الهم الكبير ..... الوطن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2003, 09:42 AM

BousH
<aBousH
تاريخ التسجيل: 04-19-2002
مجموع المشاركات: 1884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الهم الكبير ..... الوطن


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الوطن

    الوطن سكن كل فرد يفترش ترابه ويلتحف سمائه، يأوي إليه من الحر والقر ويعود إليه عندما يريد الراحة من عناء العمل، ويحن إليه عندما يكون بعيداً عنه، فهو مصدر الرزق يغدو صباحا في أرضه الرحبة، يحترف فيه الإنسان أسباب معاشه ليرفع عن نفسه وأسرته غائلة الجوع أو يسد حاجته الملحة أو يراكم رصيده
    …. يفتح خزائنه صباح، مساء، يعطي كل إنسان ما هو مقدر له من السماء وفق ناموس بذل الأسباب، فهو الوجاهة الاجتماعية يهيئ الأسباب لأهل الطموح لمزيد من العطاء و مزيد من الرغبة في خدمة الآخرين ليرتقي سهم الهرم الاجتماعي وفــق قابليته وسعده و المكتوب له …. فكل ترابه وفضائه ومياهه فرص عمل، في جوفه نفط وغاز ومعادن، ورمله مادة لكثير من الصناعات وشمسه طاقة وبحاره ماء قراح … والوطن الهوية وليس منا بدون والوطن الانتماء والنسب والدوحة …. فيه ذكري الفروسية وأطلال الشعراء وقصص الكرم الوفاء … والوطن الحضن الدافئ والسياج المنيع، والصخرة الشماء التي تتكسر عليها مؤامرات الأعادي … رماله وصحاريه وينابيعه الجافة ووديانه التي قتلها العطش وزواحفها السامة وحشراتها الضارة وبواديها الشاسعة وجبالها الشاهقة، تعني لنا رمز للتسامح ومصدر للعزة وموئل للكبرياء ومبعث على الفخر, وكانت الحماسة تبلغنا إلى حدٍ جعلت، الفقر والمرض والجهل في الوطن امتحان للصبر واختبار لحكمة الشعب، فلا الحرمان والجهل والمرض هو المهم بل المهم أن تبقى الراية مرفرفة والسيوف لامعة والبنادق محشوة بالبارود أو الزغاريد،، رغم أن الجهر بالحقيقة في المجتمع يعتبر خروج على النص وتعريضاً للثوابت وهزاً للأركان والأعراف …ورغم أنها لم تتوفر فيها للكائن الكرامة والحرية والعدالة والطمأنينة المعشية في سائر وجوه الحياة … فقرٌ مدقع لسبب لم تقترفه يداك وذل واضطهاد وأيادي مكبلة وأفواه مكممة وأرواح تجأر بالآلام والعذابات …. وعيون باكية وأناس جائعة والسنة مقطوعة وقرى محروقة وضواحي منسية ولا يقوى الإنسان أن يقول لا ولا يجرا على أن يتظاهر ضد إسرائيل أو ضد غلاء الأسعار أو ضد بطش الحكام أو ضد الفساد أو ضد التميز العنصري والطبقي والإقليمي أو ضد نفسه بصفته يغرد خارج السرب … وآخرون محرومون من أبسط بديهيات العيش الكريم فضلاً عن الطعام والشراب اللذين يحتلان أدني القائمة بصفتهما من الكماليات ….

    السودان

    اكبر الدول مساحة في إفريقيا والوطن العربي وتاسع في العالم ، مترامية الأطراف ذات تركيبة إثنية ،دينية ،ثقافية وقبلية ، متعددة ومتباينة من حيث الأعراق والثقافات والديانات فيها أكثر من خمسمائة وثمانية وخمسون قبيلة من أصول إفريقية وعربية ، امتزجت مع بعضها البعض فكانت هوية الســودان .

