ما هكذا تورد الابل يا عبد البارى عطوان

الاخ عادل امين

لحسن الحظ كنت من المتابعين لبرنامج قضايا الساعة المذكور في رسالتك الموجهه للصحفي عبد الباري عطوان وليس دفاعا عن عبد الباري فهو كفيل بان يدافع عن نفسه ولكن احب ان اشاركك المناقشة حول ما جاء في رسالتك هذه فالنبدا بمفهوم الديمقراطية اللبرالية التي سوف توهبها الادارة الامريكية لشعوب العالم الثالث
عزيزي عادل لايمكن لاي شخص تصديق هذه الخطرفات و الخزعبلات التي يسوقها البعض هذه الايام فاذا نظرنا الي سجل أمريكا الإمبريالية في رعاية الانظمة الدكتاتورية والمعادية لحقوق الانسان هو سجل حافل وهي الأبعد كلية عن دعم الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان وهو حالها كذلك حتى الآن يؤكده دعمها المطلق والوقح لشارون الفاشي وتشجيعه على ممارساته الإجرامية والإرهابية بحق الشعب الفلسطني . وما أحداث فنزويلا الاخيرة وضلوعها في التآمر لقلب نظام الحكم المنتخب ديقراطياً إلا برهان جديد على تلك الحقيقة و لاننسي بان الشعوب هي التي تخلق الديمقراطيات وليست الدول الاستعمارية وكلنا يذكر انتفاضة الشعب السوداني علي النظم العسكرية واحلال الديمقراطية دون الرجوع الي دول او فلسفات خارجية ان الوهن و الضعف الذي الم بنا جعلنا نحلم بديمقراطية مستوردة دون عناء او نضال ودون التفكير في مخاطر التدخل الاجنبي وما يحمله من افكار تتعارض مع ثقافة وتقاليد وأنماط سلوكية‏ لمجتمعنا هذا بخلاف الاستيلاء علي مواردنا بطرق مشروعة

ساعود لاحقا لابدا الرأئ في النقاط الاخري

بخصوص ديمقراطية الكويت أظن أن القول بأن هناك ديمقراطية في الكويت بالمعني الصحيح فهوقول غير دقيق رغم افتخار الكويتيين بها علي الملاء العظيم لا اعرف كيف يسمونها ديمقراطية ولم تتقدم بالصورة الصحيحة منذ عام 1961 ؟ ديمقراطية تفرض الوصايا علي المنتخبين و تفتقر الي توسيع قاعدة المشاركة الشعبية الكويت البلد الوحيد الذي يمارس الحقوق السياسية بنصف المجتمع دون نصفه الآخر وحرمان النساء من حق الانتخاب هذا بالاضافة الي منع العسكريين حق الانتخاب والترشيح ورفع سن الانتخاب مما حرم شريحة كبيرة من الشباب في المشاركة في التغيير هذا بالاضافة الي عدم المساواة بين الشعب وهناك اعداد كبيرة ممن لايحملون الجنسية او لا يحق لهم حق المواطنة هذا ناهيك عن معارضة الاسرة الحاكمة , كمان ان الديمقراطية محصورة فقط في مجلس الأمة كما ان النقابات المهنية لم تتاح لها الحرية الكاملة لمزاولة دورها كما تتدخل الحكومة في شؤون الجمعيات والنقابات فاي ديمقراطية هذه التي يفتخر بها الكويتيين ؟

ساعود لاحقا لمناقشة النقاط الاخري

واذا تحدثنا عن الدور الحضاري فنجد العراق مشعل الحضارة العربية الاسلامية وكانت بغداد قبلة العالم أجمع ، وملتقى العلماء والادباء الذين توافدوا عليها من شتى اقطار الارض فحضارة العراق لم تبدأ اليوم بل اذدهرت منذ بزغت أولى الحضارات وأزهرت ألا وهي الحضارة السومرية التي نشأت منذ حوالي 4000 سنة قبل الميلاد والتي سبقت الحضارة المصرية و الحضارتين ألإغريقية والرومانية وليست حضارة او ثقافة حديثة وليدة اكتشاف النفط كما هو الحال في دول الخليج كما ان مستوي الثقافة للمواطن العراقي تفوق الخليجي بمراحل بحيث لا يكاد يختلف اثنان على أن العراقي قاريء من الطراز الأول كما شهدت سنوات السبعينات والثمانينات ازدهارًا لافتًا لواقع صناعة الكتاب في العراق، حتى ظن البعض أن بغداد ستصبح منافسًا قويّا لبيروت والقاهرة , كما ان المغتربين العرب قد وجدوا فرصة واسعة للعمل في العراق وكانت القوانين العراقية تسمح لأي عربي بدخول العراق دون
الحاجة الى تأشيرة سابقة ودون الاعتماد على نظام الكفيل المعمول بها في دول الخليج وتحد من حرية المغتربين وكان للعراق دور رائد في دعم الدول العربية في جميع المجالات ولكن الان تناسي كل الناس هذه الظواهر الايجابية تحت عجلة الآلة العسكرية الامريكية وكما يقول المثل (اذا وقع التور كترت سكاكينو ) واتمني ان تزول المحنة عن هذا الشعب الابي الصامد