اكل عيش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-22-2003, 06:51 AM

ابو ساجدة
<aابو ساجدة
تاريخ التسجيل: 05-17-2003
مجموع المشاركات: 112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اكل عيش



    د. حسن مكي

    ü المسألة الاجتماعية ليست قضية طارئة في السودان، والقارئ لمذكرات الرحالة الاوربيين، في القرون السابقة، يجدها أحياناً تشير إلى بؤس السودانيين وبؤس وضعيتهم كما تشير إلى ظواهر العري والاسترقاق والفقر وتزداد أحوال السودانيين سوءاً في أوقات الكوارث والحروب ولعل مجاعة عام «6» أى 1306 هجرية 1897م في أيام الخليفة عبدالله التعايشي أصبحت المرجعية في كيف يمكن أن تتدهور الأمور، وينعدم الاحساس بالمسؤولية حتى أكل البعض الفطيسة بل ولحم أخيه الانسان، وكيف أن نظام المهدي سقط بالنسبة للمجتمع السوداني في عام 1897م وما حدث في معركة كرري كان التوقيع على شهادة الوفاة بعد نحو عام من تأثيرات المجاعة.

    ومن اشكاليات المسألة الإجتماعية، أنها نسبية، ومربوطة بالحراك الاجتماعي والتطور الثقافي والعمراني، فمثلاً إزدادت قيمة المنازل هذا العام في بريطانيا فجأة بنحو 25% واعتبر الانجليز ذلك نذير شؤم في حق الطبقات الجديدة التي تريد فتح نافذة تطل منها على المستقبل، ووجدوا العلة في ان العام السابق، كان أسوأ عام في بناء المنازل منذ الحرب العالمية الثانية حيث تم بناء نحو 120 ألف منزل فقط بينما كان المتوسط في السنوات السابقة 170 ألف منزل ويوجد في بريطانيا حوالي 21 مليون منزل لسكان بريطانيا الذين هم أقل من سبعين مليوناً من البشر- بمعدل ثلاثة أشخاص مقابل المنزل.

    وليس المجال هنا للمقارنة غير الواردة بين بريطانيا والسودان، ولكن فقط نشير إلى نسبية المسألة الاجتماعية، فقبل ثلاثين أو اربعين عاماً لم يكن وارداً في خاطر الأهالي في الانقسنا أو البجة ومناطق الاطراف الاخرى حمل السلاح كسبيل من سبل كسب العيش واجبار الحكومة على تقديم الخدمات بل والمشاركة في الثروة والسلطة ولكن أصبح ذلك واقع الحال على امتداد السودان، إحساس بالدونية والمظلومية واتهام للمركز بالغفلة، بينما أمور أهل المركز كذلك على درجات مختلفة من السوء، وانظر الى طبقة المعلمين، في بلد الحكومة هي المخدم الاساسي، تجد أن الراتب لا يكاد يفي بأبسط المطلوبات وانظر الى جيوش العطالة التي ترى مسارات المستقبل امامها شبه مغلقة ويدور الكلام على خواء الاقاليم وتفلت الاوضاع الاجتماعية في الخرطوم حتى بلغت نسبة الحوامل وسط المشردات نسبة مقدرة، وما عاد هذا الواقع يستفز المسؤولين القائمين على هذا الامر، بل يمرون عليها وكأنما نعيش في واقع لا يشبه الافكار والمبادئ التي نتكلم عنها كثيرا، حيث يصبح الكلام كلاماً لا يحترم عقلاً ولا يمتثل لتشريع أو قانون.

    ولو أن القضايا الاجتماعية الكبرى، كانت حاضرة في جدول أعمال مؤسساتنا واجهزتنا لكان هناك بعض رجاء ولكن هذه الأجهزة إما مشغولة بتفصيلات من القضية الكلية أو لها أولويات لا تشبه مطلوبات الاوضاع السائدة على غرار ما حدث في مجلس الشورى والأجهزة الموازية.

    وما يزعج أنه مع تفاقم الوضع الاقتصادي، لا يكاد الحوار يتسع إلاّ ليمكن لأمريكا وقبل شهور خلت وبوساطة من مركز كارتر تم التوقيع على تفاهم مع يوغندا، يقوم السودان بموجبه بسحب حلفائه (حرك لورد أساساً) الى مسافة ألف كلم داخل العمق السوداني وتقوم يوغندا بذات التدبير تجاه SPLM ولكن ما حدث اختلف تماماً وأصبح جنوب السودان مسرحاً لأربعة جيوش (الجيش الوطني الرسمي، SPLM وجيش يوغندا ومجموعة لورد) والكارثة أن تتغير الظروف ويتقدم أي من هذه الأطراف نحو مناطق البترول، مما سيؤدي الى زيادة تكلفة الدفاع وينعكس ذلك على المشروع الاجتماعي إن كان ثمة مشروع بهذا الإسم.