    مشكلة السودان
    1. أزمة الهوية: وعواملها: الدين والثقافة والعنصر
    2. عدم اعتراف البعض بالواقع التنوعي ، اجتماعياً وثقافياً
    3. الطغيان السياسي
    4. سوء توزيع الثروة والسلطة ثم الفقر والتحلل الاجتماعي و الأخلاقي
    5. عدم شرعية الحكومات
    6. غياب التنمية المتوازنة أدت إلي حرمان المواطن من الخدمات الضرورية ثم تراحيل الجوع والمجاعات والبطالة والبؤس والشقاء .
    7. غياب هيبة الدولة ثم الخلل الأمني و الحروبات القبلية و النهب المسلح …..
    8. الإهمال الثقافي من الجهاز الإعلامي, حيث لم تجد نفسك في الفضائية الســـودانية إلا بعد حمل السلاح
    9. عدم تطابق القول، العمل في القرار السياسي
    10. وجود برامج معلنة وأجندة مستترة ووشائج غير حميمة
    11. معالجة الأمور بحقائق ناقصة
    12. تجاهل الأطراف المعنية بالاتفاقات وعدم تطبيقها مع وجود فارق بين الوعود والأفعال.
    13. انعدام الثقة بين أطراف التفاوض مع عدم وجود مراقب لتطبيق الالتزام
    14. الجري وراء المبادرات التفاؤلية
    16. عدم وجود الإرادة لتجاوز المرحلة إلى مساحة جديدة يكون التعامل فيها أكثر جدية وواقعية وموضوعية بعيدا عن ثقافة الحرب والمكايدات السياسية.
    17. تغييب الإرادة الشعبية بكل تجلياتها واستئثار السلطة السياسية بكل شئ وإصرارها على لعب كل الأدوار وأداء كل الوظائف.
    18. انعدام الشفافية بين الأنظمة السياسية الحاكمة.
    19. المزايدة والاتجار بالشعارات الكبرى ورفعها لافتة على الواجهة لتبرير كل الأخطاء والخطايا المميتة ( المراهقة السياسية الثورية )

    20. غياب العدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية
    21. التميز العنصري والقبلي والطبقي
    22. انتشار القبلية في مؤسسات الدولة


    عناصر المشكلة
    1. الشعب السوداني
    لجهلهم بحقوقهم ووجباتهم وقضاياهم الجوهرية وانحرافهم عن وطنيتهم وتبعيتهم لتوجهات الغير وخضوعهم للأنماط المضللة وترسخ روح العجز والاتكالية ،فطمست بصيرته وفقد العزة والقوة والكرامة ،فاستعبدتهم النخبة التسلطية التي تتخذ نيابة عنهم القرارات التي تمس صميم حياتهم في الحقوق الشخصية والسياسية والمدنية في البيت والمدرسة ومكان العمل من دون استشارتهم وتتعدى على حقوقهم وتبقيهم جهلاء تحت ظلال البدع والصوفية الأعمى وروح التقليد الغاشم نكرانا لحقوق العقل لكي تبقيهم خانعين وتنكر عليهم حقهم في القيام بدور فعال في الحياة ، وتشوه كيان الفرد الخلقي بالقضاء على الشجاعة والنزاهة من اجل تدعيم سلطتهم المطلقة التي تؤدي إلى الفساد والانحطاط لتؤثر سلبا علي الدين والعلم والتربية والأخلاق والمال…….( إن الطيور التي تربت على القفص لا تجيد الطيران حتى وإن أطلقت سراحها)


    2. الحكومات التي تعاقبت على السلطة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا
    تتحمل الحكومات التي تعاقبت على السلطة ،الديمقراطية الاسمية منها والدكتاتورية العسكرية، مسؤولية عما أصاب البلاد من التفكك والشعب من المتاعب والحروب الأهلية والعنصرية والطائفية والذل والهوان ، فهذه الحكومات أبعدت المواطن من شؤون الحياة النبيلة واختارت له الرذيلة والدمار بواسطة الحروب والكوارث المصطنعة مثل المجاعات والفقر المدقع والأمية والتخلف والأمراض المستوطنة الفتاكة المتفشية كالشلل والسل والدرن والملاريا والإيدز والفشل الكلوي والعمى وغيرها من المصائب التي حلت بالشعب ، ولا ننسى الجفاف والتصحر اللذين ضربا البلاد حتى كادت الأرياف والقرى والمدن الصغيرة في شمال الإقليم الشمالي وشمال كردفان وشمال دارفور تتصحر وفي كل عام تزحف الصحراء جنوبا واصبح المواطن على الترحال الدائم ،إذ يفتقر غالبيتهم إلى أهم خيارات الحياة الأساسية ،أي البقاء على قيد الحياة والوصول إلى المعرفة والحصول على الحد الأدنى من الخدمات مما أرغمهم على الهجرة بحثا عن وسائل العيش الكريم وغالبا ما يجتاز اللاجئون حدودهم الوطنية …. وتآكل البيئة الحياتية التي تقوم عليها الحياة وشح المياه الجوفية واقتلاع الغابات والأحراش وتآكل الأراضي الزراعية وانجراف التربة وتلوث البيئة وتدهور الأحوال الاقتصادية والفقر والبطالة والصراع على مصادر المياه والأراضي من القضايا الشائعة والبارزة .
    فالمصائب الاقتصادية كالفقر والبطالة ونضوب الموارد المتاحة وسوء إدارة هذه الموارد تؤدي إلى شحن البيئة السياسية والاجتماعية بالتوتر وتمزيق النسيج الاجتماعي وإشاعة القلاقل والاضطرابات في صفوف الفئات الاجتماعية خصوصا منها الفئات الدينامية الشابة والطموحة ، فيعتقد العالم السياسي المكسيكي : جورجي كاستنيدا ( أن ليس أمام الشباب الذين لا يجدون عملاً ولا رزقاً سوى خيارات ثلاثة :
    1. الهجرة 2. التسكع في الشوارع 3. إعلان الثورة
    فالحكومات منذ فجر الاستقلال لم تعطي المهمشين بمختلف أعراقهم ودياناتهم وأقاليمهم أقل الحرية والمساواة والعدالة في توزيع السلطة والثروة، بل فرقت بين هذه الأمة، فمنها مواطنون من الدرجة الأولى، يعيشون ويتمتعون بحقوق السلطة والثروة على حساب الآخرين، وآخرون من الدرجة الثانية والثالثة كعربات القطار، وأقامت هذا المجتمع على الفساد والإفساد وأورث الضعف والذل وجلبت الفقر وأشاعت التخلف والأمية وأغرقت البلاد والشعب في الديون المعلنة وغير المعلنة، صرفت في قنوات غير معروفة، ووسعوا دائرة الطغيان وسخروا الوطن لدوائرهم وقبائلهم وأسرهم ودمروا مقومات السيادة والحرية السياسية والاقتصادية والعدالة الاجتماعية، واحتكروا السلطة والثروة والقانون والتجارة وسكنوا في العمارات الشامخة المجملة بالحدائق الوارفة والعربات الفارهة والنوافير وجلسوا فوق السجاد الإيراني في تل من البترول والذهب وتناولوا القهوة التركية والفواكه والخضر وأطعمة أخرى مما تشتهيه الأنفس والخدم يقولون (الطعام جاهز يا سيدي ) وانفردوا بالتصرف في شؤون البلاد والعباد دون مشاورتهم وهربوا أموال الشعب وقضوا وقتهم على ملذاتهم، يشاهدون على ما يحبون ويهوون من الأفلام السينمائية وحولهم الخلفاء والمقربون والخائفون والعمال وصناع القرار ورؤساء أجهزتهم العسكرية وقراء تقاريرهم وآخرون يقلبون ظهورهم على بطن كلمة عارضة رماها الجبارة أو نظرة ألقاها بين قدح وآخر …، يسومون شعوبهم أسوا التصرفات السادية الوحشية …وجعلوا من الأمية والتخلف والمرض والجوع والحروب القبلية وسيلة لحماية سلطاتهم ومن الشعب قطيعة من الأغنام ومزارعا خاصة لتكون السكين جاهز على عنق الضحية، وغابت السيادة القانونية في الأجهزة العدلية وكثر الإعدامات وطلبات الاستئناف وشهادات الزور، وذهبت العائدات الى جيوب القلة الحاكمة بغطاء من التضليل السياسي والاعلامي بعيدا عن مكاشفة الشعب بالحقيقة المرة مع عدم وجود برلمان تحاسب الحكومات في طواطئها في انتهاك السيادة الوطنية، وقدموا للمناطق المهمشة عنصر عدم الاستقرار واستهدفوا الأبرياء وألبوا القبائل ونشروا القبلية في مؤسسات الدولة وفرقوا بين القبائل عن طريق الحروب وأقاموا مؤتمرات للصلح والتعايش السلمي بشعارات كاذبة وآليات هشة واستغلوا ذرائع الخلل الأمني والحروب القبلية الطاحنة لاستئصال الجماعات والأعراق التي لا تنتمي إليها عرقا أو ديننا واستثمار الوضع واستنذاف إيرادات الولايات من الأموال في مؤتمرات الصلح ونثريات الأجهزة الأمنية المغتربة للكويت الغربي ( دارفور) تتمكن من خلالها تحريض قبائل على الأخرى عن طريق عدم تطبيق وتنفيذ قرارات وتوصيات مؤتمرات الوجهاء التي تعرض أرواح الأبرياء مشاريع للاستثمار، فكانت تدفق أعداد كبيرة إلى المدن تاركين قراهم ومزارعهم ومصادر رزقهم مما أدى الى تفشي الأمراض والجوع والفساد في الأوساط النازحة وأصبحت مفاوضات الوحدة والقرارات والتوصيات والاتفاقات، مناورات سياسية وبند لإهدار الأموال وسياحة لتلامذة الساسة لذا مات الفرح على يدي صانعيه، أحدهما كان يبتسم في الظاهر ويدير الغدر في الخفاء ليفاجئ الجميع بما لا يشبه أجواء اتفاق ولا يناسب حالة الفرح العارم والتفاؤل المتعاظم الذي باع فيه نظائر الرجل المتسرع السمن واستثمر عائد الأحلام وركب الخيال حتى الزواج وميلاد الولد ثم تأديبه بالعصي التي كسرت زجاج الثمن (راس المال الوحيد )…. دون أن يدركوا أن التجاهل بالحقائق مخاطرة ومغامرة وأن مسلسلات الاستدعاءات والتحقيقات والحبس والسجن والاغتيالات وجرائم التعذيب، ينظر إليه المجتمع نظرة وليد غير شرعي ….هكـــذا يقول المتشائمون الذين راهنوا على عدم مصداقية الجبابرة ويحذرون من تصديق أقوالهم أو الثقة في وعودهم وعهودهم..كقول أبو الطيب المتنبي في وصف الحمى :

