|
|
 (امادويات)
|
مواطنو جنوب السودان
البحث عن حل ام تعويض
(امادويات)
في البداية لنكن شجعانا بما يكفي ونطلق رصاصة على رؤوسنا معنونين بذلك عجزنا التام عن إيجاد حل، حتى ( داخل رؤوسنا) التي لم تعد تستحق اكثر من رصاصة، لمشكلة استهلكتنا حتى النخاع،أصبحت لا تجلب سوى الملل بعد آن أشبعتنا بالماسي.
قرابة الخمسين عاما والجنوب لايعني في أذهاننا سوى نبع الخيرات الظاهرة والباطنة والطبيعته الخلابة ونسينا آن فوق هذا الجنوب إنسانا مثلنا ،يعاني كما نعاني يحس ويشعر.
عندما ذهب الشنقيطي وجماعته الى الجنوب قبل الاستقلال لاقناع زعماء الجنوب بالبقاء ضمن حظيرة الوطن ،وأظنهم فعلا قصدوا (حظيرة الوطن) بعد آن كان الاستعمار قد طرح احد ثلاث حلول بخصوص الجنوب ،اما ضمه للصومال الفرنسي،او اوغندا،او بقائه ضمن السودان .
بذل الشنقيطي وصحبه جهدا مقدرا في إقناع زعماء الجنوب بالبقاء ضمن السودان الموحد بعد آن قطعوا لهم الوعود بتعويض الجنوب عن ايام سياسة المناطق المقفولة التي اتبعها المستعمر تجاهه ،وحظ وافر من التنمية حتى يلحق بركب التطور في الشمال ،الذي كان الجنوبيون ينظرون اليه كمنطقة غاية في التقدم ،وانه سيكون لهم نصيب وافر من سودنة الوظائف .
كان هذا اول اختبار فشلنا فيه لا ثبات حسن النوايا فسرعان ما استحوذه الشماليون على اغلب الوظائف فى الجنوب الذى لم يلحظ اهله اى تغير سوى خروج مستعمر انجليزى ودخول اخر عربى
او هكذا يسمى نفسه ؛ وانشغل من فى الخرطوم بنظام الحكم .
بعدها اتت الانتكاسات الواحده تلو الا خرى كان اخرها فشل نظام نميرى فى الحفاظ على اتفاقية
اديس ابابا واعلانه الشريعه الاسلاميه وتقسيمه للجنوب ، ولم يجد بعض الجنوبيين سوى الغابة منبرا لهم
للمطالبه من خلاله بحمايتهم من خداع الشماليين .
وبقى مواطن الجنوب يعانى الامرين وبقي بين مطرقة الحكم الشمالى وسندان الجيش الشعبى فى الجنوب .
كان كل همنا فى الشمال ان تصمت تلك الحرب الى الابد لنحصل على كل الجنوب بخيراته ،
وكان هم الحركه الشعبيه ان تطول الحرب اطول فتره ممكنه لنصاب بالملل منها ويحصلون على الحل
الذى يريدون ، والذى هو الجنوب ايضا ،
كنا دوما فى الشمال عندما تناول الموضوع اعلاميا نتناول نقاط الاتفاق ونتشدق بان هناك لغه جديده هى عربى جوبا نتخذها كدليل على الوحدة (ولاية كويبك الكنديه يتحدث كل اهلها
الفرنسيه ولم تنجح فى الحصول على الاستقلال عن كندا الناطقه بالا نجليزيه ) !!!!!!!!!!!!!
متجاهلين نقاط الاختلاف والتى هى اكثر من ان تحص والتى توارثناها فى جيناتنا جيلا بعد جيل ،
حتى ان الدينكا وفى موروثهم الشعبى ان الكجور ( وهو بمثابة اله لهم ) او لما خلق خلق الدينكاوى
فكان اجمل مما تصور واعجب به اعجابا شديدا ولذى فكر فى خلق مثله فخرج اقل جمالا من الاول
فكان الشلكاوى ثم حاول مره اخرى فخرج اقل كمالا من الثانى فكان النويرى ثم………..
المندوكورو وهو العربى وعندها اقتنع الكجور بانه لن يخلق مثل الدينكاوى مره اخرى وكان
المندوكورو اكبر دليل على فشله فترك الامر وانصرف .
فغير الخلافات الاثنينة والعقديه التاريخيه كانت علاقات الشمال بالجنوب دوما علاقة الذئب
بالحمل لم يروا فينا سوى تاجر الرقيق الفظ الذي لايهمه سوى كم سيساوي هذا الجنوبي .وعندما اتت المهدية وتغنوا لمادي المخلص ظانين فيه الخلاص ،سرعان ما تواصلت تجارة الرقيق بعد نجاح ثورته،فايقنوا ان كل ما ياتي من الشمال هو الشر بعينه.
والعشرين سنة الاخيرة ولدت فينا نحن اهل الشمال احساس ان الجنوب لايعني اكثر من رحلة ذات اتجاه واحد قد تنتهي ربما في السماء .فلنكن اكثر وعيا وعقلانية ونقر بعدم امكانية قيام سودان واحد كما نحب ان نسميه.
وعلينا ان نبذل جهودنا من اجل ان نمهد لقيام دولة مجاورة جنوبا ،ولا نهدرجهودنا وما تبقى لنا من وقت في جدل الدولة والسلطة ،وتقسيم ثروة هي حتى الان بالكاد تسد الرمق ونركز كل الجهود وكل اللجان من اجل تحديد حدود كل دولة حتى لا ندخل مستقبلا في مشاكل حدودية
،وان نعتبر فترة الست سنوات الانتقالية التي سيوقع عليها الطرفان اللذان يحملان السلاح ،هي بمثابة تعويض لإنسان الجنوب رغم ما اذاقنا له من جراح ألام، و العمل على إعادة توطين أبناء الجنوب الذين نزحوا الى الشمال الى مواطنهم والعكس.
أعتقد انه بذلك نكون قد وفرنا علينا وعلى الاجيال القادمه قرون من الحرب والاقتتال ولنترك مسالة استقرار الجنوب بعد نشؤ دولته لاهله ولا نجعل من انفسنا اوصياء عليهم ولنتفرغ لحلحلة مشاكلنا الداخليه فى الشمال الذى لم يعرف اهله حتى الان باى نظام سيحكمون . امادو
|
|
 
|
|
|
|
امادو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست