الاتحاديون الديقراطيون وزقاق التاريخ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 04:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2003, 06:44 PM

intehazy
<aintehazy
تاريخ التسجيل: 02-08-2003
مجموع المشاركات: 1530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاتحاديون الديقراطيون وزقاق التاريخ



    الاتحاديون الديقراطيون وزقاق التاريخ

    ترى هل يورق العمر من جديد؟؟
    الحلقة الثالثة

    محمد امين مبروك [email protected]



    آن الأوان ليقرر الاتحاديون بين اختيار مصير حزب العمال أو ما صار اليه حزب الاحرار البريطاني
    جامعة الخرطوم
    سابق القول
    كنا في المقالين السابقين في مسار الزقاق قد اسهبنا القول في ماهية التحديث الواجب على الاتحاديين سلوك دربه، كما افترضنا اجرائياً تقسيماً بيناً للرؤى المتصارعة داخل الحزب بين التلكس والجمود والهدم والبناء ورؤية الضغط الاصلاحي من الداخل ثم انتقل الحديث الى النخبة الاتحادية والرسوب التاريخي في امتحان بناء الحزب وتداعيات ذلك وابرزها الهيمنة شبه الكاملة للطائفة على حساب مثقفي حزب الوسط السوداني، وفي زيارة خاطفة للتاريخ إبنا حجم الارهاق الذي اصاب الحزب جراء ما اسماه ابو القاسم حاج حمد -اللعبة الخطرة- التي مارسها الشيوعيون السودانيون بانتهازية صارخة ضد حليفهم التاريخي -الوطني الاتحادي- وتداعي الحديث الى الظروف غير المواتية التي جاء فيها الاتحاديون الديمقراطيون الى سدة الحكم عبر صناديق الاقتراع وقررنا ان الديمقراطية في السودان جاءت في وقت كانت تتوازى مع مصالحهم دولية اقليمية ومحلية مما ادى لتكالب الجميع ضدها ثمة عوامل متعددة ومتشابكة ادت لتعميق ازمة الاتحاديين بحيث اضحت صعبة ان لم تكن مستحيلة الحل!! ولما كان ارتباط الحزب بالوطن عضوياً فان زقاق التاريخ الذي دخله الاتحاديون لحقهم به الوطن في ذات الزمان·
    -والذي سبق فيه القول او سنذكره لاحقاً لاانفترض فيه القول الفصل ولكنا نود لو قرأه الجميع بدون تشنج ولو ان الاتحاديين الديمقراطيين المحدثين اعادوا فيه النظر كرتين فنحن نهدف لعرض المشهد الذي يفترض الاسئلة الكبرى في مسيرة الاشقاء ونأمل ان يقود الى تفكير جمعي في الوصول الى الاجابات الصراح وبالتالى الخروج الى آفاق ارحب ثم اننا لا نتوخى من هذا العرض ولا ندعي الاحاطة بالموضوع من كل جوانبه، اذ نكتفي بمهمة الاشارة للمحطات ذات الاهمية بحيث تطرح الاسئلة بين -بين السطور- لنكتسب عادة التفاكر الجماعي عملنا على صياغة الاسئلة والاشارات دون التوغل في التفاصيل التاريخية المرتبطة بمسيرة الاتحاديين ومسيرة الوطن بأكمله ربما اثر -إلى حد ما- التصاق الكاتب بالموضوع ولكن يبقى بعد الامل كبيراً في المساهمة في اضاءة تجربة حزب مهم ومؤثر في مسار السياسة السودانية وربما كان تناول وضعية الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين داخل الحزب وما يستصحب ذلك من توافق وتباين بين موقف الطلاب من جهة وموقف الفئات الاخرى فيما يخص الرؤى الفكرية والسياسية علي وجه التحديد ربما بامكان ذلك افساح المجال للتفكير من زاوية اخرى بصدد العلاقة بين القطاعات الحديثة ونظيراتها التقليدية داخل الحزب الاتحادي، ويقودنا اليوم الحديث الي مناخات جديدة تبدو الافضل حالاً القول اليوم عن الحركة الطلابية الاتحادية وموقفها مما يحدث داخل اروقة حزبها، والحديث عن الطلاب الاتحاديين بالضرورة يجرنا نحو تناول الحركة الطلابية السودانية موقعها وتأثيرها حيال كامل المؤسسة السياسية السودانية·
    حركة الطلبة في السودان
    -لا مناص بداية من الاشارة للمحطات البارزة لتاريخ حركة الطلبة كما يوردها عصام جبر الله -مركز الدراسات السودانية 2991م ندوة الديمقراطية الماضي والحاضر وافاق المستقبل- اذ يقول -في فوران الصراع ضد الاستعمار وتطلعات السودانيين نحو الاستقلال السياسي والتقدم الاقتصادي وسط تصاعد تحركاتهم ولدت حركة لطلاب المنظمة واستجابت مباشرة لهذه التفاعلات ونذكز هنا تظاهرات التضامن الطلابية مع اضرابات العمال في عطبرة ومزارعي مناطق النيل الابيض ضد السياسات الاستعمارية رغم اننا لسنا بصدد الرصد الدقيق لتاريخ حركة الطلبة الا انه يجدر بنا الاشارة للمحطات البارزة بها: الموقف من المعونة الامريكية 8591م لتاريخ اكتوبر 4691م احداث شعبان 3791م حركة يوليو 67 انتفاضة يناير 2891م انتفاضة مارس ابريل 5891م انتفاضة السكر8891م احداث يناير 0991م بجامعة الخرطوم، احداث ديسمبر 1991م بجامعة الخرطوم ونضيف احداث جامعة الجزيرة ومعكسر العيلفون وانتفاضتي سبتمبر 59 ، 69 جامعة الخرطوم انتفاضة اكتوبر 2002م جامعة الخرطوم والقائمة تطول ويمكننا التأكيد على حقيقة ان الحركة الطلابية السودانية حركة مسيسة حتى النخاع وان فرز التجمعات والكيانات فيها يتم في المقام الاول على اساس سياسي وفكري وليس مطلبياً مباشراً لهذا كانت حركة الطلبة عموماً جذرية في مواقفها من الانظمة وقربها او بعدها عن قضايا الديمقراطية، السلام، التنمية·
    -من جهة اخرى ظلت الجامعات السودانية ومؤسسسات التعليم العالي الاخرى وطوال الفترة من نهاية الخمسينات الى نهايات الثمانينات متنازعة فكريا بين قوى اليمين -التيار الاسلامي- واليسار -الجبهة الديمقراطية- اذ كان يحكم الظرف التاريخي الاعلى ضجيجاً والاكثر بريقاً وان لم يستطيعا رهن حركة الطلبة لاتجاهيهما ولكنهما اوجدا لنفسهما ظلاً وارفاً في هذه المؤسسات وبهذا غذت التنظيمات العقائدية انفسها بالكادر المقتدر في ظل هذا المشهد كان -غياب- الوسط السوداني عن الجامعات دون اسباب موضوعية رغم كون الجامعات هي المفرخ الاساسي لقيادات المستقبل والحاقن للاحزاب بمصل التجديد والرافد لها بالدماء الجديدة وكان حال الاتحاديين الديمقراطيين ازاء هذا تماماً كمصطفى سعيد في موسم الهجرة الى الشمال -····ثلاثون عاماً وانا جزء من كل هذا اعيش فيه ولا احس جماله الحقيقي، ولايعنينى منه الا ما يملأ فراشي كل ليلة- والفراش الذي انشغل به الاشقياء واشقوا به الوطن هو الاستوزار وحب الزعامة او هو السلوك الفردي احد سمات البرجوازية الصغيرة كما يرى القدال ربما اعتبرنا أن غياب الاتحاديين عن سوح الجامعات احد الاخطاء الاستراتيجية التي لم ينتبه لها الرواد انذاك، ولن تجد مبرراً بالقول ان طابع حركة الطلبة العلمي لايستوعب ما يحمله الاتحاديون وسطهم من قوى تقليدية ولكن يجدر بي التذكير بأن تخلقات الحزب الاولى كانت في مؤتمر الخريجين اكثر المؤسسات تقدمية في زمانها كما ان برنامج الاتحاديين يحمل في احشائه مما لايختلف في حداثته في ذلك الزمان وربما حتى الآن اعطى مثالاً بطرح الديمقراطية الليبرالية عند الاشقاء والاشتراكية الديمقراطية عند الاتحاديين الاحرار -الابروفيين- اذاً حتى ندرك اسباب الغياب الذي يحمله البعض للازهري نفسه الذي كان يرفض ممارسة الطلاب والاساتذة للسياسة حتى ذلك فان ابتعاد الاتحاديين عن هذه المواقع الحساسة طوال تلك الفترة كان له ثمنه الباهظ لاحقاً حين رحلت القيادات وتركت خلفها اللا···شئ·
    عودة نجم السعد
    لم يكن الغياب الاتحادي على اطلاقه فقد شهدت بعض الفترات ظهوراً للاتحاديين في المؤسسات التعليمية وان اتسم بعدم الاستمرارية فعقب ثورة اكتوبر 46 تكونت رابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين بجامعة الخرطوم كما يشير الى ذلك دكتور مضوي الترابي وبمصاحبة ذلك تكونت رابطة الطلاب الاتحاديين بجمهورية مصر العربية -تأثر الحركة الطلابية السودانية برصيفتها المصرية- وامتدت الفكرة الى فرع جامعة القاهرة بالخرطوم وتكونت عديد من الروابط خارج السودان خاصة ابان المعركة الوطنية ضد نظام مايو على عهد الشريف حسين الهندي وتحت رعايته تكونت روابط الطلبة الاتحاديين في المملكة المتحدة واثينا وبغداد وفاس···الخ وتبع ذلك تكون مركزية الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين الاولى وامتد تطور الطلاب حتى مؤتمر اثينا 2891م ولكن الفهم الخاطئ لدور الطلاب داخل الحزب هو دور حيوي ومهم تشهد به اروقة السياسية العالمية -ثورة الطلبة في فرنسا 8691- حيث أن تجارب الطلاب في العالم عامة واوربا على الأخص ابرزت الدور الحيوي للطلاب وحركتهم كمراكز للانذار المبكر عن الاختلالات والانحراف في مسار الاحزاب والحياة السياسية ومنها خرج المجددون والمفكرون وكانت ساحات العمل الطلابي مختبرات لصقل القدرات ولميلاد المتمردين والناقدين لأخطأ الساسة والقادة قلنا ان فهم قيادات الاتحادي الخاطئ يحملها مسؤولية عدم معافاة هذه العلاقة على ذلك فقد الحزب فرصة ذهبية كان بامكان تنظيمات الطلاب ان تمده وتغذيه بالعضوية المؤهلة لتقويم وتصحيح مسار الحزب حيث كان الفهم السائد مؤسفاً وسط القيادات المتبقية خصوصاً بعد عودة الديمقراطية ابريل 58 وما تبعها من عودة مهيضة الجناح تنظيمياً للاتحاديين اغلب القيادات كانت تفهم بان علي الطلاب مقاتلة ومقارعة الانظمة الشمولية وعليها هي تسنم الوزارات حين بطل فجر الديمقراطية دون اعتبار لكون الطلاب مرتبطين بحركة الشارع اليومي ومنحازين اكثر للبرامج اكثر من اي شئ اخر -لاحظ موقف الطلاب الاتحاديين من انتفاضة السكر 8891م- خرج الاتحاديون من معركتهم مع مايو حتي الخامس من ابريل ابعدها عمقاً واكثرها الماً واستمرارية ان الذين تساقطوا في احضان مايو حتى الخامس من ابريل عادوا في السادس المنصور منه يتدافعون في غير حياء ليس لتسجيل انفسهم من جديد كاعضاء في الحزب بعد اداء فرض النقد الذاتي لمواقفهم المخزية تجاه قضايا الجماهير والاعتذار عن مساندتهم للنظام الدكتاتوري بل عادوا يتهافتون نحو المواقع القيادية فيه دون ان يطرف لهم جفن -على طريقة ام الخطفى- واذ حاول الطلاب ايقاف هذا التهافت ولكن مجموعة عوامل ادت لبتر التجربة نفسها او انقطاعها مما افقد الحزب احد فئات التحديث المتمرسة في العمل الميداني يشير الطلاب لقضية الحزب بالقول: -ظلت الحركة الاتحادية منذ ستة عشر عاماً نازلت فيها نظام مايو وخرجت من المعركة مهيضة الجناح متنازعة بين شقائق عدة -كل في فلك يسبحون- تسير قوافلهم على غير هدى ولايأبهون للاخر منهم ولا سبيل لايقاف هذا التباري الا بحدب وايمان عميقين·

    بوحدة الحركة الاتحادية والتي هي ليست ملكا عضواً -لحساب - احد-
    صراع الافكار داخل الجامعة
    -جاء انتماء قطاعات مؤثرة في المجتمع السوداني لمظلة الحركة الاتحادية وفق ابعاد تاريخية تنتمي لعهد المهدية وضربت مثلاً لذلك بالطرق الصوفية والقبائل كما ان للبعد الفكري والسياسي المرتبط بالقيادات النجوم كان له اثره في انتماء قوى الوسط السوداني -البرجوازية الصغيرة- كما عند محمد سعيد القدال باعتبارها المكون الاساسي لحزب الحركة الوطنية السودانية والوسط الذي نعني يشمل طبقة الموظفين وصغار التجار والمهنيين والحرفيين وقطاع المزارعين···الخ ولكم لابد من الوضع في الاعتبار خصوصية الطلاب وسط هذا المحيط فحاله الاستقطاب داخل الجامعات تختلف عن الشارع العام لذا فان الارث التاريخي النضالي لدى حزب لايكفي وحده لمخاطبة مثل هذا القطاع خصوصاً وسط المجابهة الايدولوجية الساخنة بين وكلاء المعسكرين الراسمالي والاشتراكي داخل اسوار الجامعة -التيار الاسلامي والجبهة الديمقراطية- وربما ادرك الاشقاء هذه المعطيات مؤخراً -بداية التسعينات- وهم ينهضون من وسط ركام الغياب التاريخي -في بداية كل حكم شمولي يلاحظ استنفار الاتحاديين لكل قواهم لمجابهته- واختلف الامر هذه المرة بان استصحبوا اثناء النضال ضد حكم الجبهة الاسلامية القومية استراتيجية التأطير النظري لمجابهة المرحلة والتي جاءت وسط تغيرات عالمية عاصفة قلبت كل التصورات والمفاهيم كما لاحظنا ان الطلاب دعموا موقفهم السياسي تجاه النظام بموقف فكري صلب تجاه دعاوي النظام القائمة على المتاجرة بالاسلام وذهبوا ابعد من ذلك في اطار البرنامج الاقتصادي بطرحهم للاشتراكية الديمقراطية كبرنامج اقتصادي وسياسي متكامل وهو امر جيد يتجاوز الشعارات الهتافية الى محاولة جادة للاستغراق في قراءة شاملة للازمة السياسية السودانية في مرحلة وصولها الى المنعطف الخانق وربما كانت المجابهات العملية داخل الجامعات اصدق قولاً باعتبار -ان السيف اصدق انباء من الكتب- في مثل هذه الاحوال لقد اثبتت الحركة الطلابية الاتحادية وعبر تاريخها الطويل انها الضمير الحي للحزب الاتحادي الديمقراطي والقطاع الحيوي والمحرك لمفاصل العمل السياسي داخل الجامعات السودانية والفصيل المناضل ضد كل الانظمة الديكتاتورية لاسيما نظام الجبهة الاسلامية القومية وسوف تمضي مسيرة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين النضالية ضد النظام حتى الوصول الى نظام ديمقراطي مدني ومجتمع يستوعب التعدد الثقافي والاثني والديني والعرقي عبر مفاهيم الحرية والديمقراطية وسيادة حكم القانون واقرار مبدأ المواطنة عملاً ومفهوماً واقتصاد يلبي حاجات الفرد ويراعي مصالح المجتمع والدولة للوصول الى العدالة الاجتماعية عبر منظومة اقتصادية اشتراكية ديمقراطية منطلقين من مبدأ الوطنية الذي تجاذبته رياح الديكتاتوريات المتعاقبة في نفوس الشعب السوداني ومركزية الطلاب وهي تضع الموجهات الاساسية لخطها الفكري والسياسي تاخذ في الاعتبار نهج المساومات والتسويات الذي بدأ يلوح في الافق بين الحكومة وبعض المنسوبين للحزب·
    وبقدر التقارب بين ما يطرحه الطلاب من قضايا الشعب فانك ستلاحظ تباعدا هائلاً بينها وبين قيادات يشك الكثيرون في وجود تقارب وشيك بينها والنظام تفرضه المصالح الاقتصادية الذاتية ويعكس هذا وضع الاتزان الذي بلغته الاوضاع داخل الحزب الاتحادي، بين الذين لا يرون تجاه النظام القائم خيار سوى استمرار -المواجهة- لجهة حل شامل لازمة يرونها اكثر شمولية واولئك الذين يحاولون تحت دعاوي الوفاق وحقن الدماء السقوط في مستنقع المساومات الذي سبقهم اليه من قبل الهندي والصادق المهدي، ويقف الطلاب كرأس رمح في هذه المواجهة في غياب شبه كامل لبقية القطاعات الحديثة التي رهن البعض منها نفسه لقيادات غارقة بالاضافة للفشل الذريع -في شبه المساومين ايضاً، وكل يشد الحبل في اتجاه مخالف للآخر ويمكن اضاءة هذه النقطة بالتذكير على مشهدين معبرين في المسرح الاتحادي:
    -اتخذ الطلاب موقفاً راديكالياً صلباً من داخل جامعاتهم تجاه عودة الشريف زين العابدين الهندي 8991م وأصدرت مركزية الطلاب بيانها الشهير الذي اعتبر الشريف مفصولاً من الحزب -لانه وضع يده في يد النظام الملطخة بدماء الشعب- وقبل ذلك لانه فارق الخط السياسي للحزب المبني على المواجهة وبذلك فقد وضع الطلاب خطاًَ احمر في هذه المسألة ويبدو انهم الان اكثر اصراراً على مواجهة اي بوادر تقارب ثنائى مع النظام تأتي من اية جهة كانت، فليس ثمة من هو اعلى مقاماً وسط الاتحاديين اكثر من الامين العام·
    -انتهز الطلاب الهالة الاعلامية الكبيرة االتي صاحبت عودة السيد احمد الميرغني الكوادر الاخرى المصاحبة له لتوضيح -موقفهم- تجاه ما تداولته اجهزة الاعلام تلك الايام -والآن ايضاً- حول عودة السيد محمد عثمان الميرغني للبلاد، وهو الموقف الذي ربط عودة الحزب بالحل الشامل للقضية السودانية ورفض ترك خيار الانتفاضة لصالح الحل السياسي بل دعا لتلازم الخيارات جميعها -صحف الحرية والوفاق- بيان رابطة الطلاب الاتحاديين بجامعة الخرطوم- وهو موقف يتسق تماماً مع وجود الطلاب داخل تحالف المعارضة -التجمع الوطني الطلابي- من جهة ووجود الحزب على رئاسة التجمع الوطني الديمقراطي من جهة اخرى كما اني ارى ان الامر برمته ليس فيه تعسفاً تجاه احد فهذا ما قرره الحزب والتجمع الوطني في بياناته المتكررة حول الحل السياسي الشامل واشراطه من لدن اسمرا 59 وطرابلس 89 بل وحتي بيان التجمع الاخير كما اشار بيان رابطة الخرطوم الى نقطة اخرى وهي صلاحية اجهزة الحزب في تقرير جدوي العودة من عدمها وان كان ثمة سؤال قد يبدو وقحاً اي اجهزة؟؟ فقد اختلط الامر على الكثيرين حتى بدأ وكأن هيئة شؤون الختمية والتي تزعم بانها لم تقدم شيئاً على مستوى -صلاحياتها- واكتفت فقط بالحوليات داخل الخرطوم، بدأ وكأنها الجهاز الاعلى في الهدم القيادي للحزب وليس المكتب السياسي الذي اكتفى اعضاؤه بمناحرة بعضهم البعض دون النظر بعين الاعتبار لمهددات الخط السياسي العام للحزب مما يدفع الطلاب دفعاً لخوض مواجهة عنيفة ضد القوى الساعية للتقارب مع النظام دون وجل لصالح مطامعها الذاتية وهي كما تجلى الان بصورة واضحة تتهافت لمقايضة الحزب -والتجمع على طريقة المثل الريفي -إن صحت البصار المرأة والحمارة-- بصفقه تجارية مع النظام تكفل لها اللحاق بالمنافسة الاخيرة في سوق الواردات والصادرات، فكما ساومت حكومة البشير بوحده الوطن فان بين الاتحاديين من يسعى لبيع قضايا الوطن والجماهير الصابرة بأبخس الاثمان متبعين في ذلك سيرة اسلافهم -بيت ابوك كان وقع اخطف اكبر مرق- وخصوصاً اننا ليس فينا مرقاً فيهو سوس!!
    انا لا اتهجم على احد اذ هذا ما تطالعنا به صحف الخرطوم يومياً حول الحوار خلف الاكمة بين بعض كوادر الحزب والمؤتمر الوطني والارهاصات المتعلقة بالنداء الموجه للميرغني بالعودة الى الوطن·
    الاتحاديون خارج اللعبة
    يعيش الحزب الاتحادي اسواء حالاته جماهير بعيدة غائبة ومغيبة لجان حزبية مشلولة تبعاً للشلل العام غياب كامل على مستوى الشارع قطاعات مبعثرة وغير منتظمة غياب شبه كامل لاي مرجعية قيادية باعتبار غياب المؤسسة·
    الحزب يعيش واقعاً قيادياً مؤسفاً تنقصه ضمن اشياء عديدة المرجعية التنظيمية كما اسلفت وهذا هو سر فشل كل المبادرات التي تخرج من حين لآخر فهذه المبادرات بالاضافة لكونها ممعنة في الفوقية فهي غير قادرة على مخاطبة المشاكل بصورة مباشرة، بل تحاول دائماً الالتفاف حولها بخطاب عاطفي يستهدف جمع ما يشار اليه بالقيادات تماماً كما هو الحال منذ مبادرة ازرق طيبة الاولى حتى مبادرته الاخيرة مروراً بتجربة الهيئة الخمسينية وصولاً الى تحركات التيار التجديدي··· ان اختلفت المنطلقات عند كل جهة مبادرة فان ما يجمع بينها هو سطحية تناولها للازمة ثم فشلها التام في انجاز اي تغيير اجيابي في مسيرة الحزب·
    -لو اننا نملك الخيال السياسي والذي هوالممفتاح الذي يمكننا من فتح مقاليق المجهول واجتياز المناطق الرمادية فدعونا نفكر وبصوت عالٍ ومن منظور علمي واقعي في الاسئلة الهواجس
    -ماذا حدث لمؤتمر المهنيين؟ من الذي اجبر اكثر القطاعات الحية داخل الحزب -المهندسين- المحامين- الاساتذة- المعلمين- المرأة··- من اجبرها على الركون الى المشاهدة فقط دون المشاركة في لعب دورها المنوط بها داخل الحزب؟
    -لماذا ذهبت الدعوة الى تنشيط فرعيات الخاارج واقامة مؤتمراتها أدراج الرياح بفعل المعوقات التي توضع دائما امام مثل هذه التوجهات؟
    -ماذا استفاد الحزب من ابتعاد كوادره النااشطة بفعل الاجواء الطاردة يقفز الى الذهن هنا د· فاروق محمدادم ميرغني الحاج سليمان؟
    ان الاجابة على هذه الاسئلة هي دروس في حد ذاتها تحتاج لجهد الاستيعاب بيد ان هذه الدروس تحتاج لما هو اكثر من الاستيعاب تحتاج الى تنزيلها الى ارض الواقع على نحو هادف وقاصد مهما عظمت التضحيات·
    وبعد فان تأثير الحركة الاتحادية الطلابية يمكن تحديده في الجانب السياسي حيث ان زخم وجودها في الجامعات وحجم مواجهاتها ضمن القوى الديمقراطية مع هذا النظام اعطى للحزب مكانته في وسط الطلاب ولكن يبدوانه من المبكر القول بتأثير ايجابي ملحوظ للطلاب على مسيرة الحزب الاتحادي الديمقراطي من ناحية تنظيمية وذلك بما شرحناه من عوامل طاردة للفعل الايجابي الذكي جاذبة للغباء النشط ويظل هو ان الاتحاديون على انفسهم دافعاً لهوانهم علي الاخرين، ويظل -تعاطى- السياسة بالمزااااج دافعاً لنهازي الفرص لمقايضة الحزب بصفقة جديدة ضمن نسق المساومات والتسويات المتربطة بالمشاركة والتكتيكات المفارقة للخط الاستراتيجي تحت دعاوي مضللة دون وجود ظاهر لعوامل القوة المتصلة بالخط الاستراتيجي وهو الامر الذي سيغذي الصراع القائم اصلاً على تباين -تنظيمي- الى خلاف في -الموقف السياسي- تماماً كمثل الموقف من عودة الشريف ومصالحته النظام نعم سيغذيه بمعطيات جديدة ستدفع بالاتحاد نحو متاهة جديدة داخل زقاق التاريخ الذي يبدو انهم استمرأوا التجوال فيه فالاتحاديون كان امامهم طيب الخيارات ان ينهضوا بحزبهم بمواصفات حزب العمال البريطاني الذي هو لآن جزء من المعادلة العالمية يستحيل تجاوزه ولكنهم اي الاشقاء اختاروا
    آخر القول: يبدو لي الاتحاديين هذي الايام مجموعة قوافل شاردة ونافرة تحث الخطى -جميعها- في اتجاه واحد قد تعترضها في سيرها البطئ معوقات تودى لتأخيرها عن وجهتها او ربما سلك بعضها طرقاً اخرى ولكن وباختلاف الطرق التي تسلكها هذى القوافل -المحاور- فانها في نهاية المطاف تصل الى وجة واحدة تنعطف منها الى الزقاق····· زقاق التاريخ·
    هوامش
    1-الطيب صالح- موسم الهجرة الى الشمال
    2-محمد سعيد القدال- تاريخ السودان الحديث
    3-عصام جبر الله- الحركة الطلابية السودانية تأثيرها على الحياة السياسية في السودان
    4-الامانة المركزية لروابط الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين

    ميثاق الحركة الاتحادية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de