    وما يبدو أن تضارب تصريحات المسؤولين مردها أن القائمين على بعض الأمور، يشكلون جزراً منعزلة عن بعضها ولذلك أحياناً تنقصهم المعلومات أو القدرة على التحليل وليس الدافع هو الكذب ولكن حتى إذا استبعدنا عنصر الكذب، فإن التصريحات القائمة على معلومات ناقصة تؤدي الى تضليل الرأي العام وإحداث ربكة لا معنى لها. ونحيي استثناءً مقالات د. مصطفى عثمان، هل ثمة مخرج، المخرج واضح ويكمن في أن تقوم المؤسسات بأداء عملها وتقترب الجزر المعزولة تحت راية السودان..

    أو مسكيناً ذا متربة:

    ü هل هناك درجة في الفقر والإيعاز وراء المسكين ذا المتربة؟ عقل المسكين ذا المتربة ليس له من حظ تراب الدنيا إلا الغبار والتعفر بالتراب وشدد القرآن الكريم - المرجعية الحاكمة للعقلية المسلمة على اقتران العمل الصالح ودخول الجنة بالإحسان إليهم.

    ولكن أحسب أن أهل الباطن أو سكان الأنفاق والمجاري وقاع المدينة الذين نسميهم بالمشردين أو الشماسة والذين بلغت نسبة الحوامل وسطهم 70% ينتمون الى طبقة ذي المتربة، إذ تتشكل نفوسهم وعقولهم في المتربة وحظهم من الحياة استنشاق البنزين وممارسة الجريمة نهاراً وهم ضحايا أوضاعهم ليلاً ما بين مغصوب ومغتصب، يعيشون على حافة الطرق ويسعون جل سعيهم في حافتها ثم يلقون حتفهم ما بين الايدز والمسغبة، يدوسهم كل فاجر ولا يعبأ بهم عابر يتنامون ويتكاثرون ما بين شروق الشمس الى غروبها ما بين مطرود ومولود ومكروب.. من لهم؟.

    ومجتمع الباطن، الذي تحمل به الخرطوم وحاملة به كل مدينة سودانية، مجتمع له لغته الخاصة ومفاهيمه الخاصة، بدون عمل وبدون حاضر وبدون مستقبل وبدون عائلة وبدون رقيب أو مرجعية وربما بدون عواطف وأحاسيس إلا من رحمه الله، ليس لديهم ما يفتخرون به ولا ما يعتذرون عنه ولا ما يخشون منه ولا يفرقون بين حلال وحرام أو حق وباطل، فهم بدون جذور وبدون أفق وليسوا موجودين في سجل الحكومة أو أجندتها.. كان الله في عونهم..

    عقل التمرد وإسرائيل:

    ü أتابع كغيري ما يكتبه د. خالد المبارك اسبوعياً في الرأي العام - ولم لا؟ وقد أسهم قلم د. خالد في بقاء شموع حركة الوعي السوداني وقد لمس قلمه موضوعاً حساساً وهو دور إسرائىل في تكييف العقل السياسي لحركة التمرد الجنوبي أو قل استنكاف عقل التمرد من مؤازرة النضال الفلسطيني على عكس دور حركات التحرر الافريقية وقادتها ابتداء من جومو كنياتا مروراً بنكروما ولوممبا وانتهاء بمانديلا.

    وهذه قضية شائكة ومعقدة - إذ العقل السياسي لحركة التمرد يستمد مرجعيته الفكرية والروحية أساساً من الكنيسة الغربية وخطابه غير متصالح مع الحضارة الإسلامية العربية ويفضل اللاتينية على العربية ويرى مستقبله في حاضر الحضارة الغربية بطابعها الكنسي - اليهودي والكنيسة في عرف العقل العربي ليست كنيسة المهد ولكن كنائس روما والفاتيكان وكنتربري ونيويورك.

    وليس خافيا أن الكنيسة العالمية لم تتعاطف لا مع المدينة المستباحة القدس ولا حتى مع كنيسة المهد في محنتها ولو تم تدمير كنيسة المهد على رؤوس الفلسطينيين فإن ذلك سيكون وقعه أخف من تدمير كنيسة في مصر أو جنوب السودان، لأن للكنيسة دلالات سياسية وروحية، ولا يحتاج الغرب لوجود كنيسة المهد لأن الحضور الإسرائىلي هو في حد ذاته الكنيسة المرجوة وهو يشكل حضور الغرب في فلسطين روحياً وفكرياً وسياسياً ولكن تدمير كنيسة في مصر أو السودان يعني تلاشي الحضور الغربي روحياً وفكرياً وسياسياً - ولذلك فإن إسرائىل أصبحت هي الكنيسة المرجوة في ظل تلاشي النصرانية في الغرب لذا حينما ترفع حركة التمرد في السودان رايات إسرائىل فإنها بذلك تمجد رب الكنيسة الغربية وتتناغم مع مرجعيتها الفكرية والروحية ومع ذلك فهنالك الآلاف من العقول الجنوبية مع الثورة الفلسطينية ولكن هؤلاء لا وجود لهم في حوليات السياسة وهما مثلنا استضعافاً وهوانا - كان الله في عوننا جميعاً في زمان العلو الإسرائىلي.

    الراى العام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de