|
|
 عائد من العراق يروي تفاصيل السقوط «الدراماتيكي» لبغداد «1»
|
حوار/ التاج عثمان
السينما ، او الفن السابع وسيلة اعلامية ترفيهية ثقافية اجتماعية وسياسية ، بالغة الانسحاب المفاجئ للقوات العراقية وما اعقبه من سقوط مفاجئ وسريع لبغداد لايزال لغزاً محيرا مثيراً للتساؤلات والجدل .. مراسل القناة التلفزيونية الفضائية ووكالة الانباء العراقيتين بالخرطوم، الصحفي السوداني «فائز الزاكي حسن»، شاهد عيان على تلك الاحداث، عاد مؤخراً ليروي لـ «الرأى العام» تفاصيل السقوط «الدراماتيكي» لعاصمة الرشيد «بغداد».
في قلب المعركة
تصادف وصولي الحدود العراقية والحرب في أوج اشتعالها، حيث وصلت أولاً محافظة «الانبار» غرب العراق يوم 4/4/2003م، وامضيت يومين بمدينة «الفلوجة»، ومنها الى مدينة «سامراء» التاريخية بمحافظة صلاح الدين، دخلت بعدها بغداد، وتحديداً لمنطقة «التاجي»، وهو احد احياء مدينة بغداد الغربية، وفي الطريق تعرضت للتفتيش بواسطة القوات الامريكية اكثر من «5» مرات، وساعدتني بطاقتي الصحفية في مواصلة طريقي لبغداد دون مشاكل تذكر، رغم ان الجنود الامريكان قاموا بتمزيقها من الغلاف البلاستيكي!! والمسافة بين «سامراء» ومحافظة الانبار تبلغ «105» كيلو، وهناك طريق آخر مختصر يؤدي الى بغداد، هو طريق «الفلوجة - بغداد» لايتعدى طوله «55» كيلو، لكنني فضلت طريق «سامراء - الانبار» رغم طوله، ذلك ان طريق «الفلوجة» كان محفوفاً بالمخاطر، حيث كانت القوات الامريكية تقوم بعمليات انزال، بمنطقتي «الحبانية» و «ابوغريب»، ووقتها كانت قوات المشاة الامريكية تزحف على بغداد بمدرعاتها وآلياتها العسكرية الاخرى.
أثناء تواجدي بمنطقة «التاجي» بضواحي بغداد اندلعت معارك عنيفة وشرسة هناك، وتحديداً يوم الاثنين الموافق 8/4/2003، استمرت من العاشرة مساء وحتى صلاة الفجر ليوم الثلاثاء، حيث كان هناك انزال للقوات الامريكية بمنطقة «التاجي» وشاركت في تلك المعركة، والتي سبقت سقوط بغداد بقليل قوات من الحرس الجمهوري، وجيش القدس، ومقاتلي حزب البعث، بجانب عدد كبير من المتطوعين العرب من مختلف الاقطار العربية بعد تلك المعركة حدث انسحاب القوات العراقية من بغداد ذلك الانسحاب مجهول الاسباب، إلا انه كان انسحاباً منظماً وسريعاً ادهش القوات الامريكية، واثار حيرتها، إذ ان القوات المنسحبة لم تترك خلفها أية اسلحة، سواء كانت مدرعات أو اسلحة خفيفة، أو ذخائر، جميعها اختفت بصورة غريبة!!
مأزق المتطوعين
بعد تلقي القوات العراقية للأوامر بالانسحاب من منطقة «التاجي» اصبح المتطوعون العرب في مأزق حقيقي، إذ وجدوا انفسهم فجأة لوحدهم في قلب المعركة، فأخذ كل واحد منهم يبحث له عن مخرج، وكان خروجهم من «التاجي» خروجاً عشوائىاً، فتفرقت بهم السبل وقتل منهم اعداد كبيرة في تلك المعركة، حيث اخذت القوات الامريكية تلاحقهم من الجو وتقصفهم قصفاً مكثفاً بالالغام، إذ شاهدت الطائرات الامريكية تمطرهم بالغام غريبة في شكل اقلام، وقداحات - ولاعات - ودلايات مفاتيح، وحلوى، وهي تسقط من الطائرات بواسطة حاويات صغيرة اشبه بالحقائب، وكانت محتوياتها من الالغام لاتنفجر عند ارتطامها بالارض، ولاتنفجر إلا بعد ملامستها لجسم الانسان، ولاحظت ان انفجارها محدود المساحة، إلا ان فتكها - كما شاهدت - كان بالغاً ومؤثراً على المتطوعين العرب، وفتكت واصابت اعداداً كبيرة منهم!! .. واعتقد انها قنابل عنقودية وما أثار التساؤلات في تلك المعركة، ان عدد القوات الامريكية التي تم انزالها بالطائرات في منطقة «التاجي» كان ضئيلاً مقارنة بحجم القوات العراقية والتي كانت اضعاف، اضعاف عدد القوات الامريكية التي انزلت بتلك المنطقة، وذلك مارسم علامات استفهام عديدة وحائرة، وأثار تساؤلات العراقيين حول الاسباب الحقيقية لانسحاب الجيش العراقي المفاجئ من بغداد!!
أم قصر
*
هنا سألته: بصفتك شاهد عيان على معركة «التاجي» بضواحي بغداد، وهي آخر معركة قبل سقوط العاصمة العراقية .. ماذا يدور وسط العراقيين حول اسباب انسحاب قوات الحرس الجمهوري المفاجئ وبالتالي السقوط الدراماتيكي لبغداد؟
- أجاب: الذين خاضوا المعارك الأولى التي دارت بالعراق وهي: «أم قصر، الناصرية، جسر الزبير، البصرة «ابو الخصيب»، الكوت، ومطار صدام الدولي» وهي المعارك الاساسية التي شارك فيها المتطوعون العرب، وذكروا انهم لاحظوا في كل تلك المعارك الست، ان الانسحاب من المناطق المذكورة كان يتم بدون اسباب منطقية، وفي نفس الوقت لايفسر سير المعارك، إذ انها في بعضها كانت تسير لصالح القوات العراقية، ولذلك يرى من خاض تلك المعارك، ان ماحدث من انسحاب مفاجئ في بغداد، هو مواصلة لتلك السلسلة من الانسحابات السابقة وبعض المقاتلين الذين التقيت بعدد كبير منهم، ذكروا لي انه «انسحاب تكتيكي»، والبعض اكد ان هناك أوامر عليا من القيادة العسكرية العراقية للجيوش التي كانت تدافع عن بغداد وتلك التي خارجها، بعد اعتراض القوات الامريكية التي كانت وقتها في طريقها الى بغداد!!
معركة مطار صدام
*
سقوط بغداد بصورة «دراماتيكية» غريبة وسريعة ومفاجئة يقودنا الى السؤال عن حقيقة مادار بمطار صدام الدولي بين القوات العراقية والامريكية؟
- حقيقة سقوط العاصمة العراقية بتلك الصورة السريعة، فاجأ العالم اجمع وليس العراقيين وحدهم ..و هذا يقود الى التكهنات السائدة في العراق، خاصة وسط العسكريين حول الاسباب الحقيقية للانسحاب المفاجئ لقوات الحرس الجمهوري من عاصمة الرشيد «بغداد»، فالبعض يربط بين سقوطها ومعركة مطار صدام الدولي، التي دارت رحاها يوم السبت الموافق 5/4/2003م.
ففي تلك المعركة الحق العراقيون خسائر فادحة وجسيمة في صفوف القوات الامريكية والبريطانية، ولقد شاهدت آثار تلك الخسائر، من قتلى ومدرعات محترقة أو معطوبة خاصة بالقوات الغازية .. ولقد استخدمت القوات العراقية في معركة المطار «وسائل غير تقليدية» حسب ما صرح بذلك «محمد سعيد الصحاف» وزير الاعلام العراقي خلال المؤتمرات الصحفية التي كان يعقدها في فندق فلسطين أو في وزارة الاعلام.
الحلقة القادمة
*
تفاصيل تنشر لأول مرة عن معركة مطار صدام حسين الشرسة وكيف تحول المطار الي محرقة للقوات الامريكية البريطانية!!
* ماهي الوسائل غير التقليدية التي تحدث عنها وزير الاعلام العراقي «الصحاف» .. وهل استخدمها الحرس الجمهوري فعلاً؟!!
* هل استخدم الجيش الامريكي «الاسلحة القذرة» في العراق؟!!
* من أين خرجت المدرعات العراقية التي صدت الهجوم الأول على مطار بغداد؟!!
|
|
 
|
|
|
|
Ridhaa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست