حين تحدث بكري ابوبكر عن المك نمر وعن كل ذلك الذي حدث وتفتحت وجهات نظر مختلفة وبرغم اللحمة البتربط الزوول كجعلي في المقام الخاص وسوداني بالمقام الاول اقول يجب ان يكون التاريخ في السودان ملكا للجميع فكما الحركة المهدية ملكاً للكل يجب ان تكون حركة المك نمر ملكا للكل ومن هنا كان حضور اديبنا المبدع محمد المكي ابراهيم كثيفاً وانا اذا احول مساهمة دكين في ذلك البوست الى مساهمة مختلفة لا اقصد تمجيد المك نمر ولكن انظر بشفافية لما وراء الاكمة لهذا اتمنى أن يساهم الجميع في ايجاد بقية الرواية ولتكن المداخلات من الجانب الادبي ولكم جميعا فيض التواصل ..... والى ود المكي في فيضه العذب واتمنى
لقد قتلت ملكا وحاربت جيشه المنتقم وهربت عبر الفلاة وليس معي نقطة ما …وكل ما ضيقوا علي الخناق كنت استدير عليهم واقاتلهم ،ولكنهم كانوا يهزمونني في كل مرة .فقد كان معهم سلاح النار ولم يكن معي سوي السيف والرمح والسيوف الكريمة . في جبال الهبوب وجدت مفرزة لهم تستقي من البئر ، فقتلت من قاومني واسرت من استسلم ، وتعلمت منهم اسرار السلاح .وحين عششت عيل جبال الحبش ، كان حلمي ان اقتني مزيدا من البنادق ، واطردهم من البلاد . وبعد البنادق العشرة الاولي ادركت ان ذلك يقتضيني قرنا من الزمان ،وجبالا من الذهب ،فطردت الفكرة من راسي . ولكن من يرطدها من راس مليكتي العنبسية الداهية التي مضت تتاجر مع القبائل الوثنية ،ومهربي السوا حل ، والمسافرين في داخلية البلاد لتصنع لنا كوما من الذهب ، لم نجد بالسهولة الكافية من يبادله بكومة من البنادق . تحت اقدام الهضبة الحبشية ،دمرت مفرزة اخري للعدو .وحرصت علي اخذ رجالها احياء ، وتحت لسع السياط امرتهم ان يصنعوا لي البنادق ، فتوسلوا بكل الانبياء والاولياء واقسموا ان صناع السلاح يبقون في بلادهم البعيدة ولا يذهب للقتال الا من كان مثلهم يعرف استعماله ولا يعرف صنعه . كان بيت الاسري سليمان الفرنساوي ..ولد بن اصول .جا من بلاد بعيدة ومن قوم اشراف فقد كمان من نفس الجزيرة التي خرج منها الملك البونابرط الذي دوخ العالم والممالك .وقال لي عنه ولده بالتبني ،محمود العنبسي ، انه يتمتع بقلب رءووف .وقال لي كرم الله الدليل انه كان شبه شريك في الكمين الذي نصبناه .وحين جئنا لنقطع لمحمود قدمة المسكينه ،قام الفرنساوي وسقاه خمرا احمر ساعده علي احتمال الالام. في تلك الايام كنا نهرب امام حملة الانتقام .وكان الليل مقمرا ،فخشيت ان يداهمونا ونحن نستريح .ناديت محمود العنبسي فجائني يظلع في مشيته وقلت له ان يذهب ويراقب الطريق من خلفنا ، ولكن العقيد ، رئيس فرساني ، ساله لماذا يظلع فقال الفتي ان شوكة قد انغرزت له يفي باطن القدم . لم يكن ذلك وقتا مناسبا لاقامة اختبار الشجاعة ، ولكن هكذا نحن العناسبة – مسكونين بهاجس البسالة ، واحتمال الالم البدني .لذلك استفزه عقيد الخيل سائلا ان كان يحتمل الام استخراجها ، فقال الولد مستجيبا للاستفزاز: -ولك ان تقطعها ان شئت . امسك العقيد بالقدم المسكينة وشقها بسكين قذرة واخرج منها الشوكة بمنقاش صدي وفي الليل التهبت وتورمت . وداهمته الحمي فنام .وكان بالقرب منا مفرزة للحكومة تقوم علي حراسة عالم من علماء المعادن الاروبيين كان ينقب للغزاة عن الذهب في بطون الوديان ومجاري الانهار بصحبة خادمه الجبلي شديد المراس سليمان الفرنساوي .
كان عالم المعادن في حراسة مفرزة من الجند الحكومي ،وحين سمع العسكر بمرورنا بتلك النواحي دخلهم الطمع وتركوا عالم المعادن وجيدا وانطلقوا في اثرنا وهم يحلمون بالجوائز والمكافات . عثروا علي محمود بقدمه المتورمة فداسوها له باحذيتهم العسكرية الثقيلة ونثروها الي شظايا من اللحم والدم والاورام ، ولكنه ابي ان يفشبي له سرنا .وعند ذلك قال له القائد انه سيطلق عليه جنوده ليفعلوا به ما يفعل الرجل بالمراة فتنحل قواه وتتغير مشيته فييسير متهتكا كالنساء الفواجر ، فعند ذلك دخل الخوف علي فوادة فافتدي نفسة من ذلك المصير ، وقادهم الي حيث فارقناه ، موقنا انهم سوف لا يجدوننا ، فقد كان من عادتنا سري الليل متي ما كان البدر مكتملا لان البدر مثل شمس النهار –لا يتستر علي الهاربين . ولكنه اخطا التقدير في ناحية اخري فبعد ان هداهم الي اثارنا، صار سهلا اقتفاؤها واللحاق بنا ولو بعد حين . الا اننا كنا احسن حظا فقد شعرنا بهم وراءنا وبثثنا حولهم العيون حتي قدناهم الي بطن احد الوديان وكمنا لهم حتي اقتربوا فلم يعد لبنادقهم من فائدة فهجمنا عليهم بالسيوف والرماح والعصي .وقتلنا قصير العمر واسرنا من كتبت له النجاة ،وكان سليمان الفرنساوي من بين الناجيين . وجدته طريفا ومهذبا فصادقته ، ثم اطلقت سراحه قبل بقيه الاسري وتركته يذهب الي دار الحكومة الجديدة ،ولكنه عاد الينا بعد اقل من عام .واستقر معنا حتي شهدنا-معا-انهيار العالم .حين صرنا صديقين ، قلت له ان يصنع لي سلاح النار فقال انه لا يعرف ولكنه ربما يستطيع ان يقلد كل اجزاء السلاح قطعة قطعة .وليفعل ذلك لابد من مواد والات ومصائب كبري يستحيل توفيرها في ذلك القفر البعيد . بعد عشرين عاما من استقراره معنا ،وحين صرت ممتلكا تماما لموهبه قراءة افكاره ،سالته ان كان حقيقة لا يعرف صنع السلاح ،فرايته بغضب مني .وقرات في ذهنه انني عجوز متوجس كثير الشكوك ،فقلت له انني لست متوجسا وانني اجرب فقط موهبتي في قراة الافكار ،فصدقني وسامحني . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد المكي ابراهيم--اخر العنابسة*فصل من رواية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست