|
عن إشكالية المطلق ( الله ) والتنزيل في عقولنا
|
البدء لكل الذين قد لا تتسع صدرورهم ( أشهد أن لا الة إلا اللة واشهد أن سيدي وحبيبي محمد رسول اللة )
العقل الأنساني ومنذ بداية التاريخ في حوجة لتنزيل أطلاقاته لمستوي الرمز المدرك بطاقة العقل الأنساني . لذلك كان التجسيد للألة في فجر التاريخ يتم عبر إختيار رموز من البيئة المحيطة ( الحيوانات . الشجر ) كما هو الحال في بعض الديانات القديمة . ودون الحديث عن داتا تاريخية مكثفة أنتقل هذا الرمز من المزيج بين الحيوانات والأنسان ( أبو الهول . الـه المايا ) ومن ثم أصبح التألية للبشر ( فرعون ) وحتي ظهور السيد المسيح علية السلام والحديث عن كونه الألة او أنه أبن اللة . في أعتقادي أن ذلك التزيل مبرر في سياقه التاريخي وفقا لمحدودية العقل البشري وإرتباطة الوثيق في الفهم بالحراك البيئي من حوله لكن عندما نتحدث عن ذلكم التنزيل الان فلا أجد له مبرر . وأعتقد اننا لا زلنا نمارس ذلكم التنزيل بشكل مختلف . فالحديث عن الله الواحد مثلا يرتبط مباشرة بمفهوم الواحد في أذهاننا فالواحد هو قيمة ثابتة تحدث تغيرا محددا عن إضافته للأخر من جنسه و أن كان مطلقا في بنيته بمعني أن واحد أضافه لواحد الناتج الوحيد أثنين وواحد إضافة الي مليون الناتج الوحيد الممكن مليون وواحد والأطلاق في البنيه هنا أعني به أن الواحد غير متناهي الأبعاد لكنه مع ذلك محدد القيمة . وعندما نتحدث عن ان كل ما يأتي من عند اللة هو خير نصف اللة بذلك انه ( خيّر ) وهذا قيمة محددة ايضا لا إمكانية لآطلاقها وتعدد الامثلة في هذا المجال ولا يخرجنا النص القرأني في قرائته الظاهرة من هذا المأزق ... ( الأخلاص ) التي درج الفقهاء علي أعتبارها صورة التوحيد أجد في داخلها التزيل بقوة( فالأحد) رغم معرفتي أنه مختلفا عن الواحد لكنه يظل محدد الآبعاد أيضا .وبنفس الألية يمكن الانتقال الي قراءة بقية النص. أما عن كون الاطلاق يأتي في جمع التسع وتسعين اسما فذلك يشابه الفكرة في المثلوجيات القديمة ( الاغريقية واليونانية ) . ولا يرتقي إطلاقا لمرتبة الاطلاق . وأعجبتني جدا القراءة الصوفية للفظة الجلالة ( الله ) حيث تصبح الكلمة ذات شقين اللا / هو .. بمعني اليس هو . وهي هنا تنزية الجلالة من أي تنزيل محتمل في (الهو) . وتطابق معاني النص ( ليس كمثلة شيء ) فلا يمكن فهم هذا النص علي ان ليس مثله شيء لان حتي المثل هنا إذا ما إقترضنا ووجوده من خلال القراءة الظاهرة يصبح أيضا ممثلا ب ( ك ) . وهنا القاعدة تصبح نفي النفي . أو تمثيل المثل . أعتقد أن الأطلاق النهائي يتمثل في حالة العماء النهائي وتكسير أي صنمية مفترضة لصورة ( الله ) في أذهاننا رغم ميلنا الطبيعي لتنزيله في الجمال والخير يظل هذا التنزيل يفقد المطلق إطلاقه .فهو كل ما نعتقده ولا نعتقده .
|
|
|
|
|
|