا بسفارة السودان بلندن لم يشاهدوا المعرض الذي اقيم في 1988م ولم يكتبوا عنه، او يتم تصويره وكان غرضه دعم السودان ماديا، في الوقت الذي كانت فيه الصحف تنقل صور الجوع والعري، وآثار المجاعة حيث كان الأمر يتطلب عرض شيء جميل وطيب عن السودان. توثيق اعمال البروفيسور عبد الله الطيب
    - ماذا فعلت جريزلدا في توثيق اعمال البروفيسور عبد الله الطيب. ونحن نعلم ان هناك محاضرات ودروس مهمة وكتب قيمة؟
    ü كنت اتمنى ان تكون هناك لجنة لتجميع هذا الكم من الانتاج الابداعي للبروفيسور عبد الله الطيب، وهناك جزء كبير لا بأس به من الاشرطة والكتب، والصور، وكنت اتمنى ان تجمع وتوضع في مكتبة خاصة به.
    الدكتور عبد الله محمد احمد اشار الى انهم في قسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم يسعون لاخذ نسخ من هذا الانتاج، خاصة وان البروفيسور عبد الله الطيب ليس استاذ اليوم ولا استاذ الامس فهو استاذ سيظل لاجيال طويلة قادمة لا مثيل له، وحرصنا لاقتناء هذه الاشياء ومحاولة الاطلاع عليها من قبل الطلاب حتى يقفوا على الطريقة التي جذب بها الناس في حديثه، فهو يجمع بين العلم والمتعة، وليس كالاساتذة الذين يلقون درسهم ويخرجون وعندما تسمع لعبد الله الطيب تظل طيلة اليوم تفكر في حديثه، وتستعيده، وله مقدرة فذة على التأثير في الطلاب، وهي مقدرات نتمنى ان يتعلمها الاساتذة، وان يطلع الطلاب على هذا التراث الضخم.
    وبعد حديث الدكتور عبد الله سألت جريزلدا عن اتجاه الطلاب السودانيين خريجي الجامعات المغربية لعمل موقع باسم البروفيسور عبر الانترنت.. الى أي مدى وصل الامر في هذا الموقع، فأجابت بان التصميم قد اكتمل للموقع، ولكنها غير متأكدة من تسجيله، والشروع في تنفيذه.. وتساءلت هي بدورها عن دور الطلاب السودانيين بالداخل في رد الدين لعبد الله الطيب.







    ----------


    - المصدر

    http://www.alsahafa.info/nuke/html/modules.php?name=New...file=article&sid=361
                  

07-23-2003, 08:13 AM

manubia
<amanubia
تاريخ التسجيل: 04-21-2002
مجموع المشاركات: 1284

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    up
                  

07-23-2003, 12:13 PM

Ahmed Elsharif
<aAhmed Elsharif
تاريخ التسجيل: 10-30-2002
مجموع المشاركات: 263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)


    I feel so sad for this. He was really a respectable man and a unique one, very humble and so humorous.

    I remember one day he left his walking stick (3Okaz!) in our home and he came the next day to get it.I met him that day,I was very young at that time, but I never felt like i was talking to an old man ever. He had the ability to make you feel he's of your age and what ability!! I was just 17 and he was humble enough to speak to this kid for almost an hour!! This kind of man deserves to be honored as much as possible in life or death. May Allah bless him and be kind upon his soul, Amen.

    I'm offering my help if needed for such a project. Actually it's an honor to honor such a man as prof. Abdlalla. It would be a project that is full of emotions and good memories to me.

    I can help with the information architecture, the design, and the development if needed. As I said it's an honor to honor him, and it's the least thing I can do for my father's teacher.

