عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 12:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-15-2003, 03:51 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي



    لما رأيته من فائدة للحوار واغناء له ، نقلت هذا المقال للدكتور عمر القراي من سودانايل برجاء ان يثير حورارت ثرة تفيد وتغذي ديمقراطيتنا القادمة وتحقن أدب الاختلاف والسجالات بمرئيات مهمة وسأعود لاحقا للتعقيب والتعليق





    حول منشور السيد الصادق المهدي الأخير



    (الإمام) (المنتخب) !! والكرسي (المرتقب) !!

    د. عمر القراي
    [email protected]

    (مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً)
    صدق الله العظيم

    أرسل السيد الصادق المهدي منشوراً عاماً ، الى عموم أهل السودان ، ظهر في سودانايل يوم 7/6/2003 ، في أعقاب إعتراض بعض ممثلي حكومة الجبهة على (إعلان القاهرة) الذي وقعه د. جون قرنق والسيد محمد عثمان الميرغني والسيد الصادق المهدي في الشهر الماضي ..
    ومنشور السيد الصادق ، وان إحتوى على نقد للحكومة وحزبها ، الا انه استهدف أمرين اساسيين ، أولاً : تأكيد ان(إعلان القاهرة) لم يأت بشئ جديد وانما هو نفس (التعاهد الوطني) الذي طرحه السيد الصادق في ديسمبر 2002 !! وهذا يعني ، فيما يعني ان الصادق قد كان أسبق من قرنق والميرغني ، الى فكرة العاصمة القومية ، التي تتساوي فيها جميع الاديان ، وتحكم بقوانين تحقق هذه المساواة ، ولهذا يجب ان يحسب الشعب هذا المكسب له دون الزعماء الآخرين !! وثانياً : إنه قام باصلاحات في حزب الأمة ، وتحديث في كيان الأنصار .. وانه في هذا الإطار ، يقدم فهماً للإسلام يختلف من فهم الجبهة الإسلامية التي وصفها بالتشدد ، وان فهمه المعتدل هذا هو الذي سيجنب البلاد خطر التمزق والتدخل الأجنبي !! وحتى يؤكد زعامته الدينية والسياسية ختم منشوره بانه رئيس حزب الأمة المنتخب والإمام المنتخب !! فمن أقدر من هذا (الإمام) العالم بالدين ، والسياسي المدرك لواقع السودان ومستقبله واولى منه بكرسي الرئاسة (المرتقب) ؟!
    على ان الشعب السوداني الذي خاطبه السيد الصادق المهدي ، لا تجوز عليه مثل هذه الخطب ، كما جازت على السذج من أتباع الصادق الذين إنزعجوا حين قمنا بنقده من قبل ، فانبروا للدفاع عنه بحماس ينقصه الوعي بالقضايا التي تناولها النقد !! حتى ان أحدهم ، وقد أعيته الحجة ، جنح الى التهديد فذكر ان لديهم أسلوب آخر غير الحوار اذا لم أكف عن نقد السيد الصادق المهدي !! ان من يعرفني يعرف انني لا أهدد وان مثل هذه "الشنشنة" لا تؤثر فيّ ..ولكنني كنت أتوقع من بعض العقلاء من اتباع السيد الصادق ان يشجبوا هذا الاتجاه الأرهابي المتخلف، ليؤكدوا على الأقل ، ان اطروحات السيد الصادق عن الديمقراطية وعن (التسامح والتعايش بين الملل والمذاهب والاجتهادات)[1] ليست عبارات مستهلكة بغرض التضليل المنظم !!

    لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !!
    يقول السيد الصادق المهدي (لقد عقدنا مع الانقاذ " نداء الوطن " عام 1999 ... وحقاً وصدقاً صفينا وجودنا [2]الخارجي ، ووضعنا السلاح ، ونبذنا العنف ، ودخلنا مع النظام في تفاوض جاد لتحقيق المطالب الوطنية المشروعة . لم يبادلنا النظام حقاً بحق ، ولا صدقاً بصدق ، بل عاملنا بالمناورة ، والمراوغة ..[3]) !! والذي لم يرد السيد الصادق ان يذكره هنا ، هو انه لم يجئ للنظام الا بعد ان لحق بالتجمع ، ووقع معه مواثيق ، ثم لما لم يعط رئاسة التجمع كما كان يتوقع ، خرج منه وكتب خطاباً مفتوحاً ضد د. قرنق نشره في الاعلام قبل ان يصل قرنق نفسه في نفس الشهر الذي عاد فيه ليعقد مع حكومة الجبهة هذا التفاوض ، وكأن نقده لقرنق قد كان عربون صداقته الجديدة لحكومة الجبهة والتي لم يكن آنذاك يتوقع لها الفشل !!
    على ان تصريح السيد الصادق المهدي ، بان حكومة الجبهة خدعته ، انما يشهد بغفلته ، وقلة حنكته السياسية.. فهو قد اتفق مع الجبهة من قبل عام 1988 ورفض بسبب ذلك اتفاقية السلام ، فاذا بالجبهة تغدر به ، وتنقلب عليه ثم تعتقله وتسئ معاملته كما صرح أكثر من مرة !! فلماذا يعود ليتفق معها مرة أخرى ؟! ولماذ وضع سلاحه وسرح محاربيه ، الذين تركوا وطنهم وتجندوا ليحاربوا حكومة الجبهة معه دون ان يحدث اي تغيير في حكومة الجبهة؟
    وهل حقاً كان تفاوض السيد الصادق مع حكومة الجبهة حول (المطالب الوطنية المشروعة) كما ذكر؟! ان المطلب الوطني المشروع هو ان تصفي حكومة الجبهة وجودها لأنه غير شرعي .. فهل فاوضها السيد الصادق على ذلك؟! لقد كان تفاوض السيد الصادق مع حكومة الجبهة حول (الكرسي) الذي لوحّت له به ، حتى اذا سال لعابه ، وظن انه نائله ، صرفته عنه ، بعد ان افلحت في احداث شرخ في حزب الأمة !!
    وبدلاً من يفخر السيد الصادق بان الجبهة لم تتفق معه ، وانه لم يدخل في حكومتها ، اذا به يتحسر ان فاته ذلك المغنم ، الذي حازه السيد مبارك الفاضل !! أسمعه يقول (وفي عملية هي من أفدح ما عرف تاريخ السودان الحديث اعتبر الوكيل المندوب هو الأصيل المتجذر وابرم معه اتفاقاً انخرط بموجبه في النظام واعتبر أهل النظام هذا الانخراط الجزئي انخراطاً لحزب الأمة ، والغوا بموجبه كل مجاهدات حزب الأمة وتضحياته واجتهاداته وثقله الجماهيري ...)[4] !!
    واذا كان نظام الجبهة كما وصفه السيد الصادق (المؤتمر الوطني وحكومته ظلا أسيران لشعارات فارغة ربطت الاسلام بالدكتاتورية والقهر والنهب) [5] فلماذا تفاوض معه ، ثم لماذا يعتبر عدم اتفاق الجبهة معه واتفاقها مع مبارك الغاء لكل مجاهدات حزب الأمة وتضحياته واجتهاداته؟! واذا كانت الجبهة كما وصفها ألم يكن يتوقع الا تتفق معه ما دام يعتقد ان حزبه مجتهد ومضحي من اجل السودان ؟!
    ثم لماذا يعتبر السيد مبارك الفاضل بعد كل هذه السنين التي قضاها في حزب الأمة ليس سوى (الوكيل المندوب) بينما يعتبر السيد الصادق نفسه (الأصيل المتجذر)؟! فاذا كان السيد مبارك الفاضل المهدي لا يعتبر أصيلاً ولا متجذراً في حزب الأمة ، فكم هي فرصة العضو الذي لا ينتسب الى بيت المهدي في هذا الحزب الطائفي العجيب؟! واذا كان السيد الصادق أصل الشجرة وآباؤه جذورها ، فان ابناءه من بعده فروعها ، ولهذا فقد أعطاهم المراكز القيادية في هيكلة الحزب الجديدة ، فأصبحت عائلة السيد الصادق تحكم حزب الأمة مثلما يحكم آل سعود السعودية !! ولعل مثل هذا الوضع - الذي اعتبره السيد الصادق اصلاحات في حزبه - هو الذي دفع بالسيد مبارك الفاضل الى البحث عن تحقيق مطامعه لدى الجبهة !!
    لقد إختار السيد الصادق المهدي بمحاولته الوصول الى اتفاق مع الجبهة في عام 1999 ان يصل الى حل منفرد ، وان يسير مع الجبهة في طريقها الآحادي ، وهو يظن ان بقية الأحزاب والتنظيمات ستتبعه كما حدث حين صالح نميري في عام 1977 !! ولكن المجموعات الأخرى كانت أبعد نظراً ، وأكثر دراية بالجبهة وحيلها، فوقفت في مواقعها ، ورفعت نفس شعاراتها ، فما كان من السيد الصادق وقد نبذته الجبهة ، وقربت السيد مبارك الفاضل الا ان هرع مرة أخرى الى التجمع ليوقع مع زعمائه (إعلان القاهرة) !! ثم هو لا ينسى ان يهاجم الجبهة بعد إختلف معها ، مثلما هاجم التجمع عشية أن إختلف معه ورجع الى الجبهة !!

    بين(التعاهد الوطني) و(إعلان القاهرة)
    يقول السيد الصادق (فكرنا منذ ديسمبر 2002 في مشروع التعاهد الوطني الذي تطرق لكل النقاط المختلف عليها وأحصاها عددا وأقترح لها حلاً وسطاً. بخصوص العاصمة جاء في مشروع التعاهد النص الآتي : عاصمة البلاد هي الخرطوم بحدود إدارية معلومة يتفق عليها وتمثل العاصمة الإدارية القومية وتخضع للقوانين المستمدة من الدستور الاتحادي . ولاية الخرطوم الحالية تختار لها رئاسة ولائية أخرى. الخرطوم الولاية لها نفس حقوق الولايات الأخرى وتستثني الخرطوم العاصمة القومية .)[6] .. فحسب هذا النص الغامض ، فإن العاصمة تخضع للقوانين المستمدة من الدستور الاتحادي ، أما ولاية الخرطوم فانها لها نفس حقوق الولايات الأخرى !! أفلا تخضع الولايات الأخرى أيضاً للقوانين المستمدة من الدستور الاتحادي ؟ ثم ما هي القوانين المستمدة من الدستور الاتحادي؟! هل هناك ما يمنع ان تكون تلك القوانين اسلامية؟! لكن السيد الصادق بعد ان أورد هذا الحديث الذي يقبل كافة الاحتمالات ، قال (وفي مايو 2003 صدر إعلان القاهرة بين الزعماء السودانيين الثلاثة . جاء في هذا الإعلان بخصوص العاصمة النص الآتي : "ولذا فإن الزعماء يرون بأن الاتفاق على قومية العاصمة التي تساوي بين كافة الأديان والمعتقدات لهو ضرورة لازمة للحفاظ على وحدة بلادنا على اسس جديدة ." هذا نص عام يفصله ما ورد بشأنه في وثيقة التعاهد الوطني) !! فهو يريدنا ان نعتبر ما قاله في وثيقة التعاهد تفصيلاً لما جاء مجملاً في إعلان القاهرة الذي وقعه معه د. قرنق والسيد محمد عثمان الميرغني !! وهو انما يرمي بذلك لهدفين : أولهما ان يؤكد سبقه للزعيمين الآخرين ، وانه قد طرح هذه الفكرة الصائبة قبلهما ، وهي مزايدة يرمي بها الى كسب سياسي .. وأما الهدف الثاني ، فهو ايجاد خط رجعة للتنازل من إعلان القاهرة ، اذا افلحت حملة الجبهة في تأليب الناس ضده !! فهو يريد ان يقول انه حينما وقع على إعلان القاهرة ، لم يكن يعني بقومية العاصمة ان تحكم بغير (شرع الله) !! وانما كان يقصد ان تحكم بقوانين مستمدة من الدستور الاتحادي ، الذي لا يقوم على قوانين الجبهة ، وإن قام على قوانين إسلامية على نهج الصحوة المزعومة التي يدعيها !!

    لماذا لا يضع السيد الصادق عباراته واضحة ، كأن يقول مثلاً ، ان العاصمة يجب الا تطبق فيها القوانين الاسلامية ولا قوانين أي دين لأنها تمثل الشعب بمختلف معتقداته ؟! ألأن ذلك سيسهل مهمة خصومه في نقد (إمامته) لجموع الانصار الذين يقوم إعتقادهم على أحقية الشريعة وتطبيقها في كل زمان ومكان؟! أم لأن السيد الصادق المهدي يؤمن بتطبيق قوانين الشريعة مثله مثل أي انصاري رغم دعاوى "الحداثة" و " السندكالية" و "الصحوة" و غيرها ؟! وهو حين قال ما قال ، وسعى للقاء مع الزعماء الآخرين ، انما إستجاب لضغوط المثقفين في حزبه ، هؤلاء الذين وقفوا معه حين إنقسم حزبه ولحق قادته بحكومة الجبهة ، ولولاهم لكان مصير السيد الصادق هو نفس مصير السيد مبارك الفاضل !! ومع ذلك فان وضع هؤلاء المثقفين يدعو للرثاء ، لأنهم في حيرة دائمة مع تذبذب السيد الصادق حسب رؤيته (للكرسي) الذي يحلم به الى جانب هؤلاء مرة والى جانب أؤلئك مرة!!
    وبالرغم من ان إعلان القاهرة خطوة ايجابية ، وهو سيفضح نوايا حكومة الجبهة في التهرب من السلام ، الا ان شعبنا يجب ان يتطلع لما هو افضل من إعلان القاهرة .. لقد جرّب الشعب القوانين الاسلامية على عهد نميري ، فلم ينل منها غير السيف والسوط ، حتى ثار عليها وقدم الشهداء ، ثمناً للخلاص منها.. ثم جربها على عهد حكومة الجبهة الحاضرة ، فصعدت الحرب وهددت وحدة البلاد .. ألاتكفي هذه التجارب لفصل الدين عن الدولة وفتح الفرصة للمنابر الحرة وتسخير الإعلام لها ليتحاور اصحاب الأفكار عن ماهية الاسلام نفسه ، وانسب نظم الحكم لشعبنا؟!
    إن الخديعة التي جوزتها حكومة الجبهة على الاحزاب الشمالية ، و أوشكت ان تجوزها على الحركة الشعبية لتحرير السودان ، هي ان حكم المسلمين بقوانين الشريعة ، وحكم غير المسلمين بقوانينهم صورة ديمقراطية تحفظ للمسلمين ولغير المسلمين حقوقهم !! والتضليل في هذا القول انما يجئ من حقيقة ان قوانين الشريعة الاسلامية، يتأثر بها كل الناس ، فحتى لو لم توقع عقوباتها على غير المسلمين ، فانها تحرمهم من المساواة مع المسلمين بسبب انهم غير مسلمين!! فلا يجوز لغير المسلم ان يرشح نفسه لرئاسة الدولة في ظل هذه القوانين ، ولا ان يتولى القضاء ، أو قيادة الجيش ، أو أي منصب عام رفيع ، ذلك ان المبدأ العام هو قوله تعالى " إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين" ، ويمكن الرجوع لكتب المفسرين للاطلاع على تقاصيل الاذلال الذي يقع بالضرورة على غير المسلمين من جراء تطبيق قوانين الشريعة !!
    فالقضية ليست العاصمة فقط ، وانما كل مكان ، ولو كان فيه فرد واحد غير مسلم ، فان هذا الفرد سيكون مهضوم الحقوق بسبب القوانين الاسلامية القائمة على الشريعة .. ثم انها في داخل المجتمع المسلم لا تساوي بين الرجال والنساء .. وهذا يطعن في ديمقراطية هذه القوانين ، وهو سبب كاف لرفضها ، على ان السبب الأهم في تقديري هو انها أيضاً غير دينية لأنها لا تقوم على أصول القرآن ، وهذا أمر كررناه كثيراً ويمكن الرجوع فيه لكتب الاستاذ محمود محمد طه ..

    ضعف الفهم الديني
    يقول السيد الصادق المهدي (وفي مكة كان التوجيه " ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا أيديكم واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " "سورة النساء77 " وفي المدينة كان القتال دفاعياً " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " ولدى قيام الدولة الاسلامية العظمى في دمشق وفي بغداد صار القتال هجومياً) !! إن قيمة هذه العبارة المليئة بالاغلاط ، هي انها اشارت الى وجود فرق في المستوى بين القرآن المكي والقرآن المدني ، وأكدت ان القرآن المكي قرآن تسامح وسلام والقرآن المدني قرآن قتال .. وينتج من هذا ان القرآن المكي قرآن أصول والقرآن المدني قرآن فروع !! وأن القرآن المدني حسن ، والقرآن المكي أحسن .. ولقد قال تعالى " واتبعوا أحسن ما أنزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون" فقرر بذلك ضرورة اتباع القرآن المكي .. ولكن القرآن المكي في جملته منسوخ بالقرآن المدني ، ولهذا وجب بعثه ، ومن ثم نسخ القرآن الناسخ ، وهذا هو تطوير التشريع الاسلامي !!
    ومع ان السيد الصادق ، لم يمدد هذا الفهم الى نهاياته المنطقية ، الا انه حتى في القدر الذي ذكره كان بنبغي عليه ان يذكر ولو من باب الأمانة العلمية ، دع عنك الصدق الديني ، ان هذه الفكرة التي هي المخرج الوحيد من التناقض الذي يرزح تحته علماء المسلمين وعوامهم ، قد أتى بها الاستاذ محمود محمد طه ، وبشر بها منذ مطلع الخمسينات!!
    على ان السيد الصادق لم يفهم الفكرة الجمهورية بدقة حتى يحسن إقتباسها !! فالآية التي اوردها لا تنهض بحجته فهي ليست آية مكية ، وانما هي مدنية من حيث المكان ومستوى الخطاب !! فقد نزلت في المدينة وهي تحث المسلمين على الجهاد ، في معنى ما توبخهم على انهم حينما كانوا في مكة ، قبل ان يفرض عليهم الجهاد ، كانوا يطلبون ان يسمح لهم بقتال المشركين ، ولما جاءوا الى المدينة وفرض عليهم القتال صدوا عنه وتقاعسوا دونه .. ولو ان السيد الصادق أورد الآية كلها لوضح ذلك ، فالآية هي " ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا الى أجل قريب ، قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً " .. جاء في تفسير الآية (حدثنا علي بن الحسن عن الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحاباً له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقالوا : يا نبي الله كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة . قال : اني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم . فلما حوله الله الى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله " ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم" الآية رواه النسائي والحاكم وابن مردويه ..)[7]
    ثم ان الجهاد وان بدأ كدفاع عن النفس ، فانه في المدينة قد تدرج حتى بلغ غاية الهجوم لإعلاء كلمة الله ، وذلك بنزول قوله تعالى " فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم " .. وبناء على هذا جاء في الحديث (أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا عصموا مني دماءهم واموالهم وأمرهم الى الله) .. ولقد فتحت بلاد فارس ومصر على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكانت تلك الحروب هجومية ، فلم يبدأ الجهاد كهجوم ببني أمية كما قرر السيد الصادق المهدي خطأ !!
    ودولة دمشق تحت الأمويين ، ودولة بغداد تحت العباسيين ، لا يمثلا الحكم الاسلامي –كما يظن السيد الصادق المهدي- لأنهما ملك متوارث !! فقد جاء في الحديث (الخلافة ثلاثون عاماً ثم تصبح ملكاً عضوضاً) .. ولقد أقام بنو أمية الملك على تقتيل آل البيت ، وحين جاء ابو العباس السفاح بدأ عهد العباسيين بتقتيل بني أمية ، حتى أنهم نبشوا قبر عبد الملك بن مروان وجلدوا عظامه سبعين جلدة !![8] ثم ان ملوك بني أمية وملوك العباسيين قد نهبوا الاموال ، وخصوا بها خاصتهم ، ومارسوا الترف والفسوق والضلال ولم ينج من حكامهم من هذا السوء الا افراد قلائل ، فاذا كان السيد الصادق يعتبر هؤلاء دولة اسلامية فماذا يعيب على حكومة الجبهة ؟!
    ومما أخذه السيد الصادق المهدي من أفكار الاستاذ محمود ثم لم ينسبه لصاحبه قوله (الالتزام الاسلامي لا يكون مجرداً من الظروف المحيطة بالمسلمين . فالتوجيه الالهي يبدأ من " اتقوا الله حق تقاته" الى " اتقوا الله ما استطعتم") !! فقد جاء في كتابة الاستاذ محمود (ان كل من له بصر بالمعاني اذا قرأ قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون" ثم قوله "فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" علم ان هناك معنيين : معنى أصلياً ومعنى فرعياً. وانما المراد ، في المكان الأول ، المعنى الأصلي ، واذ أملت الضرورة تأجيله ، انتقل العمل الى المعنى الفرعي ، ريثما يتم التحول من الفرع الى الأصل ، بتهيؤ الظرف المناسب لذلك . والظرف المناسب هو الزمن الذي ينضج فيه الاستعداد البشري ، الفردي والجماعي ، وتتسع الطاقة ، والى نقص الاستعداد هذا يرجع السبب في تأجيل أصول الدين والعمل بالفروع ..)[9] ويقول الاستاذ محمود أيضاً (ولقد ندب مجتمع المؤمنين ليكونوا مسلمين فلم يطيقوا ، وذلك حيث قال تعالى " ياايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون" فنزل الى مستوى ما يطيقون، وجاء الخطاب " فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون")[10]
    ومن الفهم الخاطئ قول السيد الصادق (وجعلت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطل حد السرقة في عام الرمادة . والنبي (ص) عقد مع أصحاب الملل الأخرى صحيفة المدينة وفي ظروف أخرى اجلاهم عمر رضي الله عنه عن جزيرة العرب ..) !! والحق ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يعطل حد السرقة ، ولكنه لم يطبقه لأن اركان الحد لم تقم ، ولا يمكن ان تقوم في ظروف المجاعة .. وقوله تعالى " تلك حدود الله فلا تقربوها" يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من التدخل في الحد اذا قامت اركانه، دع عنك عمر رضي الله عنه ..
    ولقد عقد النبي صلى الله عليه وسلم المعاهدات قبل ان تنزل سورة "براءة" التي اوقفت العهود وذلك في قوله تعالى (براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين * فسيحوا في الأرض اربعة أشهر واعلموا انكم غير معجزي الله ، وان الله مخزئ الكافرين * وآذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الأكبر ان الله برئ من المشركين ورسوله...) فلم يتم بعدها عهد مع مشرك !! وانما اجلاهم عمر رضي الله عنه لعلمه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم " لئن عشت ان شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أدع الا مسلما"..
    ولقد يلاحظ ان السيد الصادق عندما يورد اسم النبي الكريم يعقبه ب (ص) اختصاراً للعبارة (صلى الله عليه وسلم)!! مع انه أورد عبارة (رضي الله عنه) بعد اسم عمر بن الخطاب !! وليس وقت السيد الصادق المهدي أو مساحة الورقة أو اي اعتبار اخر أهم من اثبات الصلاة اللفظية على النبي صلى الله عليه وسلم !!

    بدعة انتخاب (الإمام) !!
    لقد وقع السيد الصادق خطابه ب (الامام المنتخب) ، وهذه بدعة لا نظير لها !! فالامام ليس منصباً ادارياً يترشح له عدة أفراد ويطرحوا برامجهم وعلى اساس ذلك يتم انتخاب احدهم فيفوز ويسقط الآخر ، وانما هي مقام ديني روحي لا يخضع لأصوات المصوتين الذين هم بالضرورة أقل مرتبة دينية من الامام فلايجوز ان يكون مقامه عرضة لأهوائهم وافقوا أولم يوافقوا كما هو الحال في آلية الانتخابات !!
    ان البيعة التي تمت للسيد الصادق المهدي من جموع الانصار تحدد مهمة الامام وتدل على ان مثل هذا الشخص يتبع ولكن لا يمكن ان يكون عرضة للانتخاب ، فقد جاء فيها) بايعناك على بيعة الامام المؤسس الأول وخليفته وبيعة المؤسس الثاني وخليفته بايعناك على قطعيات الشريعة بايعناك على نهج الشورى وحقوق الانسان بايعناك على الطاعة المبصرة فيما يرضي الله ورسوله بايعناك على فلاح الدين وصلاح الآخرة نشهد الله والله خير الشاهدين) !![11] ومعلوم ان المؤسس الاول وهو الامام المهدي لم ينتخب ، وكذلك الخليفة عبد الله التعايشي !! ومعلوم ايضاً ان بيعة المهدي قامت على الجهاد لأنها قامت على قطعيات الشريعة التي من ضمنها الجهاد ، فعلى ماذا قامت بيعة الصادق؟! هل تقوم على (الجهاد المدني) و(حقوق الانسان) ؟! ان هذه لا تحتاج للطاعة لانها تحكم بالديمقراطية وهي التي تتم فيها الانتخابات ..
    ان الانفصام الذي يعاني منه السيد الصادق بين مقتضيات الحداثة وموروث الانصار التقليدي في الامامة هو الذي دفعه في مهمة التوفيق الصعبة الى هذه التناقضات المزرية ، التي اضطرب الحزب بسسببها وتأرجحت مواقفه بين الحكومة والمعارضة .. فمن اجل تماسك حزب الأمة لابد من شفاء السيد الصادق من هذا الانفصام الذي ما أورثه له الا محاولة تجميع اكبر عدد حوله ليضمن كرسي الحكم !!

    قضية الوطن وكرسي الحكم
    ان نظر السيد الصادق دائماً في كافة مواقفه وآراءه ، انما تلونه رغبته في كرسي الحكم ، الذي يشعر انه فقده قبل وقته بانقلاب الجبهة ، مع ان الانقلاب نفسه نتيجة وليس سبباً !! وانما فقد السيد الصادق الكرسي لعجزه المتصل الذي ساقه لحل حكومته ، وتشكيلها ثلاثة مرات ، وكان في كل مرة يعفي زملاءه الوزراء من مهامهم ويصفهم بالفشل ثم يستثني نفسه مع انه هو رئيسهم المباشر وكان أجدر بالاستقالة حين تفشل حكومته !!
    وحول النقاط المختلف عليها بالاضافة الى موضوع العاصمة القومية يقترح السيد الصادق ان تقوم الحكومة الانتقالية على اساس (ثنائي لمدة عامين مع تمثيل رمزي للقوى السياسية الأخرى لضمان نزاهة الانتخابات. وفي هذا الاثناء تتكون لجنة قومية للدستور لتضع الدستور القومي . وتجري انتخابات حرة عامة لتأتي بحكومة ديمقراطية مساءلة .)[12]
    فالسيد الصادق يقترح للحكومة الانتقالية عامين فقط !! فهو يريدها حكومة مشلولة بتضيق الوقت والاعداد للانتخابات ، حتى لا يتأخر عن الكرسي .. والاتفاق بين كافة القوي السياسية على تكوين هذه الحكومة وواجباتها لا يعطينا السيد الصادق له أكثر من ثلاثة اسابيع !! فيقول (لذلك ينبغي ان نعمل لابرام اتفاق شامل بين القوي الفكرية والسياسية والمدنية السودانية في فترة لا تتجاوز ثلاثة اسابيع من الآن)[13] !! فهل هذه العجلة أمر طبيعي أم انها انزعاج وهلع من اجل الاسراع الى كرسي الحكم ؟!
    ثم هو يعتقد ان (تقوم الحكومة الانتقالية على اساس ثنائي) ولكنه في نفس الصفحة يقول (ان امر السودان أهم من ان يترك لتفاوض ثنائي)!![14] فاذا كان التفاوض في امر السودان يجب الا يتم بين طرفين فكيف يريد السيد الصادق للحكومة الانتقالية التي في اثنائها يوضع الدستور ان تتكون على (اساس ثنائي) ؟!
    ان الحكومة الانتقالية، يجب ان تضم كافة القوى السياسية والنقابية ، وبعض الشخصيات الوطنية ، ولما كانت مهمتها الاساسية ، هي الاعداد لسودان جديد بالتمهيد الحقيقي للحكومة المنتخبة ، فان ذلك لن يتأتى الا بالاصلاح العاجل المباشر ، لما خربته حكومة الجبهة ، ولهذا فان الفترة الانتقالية يجب الا تقل عن سبعة سنوات .. تتجه فيها الحكومة الانتقالية للتركيز على فتح المنابر الحرة ، وتسخير وسائل الاعلام بصورة عادلة ، لكل الآراء والافكار ، حتى تتم توعية الشعب ، وتأهيله للانتخابات ، واعطاءه فرصة لمراقبة وتوجيه الحوار ، حول اعداد مسودة الدستور ..
    لقد جرب شعبنا الدكتاتوريات العسكرية والاسلامية ، كما جرب الديمقراطيات التي تقوم على مجرد التصويت والاغلبية ، وكان فشل هذه هو الذي يطمع الجيش في السلطة في كل مرة .. فلماذا لا نجرب الديمقراطية بعد التوعية والحوار ؟! ولماذا لا نتخذ فرصة الحكومة الانتقالية مناسبة لهذه التجربة التي ليس عنها مندوحة الآن قبل ان نكرر التجارب الفاشلة ؟!
    ان كل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها !!

    د. عمر القراي
    [1] - منشور الصادق 7/6/2003
    [3] - المصدر السابق
    [4] -المصدر السابق
    [5] - المصدر السابق
    [6] -المصدر السابق
    [7] - تفسير ابن كثير – الجزء الأول ص 498
    [8] - راجع تاريخ الطبري
    [9] - محمود محمد طه (1967) الرسالة الثانية ص 142
    [10] - محمود محمد طه (1970) رسالة الصلاة ص84
    [11] - راجع الصحف السودانية في 19 /12/2002
    [12] -المصدر السابق
    [13] - المصدر السابق
    [14] - المصدر السابق
                  

06-15-2003, 05:05 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    اخى خالد
    لا املك الا ان احييك على سعة صدرك وتحملك للراى الاخر
    والروح الدمقراطى الذى تتحلى به والذى لمسته منك
    خلال اداءك فى هذا المنبر

    عمر القراى اخى وحبيبى
    ولكن لم استصغ منه عبارات مثل،سذج، وسال لعابه الخ..
    وقد لاحظت فى نقده للصادق المهدى يجنح لاستعمال
    عبارات ليس فى حاجة اليها،فيكفيه وضوح المنهج
    وقوة الحجة

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 06-15-2003, 05:46 PM)

                  

06-15-2003, 06:28 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)
                  

06-16-2003, 11:33 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    الاخ العزيز خالد العويس
    تحية طيبة
    احى فيك الرح الديموقراطية والتى يفتقدها الكثير من المثقفين الذين ينتمون الى التيارت السياسية المحددة
    ****************
    فقط اريد ان اطرح تساؤل مباشر والعالم باكمله يمر بمنعطف فكرى وتاريخى هام
    هل هناك شىء اسمه الدولة الدينية فى النظام العالمى الجديد؟
    لا يوجد شىء اسمه دولة دينية مهما كان طرحها من توجه حضارى او صحوة....بل على اسر ائيل نفسها وايران ان تراجع حساباتها منذ الان..لان المستقبل للدولة المدنية
    وان الدولة الدينية الحقيقية مرتبطة بالانبياء وانتهت بوفات الرسول صلى الله عليه وسلم وانما بعد الرسول كانت الدولة السياسية
    هلى قرأالسيد الصادق النظام العالمى الجديدثم نصب نفسه اماما للانصار فى السودان العديدالاديان والثقافات....بل هلى قرا بين السطور مداخلة الدكتور قرنق فى مؤتمر الحزب عن مستقبل السودان الجديدبعد مشاكوس
    ************
    لا مستقبل للدولة الدينية فى اي مكان فىالعالم كما قلت لك وانا مفهوم الامامة يتناقض تمام مع مبداالديموقراطية وفى مداخلة قادمة ساوضح لك الفروق الجوهرية بين الدولة الدينية والدولة السياسية؟
    *********
    اسرائيل دولة نشات لاسباب سياسيةو ليست دينية واستغلت الصهيونية الدين اليهودى لان تجعل ليهود وطن فى اسرائيل رغم معرفتنا انه كان هناك خيار اخر باقامة دولة فى يوغندا وبهذا بدات هذه الكذبة تتكشف كل يوم والان هناك صراع بين التيار المتشددالذى اغتال رابين والتيار العلمانى والذى يؤثر فىالسياسةالامريكية الحالية ووضع ابخارطة الطريق وجود دولتين فى المنطقة
    ************
    استغلت الحوزة العلمية فى قم مبداولابة الفقيه المشبوه ليسيطر حفنة من رجال الدين على 35مليون نسمةويستمدون قدسيتهم من وقائع تاريخيةوليس قرانية
    واليوم ترى بنفسك الانشراخ الذى حدث فى السلطة فى ايران بين اصلاحيين ومحافظين والمظاهرات التى تريد ان تتجاوز هذا الطرح القديم "ولاية الفقيه"
    ***********
    اين يريد السيد الصادق ان يقيم دولته الدينية التى هو امامها بعدمشاكوس وبعدالتحولات العالمية المذكورة اعلاه...ان المستقبل فى السودان لدولة المدنية ولمن يتمتعون بمواهب حقيقية دون مرجعيات
    دينيةاو بيوتات محددة
    ***********
    الاسلام والمسيحية واليهوديةاديان مركزها الفرد وحدودها العالم ولاترتبط بشخص او حزب او طائفة او دولة
                  

06-16-2003, 07:09 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: adil amin)

    =====================================================
    اين يريد السيد الصادق ان يقيم دولته الدينية التى هو امامها بعدمشاكوس وبعدالتحولات العالمية المذكورة اعلاه...ان المستقبل فى السودان لدولة المدنية ولمن يتمتعون بمواهب حقيقية دون مرجعيات
    دينيةاو بيوتات محددة
    ========================================================

    العزيز عادل أمين.،

    من قال بأن الصادق المهدي يدعو لدولة دينية، أتمنى أن تتأكد من معلوماتك جيداً، وحسب علمي أن الرجل كتب عن الدولة المدنية وتكلم عنها حتى بح صوته.،،

    ختاما لك ودي
                  

06-22-2003, 00:39 AM

سونيل


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: adil amin)

    الاخ عادل امين
    سلام
    اهدي اليك خطبة الجمعة بمسجد الهجرة بود نوباوي عن الدولة المدنية


    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم

    خطبة : الدولة المدنية والتطرف الثيوقراطي والعلماني

    أحمدك اللهم واثني لك الحمد يا جليل الذات ويا عظيم الكرم ، وأشكرك شكر عبد معترف بتقصيره في طاعتك يا ذا الإحسان والنعم ـ والصلاة والسلام على نبيك الذي دلنا إليك وتلقى الوحي منك فبلغه إلينا وعلى آله وأصحابه أجمعين .
    أما بعد /
    قال تعالى : } قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين { صدق الله العظيم .
    أحبابي في الله واخواني في الوطن العزيز :
    من مقاصد الشريعة الضرورية : حماية العقل من التغييب والتعطيل . لأن من شروط التكليف في الإسلام سلامة العقل . وذهاب العقل قد يكون بتعاطي الخمور والمخدرات ، وقد يكون بسبب التضليل وسيادة الخرافة والدجل والشعوذة ، وقد يكون بالاعتقاد الفاسد والمنحرف . وعالِم الاجتماع الكواكبي قال : " إن الاستبداد يحول ميل الأمة الطبيعي من طلب الترقي إلى طلب التسفل بحيث لو دفعت إلى الرفعة لأبت وتألمت كما يتألم الأجهر من النور " .
    تداول الناس في الآونة الأخيرة مصطلحات تحتاج إلى ضبط حتى لانتوه في خضم استغلال العاطفة الدينية لدعم مواقف أيديولوجية قاصرة .
    تلك المصطلحات هي : الدولة الدينية ـ والدولة العلمانية ـ والدولة المدنية . فما هي حقيقة كل مصطلح ومرجعيا ته ومآلا ته ؟. وما هو المفهوم الأقرب لظروفنا استناداً لمعتقداتنا واستجابة لمطالب عصرنا ؟
    أولاً / الدولة الدينية : مفهوم السلطة الدينية ؛ ارتبط بالمسيحية .. فعندما تحالفت الكنيسة مع الدولة الرومانية أعطت أوامر الإمبراطور وتصرفاته قدسية دينية لا يجوز الاعتراض عليها أو مخالفتها ومع مرور الزمن تبلور مفهوم الدولة الدينية في ظل المسيحية وتجلت طبيعة تلك الدولة في المظاهر الآتية :ـ
    المظهر الأول : إن الحاكم يتولى السلطة بأمر من الله وليس باختيار الشعب ويستمر فيها بإرادة الله ولا يجوز الاعتراض على أحكامه وسياساته وتصرفاته فهو يستمد شرعيته من الله ويحكم بالحق الإلهي وهو نفس المعنى الذي ذكره فرعون } ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد { .
    المظهر الثاني : سلطة رجال الدين ـ صحب قيام الدولة الدينية وجود رجال الدين وهم يمثلون المعرفة المطلقة والواسطة بين الله والناس وأحكامهم مقدسة. بل يوزعون صكوك الغفران !. ووقف رجال الدين ضد العلم واستبعدوا وسائل المعرفة العقلية والتجريبية وحاربوا العلماء الذين جاءوا بمعارف تناقض قناعا تهم . واتخذوا الدين وسيلة لأكل أموال الناس بالباطل .. قال تعالى : } إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ... { .
    المظهر الثالث : الاعتراف بدين واحد واستبعاد المعتقدات الأخرى بل في الدين الواحد لا يعترف إلا بمذهب واحد ومحاربة أي اجتهاد مخالف .
    المظهر الرابع : تبني رجال الدين لمفاهيم تطرد الإنسان طرداً من الاعتقاد ـ مثل : عقيدة التثليث والقول بطبيعة إلهية إنسانية السيد المسيح ؛ وتبرير ظلم الحكام بمفاهيم دينية ؛ وإسقاط دور العقل ؛ واستبشاع الجنس ؛ واعطاء قدسية للسلطة الزمنية .
    تلك هي خلفيات الدولة الدينية وتلك هي طبيعتها ومظاهرها .. وواضح أنها تتناقض مع المفاهيم الإسلامية حول الدولة شكلاً وموضوعاً .. فالسلطة في الإسلام ليست دينية وإنما هي من اختيار البشر ، والحاكم شرعيته مستمدة من إرادة الجماهير وأحكامه ومواقفه غير مقدسة بل قابلة للنقض إذا خالفت الشرع .. قال r : (( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )) .
    فالدولة الدينية ظاهرة مسيحية لا وجود لها في مفاهيم الإسلام القطعية حول الدولة . لقد حاول حكام بني أمية وبعض العباسيين إعطاء سلطتهم صبغة دينية وتسموا بألقاب : الحاكم بأمر الله ، والناصر لدين الله .. ولكنها استعمالات لا سند لها ولا مرجعية لها في أحكام الإسلام . قال r : (( من بايع إماما من غير مشورة المسلمين فلا بيعة له ولا للذي بايعه )) .
    ثانياً / العلمانية : ظهرت العلمانية كرد فعل لمواقف رجال الدين السالبة من العلم وحرية الضمير ومن العقل والإنسان . فقد توالت ردود الأفعال ببروز مفاهيم العقلانية والناسوتية والمادية . ونظرية فرويد حول الجنس وغيرها من المفاهيم المتطرفة ثم تبلورت كل هذه المواقف في ظاهرة العلمانية ـ وهى بفتح العين نسبة إلى العالم لاالى العلم . كثير من الناس ينطقون ( العِلمانية ) بكسر العين نسبة للعلم وهو لفظ خاطئ فهي منسوبة على غير قياس إلى العالَم الزماني والمكاني وهي أقرب إلى الدهرية التي أشار إليها القرآن في سورة الجاثية } وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر .. { . وقد عرفها : هارفي كوكس بالآتي : " إنها إدارة قفا الإنسان من عوالم غيبية ولفت نظره إلى هذا العالم وهذا الزمان ، إنها طرد الغيبيات من الطبيعة وطرد القداسة من السياسة وتحرير القيم من الجمود . وهي حركة تاريخية مستمرة بموجبها يرتقي الإنسان من الطفولة الفكرية إلى النضج ويتحرر من الوصاية ليصبح مسئولاً عن مصيره " . أما قاموس اكسفورد فجاء تعريفه كالآتي : " علماني : معني بأمور هذا العالم دنيوي ليس مقدساً ، ليس كنسياً دهري متشكك في حقائق الدين رافض للتعليم الديني " . مما سبق يتضح أن للعلمانية جانبان : جانب فلسفي ـ هو إنكار كل ما غاب عن عالم الشهادة الزماني والمكاني . وجانب موضوعي ـ هو عدم إعطاء قدسية للنظام الاجتماعي والسياسي فاختزال العلمانية في مصطلح فصل الدين عن السياسة اختزال مخل ـ الجانب الفلسفي من العلمانية لم يجد قبولاً حتى في أوروبا لأنه يصادم حقائق أتثبتها العلم فالوجود ليس مقتصراً على عالم الشهادة فهنالك عالم الغيب يدركه كل المؤمنين . والإنسان أثبتت التجارب أنه ليس كتلة مادية صماء وإنما هو كائن ذو وعي وإرادة وتتحكم فيه عوامل نفسية وروحية ووجدانية :
    كأن عدة أرواح تقوم به
    فليس يهدأ ولا تهدأ رغائبه
    أما الجانب الموضوعي فلا ينكره إلا مكابر ولكن لا يجوز إسقاط مفاهيم رجال الدين في القرون الوسطى على كل الأديان ـ فالإسلام لا يعترف برجال الدين أصلاً بل نص بوضوح } إن أكرمكم عند الله أتقاكم .. { والإسلام يحترم العقل بل جعله شرطاً في التكليف .. قال r : (( رفع القلم عن ثلاث : عن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يفيق ، وعن النائم حتى يستيقظ )) والإسلام أقر وسائل المعرفة كلها : الروحية والعقلية والتجريبية . ولا يعرف الإسلام السلطة الدينية لغير الرسل فيما يبلغونه عن الله ولم يحدد الإسلام شكلاً معيناً للحكم بل وضع مبادئ سياسية تتمثل في الشورى والعدل والمساواة والوفاء بالعهد وترك للمسلمين أن يختاروا الشكل الذي يلائم ظروف زمانهم وأحوالهم . فالرسول r لم يخلف أحداً وأبو بكر خلف عمر وعمر ترك الأمر شورى بين أهل الحل والعقد وبعد مقتل عثمان اجتمع أهل المدينة واختاروا علياً .. فالأمر اجتهادي متروك للمسلمين ليحددوا الكيفية التي يختارون بها حكامهم وفق الظروف التي تلائم تطور مجتمعاتهم ومشروع لهم أن يقتبسوا من تجارب الآخرين .. قال r : (( الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها أخذها )) .
    أحبابي في الله واخواني في الوطن العزيز :
    إن الأسباب والمبررات التي أدت إلى بروز ظاهرة العلمانية في أوروبا إبان سلطة رجال الدين غير موجودة في الإسلام ولكن تصرفات بعض المسلمين المنبهرين بالسلطة الدينية ـ وهم في الغالب أصحاب نزعة تسلطية ـ إن تصرفات هؤلاء تؤدي إلى المطالبة بالعلمانية . وانبهار العلمانيين بظاهرة العلمانية في أوروبا ودعوتهم إلى تطبيقها في بلداننا يغذي ظاهرة التطرف الديني فكل تطرف يغذي نقيضه .
    اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين
    وصاحب ملة لاعقل له
    إن مصطلحي الثيوقراطية والعلمانية ولدا في ظروف تختلف عن ظروفنا وفي ظل مفاهيم دينية تتصادم مع العلم والعقل وديننا يقول : } قل هاتوا برهانكم عن كنتم صادقين { وهما مصطلحان يحملان ظلالاً فلسفية تجاوزتهما عقلية الإنسان المعاصر وأسباب ظهورهما في الغرب غير موجودة في قطعيات الإسلام ولا مبرر لهما في مجتمعات المسلمين ويغذيان الحرب الباردة بين العلمانيين والإسلاميين وبين دعاة الحداثة ودعاة التأصيل إنها حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل .
    ثالثاً / الدولة المدنية : إن طبيعة الدولة المدنية تتلخص في وجود دستور يعبر عن قيم ومعتقدات واعراف المواطنين باختلاف انتماءاتهم الدينية والثقافية والعرقية والفصل بين السلطات واكتساب الحقوق على أساس المواطنة وعدم التمييز بين المواطنين بسبب الدين أو الثقافة أو العرق . وكفالة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية واحترام التعددية ، والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة على الأسس الديمقراطية وأن تستمد السلطة شرعيتها من اختيار الجماهير وتخضع للمحاسبة من قبل نواب الشعب ..الخ .
    هذه المفاهيم أقرب إلى المبادئ الإسلامية السياسية ولا تتناقض مع الفكر الإسلامي المستنير حول مفهوم الدولة في الإسلام .. ونوضح ذلك عبر النقاط الآتية :ـ
    النقطة الأولى : نصت صحيفة المدينة وهي أول دستور مكتوب في التاريخ الإنساني ـ على حقوق المواطنين المقيمين في يثرب وعلاقتهم بالسلطة القائمة وعلاقتهم مع بعضهم البعض وكان مجتمع المدينة يتكون من ثلاث فئات هم : المسلمون بحزبيهم ( المهاجرين والأنصار ) ، واليهود بطوائفهم الثلاث ، والمشركون من الأعراب بقبائلهم ـ فالصحيفة كانت دستوراً لدولة متعددة الأديان .
    النقطة الثانية : قال الخليفة أبو بكر الصديق : " إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني على حق فأعينوني ، وإن رأيتموني على باطل فقوموني . أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم .. " .
    النقطة الثالثة : الحاكم يختاره الشعب عبر الشورى الفريضة السياسية في الإسلام ويخضع للمحاسبة ، فإن خالف عزل .. قال r : (( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )) وقال رجل لعمر بن الخطاب " والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناك بسيوفنا " فقال عمر " الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوم عمر بسيفه " وقال " لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها " .
    النقطة الرابعة : وظيفة الحاكم ـ أن يوفر لشعبه الأمن والقوت والخدمات قال عمر بن الخطاب " ولينا على الناس لنسد لهم جوعتهم ونوفر لهم حرفتهم فإن عجزنا عن ذلك اعتزلناهم " .
    النقطة الخامسة : علاقة هذه الدولة بالدول الأخرى ـ قائمة على الاحترام المتبادل والالتزام بالعهود والمواثيق .. قال تعالى : } وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا { وقال تعالى : } ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين { .
    النقطة السادسة : توفير العدل والمساواة لكل المواطنين ولا يجوز الانحياز لأحدهم بسبب دينه ـ سرق أحد المسلمين في عهد رسول الله درعا وأراد قومه أن يلحقوا الجريمة بأحد اليهود بحجة أنه لا حرمة له فأنزل الله قرآناً ينصف اليهودي ويدين المسلم ، ويحذر المسلمين من عاقبة الظلم .. قال تعالى : } إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً .. إلى قوله تعالى وكان فضل الله عليك عظيماً { سورة النساء .
    النقطة السابعة : كفالة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية .. قال تعالى : } ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا { وقال تعالى : } إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل .. { .
    إن الدولة المدنية تحقق مقاصد الشرع وتستصحب إيجابيات العلمانية وتلبي تطلعات المجتمع المتعدد الأديان والثقافات والإثنيات علينا أن نسقط من قاموسنا السياسي المصطلحات الفلسفية التي تستفز بعض الناس فالتمسك بالألفاظ ديدن عبدة النصوص والشكليات ولا نستنكف من اتباع الحق مهما كان الوعاء الذي خرج منه .. قال تعالى : } ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى .. { . فتعاليم الإسلام جاءت لتحقيق مصلحة الإنسان ورفعة شأنه فالإنسان هو المستخلف في الأرض لعمارتها بالتزام منهج الله فلا يجوز أن تأتي الاحكام مناقضة لفطرته أو مسقطة لإنسانيته أو مقدسة لفئة من بني جلدته من أجل أن تسترق الفئات الأخرى . والتفاضل بين الناس لا يكون في الدنيا وإنما يكون في الآخرة على حسب الأعمال والإخلاص فعندما قتل حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد ومثل به .. قال r وهو يقف على أشلائه : (( والله لئن ظفرت بهم لأمثلن بثلاثين )) فأنزل الله عليه قرآناً يوضح له فيه أن حمزة ـ وإن كان سيد الشهداء وأسد الله وأسد رسوله ومن السابقين في الإسلام فلا أفضلية له في الدنيا على الآخرين وان الأجساد متساوية والحقوق متساوية بين الناس وان اختلفت أديانهم فإن أراد أن يمثل فليمثل بواحد فقط على أساس } فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم .. { قال تعالى لرسوله : } وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين { .
    إن أزمة الإسلام تكمن في بعض المنتمين إليه يحورون أحكامه لتلائم نزعاتهم النفسية التسلطية وليرضوا رغباتهم! والصحيح هو أن يخضعوا أهواءهم ويكيفوها لتتلاءم مع منهج الله قال r : (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به )) ولكن الواقع الآن انهم يقسرون أحكام الدين قسرا لتوافق أهواءهم ـ والأمر الثاني هو أنهم ما فقهوا أساليب الدعوة التي تأمر باللين والتدرج والحكمة .. قال تعالى لرسوله : } فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك .. { فبعض الناس لم يتوفر لهم جمال رسول الله ولا الحب الذي يجده من أصحابه ومع ذلك ينفرون ويغلظون وقديماً قالت العرب : " إياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك " .
    عن أبي ثعلبة الخشني جر ثوم بن ناشز رضي الله عنه عن رسول الله r قال : (( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها )) رواه الدار قطني . أو كما قال ..

    يغفر الله لي ولكم ،،
































    الخطبة الثانية

    الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم .
    وبعد /
    قال تعالى : } ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما { .
    أحبابي في الله واخواني في الوطن العزيز :
    إن الاعتقاد والإيمان والتدين مفاهيم لا يستغني عنها الإنسان لأنها جزء من فطرته } فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون { . فالدين ضرورة نفسية واجتماعية وكونية للإنسان ، ولكن الناس يرفضون أن تستغل فئة الدين لتظلم به الآخرين أو لتحقق به مكاسب خاصة على حساب الآخرين فالناس يرفضون الظلم والاحتكار والإدعاء بأن هنالك من هم أحق بفهم الدين من غيرهم فإذا تحقق العدل وتوفرت المساواة وتعامل الناس فيما بينهم بدون تقديس لمواقف وقرارات وتركوا للجميع حق الفهم والاختيار وحرية الضمير وان الناس كلهم أصحاب الحق لا فئة بعينها فإن الاستقرار سيحل والسلام سيعود وإلا فلا .
    أحبابي في الله واخواني في الوطن العزيز :
    جاء في الأنباء أن المبعوث البريطاني بشر بقرب تحقيق السلام ودعا الأطراف المتنازعة للاستعداد لاتخاذ قرارات صعبة .. ويعني هذا أن على الجميع أن يبدوا مرونة وأن يكونوا مستعدين للتنازل ـ أما كان الأجدى أن يأتي هذا الموقف بقناعة ذاتية ورغبة وطنية في حل المشاكل دون ضغوط .. على كل حال من لم يهئ نفسه للتعامل مع المتغيرات الدولية سوف يتحمل نتائج وخيمة " والعاقل من اتعظ بغيره " .
    أحبابي في الله واخواني في الوطن العزيز :
    ذكر أن رئاسة الجمهورية قد تولت موضوع القرية التي دمرت منازلها وتضرر بضعة عشر ألف من المواطنين جراء ذلك وان رئاسة الجمهورية وعدت أن تنصف المظلومين وتعيد الحق لأصحابه وتعوض من تضرر منهم .. إذا صدقت هذه الرواية تكون الحكومة قد صححت خطأ قاتلاً وإن موقفها هذا يجد منا الإشادة والمساندة لأن الأسر التي وجدت نفسها بين عشية وضحاها في العراء تحتاج إلى إنصاف والعدل هو أساس الحكم والاستقرار لا يتم إلا بمسح دموع المستضعفين . وقال الخليفة العادل بن الخطاب " ولا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس ثم راجعت فيه نفسك وهديت لرشدك أن ترجع إلى الحق فإن الحق قديم والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل " ..وجاء في الأنباء أيضا أن قوة من الأمن داهمت منزل الأستاذ غازي سليمان واوقفت عددا من قادة الأحزاب السياسية كانوا مجتمعين هناك لمناقشة إعلان القاهرة ودعمه ومساندته ونقل السياسيون إلى مكاتب الأمن وبعد استجوابهم أطلق سراحهم الغريب في الأمر أن الحكومة تقول إنها لم تتدخل في موضوع إعلان القاهرة وان المواطنين تحركوا بصورة تلقائية للتعبير عن آرائهم ولكنها تمنع أصحاب الرأي الآخر من التعبير عن رأيهم وهم لم يخرجوا في مظاهرة ولم يسيئوا لمخالفيهم أي عدل هذا وأي حياد مالكم كيف تحكمون؟! اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه والباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .. اللهم عجل بشفاء عبدك الأمير الحاج / عبد الرحمن نقد الله .. والطف بعبدك عبد الله محمد خير وخفف عنه آلامه وامنن عليه بشفاء من عندك آمين .وكذلك نسألك اللهم أن تعجل بشفاء البروفيسور محمد إبراهيم أبو سليم .
    أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
    فقدت البلادبالامس علما من أعلامها هو البروفيسور عبد الله الطيب لقد كان عبد الله الطيب موسوعيا في معارفه وتربع بجدارة على عمادة الأدب العربي لقد غالب المرض فترة طويلة إلى أن انقضى عمره في هذه الحياة الفانية نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولآله الصبر وحسن العزاء كما تنعى هيئة شئون الا نصار فقيدي آل طلب ابن عم الطيب طلب وبنت خالته للجميع الرحمة والمغفرة
    عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون .
    قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ،،





















                  

06-16-2003, 06:52 PM

baballa
<ababalla
تاريخ التسجيل: 05-13-2002
مجموع المشاركات: 151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)


    May be here is an answer to the question of Adil Amin
    written by Manjoub Irwah in www.alsahafa.info
    اعمدة: قولوا حسنا


    في الستينات عندما كنت أشارك في إصدار جريدة الإتجاه الإسلامي (آخر لحظة) بجامعة الخرطوم كنت قد علقت على هجوم من جريدة (مساء الخير) التي تصدرها الجبهة الديمقراطية في الجامعة والذي ورد فيه (إذا حكم الإسلاميون السودان فسيرجعوا بنا إلى عهود الظلامية والتسلط مثلما وجدت في القرون الوسطى بأوروبا أو عهود التسلط بإسم الدين في بعض عهود خلفاء المسلمين في فترات الإنحطاط التي مرت على العالم الإسلامي)... علقت على ذلك بأن هذا لن يحدث فقط من حركة إسلامية حديثة ومستشيرة كالحركة الإسلامية السودانية التي تعتبر عضويتها وفائدتها وقيادتها من النخب المميزة في السودان ممن جمعوا بين التربية الإسلامية والقلم الحديث ليس من مدارس وجامعات السودان وحسب بل من أعرق الجامعات العربية والعالمية... وقلت: على العكس من ذلك سيكون حكم الحركة الإسلامية السودانية نموذجاً ومثالاً للعدل والكفاءة والحرية والشورى والديمقراطية والمساواة والأمانة... سيكون حكم الحركة الإسلامية في عدل عمر بن الخطاب وكفاءة أبوبكر الصديق وشفافية عمر بن عبد العزيز وهكذا.
    هذا كان وما زال مفهومي للحكم بشرع الله... الحرية والعدل والمساواة والإنصاف والكفاءة والأمانة والشورى والديمقراطية والتزام حقوق المواطن وحرية العقيدة والفكر والتعبير والتنظيم والتسامح والعدالة الإجتماعية ودولة حكم القانون ودولة المؤسسات والتداول السلمي للسلعة عبر إنتخابات نزيهة هذا غير كفاءة الإدارة والنظافة... هذه هي الشريعة الإسلامية النواة والصحيحة بل أن تكون قوانين للعقوبات أو التحكم السياسي.

    كنت اتمنى اليوم بعد أربعة عشر عاماً من حكم الحركة الاسلامية أن تكذب ادعاءات الآخرين كما جاء فى جريدة (مساء الخير) قبل ثلاثين عاماً ونيف ... بل كنت أتمنى أن تقدم الحركة الاسلامية السودانية نموذجاً لحكم الشريعة يجعل العلمانيين وأهل الاديان الأخرى خاصة الجنوبيين بل الغربيين نفسهم ليقولوا: أحكمونا بشرع الله هذا الذى طبقتموه فى السودان لأننا وجدنا فيه نموذجاً فى الحرية والعدل والمساواه والانصاف والكفاءة والأمانة والفرصة الكاملة للجميع للمشاركة فى بناء السودان دون عائق من طوارىء أو قانون أمن دولة أو تشدد وتعسف فى استخدام القانون ... ولكن !!!

    واه من لكن هذه...

    من جانب أخر كنت ولا ذلت أتمنى من المعارضين الذين تواثقوا فى القاهرة ولندن واسمرا ألا يزجوا بالشريعة السمحاء فى صراعاتهم مع السلطة أو يطالبوا بابعاد الدين ولكن يطالبوا الانقاذ بتطبيق الشريعة الاسلامية (الصحيحة) لانهم وجدوا فيها النموذج فى الحكم السودانى .

                  

06-17-2003, 09:13 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: baballa)

    الاخوان الاعزاء اسماعيل وراق وباب الله
    تحية طيبة
    مقولة خالدة لشهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه :ليس هناك انسان من الجدة والورع بحيث يؤتمن على حرية الاخرين"وجاءت الاية المكية لتنهى الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم عن التسلط على الناس"ذكر فائنما انت مذكر *لست عليهم بمسيطر
    **********
    والاسلام فى مستوى الاصول يتيح الراى والراى الاخر "وشاورهم فى الامر" ويتيح اكثر من راي"وامرهم شورى بينهم" وهذايتناقض تمام مع فكرة الامام الاوحد والقيادة الملهمة والتى تعتبر شىء متجذر فى عقلية السيد الصادق المهدى..بمجرد ان نقول امام هذا يعنى دولة دينية ولا توجد دولةدينية بعد انقطاع الوحى ولكن اذا قلنا رئيس فهذه دولةسياسية
    *********
    فى الدولة الدينية رئيسها يبقى حاكما الى ان يتوفاه الله لانه نبى وطاعته ملزمة وعصيانه يستوجب العقوبة بين الدارين..اما فى الدولة السياسية فطاعة الحاكم غير ملزمة والخروج عنه لايستوجب العقاب وقد يعاقب فى الدنيا وقد عرفنا ان عبادة بن الصامت لم يبايع ابو بكر الصديق ولا عمر بن الخطاب ولم يتهمه احد بالكفر او النفاق الى ان توفاه الله بالشام
    **********
    وان التشابه الشديد بين فكرة المهدية فى السودان وفكرة الشيعة فى ايران تتمحور فىولاية الفقيه وتستند على مرجعية تاريخية وليس دينية يقدس الطرفان التاريخ والفرق الاساسى بينهما ان مهدى السودان جاء ومات فى القرن الثامن عشر والشيعةمهديهم لم ياتىبعد
    **********
    لذلك لا تصلح المذاهب فى عرض الاسلام فى خضم صدام الحضارات او حوار الحضارات لانها ترتبط باشخاص واماكن وهذا يعنى لايمكن نقول لفرنسى عليك ان تكون انصارى او نقول له عليك ان تكون شيعى حتى يكتمل دينك
    ***********
    ان التنويرين اصحاب الفكر الاسلامىالجبار واللذين يستضىء بهم الغرب الان الذين عاشو مهمشين عبر التاريخ الاسلامى ظلو مهمشين لانهم لم ينتمو الى طوائف مثل ابن عربى والامام الغزالىو الفارابى وبالواضح ان الاسلام فى مستوى المذاهب والطوائف لايصلح لانسانية القرن العشرين ولابد من الرجوع الى الفكر الاسلامىالحر لهؤلاء النجوم .. حر وغير مرتبط باهواء الناس السياسية حتى يعود الاسلام غريبا كما بدأ
    **********
    اماقولك ان السيد الصادق المهدى لايعتمد مرجعية دينية شديدة الخصوصية وممعنة فى المحلية فهذا اشبه بمن يريد ان يجعل من الدائرة مربع ولازال الصادق يعانى بين فهم علمانية العاصمة القومية وبين اسلاميتها وبين تطبيق الشريعة الاسلامية بالمناطق ام بالاشخاص
    ************
    ان الدولة المدنية لا قدسية فيها لحاكم انتبه لهذا المعنىجيدا يرشح لمنصب الرآسة فيها عبر القنوات الدستورية المتاحة لجميع..كما نرى اليوم فى جل دول العالم..اذا فرضنا جدلا ان السيد الصادق المهدىرشح نفسه لراسة الجمهورية مثلا ...هل سيصوت له الانصار وفقا لمرجعية سياسية"رئيس حزب الامة " ام مرجعية دينية"امام الانصار" ..هلىسيصوت له المسيحيون فى السودان وهوامام طائفة من المسلمين ؟
    اذا استطعت الاجابة على هذه الاسئلة نكون وصلنا بيت القصيد...ونحن نرى على السيد الصادق المهدى ان يرتضى بالقيادة الروحية اذا كان يريد ان يكون امام او القيادة السياسية اذا كان يريد ان يكون رئيس وزراء منصبه المفضل
    *********
    الاخ خالد عويس لماذ فتحت هذا البوست ولم تعقب على مداخلاتنا...هل انت مقتنع بكلام القراى او المداخلات التى تبعته اام حجبوك ولى نسيت

    (عدل بواسطة adil amin on 06-17-2003, 09:16 AM)

                  

06-17-2003, 09:21 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: adil amin)

    عزيزي الدكتور القراي
    أرجو أن يكون حوارنا بناء ، وهادفا ، بغية أن نصل لنقاط اتفاق جيّدة ، ونقاط اختلاف محترمة ، تؤسسان معا لفهم أكثر رقيا لواقع الممارسة السياسية والتعاطي الفكري ، وأتمني أن يصلك مكتوبي هذا ، وأرجو _ أكثر _ أن يسمح وقتك بالانضمام للمنتدي واغناء مادته بمرئياتك .
    لديّ ملاحظات تشكّل بعضها أرضية لاتفاق بيني وبينك فيما لا نتشاطر الرأى ذاته فى حيثيات أخري تضمنها مقالك :
    الملاحظة الأولي ، هى جمع السيد الصادق المهدي بين منصبيه كامام للأنصار ورئيس لحزب الأمة لدي مهره المنشور ، وفى هذا بطبيعة الحال خلط فى خطاب اما أن يكون سياسيا فيوقعه كرئيس للحزب ، أو دعويا فيوقعه كامام للأنصار لأن فى مهره توقيعين لخطاب واحد ، اشكال ينجم عنه تداخل وارباك ، والواقع أن فرز الخطابين واجب ، ويمثل أولوية خاصة مع القراءات الخاطئة من قبل بعض لخطابات دعوية بحتة ( مثل أهل القبلة) بمنظور سياسي يظلل الحزب ، وفى هذه النقطة أنا أتفق معك .
    الملاحظة الثانية ، على استدلالك بالآية
    (
    (مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا
    وكأنما فى الاستدلال اشارة ما لضلال السيد الصادق المهدي ، وارجو أن أكون مخطئا فى تفسيري أو فهمي .
    الملاحظة الثالثة ، لا أري عيبا أبدا فى أن يطلب أى سوداني كرسي الرئاسة لنفسه طالما أنه مشتغل بالسياسة ، شرط أن تكون أداته لذلك رضاء الشعب وصناديق الاقتراع ، والملاحظ أنك قفزت الى استنتاج فرضيات تتعلق برغبة الصادق فى الرئاسة نتيجة تطرقه لمرئيات سبق لحزب الأمة فعلا طرحها ، فما الخطأ فى ذلك ؟
    الملاحظة الرابعة ، لم أقرأ فعلا الاساءات الموجهة اليك من قبل منتمين للحزب ، لكني عموما أشجب أى ممارسة كهذه من أى فرد صدرت سواء كان عضوا بحزب الأمة أو بأى حزب آخر ، وعلينا فعلا أن نؤسس لنهج مختلف يسمو بنا عن اللغة السياسية القديمة المستهلكة والصراعات التى تجوّز استخدام كل الاساليب لمحق الخصوم ، أكثر من ذلك علينا أن نحترم مخالفينا فى الرأى ، وهذا الاحترام يكمن فى عدم التعرض لهم بالسباب والشتم .
    الملاحظة الخامسة ، اشارة الى مسألة الامامة ، لا أعرف ما الغضاضة فى أن يطوّر اجتهاد ما لكي تكون الامامة محل تراض ، وتشاور ، وانتخاب ، هل يمثل ذلك نقلة للامام أم عودة للخلف ، وهل لنا أن نعارض أى تطور فى أية مؤسسة دينية لمجرد أن هذا (يحدث للمرة الأولي) وعموما ، فقد قامت قواعد الأنصار فى انحاء السودان كافة بتصعيد ممثليها الى المؤتمر العام الذى انتخب فيه امامهم ، فهل يسمي هذا اجراء انتخابيا أم لا ؟!
    الملاحظة السادسة ، لعلك تتفق معي أخي الدكتور أن المسافة شاسعة فعلا بين الآراء الدينية المعتدلة التى يطرحها الصادق والآراء الأخري المتشددة المطروحة منذ أربعة عشر عاما ، ومن حق كيان الأنصار أن يبشّر برؤاه المعتدله ووسطيته .
    الملاحظة السابعة ، أتفق معك فى أن الزعماء الثلاثة ، أدي كل واحد منهم دورا وطنيا مقدرا ، وأسهم كل واحد منهم اسهاما وطنيا ايجابيا خلال الفترة الماضية ، والحقيقة أنني اتفق معك كذلك الى حد كبير فى أن خطوة السيد الصادق المهدي السابقة بالعودة ومحاورة النظام لم تكن موفقة ، لكن فى المقابل ، فان التجمع كذلك لم تكن تقديراته صائبة فى أمور عدة ، لعل أهمها قراءاته المبتسرة للواقعين الاقليمي والدولي فضلا عن سلحفائية صبغت أداءه لفترة طويلة ، أما رغبة المهدي فى رياسة التجمع ، فهذا ما يدخل فى باب المماحكة السياسية ليس الا ، لأنه ما من دليل أبدا على هذا الأمر . وأعتقد أنك لم توفق أيضا فى الكتابة عن ( الكرسي الذى سال له لعاب الرجل ) ، لن أقدر على اثبات أن منصب رئاسة الوزارة عرض له من قبل الانقاذ مرارا ، لكنك فى المقابل ستعجز عن الجزم بأنه هرع للداخل فقط من أجل منصب وعد به ، والحقيقة أنه بالمقدور أستشفاف تطلع الانقاذ لذلك ، وبالمستطاع تحليل الأسباب التى دعت الانقاذ لذلك ، ما هو صعب فعلا اثبات العكس !!
    الملاحظة الثامنة ، الأصيل والمتجذر ليسا هما الصادق ومبارك ، انما غالبية الحزب (كأصل) وجماعة انشقت عنه (كفرع) وغير خاف أن معظم قيادات هذا الجناح هى التى كانت موكولة بالتفاوض مع الانقاذ ، أما بخصوص العاصمة القومية واشارات المهدي لمبادرة التعاهد الوطني فان أسئلتك تبدو مشروعة ومهمة لكن الأولي بدلا من طرح فرضيات أن نتجه بأسئلتنا للزعيمين الآخرين السيد الميرغني والدكتور قرنق لمزيد من الشروح حول هذه النقطة خاصة أنه ما من نفي صدر عنهما حيال ما طرحه المهدي فى منشوره .
    الملاحظة التاسعة ، عن ضعف المفهوم الديني لدي الصادق المهدي ، فان هذا الموضوع لا يفتي فيه ومالك فى المدينة ، وأعني أن السيد الصادق أقدر على تبيان المراد من آرائه بدقة ، وهو الأقدر على توضيح مقاصده .

    عموما ، هذه ملاحظات فى المبتدأ الهدف منها أن تكون مفتتحا للحوار وتأسيسا له على أمل أن يتواصل حوارنا بتوسع .

    عزيزي الصديق عادل أمين
    لم أحجب أو احتجب لكني أعاني من فيروس فى جهاز الكمبيوتر خاصتي منعني من الانتظام فى الرد فلك العتبي حتي ترضي
    بخصوص تساؤلك
    لا اعتقد أن الصادق المهدي ، او حزب الامة طرح رؤية حول دولة مدنية ابدا
    اما المهدية فلا قياس بها الآن على الاطلاق ، حتى لو كانت دولة مقاربة لولاية الفقيه
    فالأمر الآن مختلف جدا
    واعتقد ان طرح الحزب حيال الدولة المدنية كبرنامج فكري موثق وواضح ومعروف
    لك الشكر على الاهتمام واتمني ان يتواصل الحوار بهذه الروح الطيبة
                  

06-19-2003, 01:39 AM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    Up
                  

06-19-2003, 10:16 AM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخ خالد عويس الحترم
    شكرا على فتح حوار جاد حول قضايا اساسية وجوهرية في حياتنا الاجتماعية.

    في تقدير الخاص ما كتبه عمر القراي مبني على افتراضات ومقدمات اراد ان يصل بها الى نتيجة تخصه هو في رؤيته الذاتية للصادق المهدي ولحزب الامة.... حزب الامة له برنامج مرحلي مقروء ومكتوب في كتاب العودة والوثائق التي تلتها ويعمل بمقتضى هذا البرنامج... ولم يعود حزب الامة الى السودان في اطار صفقة مع الجبهة و لا هناك وعد لتسليم الصادق المهدي الرئاسة وغيرها من اشكال الهووس السياسي الذي يؤسس عليه امثال دكتور عمر القراي مقلات وتحليلات هي من نسج خيالهم المريض وبنات افكارهم.....فانتاج المغالطات لا يصنع و لايضيف جديدا
    على القراي ان يتذكر عندما عاد حزب الامة الى الداخل عقد اجتماعا موسعا لكل الهيئات القيادية في الداخل لتبت في مشروع المشاركة في الحكم على نحو ماقدمه مبارك الفاضل لذلك الاجتماع...فرفض المكتب السياسي والهيئة المركزية وكافة فعاليات الحزب هذا المطلب ، وانحاز رئيس الحزب لقرار المؤسسات هذه حقيقة تاريخية فعلية حدثت في عام 1999م و لا مجال لسفاه الرأي هنا والتأويل الفاسد للمواقف.

    الصادق المهدي لم يكتب خطابا لقرنق قبل عودته كعربون لصداقته او مشاركته مع الجبهة ، جميعكم اطلعتم على تلك الخطابات وهي ليست سرية بل منشورة في جريدة الشرق الاوسط والحياة وهي عبارة عن ردود على رسائل كتبها دكتور منصور خالد نيابة عن جون قرنق نشرت في تلك الصحف ... الصادق المهدي لم يطلب يوما ان يكون رئيسا للتجمع وان اراد ذلك لفعله وهو في داخل السودان يوم ان اسهم وهو داخل سجن كوبر في تكوين هذا التجمع بالداخل وهو الاصل وقبل ان يخرج السيد محمد عثمان الميرغني... وقالها صراحة عندما خرج من السودان انه لم يأتي بغرض رئاسة التجمع وانه لديه من الصفات ما يمكنه من مخاطبة العالم بصورة اكثر فاعلية من رئاسة التجمع فهو اخر رئيس وزراء منتخب وهو رئيس حزب الامة ، ويكفي انه الصادق المهدي فحسب زعيم كيان الانصار وحزب الامة.... اي انه لا تنقصه الصفة الاعتبارية حتى يسعى لرئاسة التجمع وماذا تعني بالنسبة له بالحسابات العملية لا شئ....ان التجمع هو صنيعة حزب الامة فكرا وهيكا...انسحاب حزب الامة من التجمع له اسباب منطقية هي ان الحزب قدم مبادرات كثيرة لاصلاح التجمع وقدم مبادرات كثيرة للتجمع يطالبه بقراءة المستجدات على الساحة الاقليمية بصورة سباقة للاحداث ، حيث ان الختاق ضاق على التجمع بعد ان تصالحت مصر مع النظام ، واريتريا مدت جسور التفاوض معه ، وان الدول العربية كسرت طوق العزلة وان الدول الغربية جنحت لتقديم الية فعلية للسلام وهو ماضي قدما...وان النظام استجاب تحت الضغوط الدولية لاتاحة مساحة ولو طئيلة للتحرك من الداخل سياسيا واعلاميا اراد حزب الامة للتجمع الوطني والقوى الحية ان تستثمر هذا الجو وتعود لتعمل من ا لداخل.... ولكن فئات قليلة من قبائل اليسار و من الاوصياء على منظمات المجتمع المدني تمترسوا خلف الحركة الشعبية الاتحادي الديمقرطي ليوجهوا سهامهم ضد كل مبادرة يقدمها حزب الامة ويحرفون الكلام عن مواضع يتركون المبادرة المقدمة ليتحدثوا عن رغبة غير موجودة للصادق المهدي في رئاسة التجمع اي صراع طواحين هواء ومحاول لتضليل الرأي العام.... عقلية كهذه لا تقبل التغيير الا اذا جاء منهم ويعيقونه ان كان ا لمبادر فيه حزب الامة فمن الافضل لحزب يشكل الرقم الاول جماهيريا وفكريا في السودان ان يعمل بعيدا عنهم ان اعلن التزامه وتحركه وفقا لمقررات اسمرا ، والى هذه اللحظة لا يستطيع احد ان ينكر بان حزب الامة حاد في برنامج الاجندة الوطنية من العمل بمقتضى مقررات اسمرا.....
    لماذا يعيب القراي ومنهم على شاكلته على حزب الامة التفاوض ويقره ويباركه ويدعمه اذا جاء من الميرغني او الحركة الشعبية احلال على بلابل الدوح وحرام على الطير من كل جنس ام ماذا
    الحديث عن اعلان القاهره هو ايضا اسقاط نفسي اكثر منه قراءة موضوعية للسياق ودوافع مثل هذا الاعلان....الحكومة امس واليوم وغدا تسعى لان يكون الصادق المهدي شريكا فعليا في السلطة وان اراد الصادق المهدي ذلك كان اليوم قبل غد ويجب ان يكون عمر القراي على علم بذلك و لا اقول هذا من باب الغلو ولكن اقوله قول العارف ببوطن كثير من الامور في السياسة السودانية اليوم وفي دهاليزها لا من قصاصات الصحف والبيانات التي تصدر هنا وهناك...

    عجبا عجبا عجبا
    ***************
    يقول البعض انه لا امامة دينية في عصر العولمة... هؤلاء نفسهم قالوا ذات الكلام في عصر الثورة اللينينية الستلينية انه لا امامة دينية في عصر الشيوعية والثورة الاشتراكية انهم يعيدون انتاج الظلاميات....

    المتابع لحرب امريكا ضد العراق الاخيرة والقارئ لخطابات جورج بوش كلها كانت خطابات دينية ..اذا كانت الدولة قائدة ومهندسة العولمة يصدر رئيسها عن خطاب ديني محافظ بحت فكيف تطالبنا نحن ان نتخلى عن ادياننا ومعتقداتنا وتكويناتنا الاجتماعية باسم العولمة ...هل نكون ملكين اكثر من الملك...................

    لم نسمع من رعاة ودعاة العولمة طالبوا البابا بولس في روما لا لغاء الكنيسة الكاثوليكية او الارثوذكية او البروستانتية في العالم .... ولم نسمع ان هناك اوامر من مفكرو العولمة او متنفذوها صدرت للحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم في المانيا بان يحل نفسه ويغيير اسمه

    ولكن ازمة بلادنا دوما في مسلوبي الارادة ، مطموسي الثقافة والهوية ...الصنف الذي دائما لديه قابلية واستعداد لان يغزى ثقافيا وسياسيا واجتماعيا صنف "كفسية" الديك تحركها الرياح اينما هبت...

    ستبقى امامة الانصار الى ان يرث الله الارض ومن عليها وستبقى الطريقة الختمية ورعايتها كذلك ....ويبقى ايضا المتعارضون كالمنبت لا ارضا قطعوا و لا ظهرا ابقوا...

    فيا اخي خالد ... عندما يتخلي جورج بوش عن الذهاب الى الكنيسة او تقبيل رأس الباب او ترصيع خطاباته بمفردات عقدية محافظة... وعندما تجتمع الدول الصانعة للعولمة لتحريم النشاط الديني على انفسهم وعلى البابوية في روما وقتها سنكون نحن في هذه الكيانات التي يراها المتحذلقون طائفية سنقوم نحن بمطالبة زعمائنا بحلها تمشيا مع العولمة ....عولمة "قال- آل"... انه لعجب عجاب

    اخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح

    ************************************************************************
    مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
                  

06-19-2003, 11:06 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: AbuSarah)

    سبحان الله........يا ابو سارة
    قال صلى الله عليه وسلم: ستتبعون سنة من بعدى شبرا بشبر وذراع بذراع حتى اذا دخلوا بكم الى جحر ضب خرب ا تبعتموهم،قيل اهم اليهود والنصارى ؟قال :فمن

    *********
    اخيرا جاءتنا عبقرية جديدة فى البورد تقتدى بالسيد بوش والبابا واصبح لدينا بابا فى السودان خريج اكسفورد واصبح الاسلام
    دين كهنوتى يدير احوال المسلمين الفرد الاحد الملهم ويتحول الشعب الىقطيع

    سبحان الله...ماهى مرجعيتك من القران والسنة عل الامامةووراثتها.. وهذه مرجعيتنا على عدم صحتها ..قال الله تعالى ( واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال انى جاعلك للناس اماما قال ومن زريتى قال لا ينال عهدى الظالمين(124)سورة البقرة
    ******
    اما التشيبه البذىء لكلام الاخ القراى حجة عليك وليس لك لانه مستوى وعيك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس المسلم بالطعان ولا اللعان ولا البذىء ولا الفاحش)وانت فعلا

    تعبر عن الفئة التى تنتمى لها
    اما عن شرعية الامام وانه منتخب فنرجوا ان تخبرنا قليلا عن ديموقراطية "التام" وترحيل اثنيات وافدة من خارج المنطقة وبثها فى منطقة اخرى "الجزيرة" لتخل بالواقع الديموغرافى فى المنطقة وهذه اعمال موثقة ومعروفة...واسالو اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
    ********
    لاسف الاخ عمر القراى غير موجد معنا فى البورد ليرد على افترآتك ولكن هناك الكثيرون من يبحثون عن الحقيقة الغائبة فى السودان ا

    (عدل بواسطة adil amin on 06-20-2003, 03:32 PM)
    (عدل بواسطة adil amin on 06-21-2003, 09:40 AM)
    (عدل بواسطة adil amin on 06-21-2003, 09:46 AM)

                  

06-19-2003, 01:48 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)


    الأخ خالد عويس زالأخوان والاخوات المتابعين لهذا البوست
    لقد وصلني الرد التالي من الأخ عمر القراى
    عمر
    ----


    الأخ خالد عويس

    تحيتي ومعزتي

    أشكر لك إهتمامك بالتعليق ، والاتجاه الموضوعي الذي بدا واضحاً في خطابك ، وارجو ان يتواصل الحوار بيننا في مختلف القضايا ..

    تقول في ملاحظتك الأولى ، انك تتفق معي في خطأ السيد الصادق في توقيع خطابه ، برئيس حزب الأمة ، وإمام الانصار في وقت واحد ، وذلك لما يؤدي اليه الخطاب بهذه الصورة من إرباك .. ولكنك تعتبر الخطأ أمراً اجرائياً بسيطاً ، فلو كان الخطاب خطابين منفصلين لأصبح ذلك مقبولاً عندك !! والأمر عندي بخلاف ذلك . أنا أرى ان الخطأ في المعرفة ، وانه ينطوي على استغلال للدين ، وتضليل متعمد لجماهير حزب الأمة وللانصار !! فإذا كان السيد الصادق إماماً للانصار فينبغي ان يتحمل مسئولية فكرهم وتراثهم ، وهو لا يقوم على انتخاب الإمام وانما يقوم على اتباعه وطاعته ، وهذا ينسجم مع البيعة ولا مجال فيه للديمقراطية ، ولقد تقصد السيد الصادق بهذه الشعارات جموع الانصار ، التي يريد ان يحتفظ بها من أجل التبعية المضمونه واثرها في الانتخابات .. أما رئاسة الحزب فهي التي تقتضي الانتخابات ، وهو لا يحرص عليها لإيمانه بالديمقراطية ، وانما لأن هذه الصيغة هي التي اصبحت مقبولة دولياً ، ثم بها يحفظ المثقفين داخل الحزب !!

    تقول في ملاحظتك الثانية ( الملاحظة الثانية على استدلالك بالآية " مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً " وكأنما في الاستدلال اشارة ما لضلال السيد الصادق المهدي وأرجو ان أكون مخطئاً في تفسيري أو فهمي ) .. والحق ان الآية تنطبق تماماً على السيد الصادق فهو متذبذب بين جماعة الجبهة الذين يتفق معهم في الاصرار على "قطعيات الشريعة" وبين فصائل التجمع الذين يدعّي انه يتفق معهم في " حق المواطنة" ، ومحاولة الجمع بين الشريعة وحقوق الانسان هي نفسها الضلال المبين !! والضلال هنا لا يعني الكفر وانما يعني التخبط وعدم الاهتداء الى سواء السراط ، وسببه الجهل والغرض ..

    في ملاحظتك الثالثة تقول ( لا أرى عيباً في ابداً في ان يطلب اي سوداني كرسي الرئاسة لنفسه طالما انه مشتغل بالسياسة ، شرط ان تكون اداته لذلك رضاء الشعب وصناديق الاقتراع ) .. ولكنني اشرت الى طلب السلطة بصورة فيها مبالغة ، وفيها تضحية بالقيم العليا ومنها الصدق !! فمن المبالغة ان يعدل الدستور ليتمكن السيد الصادق من الرئاسة قبل ان يبلغ السن القانونية ومن عدم الصدق ان يتنازل له مرشح من دائرته هو السيد بشرى حامد ليأخذها السيد الصادق بغير حق !! ثم ان السيد الصادق قد وصل السلطة عدة مرات وفشلت حكومته بشهادته هو نفسه بدليل انه في فترة حكمه الأخيرة حل الحكومة وكونها عدة مرات ، وفي كل مرة كان يغيير الوزراء ويبقي نفسه !! ولو لم يكن هدفه الكرسي بكل سبيل لاستقال ولم يترشح مرة أخرى حتى يهتدي الى سبب فشله .. ثم ان التربية الدينية تقوم على عدم اعطاء الرئاسة من يطلبها ويصر عليها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " اننا لا نعطي هذا الامر- يقصد الإمارة - من يطلبه" !!

    تقول في ملاحظتك الرابعة ( لم أقرا فعلاً الإساءات الموجهة اليك من قبل منتمين للحزب ، لكني عموماً أشجب أي ممارسة كهذه من أي فرد صدرت سواء ان كان عضواً بحزب الأمة أو بأي حزب ) .. وانا اشكرك على هذا الشعور الطيب .. والاساءات التي لحقت بي من أعضاء حزب الأمة كثيرة ، ولا زال بعضها في بوردات سودانيزاونلاين باسماء مستعارة حتى لا يتحمل كاتبيها مسئوليتها !! ولكني هنا اشرت الى تهديد محدد نشر في سودانايل ، وكان يفترض ان يشجب باسم الحزب وتتم محاسبة عليه داخل أروقته ، الأمر الذي لم يحدث ولم أفاجأ بذلك!!

    تقول في ملاحظتك الخامسة ( اشارة الى مسألة الإمامة لا أعرف ما الغضاضة في ان يطور اجتهاد ما لكي تكون الامامة محل تراض وتشاور وانتخاب هل يمثل ذلك نقلة للأمام أم للخلف ...) ان تطوير الامامة هو في التحول منها الى الديمقراطية لا ادعاء الجمع بينهما .. وذلك لأن الإمامة سلطة روحية دينية فإذا جمعت اليها السلطة الزمنية أصبحت حكماً ثيوقراطياً وهو معاكس تماماً للديمقراطية !! فحين تقوم الامامة على مرجعية غيبية تقوم الديمقراطية على مرجعية محددة هي ارادة الغالبية ، وحين تستدعي الامامة القداسة تستدعي الديمقراطية النقد .. ولقد خلف الواقع الامامة لانه عصر الديمقراطية .. وانت نفسك قلت ما المانع ان تكون الامامة ( محل تراض وتشاور) قبل ان تورد كلمة (وانتخاب) !! ولو كان الانتخاب منسجماً مع الامامة لما احتجت لأن تورد عبارات التراضي والتشاور !!

    تقول في ملاحظتك السادسة ( لعلك تتفق معي أخي الدكتور ان المسافة شاسعة فعلاً بين الآراء الدينية المعتلة التي يطرحها الصادق والآراء الأخرى المتشددة المطروحة منذ اربعة عشر عاماً ومن حق كيان الانصار ان يبشر برؤاه المعتله ووسطيته) ولعلك تقصد اربعة عشر قرناً بدلاً عن عاماً .. وانا اتفق معك فقط في الجزء الأخير وهو حق كيان الانصار في ان يبشر بما يراه !! ولكني لا اتفق معك في ان السيد الصادق يطرح شيئاً مختلفاً عن فهم السلف .. كل ما هناك هو انه يطرح مرة اشياء اقرب الى الحداثة من منبر معين ثم يطرح آراء أخرى أقرب الى فهم السلف من منبر آخر ، وهذا هو التذبذب الذي ذكرنا اسبابه !!

    تقول في ملاحظتك السابعة ( اتفق معك الى حد كبير في ان خطوة السيد الصادق المهدي السابقة بالعودة ومحاورة النظام لم تكن موفقة ) ولكنك تقول ( لكنك في المقابل ستعجز عن الجزم بانه هرع للداخل فقط من أجل منصب وعد به ) فاذا كان السيد الصادق لا يتفق في افكاره مع نظام الجبهة ، واذا كان لم يرجع ليقاوم من الداخل ، وسبق ان تبرأ من اتباعه الذين قاوموا من الداخل ، وانت كعضو في الحزب ترى انه لم يكن موفقاً في هذه الخطوة ولا شك ان مثلك كثيرون ، فهل يستعصي على المحلل العارف بتاريخ السيد الصادق وحربه من قبل لنظام نميري بحجة عدم ديمقراطيته ، ثم مصالحته لذلك النظام ودخوله في حزبه الواحد ، ان يجزم بانه رجع هذه المرة أيضاً من أجل كرسي الحكم؟!

    تقول في ملاحظتك الثامنة ( الأصيل والمتجذر ليسا هما الصادق ومبارك انما غالبية الحزب " كأصل" وجماعة انشقت عنه " كفرع" ) .. وعبارة المنشور مقابلة بين الاصيل المتجذر من جهة والوكيل المندوب من الجهة الاخرى !! فلو كان السيد الصادق يقصد ما قصدت لماذا لم يضعه بوضوح ؟! ومهما يكن من أمر فان احسن من يمثل المنشقين مبارك واحسن من يمثل الباقين الصادق ، ولهذا فان الاسئلة التي اثرناها لا تزال قائمة !!

    تقول عن الملاحظة التاسعة ( عن ضعف المفهوم الديني لدى الصادق المهدي ، فان هذا الموضوع لا يفتى فيه ومالك في المدينة ، واعني ان السيد الصادق أقدر على تبيان المراد من آرائه بدقة وهو الأقدر على توضيح مقاصده ) !! هذا صحيح لوان السيد الصادق المهدي يرد على امثالنا من المواطنين .. ولكن التجربة دلت على عكس ذلك ، فهذه ليست أول مرة أنقد فيها الفهم الديني للسيد الصادق ولم يحدث ان رد على النقد أو علق عليه !! ان السيد الصادق يرد على الحكومة ، ويرد احياناً على الزعماء امثاله وليس لديه وقت لسواد الشعب ، ولهذا يتعالى على النقد خاصة اذا ظن انه لن يؤثر على صندوق الانتخابات!!

    هذا وعلى الله قصد السبيل.

    عمر القراي

                  

06-19-2003, 02:14 PM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    سبحان الله يا اخ عادل امين
    اظنك تكتب و لا تقرأ ما تكتب او انك لا تعي ما تكتب ما ذكرته
    الم تكتب الفقرات التالية:
    "
    الاخ العزيز خالد العويس
    تحية طيبة
    احى فيك الرح الديموقراطية والتى يفتقدها الكثير من المثقفين الذين ينتمون الى التيارت السياسية المحددة
    ****************
    فقط اريد ان اطرح تساؤل مباشر والعالم باكمله يمر بمنعطف فكرى وتاريخى هام
    هل هناك شىء اسمه الدولة الدينية فى النظام العالمى الجديد؟
    لا يوجد شىء اسمه دولة دينية مهما كان طرحها من توجه حضارى او صحوة....بل على اسر ائيل نفسها وايران ان تراجع حساباتها منذ الان..لان المستقبل للدولة المدنية
    وان الدولة الدينية الحقيقية مرتبطة بالانبياء وانتهت بوفات الرسول صلى الله عليه وسلم وانما بعد الرسول كانت الدولة السياسية
    هلى قرأالسيد الصادق النظام العالمى الجديدثم نصب نفسه اماما للانصار فى السودان العديدالاديان والثقافات....بل هلى قرا بين السطور مداخلة الدكتور قرنق فى مؤتمر الحزب عن مستقبل السودان الجديدبعد مشاكوس

    يا اخي عندما تكون صورة الاسلام واضحة في ذهنك ستدرك بان الاسلام مدني ومع المجتمعات المدنية والدولة المدنية ، حديثك اعلاه هو خلط ما بين الكهنوتية التي عاشتها اوروبا والتجربة المسيحية الكنسية الاوروبية وما بين الفكر الاسلامي الاجتماعي في كل شئون الحياة.......

    مقصد قولي هو ليس اتباع اليهود والنصارى فانك قرأت ما كتبت وبترته على طريقة " لا تقربوا" الصلاة.... فما كتبته تنبيه لهؤلاء الذين يطالبون الصادق المهدي بالتخلي عن امامة الانصار او الغاء مؤسسة الامامة بحجة ان النظام العالمي الجديد والذي اشرت انت اليه لا يقبل ذلك والنظام العالمي الجديد اصطلاحا هو العولمة.... فعجبت لذلك ومن باب استحالت تحقيق مطلب يساريو التفكير هؤلاء انه اذا قام بوش بالغاء البابوية وتوقف عن زيارة الكنيسة وترصيع خطاباته السياسية بمفردات دينيه ساعتها طالبون نقوم نحن بالمطالبة بالغاء مؤسسة الامامة عندنا في السودان.... هل هذا ممكن ان تلغى البابوية ... وهل يمكن ان يتوقف بوش عن الذهاب الى الكنيسه ليطلب منها مباركة سياساته الخارجية ضد العرب والمسلمين... هذا لن يحدث وبالتالي لن يحدث مقابله في السودان ...هذا ما رميت اليه يا اخ عادل عود واقرأ ما كتبت انت بنفسك في بوست سابق
    انت تريد ان تكون ملكيا غير الملك ... هل مشاكوس او النظام العالمي الجديد ضد الاديان او ضد امامة الانصار تحديدا...امامة الانصار امامة اسلامية وليست دينية لاهوتية على نحو المتخيل الذي تنطلقون منه .... وان امام المسلمين يمكن ان يكون قائدا محاربا وسياسيا مدبرا لامور الاجتماع البشري والسياسة ولم يحدثنا التاريخ الاسلامي بان الخلفاء الراشدين او الحكام الاموين او العباسين والذين اطلق عليهم لقب الخلفاء او الامراء او الائمة في حالة الامام علي لم يكونوا ساسة مدنيين يسوسون امور العباد.

    فالاسلام مدني الفكر ، وليس به من التناقض كالذي احدثته تجربة الكنسة في اوروبا التي حكمت بالحق الالهي ...امامة الانصار ليست كنهوتية
    المطالبة بان يكتفي الصادق المهدي بالامامة ليس مصدرها ان الامامة دينية و ان السياسة مدنية وان هناك تناقض ، ولكن مصدر المطالبة هو تقسيم ادوار ليس الا فمن اراد ان يتفرغ لشئون الدين الخالصة كالدعوة وانشاء الخلاوي وتعليم القرآن وغيرها يجب ان يكون هناك فصل مؤسسي وظيفي وليس فصل مفاهيمي ينم عن تناقض ما بين المدنية والدينية في الاسلام.

    وهذا مالزم قوله .... و تجنب نقل اقوال الرجال مبتورة عن السياق الذي ذكرت فيه بهوى نفس .... امام خريج اكسفورد .... وغيرها من ممجوج الحديث والتأويل الفاسد.

    اخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح
                  

06-20-2003, 03:01 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: AbuSarah)

    الاخ العزيز ابو السارة
    تحية طيبة
    طبعا كلامك صاح نحن ما بنفهم كلام السيد الصادق وطرح ناس حزب الامة لانه اصلا غير مفهوم
    طالما انت تضرب مثلا بجورج بوش نحن نعرف ان جورج بوش جاء الى الحكم عن طريق مؤسسات دستورية قاعدية ولم يرث الحكم صبيا من والده بوش الكبير والكنيسة تعني له فقط الدعم الروحى وليس للبابا اى دخل فى السياسة الامريكية ذات المؤسسية الرفعية المستوى ولم يرحل اهل من تكساس الى فلوريدا ليخل بديموغرافيا الانتخابات فى فلوريدا ولم يعلن نفسه اما م لولاية تكساس خلفا لابيه بوش الكبير ..ويا ريت لوانتو فى حزب الامة اقتبستو المؤسسية التى تتمتع بها الادارة الامريكية والروح الديموقراطية والتغيير كل اربعة سنوات لان من نعمره ننكسه فى الخلق
    وعندما تناقش احد تناقش معه بفكر حر ولا تنسبه لمرجعية معينة لان راينا فى الشيوعيين موجود فى هذا البورد نحن بنحاول ننقاشك فى فكرة الامامة نفسها ونستشهد بالقران والسنة وانت تلتف حول المواضيع بترك الحقائق وتعرض بكاتبها
    ما رايك فى ديموقراطية "التامة" ليه ما عقبت عليها اذا ما عرفتها اسال اهلنا فى ولاية الجزيرة
    وبعدين مسالة اكسفورد دى افضل من وصفك لكلام القراى مليون مرة
                  

06-20-2003, 00:14 AM

سونيل


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    انا لله وانا الية راجعون

    لقد فقدت البلاد منارة من منارات العلم والمعرفة وانطفات شمعة لطالما
    اضاءة لنا دروب العلم ولكنها سنة الحياة وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام

    اخي الحبيب خالد
    سلام
    لقد اثار الاخ د عمر القراي في مقاله نقاط لا بد من تناولها
    بشئ من الاسهاب
    وعذرا اذا اطلت

    الامام ( المنتخب ) والكرسي ( المرتقب ) وهل في ذلك شك ؟؟؟ لقد اجتمع بمنطقة السقاي اكثر من اربعة آلاف انصاري ممثلين لاكثر من ستة ملايين من مختلف انحاء السودان تشاوروا طيلة ثلاثة ايام بلياليهما في امور دينهم ودنياهم واختاروا طوعا واختيارا السيد الصادق المهدي اماما لهم , لم تكن سيارات امن وشرطة وعسكر السيد الامام تقف بالخارج ترهب وترغب المجتمعين لاختيار الامام كما لم تكن هنالك صناديق تزوير معدة سلفا لاختيار الامام وتزوير النتائج , بل كان الشخص الوحيد الذي اجبر على نتيجة الانتخابات هو السيد الامام نفسه , وعموما لم يحدث في السودان ان انتخب اماما او شيخا او رئيسا انتخابا مباشرا من شعبة واحبابه مثل ما حدث للسيد الامام كما انه آخر رئيس وزراء اختاره الشعب السوداني طوعا واختيارا , واعترفت به كل دول العالم كرئيس منتخب جاء عن طريق صناديق الانتخابات , كما انه لم ياتي يوما على فوهات البنادق بل ان حزبه هوالحزب الوحيد في السودان الذي لم يحاول ان يجري انقلابا عسكريا مع العلم بانه يمتلك من القوة الجماهيرية والدوليه ما يسهل له القيام بمثل هذه الانقلابات ولكن المبادي تفوق الشهوات والهفوات , على انه الشخص الوحيد في العالم الذي يأخذ عليه أعداءه قبل أصدقاءه انه ديموقراطي اكثر من اللازم فبينما الآخرون متخمون بالديكتاتورية نجده متخم بالديموقراطية لدرجة انها صارت مذمته الوحيدة .
    الكرسي المرتقب ... ان السيد الامام ليس برئيس لجمعية خيرية ولا رابطة اهلية او نادي رياضي , بل هو رئيس لحزب سياسي يعتبر الاوحد في السودان من حيث البرنامج المجاز من قبل مؤتمر عام للحزب . وهو الاوحد الذي انتخب رئيسه انتخابا حرا مباشرا دون ادنى املاءات امنية ام تقدميه وهو الحزب الوحيد في العهالم العربي الذي يتكون من مؤسسات مدنيه منتخبة انتخاب حر من اعضائها وهو الحزب الوحيد الذي يمتلك افكارا وحلول لمشاكل السودان ويسعى لتطويرها باستمرارية جلبت له حسد الاعداء والمرجفين فسعوا باقلامهم للتقليل من شانها ولكن خاب فالهم وهمهم , اضف لكل هذا ان عضويه حزب الامه تمثل غالبية اهل السودان شمالا وجنوبا وغربا وشرقا فهو الحزب الوحيد الذي تنضوي تحت عضويته جميع شرائح الشعب السوداني , وتمتزج فيه كل الثقافات والديانات السودانيه وهو بهذا خير معبر عن السودانويه بمفهومها الواسع الذي نعتبره المخرج الاوحد لحل اشكالات الهوية السودانيه .
    ان من حق حزب كهذا ان يترقب بل ان يكون واثقا من الفوز بالانتخابات القادمة انشاء الله فهو لم يقم بكل هذه الجهود من اجل الفوز بمحلية او رئاسة نادي رياضي بل لكي يخوض انتخابات كرسي رئاسة جمهورية السودان . وليس غريبا ان يفوز بانتخاباتها ولكن الغريب هو ان تظل احزاب ومجموعات حبيسة لأوهام التقدمية المفترى عليها او الاسلاموية المدعاة او البكاء على افكار تم وأدها وعفى عنا الدهر وشرب , بل اننا نجد ان هنالك كثير من الاحزاب والتجمعات يمينا ويسارا تستمد وجودها من محاولات نقد حزب الامة وكيان الانصار اللذين يُحمد لهما الإتيان بكل جديد متجدد , وكل اعلان متجزر اليس من الاجدى ان تنهض هذة الاحزاب والتجمعات – فرادا ومثنى وثلاث ورباع – تنهض من نومها وتنبش قبورها وتفوق من كبريائها الزائف وتلملم صفوفها وترتب دواخلها , لان الزمان قد مضى والبقاء لمن اعطى واجتهد ان البكاء على الاطلال لن يوقف مسيرة الامام المنتخب صاحب الكرسي المرتقب بأمر الشعب .
    وحينها ليس امامكم سوى خياران لا ثالث لهما اما الوقوف الى جانب الشعب السوداني والارتضاء باختياره وممارسة حقوقكم الديموقراطية والاستعداد لجولات قادمة , او الانزواء والالتجاء الى فتات موائد اللئام بالخارج اعطوكم او منعوكم .


