دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
هل يجب إسترداد مــا أخذ بالقوة ..بالقوة أيضا!!
|
إن أكبر إنهيار لقيم الجندية والرجولة هو ما حدث في يوم 30 يونيو 1989 من مجرمين نكصوا العهد , بعد أن أقسموا يمينا - يوم تخرجهم - بالوفاء لمباديء الكلية الحربية السودانية التي أهمها الوفاء بالعهد وحماية أمن البلاد .
مجرمون ..لأنهم غدروا بالديمقراطية في ليل بهيم , كان فيه الوطن ينام بسلام..لكن بقفزة خبيثة جدا, قدموا لنا أنفسهم كثوار!! وأطلقوا علي أنفسهم `ثورة الإنقاذ`! وهل الثورة أن تنتزع الدبابة ديمقراطية البلاد, ثم تحولها إلي شلال من الدم في الجنوب والشرق والغرب !!!أم الثورة هي مجرد نجاحكم في الإستيلاء علي السلطة؟ أم هي وأدكم لقيم الديمقراطية ؟ أن الإنقلاب العسكري الذي قامت به الحركة الإسلامية , وهي تؤمن به في أدبياتها أنه الخيار الوحيد والأسهل حتي تتخلص من الديمقراطية التي لا تطيق حتي مجرد سماع إسمها. والآن وبعد مرور كل هذه السنوات العجاف .. وبعد أن حكموا البلاد بالدكتاتورية, وقتلوا من قتلوا, ثم حرقوا من حرقوا..هاهو كل العالم يعرف اليوم أنه لا يوجد نظام أسوأ من نظامهم الديكتاتوري الدموي .. إن أزاحة هذا النظام الديكتاتوري وبالتالي تطهير كل أجهزة الدولة من زبانيته عن طريق إنقلاب عسكري آخر-رغم انه حق مكفول لإسترداد ما أخذ بالقوة-, لن يكون مجديا ابدا, بل سيفتح الطريق أمام مستقبل لا يمكن التكهن به أبدا للبلاد. لأن التعامل بنفس السلاح والطريقة السهلة, وهي أن تأتي للسلطة علي ظهر الدبابة، سيكون أشبه بما أورثه هذا النظام لدي الشعب من جدوي الإنقلابات والعمل العسكري ، وحتي الشعب ربما سينظر لها بنفس المنظار كطاغية جديد بدلا عن منقذ..فقد مل الشعب هذه المفردة ..(الإنقاذ)! والحل ايضا ليس في الإنتخابات!! لأنه -وكما حدث من قبل- أن هذا النظام لن يسمح بإجراء انتخابات حقيقية،بل ستكون مهزلة في حق الشعب السوداني و كل من يشارك بها من التنظيمات الوطنية. أما ما نراه الآن فهو مجرد إجراءات شكلية، فكل أنظمة الإنقلابات العسكرية لا تسمح بإية أصلاحات سياسية حقيقية , لأنها وبإختصار ستعزلهم و تقلص نفوذهم المطلق.
كما أيضا لا تصلح التدخلات الدولية ضد هذه العصابة الإسلاموية فهي تفيدها ويمكنها من خلالها حشد الجماهير التي ترفض اي تدخل لصالحها ، والحالة الوحيدة لنجاح التدخلات الدولية هي وجود معارضة داخلية قوية ذات صوت هادر مسموع داخل البلاد، لأنها ستعمل في الإتجاه المعاكس وتقوي من خلخلة النظام ودعم التدخل الدولي , وهذا الخيار ايضا للاسف غير متوفر حتي اللحظة.
إلي هنا وكل الخيارات سلبية , وهذه حقيقة ..لأن الشعب السوداني فقد حاليا القدرة ـ بشكل مؤقت ـ على مقاومة هذه العصابة، وهو في ذات الوقت لا يملك الثقة على قدرته لمواجهة وحشية نظام البشير ، و ايضا فقد بوصلة الرؤية في أيجاد طريق الخلاص مؤقتا. لكن يظل يملك مخزون هائل من القدرة الكامنة التي إذا ما تم اكتشافها وتفجيرها فإنها تفاجئ الجميع وخاصة عصابة الإنقاذ.
أن التخلص من نظام قمعي دموي دكتاتوري مثل نظام البشير وباسهل الطرق واقل خسارة في الأورواح يتطلب اعتماد استراتيجية تهدف إلي خلق مقاومة قوية منظمة في الداخل أولا والخارج تعمل بإنسجام ولو مؤقت لإخراج البلاد من أزمتها يكون من أول أهدافها إعادة زرع الثقة في الشعب السوداني بقدرته علي المقاومة وأحداث التغيير المنشود , ثم دعم وتقوية منظمات ومؤسسات المجتمع المدني الغير مرتبطة إطلاقا بالنظام .
وختاما لابد من التأكيد علي أن الشعب السوداني يجب عليه أن يحرر نفسه بنفسه, وهو قادر علي ذلك وباقل دم ممكن.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل يجب إسترداد مــا أخذ بالقوة ..بالقوة أيضا!! (Re: خالد الطيب أحمد)
|
الاخ خالد لك التحية
Quote: اعتماد استراتيجية تهدف إلي خلق مقاومة قوية منظمة في الداخل أولا والخارج تعمل بإنسجام ولو مؤقت لإخراج البلاد من أزمتها يكون من أول أهدافها إعادة زرع الثقة في الشعب السوداني بقدرته علي المقاومة وأحداث التغيير المنشود , ثم دعم وتقوية منظمات ومؤسسات المجتمع المدني الغير مرتبطة إطلاقا بالنظام . |
الشعب يحتاج الى هذا اولا
واشخاص يثق فيهم اغلبية الشعب ...
تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل يجب إسترداد مــا أخذ بالقوة ..بالقوة أيضا!! (Re: عاصم ابوبكر حامد)
|
الأخ / عــاصم
تحياتي ..واشكرك علي الإضافة المهمة جدا.
إذ أن ما ذكرته صحيح بخصوص حوجة الشعب إلي قيادات يوليها ثقته وتستطيع إحداث التغيير المنشود, و هم ذات الأشخاص الذين سيكون عليهم العبء الأكبر في خلق وتوحيد جميع القوي الوطنية تحت هدف وحيد وهو كما ذكرت أعلاه إخراج البلاد من الأزمة العميقة الراهنة , وإعادة الثقة للشعب السوداني في قدرته علي مقاومة الديكتاتوريات.
أما بخصوص منظمات المجتمع المدني بمختلف أهدافها وتخصصاتها, فهي بذات الأهمية ويجب دعمها باقصي ما يمكن لأن قدراتها وبالتالي تأثيرهاهو الأكبر , وهي بدورها الديناميكي هذا قادرة تماما على الجذب وفق نشاطاتهاالتي تقوم بها.كما وأنها ذات ثقةعالية لدي الجماهير.
كن بخير
| |
|
|
|
|
|
|
|