    ويصدق وعدها والصدق شر × إذا القاك في الكرب العظام

    لان الجبابرة لا ثبات لهم على ما اتفق عليه … والوفاء للحليف بعدم بيعه أو أكله أو رميه في المطبات والتسلق على أكتاف البعض.. وفي الظاهر يقولون (يربطنا حبل ويقطعنا سيف ) ولكنهم لا يريدون اتفاق يحقن الدماء ويحفظ البلاد ويسعد العباد وينهي شرور الحرب والتنازع، بل يسلكون طرق التوعد والوعيد والتهديد بالاستئصال والعمل من تحت الأرض ويقومون بأدوار المهرجين الذين يضعون مساحيق فائقة الألوان لجلب السرور للمتفرجين دون أن يدركوا أن الضحكات الرنانة التي تضج بها مدرجات السيرك، ما هي إلا رعشات خوف وأن هناك دموعا خفية تنحدر مدراراً من أفئدة الجماهير الفقيرة التي حرصت على الحضور لرؤية العرض الجديد لأنها اكتشفت بمفردها الحقيقة المرة في تسخيرها كوسيلة لإقناع العالم ببراءة سلوكهم من خلالها ، متجاهلين أن الشعوب أضحت تعرف جيدا بين الكوميديا الساحرة وبين تراجيديا الواقع وشتان بين الاثنين ……هكـذا تربى صغارهم على أموال الناس وثمن أكتافهم بأموال الناس ..ومات بعضهم كغيرهم من الناس ،وهم يغطون في نوم بين الغيبوبة والإفاقة وضغط في الشرايين وتليف في الكبد والتهاب في المسالك وهم محاطون بقادة أجهزة الاعتقال والاغتيال والتعذيب يتصفحون وجوه من يحفونهم بعينين غائرتين قرأ بعضهم فيها الهلع وبينما لمع آخرون فيهما وميض ابتسام آفل ..واشترك المقربون كلهم في إظهار الامتثال واللوعة ، فقبلوا أيديهم ودعوا شعوبهم الى الوحدة والتضامن واليقظة في الأيام العصيبة هــذه وثوى على أريكة ورسم صورهم بالزيت والماء والحبر والطبشور والصلصال ،جمعت من حجارة الشواطئ وفتات الصخر ومربعات السراميك وحبوب القمح وقٌصت في العاج وشذبت في العشب ونسجت في السجاد وثبتت على الأشرطة على نحو لم يسبق له مثيل ولا شبيه منذ فجر تاريخ البشر وسطر أسمائهم على صفحات الصحف في أنحاء المعمورة وتهجاه آلاف المذيعين في مئات اللغات وفاتحة تقارير الإعلامية والحزبية وخاتمتها ورفعت عقيرتها بإنشاده أصوات الجراميز النحيلة ورتله الخوارنة في تبريكاتهم وتجمد أسمائهم على شفاه الأسرى والمعتقلين وسميت بهم المدن والساحات والشوارع والجادات والقصور والجامعات والمدارس وسلاسل الجبال والممرات المائية والمصانع والمناجم وتعاونيات الإسكافيين وحضانات الأطفال والمراكب ولم سلم إلا قولنا والقمر (أبو الشعوب ، المرشد العبقري ، ميكانيكا قاطرة التاريخ،الزعيم الروحي،القائد الأممي.. الخ….) هكـذا ماتوا ودفنوا ولكن ميتتهم عنيفة كرد فعل لطغيانهم وبطشهم ودسائسهم ومؤامراتهم للشعوب ، وأصابتهم لعنة الشعوب والأمراض المزمنة سراً في حياتهم وجهراً بعد مماتهم .
    حيث نسي الطغاة قول الحكماء :
    ( إن اكبر تقدير لربان الباخرة التجارية أو البارجة الحربية التي تهددها الغرق أن يكون آخر المغادرين منها، ولو لم ينجح في مغادرتها )
    ولكن رغم ذلك لابد أن نعلم أن محبة الوطن ليست حزمة من الحطب تحترق مرة واحدة،،،وأن أسرار قلوب الرجال تواريخ غير مكتوبة وأن إرادة الشعوب ليست صيدا سهلا كما يتصوره المغامرون ، بل سيكون تصدية للعدوان ضاريا لا يرحم الذين يتورطون في التجاسر على السيادة الوطنية وسلامته وأمن شعبه ، حتى وإن توترت الأحوال والعلاقات وتصاعدت الصراعات ، ، لكتابة رواية ما في ظلال لوحة مشتركة ما بين الدهشة والسخرية والحزن والشفقة ،لتفتح الخرطوم نوافذ قلبها وترتدي قميص ضحاها المطرز بخطوط ضوء شمس الاستوائية وروافد نيلها الملونة بهوية بنيها وسكانها وغاباتها ،فهي رمز لبطلة الفقر والغنى والقرية والجامعة والحنين الدائم رغم متغيرات الحياة ..،،،،
    وعلينا أن نرص الصفوف وأن نقاوم ما فسد في العباد، والأوبئة والكلاب السمن، الذين حاصروا الناس بالعسكر والمجاعات وصفارات الإنذار وجثث الاغتيال والأمن والاستخبارات وشهوة السلطة وتلاعب الماضي والحاضر في وسط المدينة، ليهتز الحصان، ويميل السيف من قبضتهم، لنحكي عن حياة الرجال والنساء والبلدان بعيداً عن الانفعالات العاطفية الآنية، لنجسد المعاناة الناتجة من هذه المفارقات البغيضة ونموت ونحن نحكي وندافع عن الآخرين …ولنشكل من ذلك، الوجه النبيل للكفاح،،، ولنكون أول شهداء صدقه وليكتب كل واحد منا نفسه في قائمة الأبطال الراحلون … لتولد الحرية والمساواة من رحيم النضال ولينضم الأحرار في قافلة الشرفاء ،لصناعة عالم فاضل كريم من أفكارنا ،وفق النظم الفطرية للوجود الإنساني الأصيل لبناء حضارة عظيمة في أودية البلدان تحت مظلة نهضة علمية وثقافية ،لننجز الاكتشافات والاختراعات التي تقود إلى الصناعة وتراكم الثروة ومن ثم القوة ،بعيداً عن تباين الرؤى .

    3ـ الأحزاب السياسية التقليدية:
    رؤساء الأحزاب العائلية وممثليهم في ربوع السودان، مسؤولون من الحروب الدينية والعرقية والانقسامات الجهوية والتنافر والتناثر بين الشعب الواحد ،فهذه النخبة عاشت وأقامت أحزابها على التضليل والشعارات الكاذبة والوعود الأسطورية والخطب الدينية المجملة بالآيات والأحاديث وسير الصالحين ،فأضعفت البلاد وأخرت العباد عن النهوض والتقدم وخير لها التخلف والأمية وسعوا في إجهاض وإسكات الأصوات التي تنادي بالتغير ومطالبة الحقوق وتركوا الناس في جسر من المعاناة ليكونوا مصدراً للأصوات الانتخابية المزيفة ومادة للكرنفالات الاعلامية وزيارات الساسة والسادة …….

    4ـ المثقفون السودانيون :
    المثقفون يتحملون ذنب ما نحن فيه ،ووزر ما أصاب البلاد من الهوان والتفكك ، لان المثقف السوداني كان ولا يزال يظاهر الحكام والحكومات ورؤساء الأحزاب المضللة ،ويسكت عن الباطل إرضاءً لهم وسدوا رمق تطلعات الشعب المعيشية والوظيفية والتنموية ، وهـــم أقسام :

    1ـ مثقف: اللامبالي بقضايا الشعب يدفن من مات ويزور من مرض ويعالج جرحى الحروب ويموت مع الآخرين جوعاً وعطشاً ومرضا.
    2ـ مثقف: خادم الحكومات والبيوتات الحزبية ومستأنس للبرلمانات المزيفة، يبيع أهله ويشتري ويذهب إليهم عند حاجة الساسة والسادة، لجلب الأصوات وإسكات الاحتجاج …وتهدئة الحروب القبلية الملتهبة وخواطر المنفعلين وتقديم التعازي للأسر المنكوبة إنابة عن الحكومة.
    3ـ مثقف:لم يقبل الذل والهوان والظلم والطغيان، فجهر بالحقيقة ثم وجد نفسه بين القضبان والزنزانات أو سافر بعيدا عن الأوطان رمى بنفسه في أحضان الغرب والشرق غير آسف واستحل الحياة العبثية بديار الآخرين وبكى على اللبن المسكوب الذي أراقته الحكام في أزقة الخلفية أو جعل من قاع البحر الموحش ملاذا آمنا بسبب الأنظمة القابضة على ناصية الوطن والتي ارتكبت كل الفواحش ما ظهر منها وما بطن في سبيل الحفاظ على السلطة.
    والمثقفون عموما، أغمضوا أعينهم وأطبقوا أفواههم ووضعوا أصابعهم في آذانهم وحذروا المناضلين وناموا على القضية من جيل إلى جيل … فلا قيادة للشعب ولا مظاهرة ضد الطغاة والجبابرة ولا إصدار للبيانات والمنشورات ولا تجمعات ولا خطابات على المنابر والمنتديات ولا إضراب ولا اعتصام ………


    إفرازات الحرب والألاعيب السياسية:

    خلفت الحرب، الدمار والخراب وخسائر فادحة في الأرواح، والأيتام والأرامل والنساء الثاكلات والشيوخ والعجزة والألغام وهجر الناس القرى والمدن ودمرت الاقتصاد ودخلت الأحزان في كل بيت والفقراء ازدادوا فقراً واختفت الطبقة الوسطى , والمجتمع ازداد تحللاً والسلطان ازداد بطشاً وطغياناً مع الهلع ليصطاد كل طائر يطير بجناحيه وانتشر الفساد الإداري والأخلاقي والجسماني وابتلا رب العباد، البلاد والعباد ببلاوي شتى ، فأضحت الكوارث والوحوش البشرية أعداءً وأصبح التفاوض بين الحاكم وحامل السلاح ضده وغابت الأغلبية وغابت معها الفاعلية وأهدرت التجارب وتجاهلت الحقائق ، فكان ميلاد العداوة و الشحناء والغش والخداع وأكل الربا والمال الحرام وفعل الزنا وشرب المسكرات واستعمال المخدرات وانتشار الإيدز وقول الزور والحروب العرقية والقبلية والطائفية ،فراح أبناء المناطق المهمشة والمتخلفة يحاربون بعضهم بعضا بكل وحشية وحيث لم يتقاتل الناس ويسود الفساد ، تربعت على حكم فئات غير كفوءة دمرت الاقتصاد والحرث والنسل والأخضر واليابس بسوء إدارتها وأخطاء تخطيطها وأصبحت المجاعات ظاهرة شائعة ومثلها ظاهرة الهجرة والنزوح وتلكوء التنمية وتقوضت الوحدة الوطنية ،،،، وأصبحت الخرطوم كبلدة خرافية دخلها الغزاة المنتصرون في خيال المحارب المهزوم وأصبحت قصة مأساتها تروى على كل لسان ،وثار بآلامها ومحنتها خواطر الشعراء وأقلام الأدباء واهتز بحديثها حناجر الخطباء على أعواد المنابر وفوق منصات المحافل …..ففي الوقت الذي صنع الناس رقائق الكمبيوتر والعرب من حولنا صنعوا رقائق البطاطس ( برنقلس ) ،، فنحن في السودان لم يحالفنا الحظ في أن نجد العصيدة والملاح في قدحٍ واحد ،، ورغم هذه الفوارق سوف تأتي العولمة لتجعل العالم قرية كونية صغيرة وتجعل من الإنترنت والبريد الإلكتروني والأقمار الاصطناعية وسلة اتصال بين الشعوب متجاوزة مجاهدات الأمن واستخبارات الدول المكممة لأفواه الشعوب .
    وفي حومة الصراع الدائر بين البشر وزحمة الشعارات وضجيج الاحتجاجات وأنين المظلومين واستبداد الظالمين وعسف الطواغيت، جاءت لحظة أمسك فيها الكثيرون بآليات العبور ,,,لعبور الخط الفاصل بين الأمل والضياع عندما انحنى النجم وخاصم القمر السماء وأبت الأوطان أن تنجب الثوار والأبطال ،ليرحلوا عبر البحار والكثبان في عتمة الليل البهيم بقارب صغير تشاكسه الرياح والأمواج والحلم ولوعة الطريق جسراً ممدوداً في صلب البصر

    السلام

    أدوات السلام:
    العدالة والمساواة والحرية الفكرية والسياسية والاقتصادية والتداول السلمي للسلطة واقتسامها بعدالة بين مكونات الأمة عن طريق كفالة القوت والمأوى والصحة والأمن والتعليم والعمل الشريف عن طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإعادة بناء الخدمة المدنية وتفعيل النشاط السياسي وتوزيع العادل للثروة والسلطة والحقوق الدستورية والاعتراف بالتنوع العرقي والثقافي، مع ردم فجوة الثقة ومرارات الحرب وعنف الدولة، عن طريق إشاعة العدل بأنواعه والمساواة في الحقوق و الواجبات بعيداً عن التعالي العرقي والشعارات والخطط العشرية الكاذبة والإستراتيجيات الجوفاء تحت مظلة الأحزاب العائلية والانقلابات العسكرية ذات برامج حزبية مستترة، مع حماية عناصر القوة والمؤسسات وسيادتها ومعالجة المشكلات التي تأثرت بها الخلفية الفكرية والاجتماعية من صراعات عرقية وجهوية والعصبيات القبلية والدينية التي أدت إلى إعدام الوطن على يد الحكومات المتعاقبة والمثقفين.

    الوحدة الوطنية:
    تعتبر الوحدة الوطنية سلاح فعال في حماية الحقوق والمخططات الخارجية ومقوماتها: السلام عبر التنمية المتوازنة والعدالة في توزيع السلطة والثروة وتوفير الأمن في أرجاء معمورة السودان وإعادة بناء الخدمة المدنية وتفعيل النشاط السياسي، ويجب أن يتم ذلك تحت مظلة الوحدة الواحدة وعلى طريق التسامح وقبول الآخر وعدم حرمان المواطن من حقوقه الطبيعية والمدنية والسياسية، من أجل تحقيق الغاية من وجود الإنسان، هي تلك التي يعيش الفرد فيها حراً ويخدم المجتمع بحرية وتسهر الحكومة على هذه الحرية وتكون الحكومة نفسها خاضعة لرقابة الشعب ….. ولكن الأحزاب السياسية المبنية على العقائدية والجهوية والطائفية الدينية والعنصرية العرقية تجاهلت الواقع المتنوع ودأبت في تحقيق الوحدة الوطنية عن طريق العنف المسلح والقهر السياسي، والتي أقحمت الشعب السوداني في حروب مستديمة من قبل الاستقلال إلى يومنا هذا، فحصدت الحرب الملايين وشردت الألوف.



    ديناري أبو زكريا
    كاتب من ضواحي بدار فور المنسية


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de