    (( مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيل))اً

    صدق الله العظيم
    لا ادري أي فئة تنتمي اليها , ولكن ان تدعوا الى فصل الدين عن الدولة ثم تفتتح مقالك بآية من كتاب الله فذلك امر غريب , نعم انا افهم ان كثير من مثقفينا ينادون بفصل الدين عن الدولة ليس من باب اقتناع ولكن باب ان يوصف بانه اكثر انفتاحا وتقدما ؟؟؟!!!! كيف تطالب بشئء انت نفسك غير قادر على التمسك به ؟؟!! ام انك من اللذين يكتبون من اجل النقد فقط ؟؟؟ يا ليت السيد الامام يكتب لنا كل يوم كتابا لتخرج هذه الاقلام المنكفئة من اجحارها وليتضح للناس خوائها .
    ولنقل انكم من دعاة العلمانية صدقا واختيارا , ولنحاول ان نناقش معكم مفهوم العلمانية التي تدعوننا اليها , ماذا تقصدون تحديدا بمصطلح علمانية ؟ هل هي كما أوردت فصل الدين عن الدولة ؟ ام فصل الدين عن السياسة كما بدا يصرح بذلك بعض إخواننا الاتحاديين وأحيانا الشيوعيين ؟ او كما يقول البعض انما المقصود الديموقراطية ؟ ام انها تعني العالم المشاهد ؟ دون أي اعتبارية لعالم الغيب ؟ وهل توجد العلمانية حقا في عالمنا المعاصر ؟ ام أنها مجرد لُعبة أطلقتها دول العالم الأول لتلته بها دول العالم الثالث وتحديدا في منطقتنا الأفريقية و العربية والإسلامية ؟؟
    اذا كنت تقصد فصل الدين عن الدولة أقول لك ان ذلك المحال بعينه , فالدولة يا أخي الفاضل تتكون من ارض وشعب وسلطات ثلاث , واي شعب في العالم له قيم وعادات وتقاليد لا يستطيع التنازل عنها سواء أكانت مستمدة من ديانات سماوية او موروثات وضعية مستمدة من البيئة . فالإنسان ذو تركيبة كيميائية وفيزيائية وروحية وعاطفية .... ونواحي بيولوجية أخرى , فعن طريق الماء والطعام يستطيع ان يحقق الإشباع الجسدي وعن طريق الدين الإشباع الروحي وعن طريق الأسرة الإشباع العاطفي على ان أي إفراط او تفريط في أي من هذه المناحي يؤدي إلى نتائج عكسية ذات عواقب وخيمة وليس اكبر دليل على ذلك من ظواهر الجماعات الطائفية من عبدة الشيطان والإكثار من المخدرات والانتحار في الدول التي غيبت الدين عن الحياة , وظواهر الجماعات المتطرفة في الدول التى في استخدام الجانب الديني أي كان . وليس اصدق دليل على ذلك من النموذج القائم الان في السودان او النموذج الهندوسي في الهند .
    ولذلك نجد ان كثير من الدول الغربية التي تدعي العلمانية في الظاهر فانها فعليا لا تمت الى العلمانية بصلة ففي ألمانيا نجد ان الحزب الديموقراطي المسيحي شبة مسيطر على الاوضاع فيها وكذلك في كثير من البلدان الأخرى نجد أسماء أحزاب تنسب إلى الدين مثل إيطاليا وهولندا وفرنسا كما ان كثير منها تضع الصليب في أعلامها التي ترمز للنظام الحاكم في البلد ففي بريطانيا نجد ان الملكة هي راس الدولة كما ان مجلس اللوردات غالبيته من رجالات الدين والدولار الذي هو رمز الاقتصاد الأمريكي بل واقتصاد العالم اجمع به عبارة على الله توكلنا اضف الى جانب ذلك ان أي حاكم او رئيس او وزير يعين لا بد له من ان يؤدي اليمين قبل ان يتولى منصبه , اوربا التي مرت بالتجارب الديموقراطية المتعددة والمختلفة باختلاف الازمنة والامكنة توصلت الى انه لا يمكن فصل الدين عن الناس لان الدين ليس بشي محسوس يمكن عزلة كما انه ليس بثوب تستطيع ان تخلعه وانت داخل الى دواوين الحكومة , كما ان الدين لا يُرشح في الدوائر الانتخابيه فيفوز او يسقط انما يرشح الافراد اللذين ياتون الى البرلمانات ويسنون ما يشاءون من دساتير ونظم ولوائح وقوانين أليست هذه الديموقراطية التي ندعو لها ؟
    ام انك تقصد كما يقول اخرون ان العلمانيه تعني فصل الدين عن السياسة ؟ اليست السياسة هي سياسة الدولة والمعني بها الشعب والتي يضعها الشعب عبر منتخبيه ؟ واللذين بدورهم انما يلبون مطالب ناخبيهم ؟ ليست هنالك دولة تلبس ( جلابيه ) وتذهب الى الجامع او الكنيسة وانما العقول هي التي تكتسي بقيم الاديان سماوية كانت ام وضعية فتدخل بها دواوين الحكومة والمساجد والكنائس !! وبذأ اذا أردت ان تفصل بين الدين والدولة او الدين والسياسة فلا بد لك ان تفصل رؤوس افراد الشعب لكي لا يدخل الدين الدولة ؟؟؟؟؟؟!!!
    او انك تقصد بها الدعوة الى الديموقراطية ؟ ولكن الا ترى معي ان إسرائيل دولة دينية ولكنها ديموقراطية ؟ وكذلك إيران التي تتمتع بحرية كبيرة في اختيار الحاكم رغم محدودية صلاحياته ؟ واليابان دولة دينية ولكنها ديموقراطية .
    على ما أظن انك تختار الأخيرة العالم المشاهد ؟ ولكن ما قولك في ما يطلق عليه علم النفس ؟ وعلم الاجتماع ؟ والأديان ؟
    ان العلمانية التي تدعوننا اليها ( وعلى فكرة اول مرة اعرف ان الخوان الجمهوريين يدعون الى العلمانية ) اقول ان العلمانية غير موجوده الا في ارفف المكتبات الأكاديمية فهي كطائر العنقاء خرافة لا وجود لها في الواقع ولكن الدعوة اليها قديمة قدم الانسانية كما جاء في القرآن الكريم ((وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين)) الايه 29 من سورة الانعام .وقوله تعالى (( ان هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين )) الايه 37 المؤمنين وقوله تعالى ((وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون )) الاية 24 الجاثية . ولكننا لا نجبر احد على اتباع ديننا اذ يقول المولى عز وجل ((نك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين)) 56 القصص وقوله (( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا)) الاية 29 الكهف (( لست عليهم بمصيطر * الا من تولى وكفر * فيعذبُهُ الله العذاب الأكبر * ان الينا ايابهم *ثم ان علينا حسابهم * )) واذا قلت ان هذه الايه منسوخة بايه السيف فان آية السيف نفسها منسوخة بالآية التالية لها (( و إن أحد من المشركين أستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون* كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين ))الآيات 7.6 من سورة التوبة
    وما نهجنا الا قوله تعالى (( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ))الآية 125 النحل
    ما علينا نحن البشر الا ان ندعو بالتي هي احسن وبالتسامح لان ديننا دين تسامح وليس التسامح بشرا يضرب في الأرض وأنما أخلاق وتعامل بين البشر .
    ان الديكتاتوريات لا تهزم بالنقد والصياح فقط وانما تهزم وتقتلع بالعمل الجاد والافكار المتجددة , وبالعمل الجماعي المنبني على تحالفات جاده ليس همها بناء تكتلات للوصول عبرها الى اعادة ترتيب التوطين الذاتي لافرادها وانما الى اعادة ترتيب البيت السوداني ككل , ولكن نجد ان هنالك افراد يستمدون وجودهم من غيرهم ؟ فلم نسمع بـ د عمر القاري وآراءه الا من خلال نقده للسيد الامام في تعقيب على خطاب فليت السيد الصادق يكتب كل يوم خطاباً لكي يستمد منه امثال دكتورنا وجودهم , ولتكن خطاباته صدقات يعيش بها متسولي الفكر والسياسة .
    ليست القضية من سبق من بقدر ماهي من انشط حراكا من من ؟ وحقا وصدقا ان قرارات ومواثيق التجمع لم تبارح مكانها منذ ان خرج حزب الامة , بل ان التجمع ككل لم نسمع بة الا بعد ان وقع السيد مع الدكتور جون قرنق والسيد محمد عثمان الميرغني اعلان القاهرة ؟ ليس هذا انتقاصا لقدرات التجمع بقدر ما هو اختبارا لمعرفة القدرات الحقيقية للتجمع المعارض وحقيقة فاقد الشي لا يعطية فلقد اوضحت الحقبة السابقة لاعلان القاهرة الفرق بين التجمع كتحالف معارض له فعاليته وبين حزب الامة كتنظيم سياسي لة قدراته , واذا لم يكن حزب الامة هو من اتى باعلان القاهرة فلماذا لم يوقع التجمع الوطني كتحالف جامع لعدة تنظيمات ؟ او لماذا لم يوقع الدكتور او السيد محمد عثمان كممثلين للتجمع ؟ او احدهما باسم التجمع ؟ وهل من الممكن ان تكون هذه رسالة من السيد والدكتور الى بقية تجمعات التجمع بان مدة صلاحيتها قد انتهت وان الكبار قد سئموا ( كشكشة ) الشلليات ؟ ولماذا لا تقول ان هذا الاعلان ولربما كان اعلان عن اعادة تشكيل تحالف سوداني اكثر قوة ومنعة بعد ان تخلصت التنظيمات الفاعلة عن تلك الراكدة ؟ ولماذا لا يكون الإعلان عبارة عن إعلان شهادة وفاة للتجمع الوطني الديموقراطي ؟ بعد ان فقد عضويته التي اعادة توطين نفسها بدول أوربا ولآتيين أميركا ؟
    ولماذا لا يكون التعاهد الوطني عبارة عن تطوير لمواثيق التجمع الوطني وامتداد لما اتفق عليه في نيروبي وشقدوم واسمرا ؟ والقاهرة ؟ هل تعلم ان كل اتفاقيات التجمع الوطني طيب الذكر كانت من بنات افكار حزب الامة ؟ وهل تعلم ان اول اتفاقية وقعت بين الحركة الشعبية وقوة المعارضة السودانية كانت مع حزب الامة واذا كنت من المكابرين فاليك المعاهدة موثقة وموقعة - لا كتوثيق اصحاب الهفوات واللذات – ولا اظن ان اسم السيد محمد عثمان او أي تنظيم من تجمعات التجمع الوطني قد ورد ذكرة من قريب او من بعيد في هذة الاتفاقية , ليس هذا تقليل من شانهم وانما لانهم صدقا وحقا لم يكونوا اطراف في هذه الاتفاقية
    اتفاقية اديس اببا 1990
    Agreement of Alliance between
    SPLM/SPLA and UMMA party
    Discomforted by the suffering of the Sudanese people and concerned of the present political and economic crisis and the exploding security situation through which our beloved country has been living since, 30th. June 1989,
    the SPLM/SPLA and the UMMA Party agreed on the following programme of action guided by the strategic imperatives contained therein:
    1. The SPLM/SPLA affirms its solidarity with the National Democratic Alliance (NDA) and supports both the spirit and the general tenor of the Charter and Programme adopted by the NDA with the understanding that details of that Charter and Programme which were understandably worked out without its participation shall be subject to the necessary alterations and fine tuning and, in this connection the SPLM/SPLA draws attention to the policy declaration on the current Sudanese situation made by Dr. John Garang de Mabior on 14/15 August 1989. For the sake of better coordination the two parties agreed on the urgent necessity of holding a meeting comprising all the signatories of the Charter on a date and a venue to be coordinated by the two parties. The two parties also agreed on the desirability of creating a standing coordinating organ for the NDA in which the SPLM/SPLA shall participate.
    2. Removal of the Muslim Brothers' Military Junta in Khartoum.
    3. Bringing about a peaceful settlement to the present conflict in Sudan and the convening of a National Constitutional Conference on the basis of the Koka Dam Declaration and the November 16th 1988 Sudanese Peace Initiative, with a view of drafting a new Constitution for the Sudan.
    4. Establishment of a multi-party democratic system in the Sudan.
    5. The creation of a new national economic order.
    6. Restructuring of the Sudan army and all security organs in a manner consistent with the particularity of the emerging New united Sudan. This new national army is to be established with the primary aim of defending the new democratic system, safeguarding the country's independence and protecting its territorial integrity.
    7. The two parties agreed to put to an end the hostilities between the SPLM/SPLA and the tribal militias currently fighting alongside the government army. The Umma Party shall take immediate action to direct these tribal militias in order to join ranks with the SPLM/SPLA in order to fight their common enemy, the Khartoum Junta. To achieve this objective practically agreement has to be reached at the field level between representatives of the SPLM/SPLA and those of the Umma Party and militias.
    8. The two parties declare their commitment to a foreign policy based on non-alignment, adherence to the principles of good neighborliness, support for peoples just struggle for national liberation, self determination, co-existence among states with differing social order, consolidation of regional cooperation and integration particularly within the institutions and states of the GAO and the Arab League and the struggle with the countries of the South for the creation of a new and just world economic order.
    9. The two parties are committed to maintain and develop the relations and cooperation beyond the immediate tasks spelt out in the programme.
    This agreement was reached January 29th, 1990 between SPLM/SPLA and Umma Party delegations consisting of the following-
    1. CDR. James Wani Igga - Alternate Member of the SPLM/SPLA Political-Military High Command, and Leader of the SPLM/SPLA Delegation.
    2. CDR.Lual Ding Wol - Alternate Member of the SPLM/SPLA Political-Military High Command and Member of the SPLM/SPLA Delegation.
    3. Capt. Mario Moor Moor - Member and Secretary of the SPLM/SPLA Delegation.
    4. Sayed Mubarak El Fadil el Mahdi - Representative of the Umma Party Leadership.
    Signed by
    CDR. Lual Ding Wol
    Alternate Member of the SPLM/SPLA
    Political- Military High Command and Leadership.
    D/Leader of the SPLM
    Sayed Mubarak ElMahdi
    Member of Political Bureau and
    Representative of the Umma Party


    , ثم طورت هذه الاتفاقية باتفاق مؤتمر نيروبي 93 - وفيه تم اعتقال مندوب حزب الامة الذي لعب دورا كبيرا في قيام المؤتمر نجيب الخير - ومن بعده شقدوم 94الذي كان بمثابه الضوء الاخضر لمؤتمر القضايا المصيرية باسمرا واليكم نص الاتفاقية : -
    اتفاقية شقدوم -السودان
    1994
    أتفاق سياسى بين حزب الامة والحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبى لتحرير السودان حول ترتيبات الفترة الانتقالية وتقرير المصير
    المقدمة :
    نحن ممثلى حزب الامة والحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبى لتحرير السودان ويشار الينا فيما بعد بالطرفين :
    · نؤكد التزامنا الحاسم بوضع حد فورى للنزاع المسلح الحالى عن طريق تسوية نهائية وعادلة .
    · ندرك ادراكا كاملا أن التوصل لمثل هذه التسوية العادلة الدائمة يستوجب أن تتحلى قيادة السودان السياسية بالاقدام ،· والجدارة السياسية ،· وسعة الافق .
    · وندرك تمام الادراك أن وحدة السودان لايمكن أن تقوم على أساليب القوة والقهر بل يجب أن تقوم على العدالة وعلى ارادة أهل السودان الحرة .
    · ونقدر ماتحقق من وئام وسلام بين القبائل التى تعيش فى حزام التماس بفضل الاتفاق الذى أبرم بين حزب الامة والحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبى لتحرير السودان فى عام 1990م .
    · ونكرر الحقيقة الظاهرة وهى أن حل النزاع الحالى يقتضى التحلى بنظرة شاملة واسعة الافق لتحقيق العدالة وسلام لكل عناصر السودان المستضعفة والمهمشة فى أطار سودان جديد .
    · ونعبر عن المنا لما نشاهد فى بلادنا الان من سياسات وأعمال مخربة خرقاء يمارسها النظام الاصولى الاسلامى الحاكم مما كرس الفرقة الدينية وأشعل نيران الفتنة العرقية والتعصب والهوس.
    انطلاقا من هذه المفاهيم فاننا نعلن الاتفاق الآتى :
    1. يؤكد الطرفان مرة أخرى التزامهما بالسلام العادل ،2. #9; والديمقراطية ،3. #9; والوحدة الوطنية القائمة على ارادة الشعب السودانى الحرة ويؤكدان عزمهما على انهاء النزاع الحالى بوسائل سلمية تحقق اتفاقا دائما وعادلا فى سبيل ذلك الاتفاق فان الطرفين يعلنان قبولهما لاعلان المبادىء الصادر من دول الايقاد كأساس مقبول للسلام العادل الدائم .
    4. نقر أن تقرير المصير حق أساسى للناس وللشعوب .
    5. نؤكد قبولنا لحق تقرير المصير لسكان جنوب السودان على أن يمارس ذلك الحق عن طريق استفتاء حر تراقبه الاسرة الدولية .
    6. على الرغم من ذلك فان الطرفين اختلفا حول ممارسة سكان جبال النوبة،7. #9; ومنطقة أبيى،8. #9; وجبال الانقسنا حق تقرير المصير :
    · تطالب الحركة الشعبية لتحرير السودان بأن يمارس سكان جبال النوبة ،· ومنطقة أبيى وجبال الانقسنا حق تقرير المصير تحت رقابة دولية .
    · يرفض حزب الامة أن يذكر حق تقرير المصير لجبال النوبة ومنطقة أبيى ،· وجبال الانقسنا لان حزب الامة لايوافق على حق تقرير المصير لاى مجموعة وطنية خارج نطاق جنوب السودان .
    9. تكون ممارسة حق تقرير المصير فى جنوب السودان قبل نهاية فترة الانتقال التى تبدأ بعد ازالة الحكم الحالى فى السودان .
    10. ستكون أدنى مدة فترة الانتقال عامان وأقصاها أربعة أعوام .
    11. يحكم السودان أثناء فترة الانتقال كقطر موحد تكون ولاياته الشمالية فدرالية فى علاقة كنفدرالية مع الجنوب . يعين الطرفان لجنة فنية يوكلان اليها مهمة تحديد العلاقة بين الحكومة المركزية والولاية الكنفدرالية .
    12. يلتزم الطرفان أن تكون مؤسسات الحكومة المركزية أثناء الفترة الانتقالية {مثل الرئاسة ،13. #9; ومجلس الوزراء... الخ } مكونة من ممثلى الاحزاب السياسية والحركة الشعبية لتحرير السودان ،14. #9; والقوات المسلحة ومؤسسات المجتمع المدنى الملتزمة بالديمقراطية التعددية والوحدة ومبدأ تقرير المصير .
    15. تتولى الحركة الشعبية لتحرير السودان مهمة تكوين الحكومة الكنفدرالية فى الولاية الجنوبية بالتشاور مع القوى السياسية الجنوبية الاخرى هادفة لتحقيق التزامها بالمصالحة وبالوحدة الوطنية .
    16. أتفق الطرفان أن تظل قوات الجيش الشعبى لتحرير السودان متماسكة تحت قيادتها فى الولاية الكنفدرالية على أن تخضع تلك القيادة لاوامر الحكومة المركزية الكنفدرالية .
    17. ينظر فى دمج القوات المسلحة فى بعضها واعادة هيكلتها على ضوء نتيجة الاستفتاء .
    18. يعمل الطرفان للتأكد من أن الحكومة المركزية سوف تقرر وتنفذ اجراءات لاعادة الثقة بين أطراف النزاع ولاعادة بناء الهياكل بصورة فعالة من شأنها أن تجعل الاستفتاء المزمع بين خيارى السودان الموحد المنصف لكل عناصره وبين الاستقلال للولاية الكنفدرالية .
    19. يسعى الطرفان لتبنى موقف موحد من الخيارات المستفتى عليها،20. #9; وهى :
    · النظام الفدرالى .
    · السودان الموحد الكنفدرالى .
    · الاستقلال للولاية الكنفدرالية .
    21. يلتزم الطرفان بقبول نتيجة الاستفتاء وتنفيذها بطيب خاطر .
    22. يلتزم الطرفان ان اعادة هياكل الحكومة المركزية وهوية الاشخاص الذين يتولون المسئوليات فيها ،23. #9; وادارتها ،24. #9; سوف تمثل تمثيلا أمينا للطبيعة الفدرالية ،25. #9; والكنفدرالية للفترة الانتقالية .
    26. فيما يتعلق بالدين والدولة فان الطرفين ملتزمان بما جاء فى اعلان نيروبى الذى سوف يكون أساسا للتدابير الدستورية فى الفترة الانتقالية .
    27. تعتبر مواثيق حقوق الانسان العالمية ،28. #9; والاقليمية أساسا للاجراءات الدستورية والادارية فى فترة الانتقال وتعتبر كل القوانين والنظم والتعليمات الادارية المناقضة لها لاغية .
    29. يعين الطرفان لجنة سياسية فنية لوضع مسودة للاجراءات الدستورية والادراية اللازمة لتنظيم فترة الانتقال . تقدم هذه المسودة لقيادة الطرفين السياسية .
    30. يصعد الطرفان الكفاح من أجل القضاء على نظام الجبهة الاسلامية القومية وفى سبيل ذلك يلتزمان بالتعاون والتنسيق ،31. #9; وتجميع قدراتهما حتى النصر وتحقيق السلام ،32. #9; والعدالة ،33. #9; والديمقراطية فى السودان .
    34. 20. تعاد هيكلة الاقتصاد السودانى بصورة جذرية من شأنها أن تحقق :
    · التنمية المجدية العادلة .
    · ازالة مالحق بالمناطق المهمشة من مظالم جهوية ،· وفئوية ،· واجتماعية .
    · الاسراع باعادة تعمير وتأهيل المناطق المتأثرة بالحرب .
    · اعادة توزيع الثروة وتوفير السلع الضرورية باسعار معقولة .
    35. تقوم الحكومة المركزية باعادة هيكلة وتأهيل وتشكيل مؤسسات الخدمة العامة والدبلوماسية والمالية والمؤسسات الاقتصادية للدولة بهدف تحقيق المشاركة العادلة لجميع أقاليم السودان بمختلف تركيبتهم الاجتماعية . الخطة التنفيذية لهذه السياسة يجب أن توازن مابين الكفاءة والمشاركة الجهوية العادلة فى هذه المؤسسات مع الاهتمام بالتدريب والتأهيل داخل الخدمة .
    36. 22. يتم وقف اطلاق النار عند بداية الفترة الانتقالية برقابة من الامم المتحدة .
    37. 23. مجلس الدفاع الوطنى سوف ينظم وينسق ويرعى التعايش السلمى بين الجيشين فى الفترة الانتقالية .
    38. 24. يؤكد الطرفان التزامهم بعضويتهما فى التجمع الوطنى الديمقراطى ويتعهدان بتقديم وثيقة هذا الاتفاق لمؤتمر التجمع الوطنى الديمقراطى القادم بهدف تأمين انضمام بقية أعضاء التجمع الوطنى لهذا الاتفاق ودعوتهم للمشاركة فى اللجنة السياسية الفنية لصياغة الترتيبات الدستورية والادارية بهدف تحقيق الاجماع الوطنى على ترتيبات الفترة الانتقالية.
    التوقيعات

    د د. سيلفا كير
    د د. عمر نور الدائم الامين العام لحزب الامة

    كل هذا كان بمبادرات من حزب الامة واتفاقياته مع الحركة الشعبية , وعندما لاحت امكانيات الحل السياسي الشامل كان حزب الامه هو من اول من قدم رؤى سار على قبسها التجمع فكانت ورشة عمل الحل السياسي الشامل التى تفتقت منها مبادرات اقليمية شجعها حماسة ونشاط حزب الامة كاكبر الاحزاب السياسية من حيث الطرح والفكر والقيادة والمؤسسية الى جانب الثقل الجماهيري , وكان النجاح الاكبر للحزب هو استدراج النظام الى جيبوتي وتوقيعه على نداء الوطن , وبغض النظر عن مدى التزام النظام بالنداء من عدمه فانه كان اكبر انتصار لقوى المعارضة وبداية النهاية لنظام الانقاذ . لقد طور حزب الامه مواثيق التجمع وما طُرح من افكار تم تداولها اثناء التعبئة التي انتظمت قواعد الحزب بعد عودة السيد الصادق واركان حزبه , في جميع انحاء السودان فاستصحبت معها آراء القواعد الجماهيرية داخل وخارج الحزب فكان ميلاد وثيقة التعاهد الوطني التي أجمعت عليها كل القوة الثقافية والمدنية و السياسية الوطنية , وبلغت قمتها بتوقيع الحركة الشعبية والحزب الاتحادي الديموقراطي في ما عرف باعلان القاهرة ليتحقق شعار التعبئة الوطنية داخليا وخارجيا واقليميا ودوليا , وليس اصدق من هذا دعوة شركاء واصدقاء الايقاد لحزب الامة للمفاوضات الدائرة الآن بنيروبي وكما تاتي دعوة الرئيس النيجيري للحركة الشعبية وحزب الامة للاجتماع بابوجا اضافة حقيقة لعودة العمل الخارجي الجماعي بقيادة حزب الامة .
    فالقضية اخي كما اسلفت لك ليست قضية مكاسب رقما عن حوجة عالم ساس يسوس الى مثل هذه المكاسب ولكن القضية قضية وطن يكون او لا يكون وليست قضية شنشنه وحنفشة وذلك لاننا وببساطة باتت همومنا اكبر من نلتفت الى مثل هذه الصغائر ولكن وكما قال الشاعر :
    على قدر اهل العزم تاتي العزائم وعلى قدر الكرام تاتي المكارم
    فلقد جبلنا على العزم والحزم والحسم , والجهاد باوسع ابوابه . وبينما هذا حالنا فحال بعض غيرنا , ممن عظمت في اعينهم الصغائر وصاروا (( كالترلة المنفسة )) كلما تقدمنا خطوات اعاقوا طريقنا وحاولوا إلهائنا بسفاسف الأمور فبدل ان نفكر في تطوير وتفعيل اعلان القاهرة والاعداد لمباحثات الفترة الانتقالية ومستقبل السلام والديموقراطية في السودان , نتوقف قليلا لنرد على المشاكسين والمتسكعين والمقبورة افكارهم , مفهوم ان تاتي مثل هذه الاعمال والتهريجات من الجبهة الاسلامية ولكن ان تاتي من قبل من يفترض فيهم الوطنية ؟؟ فهذا مدعاة للاستغراب والاندهاش !!
    والي عودة انشاء الله .....
                  

