|
نظرتُها .. فأحببتُها .. ثم قبلتُها .. قبل أن تضع مولودِها بعشرة أيام فقط
|
يا لك من وقح لا يستحي ...!!!
مهلاً سيدي .. دعني استجلي لك الأمر .. ربما ليس كما تعتقد، كانت أفتن الإناث وأجملهن، أقلاه، من وجهة نظري. الرجل في المناطق الباردة، هو الذي يوسم اسم عائلته الفخيمة على زوجته، فما يحمد لشخصي الضعيف، قلب هذه القاعدة القعيدة، رأساً على عقب. فجعلت أنثى المناطق الحارة (الجنوب)، تفرض اسمها على الرجل، فنصبت من اسمها عنواناً لهويتي.
يا لك من فيلسوف سمج ..!!! مهلاُ سيدي ... دعني أكمل لم تمتلك من مفردات الجمال المادي، الذي يعتنقه أمثالك من ضعاف العقول، شيئاً. كانت تذكرني جدتي التي قضت نحبها قبل عشرون عاماً، بعد أن بلغت قرناً من السنين. فلونها أقرب للسواد منه للسمرة، شعرها سميك مجعد مثل برادة الحديد التي تعرضت لمجال مغنطيسي "شواطين المغنطيس" ، رجليها قصيرتين نحيفتين مثل مسواك جدي، عينيها صغيرتين غائرتين، لا تتناسب وفمها الوديع الذي ينتأ للأمام، ويدعوك لما لا يحمد عقباه.
يا لك من نزق سافل .. !!! سيدي .. أرجوك دعني أكمل ومع ذلك أحببتها وقبلتها قبل أن تضع مولودها بعشرة أيام فقط .. ما يؤلمني هو هروبها المفاجئ، أبسبب تلك القبلة اللعينة .. أم أنه يتعلق بأمر لا دخل لفمي فيه. أحبتني بكل كيانها .. وأغدقتني بعواطف أنثوية دافئة، لا تمتلكها أكثر الإناث أنوثةً وغنجاً ..، كنت ألمح ذلك من نظراتها.
وجدتها بقارعة الطريق، على تخوم إحدى الحدائق، وأنا أتجول قافلاً نحو بيتي، فلمحتها .. حدقت فيّ .. أبطئت من خطواتها المتثاقلة .. لم تشدني بجمالها، الذي كانت تجلس على نارة الحامية، بل أغرتني بنظراتها الفاحصة. تبعتها .. تمنعت كما تفعل الاناث عادة، بحكم خبرتي ، أدركت أنه التمنع أيان الرغبة. لم أتفوه بكلمة وضعت يدي عليها .. شعرت ببرودتها، وهي تضع ثوبها الداكن على كامل جسدها النحيف. لم أدري في حينها أنها حبلى وفي أيامها الأخيرة، ولو كنت أعلم، لترددت في تقبيلها، تلك القبلة الدافئة قبل أن أدعوها لتعيش معي في منزلي. كانت تلك العشرة، من أفضل أيامي اليوانع، أسكرتني بذلك الاحساس الأنثوي الرائع. ثم وضعت مولودها، كان مثلها تماماً إمتداداً فطرياً لها، لم تسعفني الأيام لأحبه، كان قد قضى نحبه فخيم حزن الدنيا عليها، فهربت من منزلي خلسةً دون علمي. حزنت عليها حزناً عظيماً .. ووفاءً لذكراها العطرة أطلقت اسمها على نفسي، فصرت أبي القنفذ.
|
|
|
|
|
|