خُطَّةُ عَبدِ الجَبَّار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 01:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2003, 04:52 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خُطَّةُ عَبدِ الجَبَّار


    خُطَّةُ عَبدِ الجَبَّار


    بقلم: كمال الجزولي





    خطة مثيرة للاهتمام تلك التي طرحها المفكر العراقى فالح عبد الجبار قبل أسابيع من اجتياح قوات الاحتلال لبغداد، بعنوان «الحملة ضد الحرب جيدة، ولكن ليست جيدة بالقدر الكافي». ولأننى أكنُّ للكاتب تقديراً خاصاً، فقد وضعت على هامشها، لدى القراءة الأولى، وبغرض المراجعة المتمكّثة لاحقاً، بضع ملاحظات مستعجلة انصَبَّ جُلها على استفهامات عديدة حول معطياتها.


    ومع تحوُّل الواقع إلى ما يشبه الأسطورة، صباح الأربعاء الماضي «بتبخر» السلطة من بغداد، فجأة، وتقدم الجيوش الغازية لاستكمال احتلالها في هدوء ويُسْر مريبين، عُدت للخطة أستقطر بناءها «العِلمَويِّ» الفخيم شيئاً من الأمل في أن تكون على حق مرموق، وأن تتكشف، من ثمَّ، ملاحظاتى المتواضعة عن باطل صراح، ولكن.. هيهات!


    الكاتب اليسارى الذي ألجأته ملاحقات الأجهزة الأمنية إلى المنفى الاختيارى منذ أواخر السبعينيات، حيث يعيش، حالياً، في العاصمة البريطانية، ويعمل عضواً باحثاً بمدرسة العلوم السياسية والاجتماعية بكلية بيركبيك بجامعة لندن، روى في صدر مقالته طرفاً من معاناة الشيوعيين الذي كان، كما قال، ينتمى إليهم، تحت سلطة البعث، والذين لم يتبيَّنوا، على حدِّ تعبيره، إلا متأخراً جداً، وبالتحديد في اللحظة التاريخية التي اعتبرت فيها أميركا النظام الشمولى حليفاً يمكن التعويل عليه لصدِّ الأصولية الخمينية أواخر السبعينيات، أنهم قد حُوصِروا بين فكين مفترسين، مما اضطرهم لمغادرة البلاد ضمن سيل عَرم من المعارضين اليساريين والليبراليين والشيعة والقوميين الأكراد، حتى بلغ عدد الذين توزعتهم المنافي خلال الفترة 1979م ـ 1999م نحواً من 3,5 ملايين خلفوا وراءهم وطناً يسوسه البعثيون بالتعذيب والاغتصاب والقتل، ويزاوج زعيمهم بين النازية والستالينية في مثاله الأعلى للحكم، جاعلاً، إلى ذلك، من التركيبة العشائرية مؤسسة مفتاحية لدولته الخانقة، ومن عائدات النفط مورداً لتكريس سلطته القمعية. هنا يبلغ عبد الجبار إحدى نقاطه الجوهرية بقوله: إن «ترك» الوحش طليقاً خطأ فادح «سندفع» ثمنه عاجلاً،


    وليس آجلاً! وبقوله أيضاً: إن الحرب أداة «للسياسة»، ولهذا السبب فإن معارضتها ينبغي ألا تنسينا المسألة السياسية الجوهرية، وهي أن الخطر ليس في «أسلحة الدمار الشامل» نفسها، بل في «النظام السياسي» الذي يتحكم فيها! وبقوله كذلك: إن إغفال هذه الحقيقة من جانب دعاة السلام لهو أكبر خدمة يقدمونها لمعسكر الحرب! ولا يملك المرء سوى الدهشة بإزاء السلاسة التي يزدرد بها مفكر في قامة عبد الجبار هذا «الطعم» الأميركي المفضوح! وما يفاقم من هذه الدهشة أن الكاتب نفسه لا يخفي حيرته من كون أميركا قد تركت صدام يفلت دون عقاب على استخدامه الفعلي للأسلحة الكيماوية والبيولوجية عام 1988م، بينما تعود الآن لتتصلب في قرارها بشن الحرب عليه درءاً لاحتمال استخدامه المستقبلي لهذه الأسلحة! بل الأغرب أنه ما يلبث أن يفض هذه الحيرة بنفسه أيضاً، قائلاً بنصاعة ووضوح: إن هذا إلا منطق الاحتلال بعينه!


    غير أن الكاتب سرعان ما يرتد على عقبيه من مستوى الوعى بهذه الحقيقة المركزية البسيطة، إلى ترديد القول بأن تَركَ هذا المُهدِّد دون اقتلاع يعنى التمهيد لكارثة مستقبلية «!» وعلى حين لا يفصح عمَّن يُحذر مِن «ترك» المُهدِّد، أو من يحث على «اقتلاعه»، بل ولا يكاد يحفل بموقع «دور القوى الوطنية» من إعراب هذا التحليل في وطن يتهدَّده الغزاة بالاحتلال والاستعمار المباشر، يسارع لينفي عن قوله شبهات الانتساب إلى معسكر التحريض على الحرب «!» مساوياً، في ذات الوقت، من حيث قِصَر النظر، على حدِّ تعبيره، بين دقِّ طبول الحرب، كموقف يُسقِط إمكانية الحل السياسى للمشكلة، وبين معارضة الحرب لأسباب إنسانية بحتة، مما يعنى إنكار وجود المشكلة أصلاً «!» فكلا الموقفين، في رأيه، يتسم بضيق الأفق وبالمحدودية الأيديولوجية!


    وإذن، فثمة «وسع» أكبر يجترحه الكاتب لرؤية المسألة دون أن يوضح على من يجترحه! ولكن التوضيح ما يلبث أن يأتي في سياق تفنيده «للخيارات» المختلفة: فخيار الغزو عالى الكلفة «!» والقضاء على النظام الشمولي بهذا «الأسلوب» من شأنه أن يطلق قوى تقليدية واجتماعية كامنة من عقالها، بصورة يصعب تخيُّلها أو ضبطها، علاوة على احتمال أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب أهلية لا يُعرفُ من أين تبدأ أو إلى أين تنتهي. أما وقوع «انقلاب قصر» في بغداد فقد يكون، من جهة، مريحاً بالنسبة للادارة الأميركية، إلا أنه، من الجهة الأخرى، سوف يتسبب، قطعاً، في مأساة أخرى بالنسبة للشعب العراقي! ومن ثمَّ ينفذ الكاتب إلى طرح خطته السياسية غير المفكر فيها من قبل، كما قال، والقائمة في تفكيك النظام من داخله، دون أن يحدِّد الجهة التي يطرحها عليها، وإن كان ذلك مفهوماً ضمناً، للأسف،


    وذلك على النحو الآتي: أولاً: تهديد صدام بالملاحقة الجنائية «!» ثانياً: إتاحة مَعْبَر آمِن، في ذات الوقت، لهروبه «!» ثالثاً: تسليمه قائمة بنحو من ثلاثين شخصية غير مرغوب فيها من معاونيه والمطالبة بمغادرتهم البلاد، «!» رابعاً: وضع مشروع مارشال مصغر هذا موضع التطبيق بشرط نقل السلطة إلى حكومة مدنية إنتقالية «!» ويضيف عبد الجبار أن الضغط عن طريق هذه الخطة السياسية الهجومية ينبغى أن يكون مصحوباً بالتهديد باستخدام القوة.. قليل من الطلقات التحذيرية تكفي، أو كما قال «!» وبذلك يتحقق شق النظام الحاكم وتمكين الشعب من أن يضع يده على مقاليد الأمور «!» ويزكى الكاتب خطته «بكلفتها» الزهيدة، مقارنة «بكلفة الغزو والاحتلال» «كذا»! التي قد تبلغ ما بين 100 إلى 200 مليار دولار دون أن تحقق أيَّ مردود للولايات المتحدة «!»


    لقد بذلت مجهوداً كبيراً، بلا طائل، لكى أطرد من خاطرى فكرة أن فالح عبد الجبار بالذات إنما يخاطب بخطته، في الواقع، لا اليسار أو قوى المعارضة الوطنية العراقية، بل أشدَّ قوى الهيمنة الاستعمارية تطرُّفاً، وفي ذات اللحظة التاريخية التي كانت جيوشهم تتهيَّأ فيها لاقتحام بوَّابات العراق، متحفزة لدكه على رؤوس الجميع، حكومة ومعارضة وشعباً وثقافة وتاريخاً وثروات ومقدرات وبناءً حضارياً! ولقد افتقدت في هذا الطرح، بالحق، سمة المفكر والمناضل التقدمى، وبدا لى الرجل أكاديمياً كلاسيكياً «مُحايداً» ينكفئ على معالجة نظريات «علموية» بحتة، أو دبلوماسياً محترفاً بارعاً يمثل حكومة رقيقة الحال لدى مجلس الأمن، ذات دورة ملتهبة أوقعها حظها العاثر في عضويتها، ومطلوب منها أن تفصح عن موقف صريح حول قضية كبرى من قضايا الحرب والسلام المختلف عليها بين ضوارى العالم الكبار.. ولكم وددت أن أكون مخطئاً!
                  

04-17-2003, 05:44 AM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خُطَّةُ عَبدِ الجَبَّار (Re: zumrawi)

    لا ادرى لماذا لست قادرة على نزع فكرة ان هذه الحرب هى نهب مسلح هكذا بالبلدى فامريكا اقوى دولة فى العالم تغض الطرف عن اسرائيل وكل جرائمها ولكنها تقود الجيوش وتعد ما استطاعت من قوة ومن رباط الخيل لتحرير الشعب العراقي مقابل البترول العراقي اليس هو النهب المسلح
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de