    With best wishes

    Ahmed Elsharif
    [email protected]

    (عدل بواسطة Ahmed Elsharif on 07-23-2003, 12:24 PM)

                  

07-24-2003, 01:42 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    الأخ الفاضل Tabaldina
    تحية طيبة...
    تبنت جمعيتنا (سودا دف- المطورين السودانيين عمل موقع فى الإنترنت
    http://www.sudadev.net
    للعلامة عبد الله الطيب) http://www.abd-alla.org
    وفعلا بدأنا فى العمل... وما رأيته هو البداية فقط...
    تكون فريق من المتطوعين لهذا العمل الكبير والآن الفريق يضم 5 أشخاص يتم التواصل بينهم عبر الإنترنت لتجنب البيروقراطية.. ومازلنا نطلب المزيد من المتطوعين فى فريق التصيم حتى يخرج على أكمل وجه...
    ادعمنا بالمعلومات.. فهى غاية ما نريد حتى لا ينتقص شىء...
    ونرحب بكل من يقدم الدعم المعنوى والمعلوماتى فى هذا الشأن...

    لك الودّ
    أنور
    AnwarKing
                  

08-29-2003, 02:33 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: AnwarKing)

    د. انتصار صغيرون
    متحف عبد الله الطيب (1 ــ2)




    صدر في الاسبوع الماضي قرار جمهوري بإنشاء مركز البروفيسور المرحوم عبد الله الطيب للعلوم والآداب والفنون الذي من مهامه جمع تراث الفقيد والاشراف على اعماله المختلفة وإعادة نشرها وتنظيم جائزة محكمة تسمى باسمه، وقد اوكل الاشراف لوزير الثقافة والادارة لمجلس امناء يعينه رئىس الجمهورية. وفي الحقيقة فإن هذا يعتبر اقل ما يمكن ان تقدمه الدولة لفرد متميز تميز عبد الله الطيب الذي اصطفاه الله، وحباه ذاكرة فذة وذكاءً نادراً وقاداً، وبصيرة فاقت اهل ازمانه فكان درة السودان الوحيدة التي غابت بسبب مصير الاولين والآخرين، ولكن تبقى اعماله الكثيرة ما كتب منها وما سجل في شكل احاديث وندوات ومذكرات وذكريات اشخاص عنه وخاصة زملاء دراسته وطلاب علمه وتبقى ايضا فنون رفيقة دربه السيد جريزلدا.


    وبقدر سعادتنا لهذا القرار إلا أن متابعة الاحوال السياسية في السودان توضح ودون شك عدم استقرار الوزارات والوزراء وانصارها مرات وانفلاتها مرات اخرى، ولعله من الاوفق والاصلح لهذا المركز ان يكون داخل بنية ثابتة تربطها وشائج قربى حميمة مع عبد الله الطيب الا وهي جامعة الخرطوم، فجامعة الخرطوم كانت سباقة، كعهدها دائما، فأنشأت معهدا باسم معهد عبد الله الطيب للغة العربية، قبل سنوات قليلة واعطته مبنى متواضعاً جدا ولكن على الاقل كانت ضربة البداية وقد كان الاوقع لمكانة عبد الله في الجامعة كأستاذ وعميد ومدير واستاذ كرسني واستاذ متميز، ان يوكل هذا الامر للمعهد ومن خلفه الجامعة ومن خلفهما رئاسة الجمهورية صاحبة القرار ولا تفتقر الجامعة الى مبنى للمركز فهي كُثر... بعضها يقع في مواقع استراتيجية في شارع الجمهورية واخرى ُفي شارع البرلمان وتحتلها جهات لا اعرف قانونية وجودها في هذا المكان كما وان الجامعة تمتلك منزل البروفيسور الذي يمكن ان يكون نواة لمتحف حقيقي يتبع لجامعة الخرطوم، مثل متحف شكسبير في بريطانيا، ففي هذا المنزل الذي يقع في موقع استراتيجي عاش عبد الله وفيه بعض من نفسه وروحه، حيث يكتب ويقرأ ويستقبل ضيوفه، وحيث يأكل ويشرب وتزين جدرانه لوحات جريزلدا والاهم من هذا كله هو عصارة سنواته الثمانين ألا وهي مكتبته العامرة بكل نفيس ونادر فليكن المركز هاهنا والمعهد هاهنا ولنبني مبنى للادارة ليس في حديقة المنزل لانها كانت متنفس عبد الله الطيب ولكن في ما نجده من مساحات اخرى داخل هذا المنزل وليكن من عدة طوابق ليشمل بجانب مباني الادارة قاعات للمحاضرات وليصبح منارة وشعلة للثقافة والفنون والعلوم حيث تيزنه لوحات جريزلدا المقتبسة من واقع الحياة السودانية في كل مكان زارته من دامر المجذوب الى آثار البقعة والمصورات الى جامعة الخرطوم وسراي الشريف يوسف الهندي وغيرها وليكن هذا المركز -المتحف- احد منارات العاصمة الثقافية 2005م وليكن مزاراً طيباً لطلاب المدارس والمعاهد والجامعات ولعامة الشعب للزوار من خارج البلاد ، وفوداً رسمية أو شعبية أو سياحاً وليقدم السودان رمزاً واضحاً للوفاء لمن يستحق الوفاء وليته يصبح نواة لجامعة عبد الله الطيب فلن نرضى بأقل من ذلك في المستقبل القريب لفرد هو رمز للامة السودانية والعربية والافريقية.
    فهل اسندت رئاسة الجمهورية هذا الأمر لجامعة الخرطوم وسندتها بالتمويل اللازم حتى يكون له طعمه ومذاقه الحقيقيين؟

    ---------

    المصدر - الصحافة
    http://www.alsahafa.info/nuke/html/modules.php?name=New...ile=article&sid=1846
                  

08-29-2003, 02:58 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألا يستحق الراحل البروفسور العلامة موقع انترنيت ؟ (Re: sympatico)

    عبد اللـــــه الطيـــــــب و البنـــــاء الفنــي للقصيــــدة


    مجذوب عيدروس

    يكاد كتاب البروفيسور عبد الله الطيب المجذوب (المرشد إلى
    فهم أشعار العرب وصناعتها) من اهم الكتب التي تناولت الشعر العربي فهو خلاصة لتجربة طويلة وعميقة وخبرة بأساليب الشعر العربي منذ الجاهلية وحتى عصر المؤلف.. ومعرفة بالشعر الغربي خاصة المكتوب باللغة الانجليزية.
    ومن الكتب التي تناولت موضوع البناء الفني للقصيدة في النقد العربي القديم والمعاصر كتاب الشاعر والناقد دكتور مرشد الزبيدي، والذي خص في كتابه المهم البروفيسور عبد الله الطيب بالاستشهاد بنصوصه وتحليلها ومناقشة آراءه الواردة بكثير من التقدير.


    وعلى الرغم من شيوع مصطلح البناء الفني للقصيدة في النقد الادبي المعاصر، لم يكتسب دلالته الاصطلاحية، لأنه لا يستجد بحداثته النفسية حسب ، وإنما هو ذو طبيعة غير مستقرة، قد يتغير مدلوله تبعاً لوجهات نظر النقاد والباحثين فمن النقاد من ينظر الى القصيدة تبعاً لشكلها، ولذلك يكون مفهومه للبناء الفني نابعاً من رؤيته للعناصر الشكلية التي تتكون منها القصيدة، ومنهم من ينظر اليها طبقاً لمضامينها فيكون مفهومه للبناء نابعاً من العناصر الفكرية والموضوعية والمعنوية.
    وهذه الاتجاهات بمفهوماتها المتباينة عن العلاقة بين مكونات القصيدة والعلاقة بين عناصرها الشكلية والمضمونية، هى التى جعلت مفهوم بناء القصيدة الفني غير مستقر، لأنه يرتبط بالموقف الشخصي للناقد او الاتجاه النقدي الذي بموجبه ينظر الى القصيدة. والمناهج النقدية في نظرها الى النصوص الادبية عامة والنصوص الشعرية على نحو خاص تتباين في منطلقاتها ووسائل دراستها لهذه النصوص، ومن ثم تتباين النتائج التي تتوصل اليها طبقاً لاختلاف هذه المنطلقات النظرية والوسائل التي تستعملها.
    وهذه المناهج كثيرة ومتشعبة، وقد حاول احد الباحثين ان يحددها فتوصل الي ان مسميات كثيرة ترد على انها مناهج ومنها (القاعدي) النحوي (اللغوي) البلاغي، الاخلاقي، التاريخي، الجامعي، السيري، الديني، الصحفي، النفسي، النفساني، الشكلي، الشكلاني، الجمالي (الفني)، الابداعي، نقد المبدعين، الانطباعي (التأثري)، الاجتماعي، الفلسفي، الوجودي، التحليلي، البنيوي «1».
    ولكن مع كثرة هذه المناهج يمكن ان تميز بين اتجاهين كبيرين تندرج تحتهما عدد من المناهج النقدية:
    الاتجاه الاول : وهو الذي يدرس النصوص الادبية في ظروف نشأتها والسياقات الخارجية لها والتأثيرات التي يتوقع النص ان يؤثر بها في ما يحيط به والاتجاه الثاني وهو الذي يدرس النصوص الادبية في داخلها ويسعى الى الكشف عن العلاقات الداخلية التي تتحكم فيها.
    والمناهج النقدية التي تقع ضمن الاتجاه الاول هى التي اطلق عليها باحث غربي تسمية المناهج السياقية لان العمل الفني (اذا مانظر اليه بطريقة غير جمالية كان يوجد في سياق، فقد ابتدعه انسان كانت له سمات نفسية معينة، وكان هذا الانسان يعيش في مجتمع لابد ان نظمه وقيمه اثرت في تفكيره وكيانه. اما المناهج التي تقع ضمن الاتجاه الثاني فيمكن تسميتها المناهج النصية لأنها تدرس النصوص الادبية بمعزل عن ظروف نشأتها وتاريخ مبدعيها والسياقات الخارجية التي تحيط بها).
    الباحث الشاعر د. مرشد الزبيدي قام منهجه على تتبع الدراسات النقدية العربية الحديثة التي عنيت بالبناء الفني للقصيدة العربية، وكيفية تناول هذه الدراسات لبناء القصيدة العربية القديمة والحديثة مفهوماً نظرياً وفي تطبيقاتها التحليلية وكيفية دراستها لعناصر القصيدة وبنائها الكلي وانماط هذا البناء فضلاً عن تتبع آراء النقاد العرب القدماء الذين عنوا ببحث هذه القضية.
    ويقع كتاب د. مرشد في باب نقد النقد ـ وقد حدد عناصر القصيدة في اللغة والموسسيقى والصورة والموضوع، وقد يكون مما يباين المنهج اضافة عنصر الموضوع الى هذه العناصر وهو الذي لا تحفل به المناهج النصية.
    ويتتبع الباحث المعنى المعجمي لكلمة بناء وبنية ويخلص الى ان (الاستخدامات المتباينة لمفردة البناء ولمفردة البنية، وان كانت لم تعن ما تعنيه في النقد الحديث فهى لا تتناقض معه، بل ان بعض الاشارات التفعيلية التي وردت عند القدامى تكاد تتطابق مع بعض المفاهيم النقدية الحديثة فنظم الكلم وترتيبها وبناء بعضها على بعض طبقاً لما قال به عبدالقاهر الجرجاني هو ما تتحدث به المناهج النقدية الحديثة عن علاقات التجاور بين الالفاظ وهذه العلاقات التي يدرسها النقاد والباحثون البنائيون تحت باب العلاقات السياقية، او علاقات الحضوراو التحاور، هي نفسها نظرية النظم التي جاء بها عبدالقاهر، غير ان مصطلح البناء الذي ورد عنده لا يمثل مصطلحاً ثابتاً تدور عليه مناقشاته، على ماهو الحال في نظرية النظم التي اطال الوقوف عندها. ويخلص د. مرشد الزبيدي الى القول ( ان البناء الفني للقصيدة يتضمن دراسة بناء العبارات والصور والموسيقى والافكار والتركيبات اللغوية والعواطف المتألفة والمتضادة فيها، على ان يضع الدارس نصب عينيه دائماً ان دراسة اي من هذه الاجزاء مستقلاً يخل بوحدة العمل الفني.
    وينبه الى ان ليس للبناء الفني للقصيدة شكلها الخارجي وانما الشكل، بما يتضمنه من تركيبات لغوية والفاظ وموسيقى، جزء من اجزاء هذا البناء.
    وليس الاسلوب هو البناء الفني وانما الاسلوب جزء من هذا البناء والمفهومان لا يتناقضان ولكن للبناء صفة الشمول لأنه لا يتعلق بطريقة الصياغة والتأليف وحدها وانما يتضمن ذلك فضلاً عن تضمينه كل الاتجاهات والافكار والعواطف التي تعبر عنها القصيدة.
    ومع ذلك يمكن القول ان وضع تعريف جامع مانع لمصطلح البناء الفني غير وارد، وهذه الحدود ليست مطلقة او نهائية لان فهم البناء الفني يتعلق بالعملية الابداعية التي هى عملية تخضع للتغيير والتجدد الدائم لذلك يكون هذا المفهوم عرضة للتغيير والتبدل ايضاً.
    ويتطرق الباحث الى موضوع علاقة الاوزان الشعرية العربية بالمعاني والتجربة الشعرية للشاعر، وابرز من تحدث في هذا الموضوع عبد الله الطيب المجذوب الذي لا تكاد تخلو دراسة تعنى بهذا الجانب من الاشارة الى كتابه (المرشد الى فهم اشعار العرب وصناعتها) وفيه حاول تبيين انواع الشعر التي تناسب البحور المختلفة. فاختلاف اوزان البحور نفسه معناه ان اغراضاً مختلفة دعت الى ذلك، وإلا فقد اغني بحر واحد).
    ويجدر بنا أن نتوقف عند ظاهرة اخرى تتعلق بموسيقى القصيدة وهي : الايقاع، إذ اختلف النقاد والباحثون في مدلول هذا المصطلح فمنهم من جعله مرادفاً للوزن إذ انه (تلك الظاهرة التي تقوم على التكرار المنتظم ويؤدى الزمن فيها دوراً مهماً).
    ويعمم المجذوب هذا المصطلح ليجعله شاملاً للوزن والقافية فضلاً عن الجناس والطباق وسائر المحسنات اللفظية مع تركيب الكلام وترتيب الكلمات وتخيرها وكل ما يعين على تجويد البنية والرنين في ابيات الشعر، ويستخدم له مصطلحاً آخر هو :-
    الجرس الذي يقابل اللفظ الانجليزي Rhythm.
    اما ابراهيم انيس فلا يعرف الايقاع ولكن يقول انه العنصر الموسيقي المهم الذي يفرق بين توالي المقاطع حين يراد بها ان تكون نظماً وتواليها حين تكون في النثر، فليس الايقاع على مايرى إلا زيادة ضغط المقطع المنبور، وليست حقيقة الابداع مقصورة على زيادة في كمية المقطع بل يمتزج بنغمة موسيقية فيها علو وهبوط يهدف بها المنشد الى ان ينفعل السامع.
    ويخلص د. مرشد الى ان رأي عبد الله الطيب المجذوب خير من آراء الآخرين لاسباب منها :- ان ابراهيم انيس يربط الايقاع بالنبر وهذه قضية لم يتفق الباحثون على اهميتها في الشعر العربي ومنها ان ما يطلق عليه الايقاع الداخلي قد يكون تعبيراً مضللاً.. وهذا المفهوم شاع استخدامه في نقدنا الحديث وفي الصحافة خاصة وارتبط الحديث عن مثل هذا الايقاع بالحديث عن قصيدة النثر.
    ومجمل رأي د. مرشد ان (دراسة عبد الله الطيب المجذوب تظل واحدة من الدراسات الرائدة في نقدنا الحديث. بغض النظر عن دقة النتائج التي توصل اليها وسلامتها، حيث قام باستقراء شامل للشعر العربي، غير ان معياريته تبقى معتمدة على التذوق الشخصي، وهى صفة لازمة للكثير من الدراسات النقدية العربية).

    ----

    الصحافة
    http://www.alsahafa.info/nuke/html/modules.php?name=New...ile=article&sid=1568
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de