سقوط بلا مجد لطغيان بلا حد - محمد المكى ابراهيم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 11:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2003, 04:53 PM

tariq
<atariq
تاريخ التسجيل: 05-18-2002
مجموع المشاركات: 1520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سقوط بلا مجد لطغيان بلا حد - محمد المكى ابراهيم

    كان افضل الخيارات امام الدكتاتور العراقي هو التنحي عن سدة الحكم، وأخذ من شاء من عشيرته ورجالاته معه الى المنفى الذي يختار. ليس فقط لسلامته الشخصية وسلامة المنطقة وانما ايضا لانه برهن طيلة سنوات حكمه الطويل انه لايصلح للحكم، وان الحكم لا يصلح له.فقد نال ألوف الفرص ليتعلم من اخطائه وعيوبه ففشل. وظل الى النهاية مفتقرا الى الثقة بشعبه، مستخدما معه العصا بدلا من توفير الحرية ورعاية الحقوق.ولم يفهم صدام طيلة سنوات حكمه الاربعة والثلاثين ان الله لا يؤتي الملك لمن يشاء من الحكام لكي يقوموا باشعال الحروب واغراق الدنيا في بحار من الدماء وانما يأتي بهم لعمارة الدنيا ورفاهية الناس وتقدم العلوم.
    لقد عمل صدام بعقله الشخصي كفتوة وقبضاي وزعيم عصابة ومنفذ اغتيالات ،ولم يستطع ان يتجاوز ذلك المستوى الرقيع ليكون رجل دولة مسئول يهتم لبلاده وناسه ومستقبل امته وليس فقط لصورته كزعيم عصابة من الاشرار.ولم يستطع ان يفصل بين صفاته الشخصية وبين تقاليد الحكمة والكياسة والحساب السياسي التي يتحلى بها او ينبغي ان يتحلى بها رجل الدولة. فحين اشتعلت الخلافات بينه وبين الكويتيين لم يفكر في الحلول الاخوية او الحلول الدبلوماسية او حتى اللجوء للتحكيم والتقاضي الدوليين،فكل ذلك من شيم رجل الدولة الذي لم يكنه في يوم من الايام. وبدلا من ذلك سيطر عليه عقل القبضاي فانتضى عكازته وخرج للمنازلة. وبطريقة القبضاي لم يكن يسعى للسيطرة على المقهى وانما تدميره وتدنيسه بكل شكل ممكن من الأشكال.

    قرصان ومافيوزي

    حين أنذرته قوات التحالف بالخروج من الكويت لم يفكر عسكريا وسياسيا في ما يصلحه وما يضره وانما فكر كزعيم عصابة ووجد ان الانسحاب لا يليق بمكانته لانه يكشفه لتهمة الجبن والتخاذل. وارتأى أن يترك جيشه جائعا ومكشوفا في صحراء الكويت لكي لا يبدو بهيئة من انصاع لاوامر قوات التحالف الدولي الذي التأم ضده. والآن في حربه الاخيرة رفض تهديدات العدو كما رفض نصائح الصديق ومضى الى قتال انتحاري بمعدات قديمة مستهلكة ودون غطاء جوي. وأنكى من ذلك دون ادنى تفكير في مصلحة العراق وشعبه ومصلحة العرب الذي ابداهم للمرة الثالثة بهيئة المجانين العاجزين عن خوض الحرب الحديثة مثل بقية الشعوب،وفوق ذلك جلب عليهم شكلا جديدا من اشكال الاستعمار من شأنه ان يستنزف خيراتهم ويؤثر على قرارهم ويسبب الخسارة الجسيمة لقضاياهم.انه قرصان ومافيوزي وآخر من يصلح ليجلس في مقعد الرئاسة في بلد في مثل ثقافة واصالة العراق.
    حين تبلغ صدام حسين بفكرة التنحي لم يشأ أن يقول عنها شيئا ولكنه أطلق عليها كلابه لينهشوها ويرفضوها دون مناقشة وإبداء أسباب.والواقع أن الطريقة التي استبعد بها الفكرة أدخلتنا نحن مؤيديها في شك من امرنا مريب، ولوهلة قصيرة ظننا به ما ليس فيه من حسن التدبير والتحسب لعواقب الأمور، وقلنا ربما كان يعد مفاجأة ما أو بطولة ما أو وقفة شريفة ترفعه من مصاف المافيوزي إلى مقامات الأبطال .. ومع أن ذلك لم يكن أملا كبيرا إلا انه عاد وخيبه ككل ما يعلق به من آمال.

    الهبوط إلى سراديب الهزيمة

    اختار أن يقامر بمستقبل بلاده وحيوات رفاق عمره وعشيرته الادنين وبالأمة التي حطم أعصابها بأغلاطه النحوية التي استعصت على العلاج.ولم يهمه ما سيحدث بسببه لفلسطين أو سوريا،وما سيجري على زمرته من عتاة الدكتاتوريين في بقية الأنحاء. ويعجز الخيال عن استشفاف ما دار بذهنه في تلك اللحظات المشئومة حين زين له الشيطان أن يتباهى بقوة لم يمتلكها وبإرادة شعبية قتالية هو الذي دمرها وهد أركانها.
    لم يكن لديه سلاح طيران وبالنتيجة لم تعد دروعه قادرة على الحركة ولا على القتال. ومع ذلك أوحى له الخيال انه يستطيع أن يخدع العالم لمرة أخيرة ويتظاهر بأنه يستدرج العدو إلى عاصمته ليقوم بتمزيقهم في قتال الشوارع والحارات.ولم ينطل خداعه على أحد سوانا نحن الجمهور العربي المسكين،أما الأمريكيون فقد قرأوا ضعفه وخداعه وردوا عليه بخطة جريئة ضربت صفحا عما يقوله العلم العسكري عن خطوط الإمداد والتقدم المحسوب وانطلقوا كالمجانين نحو العاصمة التي أراد لهم أن ينتحروا على أسوارها فدخلوها دون أن تعترضهم طائرة أو تصمد أمامهم دبابة وعندها وضع البطل ذيله بين خلفيتيه وتبخر في الهواء.
    لم يمت صدام حسين ممسكا برشاشه كذلك الشجاع اليندي في تشيلي ولا محتضنا مكسيمه كعبد الفضيل الماظ في السودان وانما هبط درجات السرداب المؤدي إلى سبة الدهر والعار الأبدي، مختارا لنفسه موتا بلا مجد-موتا كالاستلقاء أمام حافلة مسرعة أو قطار وكل ذلك بلا بطوليات وغير مصحوب بالموسيقى التصويرية.

    لو انه تنحى

    لو انه تنحى عن السلطة طائعا مختارا نزولا عند نصيحة حكماء العرب لكان الآن نصف العرب يشتمونه ونصفهم الآخر يدفع عنه،وربما كان هذا الكاتب في صفوف الفريق الأخير.ولكن صدام حسين تخصص في رفع الآمال العربية إلى عنان السماء ومن ثم الهبوط بها إلى اسفل سافلين كأن بينه وبيننا ودا مفقودا أو ثأرا قديما. ففي المرة الأخرى زعم انه سيحرق لنا نصف إسرائيل موفرا علينا نصف مشوار السلام معها، وفي لحظة الحقيقة أطلق عليها تسعة وثلاثين صاروخا بائسا أسفرت عن تدمير فيللا وتاه بقيتها في الصحراء أو تلقفتها صواريخ الباتريوت المضادة للصواريخ. وبطبيعة الحال لم يمثل ذلك دمارا لنصف إسرائيل أو نصف واحد على مليون من الفلل فيها. والواقع أن إسرائيل أقسمت أن تعاقبه عقابا لا سابق ولا لاحق له، على تلك الصواريخ البائسة .وهكذا استدرجته خطوة فخطوة لقتال الدولة الأعظم في العالم حتى تظل يدها نظيفة من دمه وحتى تتمكن في الوقت المناسب من مدها لمصافحة إخوانه العرب حين يكتمل بينها وبينهم مشوار السلام.
    لو انه تنحى حسب نصيحة الحكماء العرب لكنا الآن جلوسا أو وقوفا على الأرض الأخلاقية العالية نطالب الأمريكيين بالخروج من بغداد هذا اليوم أو الذي يليه.وربما كانوا فقدوا الحجة عند تنحيه وتركوا العراق وشأنه دون قتال وهو أمر مستبعد ولكنه-منطقيا-احتمال من الاحتمالات.
    لو انه تنحى لكان عمال التشييدات العراقيون يتسللون في جنح الليل إلى تماثيله وانصابه وينزلونها من منصاتها بهدوء تام ليتم دفنها في مدافن النفايات مع غيرها من المساوئ والأشكال العديدة للجنون دون أن تتعرض للإحراق والضرب بالأحذية.
    لو انه تنحى لكان الآن في أوكرانيا ينتظر بواكير الربيع ليشرع في تعلم قواعد النحو العربي وأبجديات السياسة الدولية
    لو انه تنحى لاستفرد بزمرته الحاكمة وجعل يلقي عليهم مواعظه عن الرجولة وأصول الفتونة بصورة ربما اضطروا معها إلى الهروب من المنفى وتسليم أنفسهم للقضاء العراقي ليزجهم في سجون هي قطعا ارحم من جنة النفي مع صدام.
    ولكنه ضرب بنصائح الحكماء عرض الحائط ليكسب لنفسه عشرين يوما إضافيا من البقاء في سدة الحكم ولكن تحت القصف المتواصل ومحاولات القنص الكبير بالصواريخ والقنابل زنة ألف رطل فما فوق.وكما هي عادته في البرهنة على خطل أفكاره اثبت أن الحكماء الذين نصحوه بالتنحي كانوا على حق وكان هو الخاطئ (أو الخاسئ حسب مفردات وزير إعلامه المفوه)
                  

04-17-2003, 05:03 PM

ابو فاطمه

تاريخ التسجيل: 04-05-2003
مجموع المشاركات: 499

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سقوط بلا مجد لطغيان بلا حد - محمد المكى ابراهيم (Re: tariq)

    طارق ما تزعل الزول ده من العلوج
                  

04-17-2003, 05:57 PM

tariq
<atariq
تاريخ التسجيل: 05-18-2002
مجموع المشاركات: 1520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سقوط بلا مجد لطغيان بلا حد - محمد المكى ابراهيم (Re: tariq)

    منو فيهم؟
                  

04-17-2003, 06:22 PM

ابو فاطمه

تاريخ التسجيل: 04-05-2003
مجموع المشاركات: 499

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سقوط بلا مجد لطغيان بلا حد - محمد المكى ابراهيم (Re: tariq)

    طارق
    دي عاوز ليها فهم طبعن صدام
                  

04-18-2003, 10:33 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سقوط بلا مجد لطغيان بلا حد - محمد المكى ابراهيم (Re: tariq)

    " تخصص صدام حسين فى رفع الامال العربية
    الى عنان السماء ومن ثم الهبوط بها الى
    اسفل سافلين كانه بينه وبينها ودا مفقودا
    او ثارا قديما"

    حقا ان من البيان لسحرا
    لا فض فوك شاعرنا المرهف
    ود المكى وشكرا طارق
                  

04-18-2003, 11:19 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سقوط بلا مجد لطغيان بلا حد - محمد المكى ابراهيم (Re: Agab Alfaya)

    دة ضلو

    اها الفيل كيف؟؟؟
                  

04-18-2003, 09:31 PM

tariq
<atariq
تاريخ التسجيل: 05-18-2002
مجموع المشاركات: 1520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سقوط بلا مجد لطغيان بلا حد - محمد المكى ابراهيم (Re: tariq)

    الفيل يا تماضر كتلوا اخوانه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de