|
عــــلى جــــدار الـصـمـــت
|
هذه القصيدة لها حكاية معي أضـعـها بـين أيـديـكم كنت ذات عـناء في نقاش مع مجموعة من صعاليك الليالي الشعرية ودار النقاش في نواح مختلفة من هموممنا الشخصية والعامة وترددت أغـلب عـبارات هذه القصيدة في الحوار بـينـنا .. وأجـبرتنا ساعات الليل على الإنفلات إلى بيوتـنا وعـند النوم لم يستطع النعاس أن يسـتعـمر سـائر قـدراتي واستمرت المعركة بيني وبينه مدة لا أسـتطيع تقديرها الآن .. فقمت للعبث بالأوراق والقـلم هـذا مـا أذكـره جـيـدا .. ثم اسـتـسـلمت للـنـعـاس فاسـتـعـمـرني كامـلا وعـنـدما حـصـلت على اسـتـقـلالي مـنه وجــدت هـذه الـقـصـيـدة .. ومـا زلـت أشــعـر أنـني لـم أكـتـبـها ولـيـس بـيني وبـيـنها .. مـا بيني وبين سـائر قـصـائدي مـن ألـفة .. فـمـن تـعـرَّف عـلـيـها .. وادعـاهـا فهي لـه دون جــدال ... وشــكـرا .... = = = = = = = = = = = = =
.... عــلى جـــدار الــصـمـــت .... = = = = = = = = = = = =
سـقـطـت أســفـار الـحـكـماء 0
ما من باب فـتحـته الشمس ولم تـوصده الـريحُ ..
.. لتـبـتـني الظـلـماءُ بهـيـكله أروقـةَ الصـمـت المـشـبـوب 0
سـقـطـت أسـفـار الـبـلـهاء
ما أصعـب أن يـبـنى حـُـلم
في عـصـر يغـتال الأبـناء
سـقـطت حـتى لم يـبـق لـها طـعـم في كل الأفــواه
سـرٌ مـن اســرار الأرض العـطـشى للـفـرح المنـهــوب 0
أن يحـيا الشـاعـر في قـهــر ..
.. وتصيـر الأيـام بــكاء 0
فـالـنـبـع الأخـضـرمـسـلـوب في وادٍ لم تعـرفه دروب0
والـزرع المورق قـد عـصـرته الانـواء 0
فـلـتـصـرخ مـن ألـم مـرٍّ شـفـة شـاعـرهـا مـصـلـوب 0
يـا أرضًـا كل سـواقـيـها ويـل 0
قـد فـاض الـكـيل وقـد بـتـنا نـتـجـرع دمـنا الـمغـلـوب 0
فالفـارس مـات 0
وجـمـيـع خـيـول قـبـيـلـتـنا ظـمئـت
في وادٍ جـفـت أعـرقـه حـتى يـبـس الماء 0
مـاذا لـونـام العـالم وانحـدر الســيـل ؟
وغـدت كل الـواحـات مجـامـر صـحراء
سـقـطـت أسـفـار الحـكـماء 0
ماعـدنـا بـشـرا أحــياء
آه من جـرح داسـته الأيـام ولم يـصـرخ آه 0
حـلـما كان الأمـس وضـاع
هـل كل الأشـياء تـباع ؟
ما أسـهـل أن تـُغـتـال الأحـلامْ 0
في عـصـر تـصـلب فـوق ســواقـيـه الأبـناء
سـقـطـت أسـفـار الحـكـماء
مـا عــدنا بـشـرًا أحــياء
محمد المصيلحي
|
|
|
|
|
|