اعداد رفعت الزهرى الخرطوم - أ ش أ أكدالمراقبون فى السودان أن تحالفات زعيم الحركة الشعبية المعارضة جون جارانج مع اكبر ثلاثة احزاب سياسية ودينية شمالية انقذت شعبيته التى بدأت تنهار فى الجنوب وحركت بورة للتوتر بين قوى الشمال الحاكمة والمعارضة وجلبت ضغوطا دولية جديدة قد تدفع حكومة الخرطوم فى نهاية المطاف لانفاذ طرح العاصمة القومية العلمانية . وفى هذا الاطار يعتقد المراقبون ان جارانج يضع عينه من خلال هذه التحالفات على دعم الخلاف بين القوى السياسية الشمالية المعارضة من جانب وحزب الموتمر الوطنى الحاكم من جانب اخر وبالتالى عدم حصر الخلاف بين الجنوب ممثلا بشكل رئيسى فى الحركة الشعبية وفى الشمال ممثلا فى الحكومة او الحزب الحاكم وذلك بعد ان جر احزاب الاتحادى الديمقراطى والامة والموتمر الشعبى لمشاركته فى الدعوة للخرطوم كعاصمة قومية اى لاتحكم بقوانين اسلامية. وبالتالى لايستطيع احد ان يتهم جارانج بعد هذه التحالفات بأنه هو الذى يطالب منفردا بعلمانية الخرطوم وذلك لان قادة الاحزاب السودانية الاسلامية الكبرى يطالبون بذلك فى اعلان القاهرة الذى وقعه مع امام الطائفة الختمية رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى المعارض محمد عثمان الميرغنى والصادق المهدى امام الانصار رئيس حزب الامة القومى المعارض وفى ورقة العمل الموقعة مع نائب الشيخ حسن الترابى مهندس القوانين الاسلامية الحاكمة حاليا فى السودان. وفيما يتعلق بأهمية توقيت تحالفات جارانج الاخيرة يرى المراقبون ان هذه التحالفات جاءت فى وقت كان الحزب الحاكم فى الخرطوم يسعى خلاله لعقد تحالفات مع احزاب المعارضة الشمالية وقد بدأها بالفعل مع حزبى الامة والاتحاى غير انها كانت تسير بطيئة بطء السلحفاة ولم تصل بعد لحد توقيع اتفاقات وهو الامر الذى جعل جارانج يسارع لقطف الثمار التى حان قطافها وفى لمح البصر وخلال اسبوعين تمكن من عقد تحالفين مع اكبر ثلاثة احزاب. وحمل المراقبون حكومة الخرطوم المسئولية عن هذه التحالفات وذلك لانها كانت تتقدم خطوة وتتأخر خطوات خلال تقاربها مع احزاب المعارضة الشمالية كما رفضت منذ بدأت جولات السلام مع الحركة الشعبية تحت راية الايجاد فى التسعينات من القرن الماضى وانتهاء بمفاوضات مشاكوس اشراك المعارضة الشمالية فى هذه المفاوضات التىتتناول قضية مصيرية تهم كل الشعب السودانى بل ولم تطلب الحكومة مشاركة قوى شمالية الا موخرا كورقة ضغط على الحركة الشعبية اذا لم تلغ فكرة العاصمة القومية. وذهبت الحكومة الى تدارك خطأ قصرها مفاوضات السلام على الحركة الشعبية باعتبارها ممثلا لجنوب السودان ودعت موخرا الى اشراك قوى جنوبية اخرى فى عملية السلام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة