|
Re: تناقضات الحكومة توحد المعارضة (Re: الكيك)
|
لمن لا يهمه الأمر:
معارضة على كيفي!
من المقولات التي دخلت التاريخ من أفخم مزابله ما قاله بوق كبير في إحدى جمهوريات الخوف: إذا كانت هناك معارضة لحكومتنا فإن الرئيس القائد هو زعيمها! للأمانة فقط، لا يمكن أن نصف كافة رموز نظام الإنقاذ الحاكم في السودان بأنهم من هذا الصنف الديناصوري، في الفترة الحالية على الأقل· مع ذلك، يلاحظ أن ردود الفعل الحكومية على اللقاء الثلاثي، الذي عقد في القاهرة بين الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني وجون قرنق، تثير الضحك المبكي إذا لم تثر غيره من المشاعر المختلطة· بعد الترحيب بالاجتماع وما توصل إليه، تحاول رموز حكومية بارزة وذات يد عليا في المطبخ السياسي أن تسير المعارضة في مسار ترسمه لها الحكومة· تقرأ بعض الرموز دلالات اختيار مكان الاجتماع (القاهرة وليس أسمرا)، والمواقع والجهات التي قدم منها الزعماء الثلاثة· وتسعى لتسويق تمنيات غير حقيقية: كان من الأجدى أن يعقد الاجتماع داخل الوطن، وليس برعاية أجنبية· كان من الممكن أن يؤدي إلى بشريات (·· وأخيراً عرفنا من أحد حُماة حمى التعريب والأسلمة القسرية كيف يكون جمع بُشرى، أو بشارة!) أفضل لو تم مع الحكومة· ويطلب من اللقاء، الذي يصفه بأنه مفترق طرق، أن يدعم جهود الحكومة مع الحركة ويمهد الطريق لتصالح وطني شامل، و إلاَّ أصبح مجرد محور جديد لمعارضة الحكومة، وتأزيم الأوضاع ·· ويكون له تأثير سلبي! نقول إن الأمنيات الحكومية غير حقيقية لأن النظام هو الذي يعيق بكافة السبل والذرائع توسيع نطاق مفاوضات مشاكوس، لتشمل كافة القوى السياسية، ولا تقتصر على طرفين يمثلان لونين فقط من قوس قزح السياسة السودانية، المتعدد الألوان· لا نحاول ولا نسعى للدفاع عن الزعماء أو أحزابهم، فلهم من يشرح مواقفهم واختياراتهم ويدافع عنها، لكننا نود طرح سؤال للمسؤول الحكومي رفيع المستوى، الذي يرى أنه كان من الأجدى عقد الاجتماع داخل البلاد وليس برعاية أجنبية: أليس من الأجدى فعلاً إلغاء القوانين المقيدة للحريات قبل إطلاق هذه الأمنيات عابرة الأوهام؟ ما الذي يمنع الحكومة من اعتقال الزعماء الثلاثة لو اجتمعوا في الداخل لأنهم، ببساطة، يخالفون القوانين السائدة في البلاد؟! ولا يكتفي المسؤول بذلك، بل يضيف لنا من الأمنيات بيتاً خرباً، حين ينادي بأن لا يكون اللقاء بداية لمحور معارضة جديد ضد الحكومة! في ظل هذا التشويش عالي الذبذبة، كيف يمكن قراءة توجه الحكومة في السودان تجاه مسألة مصيرية تتعلق بمستقبل الوطن؟ ما نرجوه ونتمناه، أن يكون ما قرأناه ليس صحيحاً، خاصة وأنه يخالف دعوة رأس النظام لأعضاء وقيادات حزبه الحاكم بالاستعداد لمواجهة أحزاب المعارضة، مما يعني أن في الأفق تغييرات تسمح بتحويل هامش الحرية الضيق والخانق، والذي يظل هامشاً في خلاصة الأمر، إلى متن· نتمنى ذلك لأن الأمنيات رفيعة المستوى تعني أن هناك من يود أن تكون المعارضة وفقاً لمقاييسه، وعلى كيفه!
إيهـاب خيـري
[email protected]
---------------21/5/2003 22/5/2003 23/5/2003 24/5/2003 25/5/2003 26/5/2003 27/5/2003
| |
|
|
|
|