اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود..جدل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 03:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2003, 00:49 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود..جدل

    اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود..جدلية غائبة - د. إسماعيل نوري الربيعي



    سراب التفاصيل
    التمركز في الصحيح والمتكامل، هذا هو الموقع الذي ارتضاه الخطاب العربي دوناً عن غيره. والأمر لا يقف عند موقع أو مساحة جغرافية يتم فيها استيعاب مكونّات الخطاب، بقدر ما يكون الاحتكام الي طبيعة العلاقة التي ترسّخت بين جموع المثقفين، الذين باتوا يلهجون بالانتماء الصميم الي مقولاتهم الخاصة، والعمل الي تصعيد الخصوبة بل الرفض والإلغاء للمقولات الأخري التي يتنادي بها الطرف الآخر. ومن هذا الاصطراع تلّبس الواقع خطاب لا يقترب منه بأي علاقة. بل أن التقديم والعناية والرعاية تكون من حق الخطاب علي حساب الواقع، هذا باعتبار التطلّع الرئيس الذي يغلب علي الآمال والاتجاهات والغايات، مستندهُ الاهتمام، بما يكون انعكاساً لطبيعة الأهداف الأساسية التي أبرزت تجليات ومعالم خطابه.
    البحث عن التفصيلات المستمدة من الواقع، بانتقائية قوامها التطابق مع الأفكار والاتجاهات التي حملها الخطاب. فيما تجرّ المصداقية أذيالها خائبة مخذولة، في أوار هذا الصراع المحتدم بين التيارات المختلفة، والتي جعلت من الواقع العربي في دوامة من التوصيفات التي تعكسها الاحترابات. فالماركس يتشبث بكل البراهين التي تدل علي مصداقية أفكاره وتطابقها مع الواقع. وبذات القدر من الحماس يشمر القومي عن ساعديه لانتقاء المتطابق مع مقولاته. ويخوض العلماني في مجال الدين لله والوطن للجميع، ويركز الإسلامي علي شعار الإسلام أولاً. وينتصر الحداثي للتغيير من خلال النهل عن تجارب الآخر، ويركز التقليدي علي مقولات الأصالة ويجعل منها مسبارا لتقييم الأفكار.
    إنه الانجذاب الساحق لهذه الصورة الواحدة، التي يصنعها الخطاب الفرعي، محاولاً انفاء وجود المقولات الأخري، أو بأقل تقدير تهميشها وإقصائها. وذلك عن طريق البحث المحموم عن حالة التطابقات مع الواقع، والعمل علي جعلها الظواهر الأهم والأبرز. وعبر هذا الانشغال الذي تغيب فيه الرؤي الصادقة والحرة، يتم إنقاص الواقع بترصّد قوامه العشق بقرائي. حيث التغييب المبيّت والمقصود للتنوّع والاختلاف الذي يكتنز به الواقع العربي، لحساب الانتصار لصالح تيار فكري معين محدد الأبعاد والسمات. ومن هنا تحديدا تتجلي ملامح الانكسار في مجال التعميم المجزوء الذي تندرج فيه فعاليات الخطاب الفرعي، لتظهر ملامح الإنهاك والتردي في أقصي صورها. حيث الغياب أو التغييب المقصود لملامح وأجزاء أساسية يكون موقعها في صلب الواقع ولحمته. ولكن فروض الاجتهاد المحدود، والذي يبدر من جهات مختلفة ومتعددة، يجعل من الواقع الاجتماعي أجزاء ومزقا يصعب تدبرها، أو حتي الوقوف علي الملامح العامة له.

    ترادف المعاني
    المطلق الذي يخوض فيه الخطاب العربي، يندرج في مجال الخضوع للصورة الذهنية التي تم رسمها للواقع، من قبل أصحاب الاتجاهات الفكرية، الذين تركزت تطلعاتهم في ترصّد ظواهر لا تقبل الانزياح عنها. ولعل هذا الحال، طبع مجال التفكير في نطاق شديد المحدودية. وبالمقابل نجد الخسارة المتبادل والنزيف المستمر للجهود الفكرية، التي يتم هدرها في مضامين تم تحديدها سلفاً، وغدت شديدة الخضوع للمسميات والتحديدات التي لا يمكن الإفلات منها. وتحت هذه الوطأة صار الكلي هو الذي يتسيد كل شيء.
    فالنظرة الواحدة هي التي تطبق علي مفاصل العلاقات، من دون تمحيص أو فرز. حتي ليكون التشكّل الواحد والرأي المسبق هو الحاضر الأوحد. وهذا ما تفصح عنه طبيعة النظرة الي التيارات الفكرية، التي يتم دفعها ووسمها بالواحدية الغير قابلة للتنوع والتعدد. فنظام الخانات يحضر في تقسيم المتقابلات ويجعل منها بني شديدة التماسك لا تقبل الانشطار أو التشَّظي. وسط كل هذه التداخلات يبرز سوء الفهم ليعلن عن نفسه في تحديد مواطن الاشتباك بين التيارات المختلفة بناء علي نظرة كلية شمولية لكل تيار بازاء الآخر. في حين أن التيارات نفسها لا يمكن أن تتمظهر في مثل هذه التشكيلات، ومهما بلغت درجة الالتزام الانتمائي فيها. لقد بلغت الحال في مجال التداول للمفاهيم، أن أصبح الترادف في المعاني والمضامين شديد الموثوقية. وفي لجة هذه اللعبة شديدة الخطورة صار الخطاب مجرد وسيلة يتم من خلالها إلصاق العيوب الطارئة والجاهزة بالطرف المقابل. فما أن سقط الاتحاد السوفيتي، حتي غدت الأيديولوجيا لعنة العصر وسبتّه، وكذلك الحال مع الشيوعية والاشتراكية واليسارية والثورية والتقدمية. وفي ظل هذا النزف المربك من إسقاط المفاهيم الجاهزة من الحقيبة الفكرية. يبرز مكمن التداخل الذي وقع فيه الفكر العربي المعاصر. فإذا كانت الأيديولوجيا تمثل الوعاء الذي استوعب الماركسية، فإن الماركسية هنا لن تمثل لوحدها الأيديولوجيا. وكذلك الحال مع التناقضات الأخري التي تبرزها حالة الوعي المجزوء مع المضامين الأكثر التصاقاً وانتشاراً. وهنا نستذكر التساؤل الذي أطلقه المفكر العربي السيد يسين والقائل؛إذا سقط الاتحاد السوفيتي فهل يعني هذا سقوط الاشتراكية؟وهكذا هو الحال حيث الغلبة للعمومي علي حساب الموضوعية والدقة والتفصيل في استقراء العلاقات الفاعلة والمؤثرة. فالعين الواحدة هي المتسلطة والتي تفرض حضورها علي طبيعة العلاقات السائدة.

    حضور الجاهزية
    لا يختلف الأمر في طبيعة النظرة الجاهزة الي باقي التيارات، فالعلماني لا يستطيع كتمان دهشته ومفاجأته، بل والإعلان الصريح عن استغرابه إذا ما التقي بأحد الإسلاميين ووجد فيه المرونة والتسامح وملامح التنوير، والقدرة علي إطالة الحوار. كل هذا يحدث وأن التيار الواحد لا يستوعب ميولاً واتجاهات وفروقاً في الوعي والهضم والاستيعاب. إنه الاستلاب الذي سيشّخصه حضور الواحدي الكلي، من دون بذل العناء لاستجلاء الملامح الحقيقية وسط العمومي الواسع. وبذات القدر من المفاجأة ما زال المثقفون يستذكرون علي سبيل الدعابة، أن أعضاء الحزب الشيوعي السوداني وقيادته في إحدي مؤتمراتهم، قاموا أداء الصلاة عندما سمعوا صوت المؤذن. وكأن الشيوعيون جميعاً كفرة وملاحدة لا علاقة لهم بالإيمان والتوحيد.
    هي النمذجة في أقصاها تخترق العقل العربي، لتجعل منه أسيرا للتقييم الجاهز الذي لا يعرف الفواصل والتدرّج ومستويات الهضم للأفكار التي ينتمي إليها الطرف الآخر. بل أن درجة العداء والكراهية لطالما تم تحديدها بناء علي هذه التصوّرات الثابتة والتي لا تعرف سوي رسم الواقع الذي يصنعه خيالها هي لوحدها. ومن هنا تبرز عقدة الانضواء الأيديولوجي عندما يخفق ويترهل فيه التصور العلمي. فالنظرة القاطعة الباترة الصارمة تتسيد كل شيء والتجييش هو الحاضر الأوحد، الذي يبرم بصوت العقل والتحليل وفسحة التفكير. حيث التهمة الجاهزة والتي تقوم علي مفاد الترّهل المبدئي وضعف الانتماء والنفاق العقائدي. بل أن البعض من المنضوين الي تيارات فكرية عكسوا هذا الجانب علي المستوي الاجتماعي. حتي ليتفاخر البعض بأنهم عقدوا صداقات مع أناس من تيارات فكرية أخري، وكأنهم أتوا بالمعجزة الخارقة. بل أن (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) ربما كان المبرر الجاهر الشديد الحضور، من أجل إسكات صوت التأنيب الذي يصلهم من رفاق التيار الواحد.
    تصلّب الشرايين المعرفي تجسده حالة اللقاء مع الأفكار، فالقطع لا بد أن يحضر من أجل مدي إخلاصك لهذا التيار. بل أن المساجلات وليست الحوارات التي تحتدم في واقع الثقافة العربية، كثيرا ما تنتهي بجملة ((حدد موقفك))!! وإلاّ فانك ستكونُ مترددا، غير متمكن من المحتوي الفكري للتيار الذي تم دفعك أو ربطك فيه. انك مطالب دائماً بالحسم واتخاذ القرار القاطع وإلاّ فانك ستكون محل شبهة واتهام!!
                  

06-17-2003, 00:49 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود. (Re: zumrawi)

    ترصّدات اللحظة
    تسللت أعراض السياسة الي الفكر العربي، وراحت تفرد قلوعها عليه حتي لم يعد لهذا الفكر سوي ورقة التوت المهتزة، ما بين (معي أو ضدي). لقد تمت التضحية وبدماء باردة، بمبدعين كبار وحتي عباقرة كان يمكن لهم أن يغيروا من خارطة وتفصيلات الواقع الثقافي العربي، إلا أنهم وبلحظة صدق مع النفس والروح آثروا الاعتكاف والانزواء في مساحاتهم الخاصة، رافضين أن تكون أقلامهم وجهودهم ممهورة لصالح تيار أو جهة بعينها. فيما راح قطاع واسع من المثقفين المنتجين، يتطلع نحو ترصد سياسة هذه المجلة أو دار النشر تلك، من أجل إرسال نتاجه بما يتوافق والطروحات التي تتبناها. ولنا في هذا أن نقف علي إحصائية شديدة الالفات، الي عدد كبير من مثقفينا العرب، وقد انغمسوا في تدبيج المقالات والبحوث التي تتمظهر وتتشكل وفق وعاء النشر، وهكذا يظهر المثقف الواحد؛ إسلاميا قوميا وماركسيا وحداثيا وتراثيا في موسم واحد!
    النقل والاتباع يكادان يميزان مفاصل الإنتاج الفكري العربي. فما بين منغمس حدّ العظم بالنقل المباشر عن الغرب ومنهجياته واصطلاحاته، الي الحد الذي تغيب فيه حدود التطبيق، بل أن المفارقة تعكس حدّة الوّلع الذي يجعل من بعض المثقفين العرب يعتنقون الي حد الإيمان مذاهب واتجاهات فكرية تنصّل عنها الغرب وأعلن براءته منها. وآخر يتطلع بكل حواسه وجوارحه نحو الموغل من التاريخ لإقصاء الحلول الناجعة لهذه المشاكل العالقة الحاضرة في الراهن. وفي هذا التلاقي للتيارات المصطرعة تصطخب الأمواج العاتية ليثمر عنها ردات فعل شديدة العنف في اندفاعها لمواجهة الأزمات والإشكاليات.
    ما بين منتصر حد الانتماء الي نظرية عبد القاهر الجرجاني في اللغة، ومولع حد الشغف بطروحات امبرتوايكو، يظهر التشنج في أقصاه، وفي ملمح هذه الحدة يبرز من يحاول التصدي لمعالجة هذه المساحة من خلال محاولة التوفيق بين الطرفين. ليبقي الحال علي ما هو عليه، فهو إما أفقي يكون الانشغال فيه متطلّعاً نحو تمثل طروحات الآخر واجترارها والخوض فيها من أجل إثبات الذات إزاء هذا الآخر المتفوق. أو عمودي منغمس في غور النرجسية التاريخية، والاتكاء علي الأوج الحضاري الذي تحقق في لحظة زمنية سابقة. إنه التصارع في المساحة المجهولة، والتي يتم لها استحضار السياقات الغربية والمموهة، في زحمة من السؤال الذي لا يجيد أحد صنعه أو حتي طريقة عرضه أو توقيته المناسب. إنه التكرار الذي يبقي الحاضر الأوحد في هذه الزحمة من التراجعات، التي لا تقبل فكاكاً من هذا الواقع الموصوف بالعربي.

    تداولات خطابية
    عاش الخطاب العربي لحظة التلاقي المباشر مع المصطلح الذي فرضته الأحداث والنوازل، حتي كانت الثورة قد حضرت في لحمة وسدي التداول اللغوي خلال القرن التاسع عشر الميلادي. والتي كانت بمثابة التعبير المباشر عن طبيعة الأحداث التي عمت في مختلف أصقاع ومناطق البلاد العربية، ما بين الشام ومصر. ولم يتوقف الأمر عند مفردة الثورة، بل أن الاستتباعات التي فرضها واقع الاستعمال لهذا الاصطلاح اللغوي، كان قد فرض العديد من المفردات، التي غدت لوازم إتمامية قوامها الارتباط الشديد بمعني التحول، الذي بات المواطن العربي يعيشه في خضم تحديد العلاقة، مع الوجود العثماني في المنطقة.
    علي الرغم من التداول المحدود الذي استغرق فيه خطيب الثورة العرابية ((عبد الله النديم)) في جريدته المفيد التي أوقفها من أجل دعم خطاب الثورة، إلا أن التأثير المباشر بقي يعاني من المحدودية الشديدة، باعتبار طريقة التفاعل المحدود، مع المتلّقي الذي بقي يدور في فلك الإمكانات البسيطة والقدرات التي تطلعت نحو الإمساك بالمعاني المرتبطة بالحماس والعاطفة. فيما يبقي عنصر التحليل والترصّد شديد الشح، خصوصاً وأن الجمهور الذي يتوجه نحو الخطاب، يعاني أصلاً من قلة التعليم حيث الانتشار الواسع للأمية وسيادة الجهل وشح الإمكانات. حيث التعبير الشديد الالتصاق بالواقع الذي كان يرزح تحت نيرة المواطن العربي.
    كان للنهل المباشر أثره المباشر في ظهور مصطلح الثورة، لا سيما فيما يتعلق بالتوصيف الذي يخص الأحداث التي جرت في فرنسا، أو حتي طريقة التعليق التي غلبت علي وسائل الإعلام العربية بالأحداث التي جرت في روسيا. ولعل الاهم في كل هذا يرتبط بطريقة التمثل التي أستوعبها المثقف العربي حول تلك الأحداث، وطريقة استقباله للمعاني التي ارتبطت بطبيعة الوعي السائد الذي ميّز تلك المرحلة التاريخية، لكن الأهم في كل هذا يبقي يدور في فلك منظومة التأثر والتأثير، والتي تبقي مكوّناتها المعرفية والعقلية، قائمة علي طبيعة التفاعل الثنائي الفاقد لمستوي المبادرة الذاتية.

    مخاضات الثورة
    في ظل الاحترابات والتداعيات الفكرية التي غطت بظلالها علي واقع التداول السياسي، إندرجت الحركات اليسارية في محاولة تجيير مصطلح الثورة لصالحها. حتي أن الحركات الماركسية وفي خضم تفاعلاتها في المحيط العربي، جعلت من المفهوم حكراً عليها، وكأنه الملك الخاص الذي لا يقبل القسمة علي اثنين. ومن هذا المعطي صار الالتصاق الأشد الذي تؤكده الأدبيات السياسية المؤدلجة، تؤكد علي مضمون الثورة المتعلق بثورة أكتوبر الاشتراكية، والتي أثمرت عن قيام الاتحاد السوفيتي. ومن هذا الواقع الذي ظل قيد الاستعمال الجماهيري، والتفاعلات المرتبطة به من خارج السلطة، تنامي الإحساس بالارتباط المتعلق بالاتجاه الحاد الذي يميّز الفواصل الأيديولوجية، حيث الاحتراب علي أشده بين أصحاب التيار الفكري الواحد. والمستند الي خطاب التنابز والاتهامية المباشرة، باعتبار الركون الي الثورة، وجعلها المقياس الأوحد لمعرفة درجة المصداقية والحقيقة. حتي كانت النتائج وقد تعالقت عند مجال التوتر، الذي بقي العقل العربي يعاني من تشنجاته واضطراباته المرضية العصية علي العلاج.
    مثلت ثورة يوليو 1952 في مصر، مرتكزاً مفصليا في طريقة وعي العرب بمفهوم الثورة. فبعد أن كان التداول يقوم علي هامش التفاعل الرئيس والمباشر الذي تبرزه السلطة الرسمية، اتخذ هذا المفهوم واجهته الشرعية، انطلاقاً من الإمساك بزمام المقاليد والتمكن من تدبيج المقولات. التي صارت جزءاً حياً ونابضاً في مجمل التفاعلات الاجتماعية العربية. وإذا كان الفعل قد تمثل في البيئة المصرية. فإن سريان العدوي سرعان ما استشري في عموم المحيط العربي، حتي غدا جمال عبد الناصر، رمزاً للثورة العربية، والتي انساحت في مجال المعاني، حتي صارت رديفاً للبطولة والتضحية والتقدمية. ومن المعطيات التي أبرزتها الواقعات التاريخية، كان التجلي في المعاني وقد تصاعد الي الحد الذي، انتج المزيد من التجارب التي راحت تسير علي خطي التجربة المصرية الي حدّ تقمص التسميات والإشارات والعلامات المتعلقة بالتجربة الخاصة.

    AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1533 --- Date 17/6/2003

    جريدة (الزمان) --- العدد 1533 --- التاريخ 2003 - 6 - 17


    AYAT
    ASNO
                  

06-17-2003, 04:18 PM

زوربا
<aزوربا
تاريخ التسجيل: 06-08-2003
مجموع المشاركات: 733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود. (Re: zumrawi)

    العزيز زمراوي : جميل المقال
    أعتقد ان إشكالية المثقف والوعي في الحراك اليومي موجودة منذ فترة ما أسمي بالثورة الصناعية حين انفصل عن المجتمع الي حد ما بفعل الحركات العمالية وما الي ذلك
    أما عنا نحن فأزمة المثقف هي صراعه المتواصل مع انماط السلطة المختلفة . وأرتباط المثقف بالسياسي في المفاهيم السائدة
    عموما أعتقد اننا نفتقر الي حد كبير لثقافة الحوار والتعلم كيف ننصت للاخر دون اراء مسبقةودون الحوجة لاسقاط المسميات المنفعلة
    وكيف أن المطلوب من الحوار ليس اقناع الاخر انما التأسيس لارضية مشتركة للتالي من النقاش
    لك الود
                  

06-18-2003, 09:42 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود. (Re: zumrawi)

    عزبزى زوربا
    تسلم
    لم افهم حقيقة ماتعنيه بانفصال المثقف فى فترة النهضة العمالية ....
    وكلامك سليم فى حتة ارتباط المثقف بالسياسي ....
    وانهم الاتنين متلازمين وده سبب التطرف الذي يحكى عنه المقال
                  

06-18-2003, 07:57 PM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود. (Re: zumrawi)

    اضواء - اسئلة فكرية في عصر التحولات (2-2) - لماذا يسيطر خطاب الهيمنة في الثقافة العربية؟ - د. إسماعيل نوري الربيعي



    كاريزما السلطة
    من إسار الجاذبية السياسية، قيّض لعبد الناصر أن يكون النموذج الأول والرئيس لخطاب الثورة، فيما انزوت القيادات الثورية الأخري وبطريقة لافتة، حتي لمن تبّقي علي قيد الحياة حتي وقتنا الراهن. وإذا كانت تجربة الثورة الناصرية قد تعرضت الي المزيد من الاخفاقات، فإن كم الرومانسية المختزن فيها، كان يعمل علي تحريض العواطف وتجييش المشاعر، الي الحد الذي يكون الانعكاس المباشر لطبيعة المزاج العربي في طريقة تحليلية للظواهر، وليس طريقة استيعابه.
    وعلي هذه الأسس من المكوّنات المتخمة بالحماسة الي حد الإفراط، تفاعل المثقف العربي، مع الظواهر صار الإثقال والتشكيك الملمح الأشد حضوراً في لغة التعامل بين الأطراف، التي تكون في صدام ومناوئة في الغالب. ومن الخضوع لمقياس درجة الكراهية، سقط الخطاب العربي في لغة المباشرة وفجاجة التقييمات المستندة الي واقع الانقسام ما بين الصحيح والخطأ، والحسن والقبيح، حتي كان الفقد المريع للأسس العلمية والمعرفية لتقع بين براثن الهيمنة الأيديولوجية، والتي غدت تعيش لحظات التعاقب من الاحتقانات، والانقطاع المفجع في صلب عملية الخطاب.
    الاجتزاء الذي اندرجت فيه التجارب الثورية العربية، جعلها تسقط في فخاخ التعالي علي التنوع الفكري الذي يمكن أن يحتويه الوعي العربي، بحكم ثراءه التاريخي وعمق تجربته. فيما انشطرت الرؤي الثورية علي نفسها حتي صارت تحاول الإبقاء علي نموذجها من خلال التطلع الي إقصاء وتهميش التجارب السابقة والمعاصرة. ومن هذا الحس المضطرب، المزدان بالتوحد المتوحش، تبرز فضاضة التسلط الأحادي، الذي جعل من الثورة علامة تستدعي المزيد من التحسب والقراءة الواعية، النازعة نحو تحديد المفاهيم وترسيم معالم الجهاز الإجرائي، الذي لا بد أن يجعل من معالم التعقيل، أمراً حاضراً في كل هذا الهدر والتبديد للجهود والإمكانات التي وقع فيها العرب في تجربتهم المعاصرة، حيث الأهمية وقد اسبغت للمضامين الفكرية علي حساب الواقع.

    ما بين الشرعي والثوري
    واقع التراكم يفرض علي العرب اليوم، جدية التفكير في محتوي العلاقة التي طال الاستغراق في الخضوع لمكوناتها، تحت المزيد من وسائل الإخضاع العاطفي تارة أو البراغماتي الذي يحدد مجالات المنفعة والمصلحة لبعض الجهات والأطراف، التي تحاول البقاء رغم أنف الهدر المقيم، الذي لا يقبل التزحزح من مواقعه. ولعل الملفت في الأمر يكمن في ذلك التحول في محتوي القيم التي يتم التبشير لها. وإذا ما أقدمت مختلف الفئات الثورية وبكل أشكالها علي أهمية الارتباط الوثيق بالأصل المتواضع والانتماء الي صفوف الجماهير والادعاء بالتواضع المبالغ. إلاّ أن التقادم بات يكشف عن هذه الروح المتعالية الموغلة في التغطرس، والإنفاق اللامشروع الذي يصل حدّ التهور.
    وإذا كان الأمر مرتبطاً بالجانب الشخصي لكان الضرر مقبولاً ومقنعاً، بحساب الصياغة المتعلقة بالتطلع الفردي. إلا أن الأمر هنا يتجاوز حدود الشعارات، التي تكون وكأنها الغطاء الذي يحاول المتسلطون وضعها علي بصائر الجماهير، التي يكشف الواقع عن التداعي والاختلال الذي يعيشون فيه. الي الحد الذي باتت الأصوات تتنادي مترّحمة علي المراحل السياسية السابقة، والتي لطالما تعرضت للنقد المرير والتشريح الأيديولوجي من قبل الثوريين. وإذا كانت أسلحة النقد الثوري قد توقفت طويلاً عند مفردات من نوع؛الرجعية، المحافظة، التبعية، العمالة. فإن واقع التفاعل المباشر، بات يكشف عن هذا التساقط الملفت للمزيد من الأنظمة التي وسمت بالثورية، حتي غدا هذا التوصيف يشير الي معالم التأزم وانقطاع الحضور وتأخر الفعاليات. حيث التعالق المباشر لمصالح النخبة المتسلطة، والتي قيض لها السيطرة علي مقاليد الأمور من خلال الاستناد الي توصيف((الشرعية الثورية))الذي يعاني من الاختلال في ميزان البلاغة، حتي ليكون السؤال أهو من المجاز أم التورية!!وإذا كان الثوريون جميعا قد جاءوا الي السلطة من خلال الاستناد الي منطق العنف والقوة، فأن هذا المنطق وياللمفارقة، هو الوحيد وقد تمثلت فيه حدود التطبيق النظري، فيما يتبقي كل شيء في تفاصيل الحياة العربية يدور في مجال التجريد النظري.

    الما قبل والما بعد
    يحضر مبدأ السيطرة علي الواقع بكل قوة بين ثنايا الخطاب الثقافي، الي الحد الذي تتطابق فيه بالمواصفات والتفاصيل، بازاء السلطة السياسية المباشرة، حيث البحث المباشر عن معالم إفراد المقومات بطريقتها الخاصة، فإذا كان السعي من قبل السلطة السياسية يتوجه نحو الاستئثار والهيمنة علي العلاقات السائدة. فإ الخطاب يتطلع هو الآخر وبكل ما يملك من إمكانات لفرض تفصيلاته علي المقولات والنصوص، حيث محاولة السيطرة علي طريقة تحديد الخطاب والتفاصيل المرتبطة به.
    التوّقف المقيم عند مجال المقارنة المباشرة ما بين التقليدية والحداثة، جعل من الخطاب العربي قابعا في برجه العاجي، حيث الانتقائية العالية في ترسم مواضع العلاقة مع الثقافات التي يفرزها المجتمع. حتي لتكون التحديدات وقد اخذت مداها في النبذ والإقصاء للمزيد من المؤثرات المهمة، والتي يمكن أن تكون مادة غنية للاستقصاء والبحث والتدقيق، في ترصّد مستوي العلاقات السائدة داخل موضوع البحث والمتعلق بمسألة التحقيب التاريخي، الذي يفرز مجالات الاختلال والفشل في وعي الظواهر. حتي ليكون السؤال الأشد تركيزا حول هذا التوقف الطويل، الذي يجعل من مجرد التفكير بمجالات الفعل والتحرك، أمرا في غاية البعد والنأي.
    كيف يمكن الوقوف علي ملمح الخطاب العربي في أعقاب السقوط الذي تعرض له النظام الشمولي الذي أسس له صدام حسين علي مدي خمسة وثلاثين عاما. ومن أية مقارنة يمكن التعامل معها، من أجل تحديد مجال الما قبل والما بعد الذي يتبدي حاضراً من أجل الوعي بالظواهر ومحاولة فهمها. وإذا كان الموقع للاستقراء والدرس يعّد مجال الاستمكان والتدقيق من أجل التبصّر، فإن رصد التواصل مع الثقافات الأخري، يعدّ له من الأهمية والمكانة، الي الحد الذي يوجب فيه تحديد معالم طبيعة العلاقة السائدة وعلي الصعيد المباشر، ما بين الثقافة الشمولية التي لم تتبلور ملامحها لغاية الآن، حيث التداول الشفاهي لموضوعات متعددة ومتكاثرة غير قابلة للتحديد أو حتي ترسم بعض الملامح منها. فالأمر هنا قوامه المقولات، المستندة الي الوعود.
                  

06-18-2003, 07:57 PM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود. (Re: zumrawi)

    تداخل المقولات
    الي أي اتجاه يمكن الإحالة التي تقدمها الظواهر المتعلقة بالخطاب. ومن هنا فإن التوقف عند مادة التحليل يستدعي التبصّر في النصوص المتعلقة بقضية محددة. لكن الأمر هنا ينطوي علي المزيد من التداخل الذي يفرضه مستوي التفاعل والتحديد، حيث التطلع لا يقوم فقط عند ترصد المكتوب فقط بل يكون التوجه نحو تحديد مجالات تحليل مضمون المقولات الشفوية الصادرة عن مختلف الجهات. وإذا كان الجميع يسعي نحو تثبيت حضوره علي صعيد الواقع، فإن الأمر يبقي شديد التعالق في هذا التقاطع الذي يتبدي بين الأهم والأقل أهمية. حتي ليكون التمثل وقد تجسّد في هذا التقييم الشديد المباشرة بين مستندات الخطاب وطريقة حضوره وإمكانية الهيمنة التي يفرضها علي صعيد العلاقات السائدة. يكشف التداخل في المقولات عن هذا الغياب الحاد والفاضح للغايات والمقاصد التي تنطوي عليها، حتي ليكون التطلع وقد تركز عند محاولة تعيين السياق كمحاولة لبلوغ المعني الأصلي الذي ينطوي عليه الخطاب، هذا باعتبار أهمية تحديد التنوعات والمفاصل الكبري التي تميز النصوص والمقولات المختلفة. ولعل من المفيد الإشارة هنا الي طبيعة التنوع والاختلاف في الأساليب والوسائل التي يتم استخدامها من أجل إيصال الأفكار، والتي تتوزع ما بين النصوص التي تم تحريرها من قبل العديد من الجهات، التي تروم إيصال أفكارها ورسائلها الي مختلف الجهات، أو المقولات الشفوية التي يعمد إليها البعض من الخطباء إن كان علي الصعيد الديني أم السياسي أم الثقافي. فيما تبرز الأدوار التي تقوم بأدائها الرموز والعلامات والإشارات التي تميز كل طرف بازاء الآخر. ومن هذا المحتوي تبرز أهمية الوقوف علي السياق الأصلي الذي يميز خصوصية الخطاب، وطريقة التواصل التي أفرزها في سبيل تحقيق الغايات التي تم إنشاؤه وتحريره من أجلها. وإذا كان الجميع يسعي نحو تدبيج مقولاته، باعتبار الوعي باللحظة التي تم إنتاج الخطاب فيها، وطريقة التفاعل مع الظروف والبيئة المحيطة، والمستوي الفكري والعقلي لصانع الخطاب وطبيعة التفاعل مع الموضوع.

    الإنشاء والتحرير
    تبرز أهمية الوقوف علي نوع الخطاب وطبيعة المعني الذي يميز اتجاهاته في لحظة الإنشاء. وإذا كان التمييز قد أفرز العديد من الأنماط الخطابية، فإن الأمر يبقي شديد الارتباط بطريقة توجيه النص علي المستويين التحريري والمعرفي. وإذا كان البعض من المقولات أو النصوص تحاول ملامسة الوعي الجمعي، فإن الوعي بالتفكير السائد يبقي الحاضر الأهم في ترسم معالم الخطاب من حيث التجانس وطبيعة التركيب الذي يشكل ملامح نص عن آخر، والغاية المحددة التي تكون بمثابة الدافع الأصيل في حفز فعالية الإنشاء. ولعل من المفيد التركيز هنا علي تحديد المضمون المعرفي الذي يمكن أن بتطلع الخطاب نحو حفزه والعمل داخل نطاقه. فالأمر لا يتوقف عند مجال النص المكتوب الذي يمثل الصياغة الرسمية والثقافة الأهم والأعلي مكانة. بازاء المقولات الشفاهية باعتبار التداول الشعبي الذي يميز الثقافة الأقل أهمية.
    وإذا كان التكرار والاعتياد قد أفرز هذا التقييم الموغل في الجاهزية، فإن الإغفال عن محتوي القدرة علي التأثير، يبقي الحاضر الأهم وسط كل هذا. والمسألة لا تتوقف عند صلاحيات وافتراضات تحوزها السلطة الرمزية، من حيث تمكنها من سلطة التوجيه والتأثير، بل يبرز الأمر عند قوة التأثير علي الجماعة التي تميز النصوص المقروءة أو حتي المقولات التي يتم ارتجالها علي الجموع الغفيرة والتي يتم من خلالها إلهاب المشاعر وتأجيج الحماس. وعلي هذا فإن التقنيات يكون لها الحضور في كلا النمطين الفاعلين من حيث القدرة علي الاشتغال والتأثير.
    فإذا كان النص الكتابي يبحث عن اللغة الخاصة والألعاب البلاغية والسمات المتجانسة، فإن المقولات الخطابية تسعي هي الأخري نحو تحديد المجال التقني فيها. والمستند الي صوغ القدرة والقابلية علي التواصل، من خلال التركيز علي الجوانب المباشرة، الصادرة عن الخطيب أو الخطيب بالنيابة، الذي يعمد الي التلوين في الصوت ومحاولة شد الجمهور الي الأفكار التي يقدمها. وعبر هذا التفعيل المباشر فإن التأثير في المقولات يكون في الكثير من الأحيان، الوسيلة الأنجع والأكثر حضورا، إذا ما تمت المقارنة مع النص الكتابي.

    AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1534 --- Date 18/6/2003
    جريدة (الزمان) --- العدد 1534 --- التاريخ 2003 - 6 - 18


    AYMK
    ASNO
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de