06-20-2003, 03:45 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: سونيل)

    عزيزي الدكتور عمر القراي
    آمل فعلا أن يتواصل الحوار بيننا حول مختلف القضايا بذات الموضوعية والروح العالية التى صبغت ردك ، وانا شاكر يا سيدي اهتمامك بالتعقيب والرد
    لا شك أن النقد الذى وجهته للسيد الصادق مفيد جدا وغني فكريا ، وستكون حيثياته موضع بحثنا ، ومثل هذه المجهودات القيّمة اراها فعلا دافعا للحراك الفكري فى بلادنا اختلفنا او اتفقنا حولها
    لك تحياتي ومحبتي وسأعود للتعقيب
                  

06-22-2003, 09:44 PM

سونيل


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: سونيل)

    مواصلة لما انقطع من تعليق د القراي على خطاب السيد الصادق المهدي
    يقول د القراي :-


    (على إن الشعب السوداني الذي خاطبه السيد الصادق المهدي ، لا تجوز عليه مثل هذه الخطب ، كما جازت على السذج من أتباع الصادق الذين انزعجوا حين قمنا بنقده من قبل ، فانبروا للدفاع)

    لااظن ان احد يمتلك حق التحدث باسم الشعب السوداني الا اذا كان منتخبا انتخابا حرا من قبل هذا الشعب ؟ وعليه فان عقلية الوصاية التي ينتهجها كثير من من يدعون انفسهم بالمثقفين الذين يفكرون نيابة عن شعوبهم ... بافتراض انهم ادرى بمصالح شعوبهم ... قد ولى زمانها وان الشعوب باتت اقدر بمعرفة مصالحها كما هي اقدر بكشف زيف الذين يتاجرون باسمها ومعاناتها ,الا تتفق معي بانكم وقفتم يوما ضد ارادة هذا الشعب , الم تهتفوا يوما للمعتوه النميري واصفين له بانه حادي ركب التقدمية وقاهر الرجعية ؟ الم تطالبونه يوما بقفل اتحاد جامعة الخرطوم في وجه قوى الرجعية والتخلف ؟ ان كل منشوراتكم وكتاباتكم وندواتكم في عهده تعتبر خنجر غدر غرس في ظهر شعبنا كما انها خير دليل على عدم ثباتكم على المبادي , بل انها كانت تلهج بحمد ه وتحثه على ضرب قوى الرجعية والتخلف بل وجعلتم منه اماما وقائدا وصرتم له احبار ورهبان ؟ ان ما ارتكبتموه من افعال واقوال هي التي جرت عليكم ما تحاولون به الان استعطاف الشعب , ان من يزرع شوكا لا بد له من ان يجني ثمارة ,كما ان سجية هذا الشعب وصفاء سريرته لكفيلة بردع كل من تملق لمآرب ذاتية , ولا افتري عليكم القول ولكن ولسوء حظكم انني امتلك مكتبة كاملة لكل منشوراتكم وكتيباتكم , وما سطرتموه من ندوات حرصتم على كتابتها كما هي ( بلغتها الدارجة ) إضافة الى مكتبة صوتية كاملة لكل ندوات الأستاذ محمود محمد طه ؟لقد كان من الأفضل لكم ان تساهموا في بذر الديموقراطية ونشر ثقافتها ولكُنا الآن نجني ثمارها ونلهج بالثناء لكم ولكني أراكم قد كررتم لسيرتكم الأولى لدعم الشمولية عن طريق مشاكسة من يسعون لوأدها , لقد كان الأجدى لكم أن تعتذروا لهذا الشعب الأبي ولكن يبدو ان (وليس وقت السادة الجمهوريين أو مساحة الورقة أو اي اعتبار اخر أهم من إثبات الاعتذار اللفظي )
    يا أخي العزيز لم يتعرض قائد وزعيم للنقد مثل ما تعرض له السيد الصادق المهدي ولكن السؤال هو هل ضاق صدر السيد يوما بنقد او تجريح او او ... الخ ان الجميع قد يختلفون حول السيد الصادق ما بين مؤيد ومعارض ولكنهم جميعا يتفقون في ان للرجل صدرا هو الأرحب والأوسع بين أقرانه , بل انه تحمل الكثير وهو في قمة سلطانه لم يسجن فردا او يظلم أحد نتيجة راية بل ان عهوده اتسمت بالحرية المطلقة حتى ان البعض صار ينتقده بأنه ديموقراطي اكثر من اللازم ولعلها تكون سيئته الوحيدة اذا كانت تحسب سيئة , ولكن لا اظن ذلك فالحرية لنا ولسوانا وهي من القيم التي لا يعرفها الا عشاقها ومن صدقت نيتهم وتجردت رغباتهم وامانيهم . ان الديموقراطية ليست نظام حكم فقط , ولكنها سلوكا وممارسة وثقافة وعلم وآداب .
    مفهوم ان تدعي البطولة نتيجة اعتقال او ترهيب او تعذيب من الانقاذ , ولكن ان تخلق لك شنشنة وحنفشة من عدم فهو العجب نفسه يا اخي قل ما شئت في السيد الإمام ان كنت ترى ان قولك سوف يحل مشاكل السودان ولكن ان تضيع وقتك ووقت الآخرين في بطولات وهمية وخزعبلات سياسية فهو أمر يُستحى منه .
    ان الرجال لا تصنع نفسها من الآخرين , ولا محاولات الانتقاص من مجاهدات الآخرين وتاريخهم الناصع , ولكن بجهدها وفكرها وصمودها واخلاقها , ان مدحك او ذمك للسيد لا يذيده ولا ينقصة فللرجل قدره وعلمه وحلمه ومكانته التي لا تضاهيها مكانه في العالم , وليس اصدق من مخطوطاته التي تقف خير دليل على مجاهداته الفكريه والسياسية والثقافيه التي يفتقدها كثير من زعمائنا وسياسينا .
    ويستمر د القراي في نقده للسيد الصادق بقولة
    ( : إنه قام بإصلاحات في حزب الأمة ، وتحديث في كيان الأنصار .. وانه في هذا الإطار)
    ،
    وهل ينفي هذا الا مكابر ؟ ان حزب الامه هو الحزب الوحيد في المنطقة الذي يقيم مؤتمراته ويصعد كوادره ويجدد خلاياه , لا عن طريق التعيين والولاء لفرد ولكن عن طريق الكفاءة والعطاء وبإرادة القواعد . وإذا ما نظرت الى كل الأحزاب السودانية لما وجدت حزب اقام ستة مؤتمرات عامة هذا غير المؤتمرات التفاكريه والتشاوريه والاستثنائية , في حين أن رصفاءهم من الأحزاب الأخرى عاجزون على عقد مؤتمراتهم التشاوريه التي كما وصفها البعض صارت مثل ( عرس ابون الدرداق للقمره ) بينما البعض ( يرقون في مناقشاتهم العمومية منها والخصوصية ) ولا يلوح في الافق بوادر ما قد تسفر عنه .
    اذا لم تكن الإصلاحات مثل ما قام به حزب الامة فكيف تكون الإصلاحات اذاً , الاصطفاف امام السفارات في دول المهجر ام التزلف للمنظمات العالميه بدواعي الاضطهاد والقهر ؟ واذا كانت مثل هذة الاسباب مبررا للتسول هل يعني ذلك ان يخرج عامه المسحوقين تاركين السودان للرجرجه والدهماء من الكيزان ؟
    اما كيان الأنصار فيكفي انه الكيان الديني الوحيد الذي ينتخب إمامه بينما الآخرون يتولون مشائخهم بالوراثة المطلقة ولو كان طفلا ؟ الا يعتبر ما حدث في كيان الأنصار وثبة في طريق تاطير وتحديث ونقل مؤسسات المجتمع التقليدية الى مؤسسات مدنية ؟ الا يعتبر ذلك حلا لإشكالية الأصل والعصر و الدخول للعصر باستصحاب الاصل الا تمهد مثل هذه الوثبات في مجتمعاتنا التقليدية الطريق الى تنميه مستدامة الا تمهد الطريق الى تحقيق استقرار سياسي واجتماعي خاصة اذا نظرنا الى خصوصية كيان الأنصار الديموغرافيه والاقتصادية والثقافية من حيث انه افضل معبر عن الهويه السودانويه كما انه اكبر كيان ديني يسعى الى المؤسسية فى أجهزته التنفيذية والتشريعية , ومفهوم الامامة فيه وظيفية وليست قدسية دينية ابوية بمعنى ان الإمامة مرتبطة بأهداف محددة ومنهج محدد ولوائح ونظم , الا يعتبر ذلك نقلة حتى للمصطلحات التقليدية وتحديث لوظائف تقليدية باطر عصرية ؟
    ولكن الاترى معي اخي د القراي ان هنالك قادة سياسيين لك قواعدهم ناهيك عن الشعب قاطبة . كما انهم حتى قيادتهم لقواعدهم جاءت نتيجة لعوامل الوراثة والقداسة , كما ان بعضهم لا يعرف حتى فك الحرف ناهيك عن التحدث في ندوات وللاسف نجد ان هنالك من اتباعهم من حملة الشهادات والالقاب , ويفوقونهم خبرة وحنكة ولكنهم لا يخالفونهم بل يبصمون بالعشرة على الولاء الاعمى , فبينما هذا حالهم نجد السيد لا يألو جهدا ويتقد فكرا فتشتعلون نقدا , وهكذا يجب ان نكون حراكا وفكرا وتجددا .
    ......

    (ثم لما لم يعط رئاسة التجمع كما كان يتوقع ، خرج منه وكتب خطاباً مفتوحاً ضد د. قرنق نشره في الاعلام قبل ان يصل قرنق نفسه في نفس الشهر الذي عاد فيه ليعقد مع حكومة الجبهة هذا التفاوض ، وكأن نقده لقرنق قد كان عربون صداقته الجديدة لحكومة الجبهة والتي لم يكن آنذاك يتوقع لها الفشل .....
    يا اخي ان السيد الصادق يكفيه فخرا وشرفا انه الرئيس المنتخب من قبل جموع الشعب السوداني , ماذا تمثل رئاسة التجمع الى جانب رئاسة الوزراء المعترف بها عالميا ؟ ثم انه افضل للقضيه السودانية ان يمثلها السيد بصفته رئيسا لحكومة السودان المنتخبة بدل ان يكون رئيسا للتجمع لان الدول تجد حرجا في التعامل مع التجمع كقوة معارضه لحكومة امر واقع في الخرطوم بينما لا تجد الحرج نفسه حينما تستقبل السيد الصادق باعتبارة آخر رئيس منتخب ديموقراطيا .
    ان السيد اكبر من ان يهتم بمثل هذه الصغائر كما انه يريد ان يفسح المجال للذين لم يجيدو فن الممكن بعد . لكي يكون لهم تمرينا للديموقراطية الرابعة لانه اول من سيجني ثمار هذا التدريب ثم ان مثل هوامش هوامش القضايا لا يُلتفت اليها أصلا ناهيك عن ان يسعى لها ؟
    نعم نفهم نقدك له من حيث الإمامة من حيث حبه للسلطة مطالبته حسب زعمك لرئاسة التجمع ولكن ان تكون سكرتيرا للحركة الشعبية فهذا غير مقبول ممن يضع نفسه نديداُ لأمثال السيد الا اذا صرت مثل الاخرين موظف علاقات عامة للحركة ؟!
    ولكن للمعلومية فقط ان خطابات السيد والعقيد جون انما كانت خطابات من يعرفون بعضهم جيدا ولا مجال لصغار القوم في مثل هذه الميادين , واراهن لا انت ولا غيرك لم تستطيعوا فهم ماذا اراد السيد والعقيد من هذه الخطابات , ولكن ولمعلوماتك ان المعركة الحقيقة في السودان ليست معركة إنقاذ لأنها لا محالة زائلة ولكن المعركة الحرة هي بين الحركة الشعبية وحزب الأمة ولذلك فان قرنق يعلم جيدا مالات ما يمكن ان يؤدي اليه الاتفاق بين حزب الأمة والإنقاذ وما يمكن ان يؤدي إليه بين جميع الأطراف المتصارعة وليكن بعلمك ان قرنق لا ينظر لحزب الأمة نظرة آنية بل نظرة استراتيجية لا يطول فهمها إلا الأفذاذ وفطاحله العمل السياسي , لماذا لم تسال نفسك سر ترحيب بل وتوقيع الحركة الشعبية على إعلان القاهرة رغما عن ما تزعمه من هجوم السيد عليها ؟ بل وتكوينهما للجان مشتركة لوضع ترتيبات الفترة الانتقالية ؟ ان ما تفتقده الحركة في تنظيمات التجمع تجده عند حزب الأمة كيف لا وقد عرفت قدرة في كوكادام و أديس أبابا ونيروبي وشقدوم واسمرا والقاهرة وطرابلس وووووو ..... الخ
    ثم ان الخطابات كانت سجالا ما بين الحركة وحزب الأمة ووجدت منها أجهزة الإعلام الداخلية والخارجية مادة إعلامية دسمة.
    واذا كان التفاوض مع الجبهة في الخرطوم صداقة هل يفهم ان الحركة والجبهة صاروا اشقاء مثلا ؟
    ولنا عودة إنشاء الله

    (عدل بواسطة سونيل on 06-23-2003, 00:07 AM)

                  

06-20-2003, 05:31 PM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    الاخ / الاستاذ عاد امين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    انت تطالب الانصار بالغاء مؤسسة الامامية بحجة ان مشروع مشاكس والتحولات العالمية او النظام العالمي الجديد لا يقبل بمثل هذه الاطر....اذا هذا في تقديري استلاب سياسي وثقافي وحتى ديني ان كنت لا تعي ذلك فارجو مراجعة ما تكتب قبل تقديمه لنا.
    النظام العالمي الجديد قبل ان يلغي وجود الاديان في بلاد السودان عليه ان يلغيها في بلاد الغرب وامريكا اولا وانا لا ادري اين تعيش انت في الارض الان ولكن ان كنت في الغرب لا اخالك تظن ان لا اثر للدين في صياغة السياسة الكلية للبلاد الغربية وتحديدا بريطانيا وامريكا تجاه العرب والمسلمين، نعم هناك فصل للسلطات ولكن هناك تداخل وتكامل بين ا لمفاهيم الدينية والمدنية في تلك البلاد لا خفي على قارئ جيد لمنظومة الافكار الاستراتيجية لتلك الدول.... امريكا في ا ستراتيجيتها القومية حدد المواضيع التي تتعلق بامنها القومي وان المساس باي منها يقتضي التدخل بالقوة التقليدية وفوق التقليدية هذه المواضيع هي - المصلحة الدفاعية- ومصلحة قيمة البقاء- والمصلحة الاقتصادية- والمصلحة العقدية... ارجو ان تعرف لي المصحلة العقدية

    اما حديثك عن اناس رحلوا من قبل حزب الامة الاحداث اختلال ديمغرافي او سكاني في السودان واشرتك لديمقراطية " التامة" في ا لجزيرة انا لست من الجزيرة فانا من كردفان من دار البديرية الدهمشية وعاصمتها الابيض وجدي من امي الشيخ / اسماعيل الولي ووالدي سليل اسرة الشيخ / محمد المدني ود ابوصفية ومرحبا بك في دارنا في حي القبة وعموم دار البديرية هناك.

    ولكني لا اتفق معك في ما تقول ... ان الذين تتحدث عنهم هم افارقة جاءوا الى السودان لانه بلد افريقي وفي قارتهم ولهم حق الاستيطان فيه... فمن اين اتى العرب الى السودان...هل جاءوا من افريقيا ... هل افريقيا هي قارة عربية... ولماذا احتضنا نحن النوبيون العرب و لا نريد ان نقبل ان نحتضن بقية القبائل الافريقية التي جاءت الى السودان من غربه ووسط افريقيا.... هذه اشاعة مصرية من صناعة الوزير "الراقص " صلاح سالم ابان معركة الاتحاد او الاستقلال في السودان... مضى عهدها فعليك اخي عادل ان ترتقي بنظرتك الانسانية لمن يشاركونك هذا الوطن سواء كانوا قادمين اليه من افريقيا السمراء او بلاد الصحارى العربية...
    كثيرون منا الان يعيشون في مهاجرهم في بلاد الغرب وامريكا ورحلوا الى هناك عبر برامج اعادة التوطين وسيجد احفادهم وانجالهم يوما ما حالهم حال الزنوج الافارقة في امريكا واوروبا واخالك انت او احد اقاربك يعيش مثل هذا الواقع في الغرب.
    السودان بلد للسودانيين كانت اصولهم من الجزيرة العربية او من عموم القارة الافريقية....
    حزب الامة لم يهجر احدا من افريقيا، فان كنت تقرأ شيئا عن حضارة تمبكتوا ، ورحلة الجيج من غرب ووسط افريقيا الى مكه ستعلم سر مجئ مئات الالاف من سكان افريقيا الغربية الى بلادنا.... وهناك احفاد واتباع عثمان دانفوديو الذين جاءوا الى السودان بعد سماعهم بقيام الثورة المهدية لمؤازرتها بناء على نبوءة تركها فيهم قائدهم الكبير الشيخ/ عثمان دانفوديو وبالمناسبة عثمان دانفوديو هذا عربي اكثر مني ومنك وهو حفيد عقبة ابن نافع اسس دولة في مالي والسنغال الحالية بعد ان تزعمت اسرته قبائل الفلاته وامتزجت بها في تلك البقاع وان تحدث لغتهم فهو من جذور عربية شأنه شأن اسرة المهدي التي استوطنت بلاد النوبة في الشمال السوداني وصعيد مصر سابقا.

    من اين اتى ال الميرغني ، وال المهدي ، ومن اين اتى جدي محمد المدني ود ابوصفية تروي الاسرة انها من المدينة المنورة ومن اين جاء اجدادك انت العرب ، من اين جاء اجداد الاقباط الذين يسكنون معنا في الابيض ويتحكمون في عصب السوق والصناعة وكذلك بقايا الجالية المصرية منذ العهد التركي الذين تكاد لا تميزهم الان بل صار بعضهم حكاما ووزراء في السودان
    لماذا لا تعتبر كل هؤلاء نازحين ومرحلين الى السودان ...هل لانهم بيض البشرة تسلم له بالسيادة والانقياد....بينما الافارقة من التامة او الميمة او البرنو هم خلقوا كما يقول المثل السوداني الشمالي بعض الضبان"... ان كنت تتحدث عن مدنية الدولة في الاسلام فمن اول اركان تلك المدنية هو المؤاخاة بين الشعوب المسلمة بيضاء كانت او سودان او عوان بين ذلك..

    حرر عقلك من حكاوي الحبوبات ، معادلة مشاكوس التي تجري الان ما فرضها على السودان الا نوعية هذا التفكير اللاانساني الذي يجرد البعض من وطنيته وحقه في العيش في ارض السودان... حكومة
    ان ارض الله واسعة ومن حق المسلم ان يسير فيها اين ما شاء ويقيم اينما شاء" فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور"

    الم تجد في القرآن الا الايات التي تشتشهد بها على تحريم النشاط الديني او الغاء الامامة وغيرها او لادانة ال المهدي .........

    اخوكم / ابوساره بابكر حسن صالح

    *************************************************************************
    مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
                  

06-20-2003, 09:25 PM

سونيل


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: AbuSarah)

    الاخ الحبيب عادل
    سلام
    الا تتفق معي ان اتفاقيات ومواثيق التجمع الوطني
    تدعو الى احترام الديان والمعتقدات وحق اي مواطن في
    الانتماء الديني والثقافي
    الا تتفق معي ان الانصار من الكيانات الدينية ومن حقها الاصطفاف واختيار قياداتهاوما يناسها ككيان ديني من هياكل تنظيمية
    الا ترفض معي التدخل في شئون الكيانات الدينية واحترام خصوصياتهاوعدم التدخل في ما ترتضية لنفسها من قيادات وهياكل
    ايمكن ان نعتبر ذلك الهجوم غير المبرر على امامة قائد الانصار تدخل سافر ومؤشر خطير لالتفاف القوة البعض على مواثيق التجمع
    وسف انزل اليك هذة الفقرة من ميثاق التجمع لاحقا انشاء الله
    كما احيلك لقراءة مسودة الدولة في الاسلام المقدمة مكن حزب الامة ورؤية الدولة المدنية المقدمة من قبل الحزب
    ولنا عودة انشاء الله
                  

06-21-2003, 11:41 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: سونيل)

    الاخ سونيل
    تحية طيبة
    كلامك صاح من حق الانصار ان يتخذوا ما يروه من امامةومن نظم دينية داخلية تخص حزب الامة ولكن من حقنا كسودانيين غير منتمين لحزب الامة ان ان نوضح ما نراه يتناقض مع مبدا الديموقراطية فى السودان...ونحن هنا يعنينا السيد الصادق المهدى "رئيس حزب الامة"وليس السيد الصادق المهدى الامام
    وان الدولة المدنية يتم تصعيد الحكام من اسفل من القواعد هذا يتنافى مع فقه الامامة
    يهمنا ان تكون الديموقراطية فى السودان ديموقراطية فى الميزان تتم باسس اخلاقية صادقة وان كل ممارسة سياسية من شخصية سياسية فى السودان عرضة لاكثر من راى ..لذلك كنا نتمنى منكنم انتم ابناء حزب الامة ان تفعلوا النقد الذاتى داخل حزبكم "وما يكون هناك كبير عشان لو ما جاءت الديموقراطية داخل الحزب لن تاتى خارجه واشكرك على الاسلوب المهذب...وموضوع الامامة ايضا موضوع فكرى دينى يمس عقائد الناس وليس حكر على جهة معينة...ولا نعرض بشخص فى عينه اكثر من تعريضنا بالممارسة نفسها هل تنسجم مع الديموقراطية ام لا لذلك نحن نتعامل فقط مع الفكرة نفسها ونخرج بها من السودان الى ايران مرورا باسرائيل وكذلك الدولة المدنية والدولة الدينية
                  

06-21-2003, 10:15 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: AbuSarah)

    يا اخى ابو السارة
    ان امريكا والغرب يحركهم الدافع الاقتصادى وليس لدين اى نفوذ سياسى
    ***********
    موضوع ديموقراطية التامة وترحيل المجاميع من مكان الى اخر لاغراض انتخابية عمل وضيع ولا يليق بالممارسة الديموقراطية ومحاولة لكسب اصوات الناس بطرق ملتوية ونحن اثرناه لنخبرك عن اوجه الخلل فى فيما يسمى جذافافى السودان القديم بالديموقراطية وممارساتها فى السودان القديم والذى ادى الىزوالها من السودان ولا ننا لا نعرف ماذا يعنى الوطن الانتخابى ولم اطلب منك ان تعطينى محاضرة في الاثنيات العرقية فى السودان لانى احترم كل اهل السودان ولم اتطرق لعرب او نوبة بل حددت لك الممارسة السياسية"نقل الناس بدعاوي الانتخابات "حتى لا تتحدث عن شرعية مزورة وهى ممارسات غير مسؤلة من سياسين محددين من اجل الكسب الرخيص ....اما حرية التنقل داخل السودان او من الخارج الى السودان اذا تم بصورة عفوية فانه عمل طبيعى وانا اعرف ان هناك سوق للزغاوة فى بورتسودان بل ان كل مدينة سودانية هى نموزج مصغر للسودان
    توجد بها كافة القبائل والاعراق وما كان فى داعى تعرف لى نفسك بهذ الطريقة الدرامتيكية لانى ما عايز اطلع ليك جواز سفر
    *********
    لا تذهب بعيدا عن الهدف اعطينا ادلة قرانية ومن السنة عن الامامة والفرق بينها وبين الديموقراطية او ارجع لكلام الاخ عمر القراى اعلاه والذى يبدو انه مقنع جدا لاخ خالدالعويس ولا يتجاوزه الا مكابر
                  

06-21-2003, 10:23 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    اخى عادل امين لو تفضلت رجاء ايضاح تحفظاتك على شان الامامة بصورة
    اوسع و اوضح حتى يتسنى لى الفهم اولا و من ثم نقاشك
    و ارجو ان يتسع صدرك لنقاط الاختلاف الذى قد ينشا كما تتسع صدورنا لكل من يختلف معنا لان الغاية فى النهاية المصلحة العامة و المعرفة

    لك شكرى
                  

06-22-2003, 02:44 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: lana mahdi)

    الاخت لنا المهدى
    تحية طيبة
    حتى تتضح الصورة فى الاذهان ولا يكون الحوار ممعن فى المحلية..فاللنظر الى واقع الاديان السماوية الثلاث ...فى مرحلة الدولة السياسية بعد وفاة آخر نبى الرسول صلى الله عليه وسلم
    ***********
    استغلت الصهيونية وهى حركة سياسية بحتة الدين اليهودى والمحرف بفضل علماء بنى اسرائيل"التلمود" فى تاسيس كيان وهمى يسمى اسرائيل كوطن لليهود والمفهوم الصهيونى لليهودية ليست عقيدة بل عنصر محدد وربطت الدين اليهودى بمنطقة محددة..فلسطين وكل هذه الاساطير المؤسسة تمت تعريتها بواسطة المفكر الفرنسى المسلم روجيه غارودى...والدليل والواضح للنشأة السياسية لدولة اسرئيل ان وعد بلفور خيرهم بين اقامة الدولة فى افريقيا منطقة البحيرات واختار زعماؤهم فلسطين حتى يتم تضليل العالم للجذور الدينية للدولة واليوم اصبحت هذه الكذبة تتكشف وتفقد بريقها...الان هل دولة اسرائيل سياسية ام دينية؟
    **********
    استغل الغرب التبشير المسيحىفى العالم وحولوا الكنيسة الى وسيلة انتاج وجاءو الى افريقيا وباعو اهلهاكرقيق ولا زالو يستغلونهم باسم الدين المسيحى الذى افرغ تماما من محتواه الروحى...وقصيدة لشاعر افريقي مسيحى قال"عندما جاءوا الى افريقيا كانت لنا الارض وكانو يحملون الانجيل فغدت لهم ارض واصبحنا نحمل الانجيل"وانظرى الى زيمبابوى لمصداقية ما نقول
    *********
    استغل الاتراك الدين االاسلامى واضطهدو المسلمين العرب وكان الاستعمار التركى والذى يطلق عليه الاسلاميين الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا باالخلافة يشكل ابشع انواع الاستعمار ومسؤل من كل اشكال النفاق والقضاء المهترى والفساد الذى يعشش فى الدول العربية والملك فاروق نموذجا كما قامت الثورة المهدية فى السودان ضد هذه الخلافة المزعومة ودعت لتحرير الانسان السودانى من الاستغلال باسم الدين

    ************
    تم توظيف تلك الديانات السماوية عبر العصور سياسيا باسطة ما يعرف برجال الدين اشبه بمهاجر ام قيس وانحرفوا بها عن مقاصد الله فى ملكه...مع ملاحظة ان هناك دول تتبع تعليم اديان وضعية مثل الصين واليابان والهند وكوريا..تعاليم كونفشيوس وبوذا وخيرهم من الفلاسفة المتجردين والنقيين .. تجدى فيها قيم فاضلة نابعة من تلك الفلسفات الوضعية، رفعت مستوياتهم الاخلاقية اكثر من الدول التى توجد بها اديان سمااوية مستغلة من حفنة من رجال الدين والسياسين الفاسدين...لانه شتان ما بين الدولة الدينية التى على قمتها نبى مرسل ومزود بالوحى وبين الدولة السياسية التى يراسها فرد عادى يوظف الدين لاغراضه واهواءه الشخصيةوقد وضحت ذلك الاية فى سورة ياسين(يا قوم اتبعوا المرسلون*اتبعوا من لا يسالكم اجر وهم مهتدون).......هذا يميز الانسان صاحب الرسالة انه لايتكسب ماديا او معنويا من القيمة الروحية التى يعطيه لها الناس....وهذا مفقود تماما فى اامة هذا الزمن
    **********
    الاخت لنا هذا طرح عام وفىحاجة الىمزيد من التفصيل اذا كانت هناك مداخلات مجدية
    ********
    فى الختام لاتوجد دولة دينية فى القرن والواحد والعشرين لان الاديان السماوية الثلاث عقائد مركزها الفرد وحدودها العالم ومن يريد ان يلى امر الناس عليه ان يبرز مواهبه الذاتية فى الادارة بدون اي مرجعية دينية وتاريخية
    *********
    كلت مبانى ما اقول عن الذى ارمى الى معناه او اثباته
    قلت المعانى فى عظيم بنائها وكل يرى قولى على مرآته
    ان الذىيلقى الهناء بجيرتى ينجو وينجى اهله بنجاته
                  

06-21-2003, 12:25 PM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    شكرا يا اخ عادل

    انت اطلقت على الديمقراطية في السودان " ديمقراطية التامة" والتامة قبيلة من قبائل غرب السودان تقطن دارفور وان بعض منها نزح الى اقليم الجزيرة الذي اشرت اليه ليعملوا كعمال في مشاريع القطن والمحالج..ولم يرحلهم احد لكي يخلوا بالتوازن الجغرافي في الجزيرة او السودان كما ذكرت...وكم تعدادهم في السودان حتى تصطلح انت على نظام سياسي بحاله في السودان...انه ديمقراطية التامة....
    وددت ان اقول لك انك شخص غير موضوعي في مثل هذا الاختزال لحقائق التاريخ

    هناك يا اخي عاملين للهجرة من منظور علم الاجتماع ان كنت من دارسيه فهما عاملي الجذب والطرد Pull & Push factors
    يتسسببان في الهجرة الداخلية او الخارجية ومنها الهجرة طلبا للعيش او بسبب عوامل التصحر او السياسة والحروب الاهلية على نحو ما نشاهد اليوم في الخرطوم اكثر مثلث سكان الجنوب وجبال النوبة جاءوا ليستوطنوا في الخرطوم بسبب الحرب وحتما سيكون لهم تأثير على الجغرافية الاقتصادية والسياسية الانتخابية في ولاية الخرطوم... هل ستأتي يوما لتسميها ديمقراطية الدينكا او الشلك او الفور وهلم جرا
    ان اسلوبك ومنطقك مرفوض وهذا ما قصد ايضا ايصاله لانه فيه استهجان وتهكم بقوى هي جزء اصيل من مكونات الدولة السودانية

    مجددا لم يثبت احد في تاريخ السودان ان حزب الامة كان يرحل الناس بغرض اخلال التوازن الانتخابي في اي منطقة من مناطق السودان.... هذه دعاية مصرية كما سلفت وكان يروج لها الوزير الراقص الساق سالم الذي كان يقسم اهل السودان بين قوى وحدة وادي النيل وقوى الاستقلال والسيادة اي المعادية لوحدة وادي النيل ولكي ينال من حزب الامة في الانتخابات الاولى عام 1953 اطلق هذه الترهات التي تتمشدق انت واخرون بها باعتبارها حقائق ماثلة في تاريخنا وهي افرازات صراع قد سلف وسبق زيف القائلين بها وخطلهم.

    اخي دار البديرية في كردفان تمثل حوالي سبع دوائر انتخابية تابعة لحزب الامة ، عمودية جدي تمثل مركزا انتخابيا ، ونسبة لتباعد القرى عن بعضها البعض وصعوبة مجئ اهل القرى الى المركز الانتخابي ، يقوم المرشح او حزبه بتوفير سيارات " عربات لواري " لتنقل القرى النائية ليأتي اهلها للمشاركة والادلاء باصواتهم هذا ما رأيته بام عيني وانا طفل وشاركت فيه وانا شاب في انتخابات 1986م في دار البديرية بكردفان واخال هذا حادث في كل بقاع السودان بسبب من سوء المواصلات، فحال المنتخبين في الريف والقرى ليس كحالهم في المدن يمكن ان تركب دفار او تذهب برجولك الى بضع امتار حيث مركز الانتخاب والاقتراع.

    معليش احمل جواز سفر سوداني بدليل اني اكتب لك ا لان من السعودية، ولكن خشيت ان تقول بانني من التامة لذلك ادافع عن ما سميته ديمقراطية التامة فلزم ان اقدم لك نفسي ... وهذا شئ طبيعي في لغة الحوار والتفاوض بين اي طرفين ان يعرفا بعضهما البعض.... ان قرأت قليلا في فن التفاوض لما كلفت نفسك مثل هذه الرد غير اللائق.

    مجددا اقول: ان الانصار تنظيم اسلامي -سني --هو كيان ثوري اصلاحي اقامة دولة في السودان امتدت الى ما يقرب عشرون عاما 1881-1899م، والتاريخ مقروء للجميع ، فهم ليسوا طائفة كهنوتية حتى يحرم عليها النشاط السياسي ، وان الامامة لم يرد اي نص في القرآن او السنة او الاجماع يعيب على جماعة مسلمة يفوق تعداد سبعة مليون نسمة من ان تختار لنفسها اماما او قائدا روحيا وزمنيا....وكما ذكر الاخوان هذه شأن تنظيمي يخص هذه الجماعة.... وان مطالبة البعض بالغائها او تقذيمها هو لشئ في نفوسهم لا علاقة له بالمدنية او الدولة المدنية

    ولك سلامي كما تحياتي

    ودمتم

    اخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالج
    **************************************************************************
    مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
                  

06-21-2003, 03:28 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: AbuSarah)

    الأعزاء د.عمر القراي، وعمر هواري وعادل وسونيل وأبو سارة، والأخت الكريمة لنا،

    أتابع هذا الحوار الشيق المؤدب بأدب الدين والخلق السوداني الأصيل باستمتاع شديد، وإن كنت أعيب عليه بعض "زفرات" الغضب هنا وهناك. هذا النوع من الحوار يشكل متكأً أساسياً لسودان الغد.

    وأعتذر للأخوين سونيل وأبو سارة من أنني لم أتمكن من محاورتهما في موضع آخر بسبب إنشغالي الشديد بموضوعات أخرى خارج هذا المنبر، وداخله. وقد كفاني الأخوة الأعزاء عمر القراي وعمر هوارى بعض العناء في ذلك على كل حال. أما الأخ عادل أمين، فهو كالعهد به دائما، لا يكل ولا يمل حين يدعو داعي الحرية والعدالة. أحييه ههنا وأعتذر له كذلك من أن وقتي لم يمكني من الاطلاع على أعماله التي طلب مني ومن آخرين الاطلاع والتعليق عليها. لاأشك أنه لي عاذر. ثم إن عزائي هو أن هذا المنبر يمثل أداة من أدوات التوثيق وتخزين المعلومات بصورة عظيمة لم ندرك أبعادها بالقدر الكافي بعد. ولكون الأعمال موجودة هنا ياعادل، فإني أرجو أن يتيسر لنا من الوقت والسعة ما يمكنا من التواصل معك أكثر وأكثر في مجالات إهتماماتك الأخرى. ويعزيني أيضاً أننا دوما نلتقي حيث اهتماماتنا نحن المشتركة في القضاء على داء الطائفية، وترسيخ قيم الحرية والعدالة.

    دمتم جميعاً ذخراً للوطن، ولنشدد الأيادي لنصنع يومنا بهذا الحوار الجاد الراقي، ثم لنبني غدنا المأمول في وطن تسود فيه المنابر الحرة في كل زاوية من زواياه، ولنجعل الحرية متكاً لوطن تسود فيه العدالة.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 06-21-2003, 03:30 PM)

                  

06-21-2003, 04:03 PM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    شكرا اخي حيدر على هذه المساحة من الزمن التي خصصتها لهذا البورد
    من منا لا يريد وطنا تكون فيه الدولة للجميع ، محايدة بين ابنائها بكل الوانهم وتكويناتهم الاجتماعية دينية كانت او سياسية......نتفق جميعنا في ان الطائفية المغلقة عقديا واجتماعيا وسياسيا لا تصلح لاقامة دولة العدل والمساواة.... ولكنا نطالب ان نحدد تعريفا اصطلاحيا عاما للطائفية ومن ثم نصل الى نتيجة هل الطائفية بهذا المعنى او التعريف الذي وصلنا اليه موجودة في السودان ام لا ... لا نريد ان ننطلق في المسائل البحثية او العلمية من الميل او من بقع عمياء في عقولنا كأن نسوق مفاهيم جاهزة تستهدف قوى بعينها في السودان على نحو ما نرى في تحامل الكثيرين تجاه كيان الانصار وحزب الامة بصورة تبعدنا تماما عن تأصيل حوار هادف مع مثل هؤلاء... لان الغرض يبدو واضحا من مقدماته وان المراد في توالي ما يكتب البعض هو محاكمة تلك القوى دون سواها فنحن لا نريد لانفسنا ان نورد كما تورد الابل حتى وان اتفقنا مع البعض في ان الطائفية ظاهرة اجتماعية غير مقبولة... لا يعني اننا في نقدنا وتفكيكنا لواقعنا الاجتماع نقبل ان يكيل البعض التهم جزافا... او ان يضع فرضيات من بنات عدائياته ويؤسس منها فكر الكراهية ... ماذا نكون قد فعلنا غير اننا انتجنا فكرا طائفيا جديدا وماذا تكون الطائفية اذا لم تكن هي العداء والخصومة والبغضاء ورفض التعايش مع الاخر المختلف في الدين او العرق او الجهة.

    نريد ان نقود حوار مؤسسا على مفهوم الدولة المدنية والدينية لنصل الى ارضية مفاهيمية مشتركة ايضا ، من حيث الابتداء قبل ان نطلق العنان لشراع النقد والاحكام ... هل الاسلام كالمسيحية اولا او الاديان التي سبقت لا علاقة له بشؤن الاجتماع او الدولة.... وهل رسول الاسلام محمد بن عبد الله حكم مجتمع المدينة بالحق الالهي على نحو ما ذكر الاخ عادل بان الانبياء حكموا بمفهوم الدولة الدينية.... وبالتالي نصل الى ما يثيره البعض عن امامة الانصار هل تؤخذ في سياق الفكر الاسلامي ان سلمنا بانه فكر مدني ومع الدولة المدنية او انه فكر لاهوتي يؤسس للدولة الدينية التي تجعل الحاكمية لله لا للشعب على نحو ما طرح في افكار المودودي وغيره من المدارس التي تفرعت عن فكر الجامعة الاسلامية بقيادة الامامين محمد عبده وجمال الدين الافغاني قبل اكثر من قرن ونصف من الان...

    نريد ان نصل الى ارضية موضوعية في نظرتنا الى النتائج الانتخابية في بلادنا فحين يسقط حزب في الانتخابات يجب الا يثير الفتنة على طريقة ابو امنة حامد عندما كتب ابان الديمقراطية الثالثة " حزب الامة الغرباوي الاصل " وعلى طريقة اخونا عادل امين الذي يسمي التجارب الديمقراطية في السودان " ديمقراطية التامة " في الجزيرة المروية... هذه الافكار تطعن في النظرة الانسانية للقائلين بها قبل ان تجرح نتيجة انتخابات، لانها تؤسس لفكر العنصرية والجهوية والقبلية....
    فالسودان ليس دولة في قلب الجزيرة العربية او القارة الاسيوية ... السودان بلد افريقي في قلب القارة الافريقية نزحت اليه شعوب وامم اقامت فيه دول بعضها نوبي وبعضها مسيحي وبعض استرشد بالاسلام وواقعها الحالي مبعثر ما بين اسلامية - عروبية - سودانية وغيرها من اشكاليات الهوية السودانية التي اوردتنا صراعا عدميا متمثلا في حرب الشمال والجنوب التي دامت اكثر من ثلاثين عاما بدء من عام 1955
    لك التحية اخي حيدرا مجددا ... ونتمنى ان تلقى من وقتك الغالي ما تشاركنا فيه بعض عمل .... لا يكون ذي نكهة بغيابكم

    ودمتم
    اخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح

    **************************************************************************مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
                  

06-21-2003, 04:29 PM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    دكتور حيدر
    لا يستطيع تجاهل دعوتك الحضارية للحوار الا مكابر و هو ديدنك كما يقول من عرفوك عن قرب بالمنابر الثقافية و الفكرية بالامارت فالتحية لك من هذا المنبر و شكرا
                  

06-21-2003, 05:57 PM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    شكرا اخي حيدر على هذه المساحة من الزمن التي خصصتها لهذا البورد
    من منا لا يريد وطنا تكون فيه الدولة للجميع ، محايدة بين ابنائها بكل الوانهم وتكويناتهم الاجتماعية دينية كانت او سياسية......نتفق جميعنا في ان الطائفية المغلقة عقديا واجتماعيا وسياسيا لا تصلح لاقامة دولة العدل والمساواة.... ولكنا نطالب ان نحدد تعريفا اصطلاحيا عاما للطائفية ومن ثم نصل الى نتيجة هل الطائفية بهذا المعنى او التعريف الذي وصلنا اليه موجودة في السودان ام لا ... لا نريد ان ننطلق في المسائل البحثية او العلمية من الميل او من بقع عمياء في عقولنا كأن نسوق مفاهيم جاهزة تستهدف قوى بعينها في السودان على نحو ما نرى في تحامل الكثيرين تجاه كيان الانصار وحزب الامة بصورة تبعدنا تماما عن تأصيل حوار هادف مع مثل هؤلاء... لان الغرض يبدو واضحا من مقدماته وان المراد في توالي ما يكتب البعض هو محاكمة تلك القوى دون سواها فنحن لا نريد لانفسنا ان نورد كما تورد الابل حتى وان اتفقنا مع البعض في ان الطائفية ظاهرة اجتماعية غير مقبولة... لا يعني اننا في نقدنا وتفكيكنا لواقعنا الاجتماع نقبل ان يكيل البعض التهم جزافا... او ان يضع فرضيات من بنات عدائياته ويؤسس منها فكر الكراهية ... ماذا نكون قد فعلنا غير اننا انتجنا فكرا طائفيا جديدا وماذا تكون الطائفية اذا لم تكن هي العداء والخصومة والبغضاء ورفض التعايش مع الاخر المختلف في الدين او العرق او الجهة.

    نريد ان نقود حوار مؤسسا على مفهوم الدولة المدنية والدينية لنصل الى ارضية مفاهيمية مشتركة ايضا ، من حيث الابتداء قبل ان نطلق العنان لشراع النقد والاحكام ... هل الاسلام كالمسيحية اولا او الاديان التي سبقت لا علاقة له بشؤن الاجتماع او الدولة.... وهل رسول الاسلام محمد بن عبد الله حكم مجتمع المدينة بالحق الالهي على نحو ما ذكر الاخ عادل بان الانبياء حكموا بمفهوم الدولة الدينية.... وبالتالي نصل الى ما يثيره البعض عن امامة الانصار هل تؤخذ في سياق الفكر الاسلامي ان سلمنا بانه فكر مدني ومع الدولة المدنية او انه فكر لاهوتي يؤسس للدولة الدينية التي تجعل الحاكمية لله لا للشعب على نحو ما طرح في افكار المودودي وغيره من المدارس التي تفرعت عن فكر الجامعة الاسلامية بقيادة الامامين محمد عبده وجمال الدين الافغاني قبل اكثر من قرن ونصف من الان...

    نريد ان نصل الى ارضية موضوعية في نظرتنا الى النتائج الانتخابية في بلادنا فحين يسقط حزب في الانتخابات يجب الا يثير الفتنة على طريقة ابو امنة حامد عندما كتب ابان الديمقراطية الثالثة " حزب الامة الغرباوي الاصل " وعلى طريقة اخونا عادل امين الذي يسمي التجارب الديمقراطية في السودان " ديمقراطية التامة " في الجزيرة المروية... هذه الافكار تطعن في النظرة الانسانية للقائلين بها قبل ان تجرح نتيجة انتخابات، لانها تؤسس لفكر العنصرية والجهوية والقبلية....
    فالسودان ليس دولة في قلب الجزيرة العربية او القارة الاسيوية ... السودان بلد افريقي في قلب القارة الافريقية نزحت اليه شعوب وامم اقامت فيه دول بعضها نوبي وبعضها مسيحي وبعض استرشد بالاسلام وواقعها الحالي مبعثر ما بين اسلامية - عروبية - سودانية وغيرها من اشكاليات الهوية السودانية التي اوردتنا صراعا عدميا متمثلا في حرب الشمال والجنوب التي دامت اكثر من ثلاثين عاما بدء من عام 1955
    لك التحية اخي حيدرا مجددا ... ونتمنى ان تلقى من وقتك الغالي ما تشاركنا فيه بعض عمل .... لا يكون ذي نكهة بغيابكم

    ودمتم
    اخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح

    **************************************************************************مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de