عندما تكتب سيدات وآنسات البورد تاتي الكلمات جميلة والتعابير بليغة ومهذبة حتي في اعتي لحظات ثورتهم وغضبهم. وحتي عندما يجنحون الى الدعابة والفكاهة نجد ان كلامهم لا يخلوا من الرمزية الهادفة.
لكن عندما يكتب (رجالات) البورد عن الامور التي تخص الوطن ومشكلاته دائما ما تسيطر عليهم انفعالاتهم ومصالحهم الخاصة فيكون الكلام ذو رائحة نتنة وتاتي الحروف مسمومة والمعاني ملغومة. وتتراوح هذه الصفات من رجل الى اخر حسب تمكنه من ناصية اللغة او حسب حجم الجماعة التي تسانده.
ما يقوم به (رجالات) البورد هنا لا يختلف كثيرا عما يفعله رجالات الحكومة التي ننتقدها ونطالب بازالتها. (رجالات) البورد هنا يمارسون نفس هوايات قادتنا اليوم من ضرب تحت الحزام وترصد لاخطاء الاخرين وزرع الفتنة والريبة بين الاخرين. رجالات البورد هاهنا يتقاتلون كما تتقاتل الاجنحة والمجموعات التي على دفة الحكم. فالذي يهاجم بالكلمات سوف لن يتواني عن السجن والتعزيب اذا توفر له ذلك. والذي يرمي بالشتم سوف لن يتواني عن الرمي بالرصاص اذا امتلك السلاح. فها نحن نعيش مستقبلنا في اطوار تكوينه الاولي.
والحقيقة المؤسفة هي انه يمكن اعتبار ان نموذج الشخصيات التي تشارك بارائها هنا عبارة عن عينة احصائية تعكس خواص الجماعة التي سوف تحكم السودان مستقبلا. فهؤلاء هم مثقفينا الذين يتواجدون على الساحة حاليا. وها هم يفشلون في الوصول الى حد ادني من التفاهم وبالتالي فان مستقبل السودان يكون قد صار على كف عفريت (على ايديهم حتي قبل ان يبداءوا).