|
هكذا هم دائما "....عملاء ومتامرون
|
تقرير يكشف عن حملة دولية لتفكيك "أم الجماعات": "الإخوان المسلمون" يسعون لاتصالات سرية مع أميركيين الأحد 27 أبريل 2003 11:05 القاهرة -ايلاف:في وقت سعت فيه مؤخراً عناصر من جيل الوسط في جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر، إلى إجراء اتصالات مع أطراف أوروبية، فقد كشفت مصادر دبلوماسية أميركية عن رفضها الالتقاء بهذه الشخصيات التي وسطت أكثر من شخصية لفتح قنوات اتصال معها، غير أنها اشترطت أن تكون "سرية"، وهو الأمر الذي رفضته المصادر الأميركية قائلة إنها لا تمانع في الاستماع لأي طرف، لكنها ترفض "لعبة السرية"، معتبرة أنها سلوك لا يتسق مع الهدف من هذه اللقاءات الذي أعلن وسطاء الإخوان أنها تستهدف "تقريب الرؤى ووجهات النظر".
ويرى مراقبون أن نشطاء الإخوان ما فتئوا أن يسعوا لفتح قناة اتصال ما مع دبلوماسيين أميركيين، بهدف إقناعهم أن الجماعة لا تشكل أي خطر على المصالح الأميركية في المنطقة أو العالم، بل العكس فإنهم سيقمون باحتواء المتشددين الأصوليين وقطع الطريق عليهم إذا حاولوا استهداف المصالح الأميركية، مقابل ألا تتعاون واشنطن مع الحكومات المحلية في محاصرة الإخوان وملاحقة أنشطتهم، خاصة المالية والمصرفية التي فرضت عليها السلطات الأميركية قيودا صارمة منذ هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، وما أعقبها من إجراءات أمنية امتدت لشتى أنحاء العالم.
وعلى صعيد متصل فقد وصف تقرير أميركي جماعة الإخوان المسلمين بأنها "أم الجماعات"، معتبراً أن الجماعة الأصولية مصرية النشأة، عالمية الحضور لا تختلف استراتيجياً عن غيرها من المنظمات الأصولية الراديكالية، سواء في تبني خيار العنف ضد كل مخالفيها في الرأي، أو تنفيذ عمليات الاغتيال السياسية، أو التربص بكل الأنظمة العربية المعتدلة والسعي لزعزعة الاستقرار فيها، لافتاً إلى أن بين أعضائها "كوادر" تلقت خبرات وتدريبات متميزة، فضلاً عن قدرات الإخوان المالية الضخمة في عشرات البلدان، ونجاحها في اختراق بعض الأنظمة الحاكمة في المنطقة.
واعتبر التقرير الذي أعد بالتنسيق مع جهاز الأمن القومي الأميركي أن الإخوان، وفي طريقهم لتنفيذ عملياتهم يلجأون إلي عقد التحالفات السرية مع عدد كبير من الجماعات والأفراد الذين ما زالوا يؤمنون بأن طريق الإخوان هو الأقرب إلي الجنة التي وعد بها المسلمون، وأوضحت أنه من الخطأ التاريخي أن تظل هذه الجماعة قائمة حتي الآن بالرغم من نشاطها الرسمي والمعلن في العديد من البلدان العربية والإسلامية.
ويرى التقرير الأميركي أن جماعة الإخوان المسلمين هي العباءة التي خرجت منها منظمات أكثر راديكالية مثل "الجماعة الإسلامية" المصرية، التي يتزعمها عمر عبد الرحمن المحبوس حاليا في السجون الأميركية، كما أن قيادات تنظيم الجهاد ظلوا لفترة طويلة معتنقين فكر الإخوان، فضلاً عن أن العديد من الجماعات الإسلامية في السعودية ودول الخليج وشمال إفريقيا والشام وغيرها، مازالت ترى في الإخوان المسلمين المثل الأعلي لأي تنظيم إسلامي فعال ومتماسك، وذلك استناداً إلى الخبرة الطويلة للجماعة في التعاطي مع الشأن السياسي والعمل الحركي.
ووصف التقرير الخطورة الحقيقية لهذا التنظيم في كونه أعد العديد من البدائل لقياداته وزعاماته وأن اختفاء أي منهم من فوق ساحة العمل لن يؤثر علي مقدرة التنظيم علي الاستمرار، كما أن مبادئ هذا التنظيم مرنة لدرجة يصعب معها حصر مبادئ التنظيم في عدد قليل من المبادئ الشهيرة. ويضيف التقرير أن التنظيم يعتمد بصفة أساسية على "منطق المرونة" ، الذي يؤيد مجاراة الأوضاع والظروف القائمة، وأنه يبدو في بعض الأحيان علي استعداد لتأييد النظام السياسي القائم، ودون أن يتخلي عن هدفه الأساسي في السعي إلي السلطة ببطء، الأمر الذي قد يمكنه خلال نحو عقدين من الزمن من الوصول الفعلي للسلطة في العديد من البلدان، خاصة أن الإخوان يعتمدون علي اساليب التنشئة السياسية، مما يتطلب القضاء علي الفكر الإخواني في تصفية هذا التنظيم حتي لا تكون أفكاره مرتعا لنشر أفكار أخري ولكونه أكثر التنظيمات الدينية ذكاء وخطورة، ويمتاز بالتسلسل الهرمي القوي وتنظيم الفروع والدقة في التخطيط لأعماله، وأنه ينجح في الكثير من المرات في التسلل إلي السلطة وإلي الأحزاب السياسية.
وأشار التقرير الذي أرسل موجز له لأجهزة الأمن في عدد من البلدان في الشرق الأوسط إلى ضرورة اتخاذ ما تراه مناسبا بشأنها، غير أن مصر التي تعد المركز الرئيس للإخوان المسلمين في المنطقة، قد تمكنت بالفعل في محاصرة خطط الجماعة ومساعيها لتحريض الجماهير، وملاحقة الحركيين فيها من خلال إحالتهم على محاكمات عسكرية.
نبيل شرف الدين ارسل هذا الموضوع
|
|
|
|
|
|