|
العروبة بين النظرية والواقع
|
لم يختلف إثنان من المؤرخين على إعتبار أن الجزيرة العربية هي الموطن الأصلي للجنس العربي الذي إمتد من المحيط إلى الخليج عبر التاريخ على مدى قرون طويلة من المد و الجزر . و مهما تكن درجة اللحمة بين السكان الأصليين و الفاتحين العرب في الفتوحات الإسلامية فإن العربي لن يكون أعجمياً مهما تفقه في لغة الأعاجام و تنكر لقيمه و مبادئه ... و الحال نفسه على الأعجمي الذي لن يكون عربياً مهما تفقه في لغة الضاد و غاص في ربوع الإسلام ، و لعل الظروف المناخية القاهرة التي حلّت بجزيرة العرب و إزدياد الهجرات من و إلى الجزيرة العربية قد دفعت لأن يحل آخرون محل العرب الذين فضلوا و أخروا هجرة بلادهم بإتجاه بلاد الرافدين و الشام و الأندلس فأصبحت جزيرة العرب خالية من العرب إلا في واحات بعيدة نائية متناثرة في أعماق الصحراء فإنحصرت بذلك العروبة من موطن العرب الأصلي و إنتشرت في بلاد الرافدين و الشام و شمالي أفريقيا إن الواقع المعاش اليوم من خلال سلوك حكام وشعوب السعودية و الكويت و البحرين و قطر و عمّان يؤكد صحة تحليلنا و علينا أن نلتفت بعيداً لنبحث عن أحفاد خالد إبن الوليد و أحفاد أبي عبيدة إبن الجراح و عمر إبن الخطاب و أبو بكر و علي و عثمان لنجدهم قد هاجروا إلى خارج الجزيرة العربية إما طلباً للجهاد أيام الفتوحات أو لنشر الرسالة المحمدية في أصقاع بعيدة بأفريقيا و شبه الجزيرة الهندية و شمال أفريقيا و وسط آسيا . "إن على قاطني الجزيرة العربية البحث عن أصولهم الحقيقية علّهم يجدوها في إبن أبى سلول و مسيلمة الكذاب و الجلاح و بقايا يهود بني قنينقاع و يهود خيبر و نرضي لهم بأن يكونوا من أهل الذمة متى أدوا ما عليهم ...."
|
|
|
|
|
|