الطاووس* المنزوع الحياء

عادل

الماركسيون والاسلاميون والبعثيون جزء من المجتمع العربي بكل إيجابياته وسلبياته وبالتالي فلا يجوز تمييزهم عن بقية المجتمع ففيهم من يؤمن بالديمقراطية ويمارسها كسلوك حقيقي، ومنهم من يتقمصها مثل غيرهم من بقية فئات المجتمع العربي ولا يمكن تحميلهم كل الاخفاقات التي نعيشها الان واقصائهم من اي تحول ديمقراطي مرتقب تجني علي اسس الديمقراطية الحقيقية فلتكن صناديق الاقتراع هي الفاصل والمحدد لبقائهم او زوالهم .

هناك من الديمقراطيات التي مرت او مازالت تحكم في منطقتنا تساهم بدرجة ما في عكس صورة الديمقراطية باقبح وجوهها والامثلة كثيرة علي سبيل المثال طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان في 24 نوفمبر 1965 بدعوة الالحاد و الكفر
ومن الامثلة القابعة حتي الان تجدها في جمهورية مصر و تركيا و باكستان و اليمن بحيث ان وجه الديمقراطية هناك هو اقناع المواطن بنزاهه السلطة وليس بأمل التغيير

عزيزي عادل

من المستحيل اعادة عقارب الساعة الي الوراء ولكن من الممكن التعامل مع الواقع المعاش , هذه الحركات الايدلوجية تبناها نخبة من المثقفين العرب في فترة الاستعمار او مابعده وكانت ذات رواج آنذاك حينما نادت بالقومية و النضال من اجل الوحدة و الاشتراكية اما ارتباطها بالنازية فاشك في ذلك اذا تتبعت بدقة تاريخ النازية ومحاربتها للشيوعية , اما الصهيونية فتبنت كل الفلسفات حتي تتمكن من قيام دولتها وحتي الاشتراكية التي الصقت بها لم تكن الاشتراكية الماركسية بل كانت الاشتراكية القومية فكرا، وتنظيما وممارسة كما تطورت في اسرائيل بعد ذلك .

بخصوص الشوري كنظام ديمقراطي بديل لم تصلنا الا بعض روايات هزيلة صاحبت بعض المعارك الحربية للرسول والمسلمين وفيها كان النبي يستشير ويخالفه اصحابه في الرأي وينفذ الرسول رأيهم وكانت الشوري بمثابة صورة جيدة لرسم خريطة الغازي العربي الاسلامي آنذاك ولكن ذهبت الي متحف التاريخ بعد ان دخل المسلمون في الفتنة الكبرى وانتهت الخلافة الراشدة وجاءت الخلافة (الأخرى) القائمة على القهر والاستبداد لذلك لم تنضج بالصورة المثلي حتي نطالب بتطبيقها الان , اما بخصوص الفكرة الجمهورية فليس لدي التجربة او المعرفة الكاملة لتحديد اذا كانت هي الامثل كما لم تخضع للتجربة حتي تقييم علي حسب علمي .

بخصوص البعثيين او الشيوعيين فلهم نظرتهم الخاصة لمفهوم الديمقراطية كذلك الاسلاميين واعتقد يوجد بينهم هنا في المنبر مما قد يعطيك فكرة اكثر عمقا , لا اعرف بالضبط ماذا تقصد بالنبت الشيطاني القادم ما وراء الحدود للسودان هل تعني الديمقراطية ام الاحزاب الايدولوجية ؟