كتاب جديد :"حسن الترابي داخل القاعدة"ه "

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2003, 02:52 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كتاب جديد :"حسن الترابي داخل القاعدة"ه "

    عفوا عنوان البوست من عندي
    وإن لم يخرج من الموضوع حيث أن هذا الكتاب قد أفرد مساحة واسعة لهذه العلاقة بين الرجلين وتداخلها
    =================
    كتاب / داخل القاعدة / الحلقة الثانية
    تأليف: روهان غوناراتنا:

    عندما انسحب السوفيات من افغانستان في فبراير 1989، عاد أسامة إلى السعودية، ورغم ان أسامة استأنف نشاطه بشركة الانشاءات التابعة للعائلة، فان عقله وفكره كان في مكان آخر, في هذه الاثناء غزا العراق الكويت يوم الثاني من اغسطس 1990 واحتل آبار النفط, قدمت القوات الأميركية الى السعودية، وقد أعرب بن لادن عن استيائه لوجود قوات أجنبية على الأراضي المقدسة, وقد عبر أسامة عن الغضب علنا ازاء استمرار بقاء الأميركيين على الاراضي السعودية بعد تحرير الكويت,
    غادر أسامة السعودية إلى باكستان في ابريل من عام 1991 حيث اطلق حملة ضد حكومة بلاده، كما ارسل كوادر من القاعدة لتأسيس خلايا داخل المملكة, وربما تكون التفجيرات التي شهدتها السعودية خلال الفترة ما بين 1998 و2001 هي من فعل اعضاء في القاعدة, وبدأت خطب واشرطة كاسيت ومحاضرات لأسامة توزع في منازل عدة ومساجد، وانضم إليه عدد من المعارضين في باكستان,
    في هذه الاثناء، ارسلت الجبهة الوطنية الاسلامية التي يتزعمها الدكتور حسن الترابي والتي تسلمت السلطة في السودان عام 1989، وفدا إلى بيشاور, ونقل الوفد المكون من ثلاثة اشخاص رسالة من الترابي إلى أسامة يعبر فيها عن رغبة الحكومة السودانية الجديدة في اقامة علاقات مع القاعدة, ووفقا لرغبات الموفدين، وافق أسامة على تدريب اعضاء الجبهة على حرب العصابات من اجل مواجهة جيش التحرير الشعبي السوداني الاكبر عددا الذي يحارب من اجل استقلال جنوب السودان.
    ونقل الوفد عن الترابي قوله لأسامة ان الزعيم السوداني يدعو القاعدة ليكون لها وجود في السودان.

    موّل 20 جماعة اسلامية بالمال والسلاح ,,, وأقام ثلاثين شركة في السودان

    كان هناك عاملان دفعا أسامة للقبول بنقل البنية التحتية للقاعدة إلى السودان، الأول هو ان السعودية وباكستان تقيمان علاقات وطيدة وقد ادرك أسامة الخطر الذي يمكن ان يحيق به في حالة بقائه في بيشاور, وعلاوة على ذلك فان نفوذ أسامة في باكستان قد اصابه الضرر بعد ان مول اقتراعا لحجب الثقة عن بي نظير بوتو رئيسة وزراء باكستان، كما انه حاول مرتين وفي مناسبتين اغتيالها, والسبب الثاني هو ان اعضاء القاعدة بدأوا يشعرون بالملل بسبب عدم اسناد اي مهمات لهم على الجبهة الافغانية بعد رحيل السوفيات، وكانوا يفضلون الانتقال إلى السودان على امل ان تتاح لهم فرصة معاودة نشاطهم, وخلال اجتماع حضره ابو عبيدة العراقي، ايوب العراقي، ابو فضل العراقي، ابو همام السعودي، ابو أمية السعودي، وعلي هارون «ابو حسن السوداني» تركز البحث حول الانتقال إلى السودان وتفضيل المجتمعين لهذه الخطة بسبب القرب من العالم العربي، حيث ينحدر معظم المجتمعين.
    ورغم قبول أسامة دعوة الترابي للانتقال إلى السودان فقد اتسم القبول بالحذر، ذلك لأن نقل رجال القاعدة ومعداتهم، ناهيك عن اسرهم إلى قارة اخرى، من شأنه ان يشكل واحدا من اكبر التحديات التي تواجهه, ولذلك فقد عمد إلى ارسال وفد لدراسة الاحوال على الارض قبل ان يتخذ قراره النهائي, وعكس موفدو أسامة تركيبة وتشكيلة القاعدة: ابو همام السعودي من السعودية، ممدوح سالم وكنيته ابو هاجر العراقي من العراق، ابو حسن السوداني من السودان، وابو رضا السوري من سورية, وفي السودان التقوا قيادة الجبهة الوطنية, ولدى عودتهم عقدوا اجتماعا خاصا مع أسامة ومجموعة تمثل قاعدة القاعدة الرئيسية، معسكر فاروق في خوست.
    طلائع القاعدة
    وعندما اقتنع بما نقله الوفد عن الترابي رحب أسامة بالعرض، وان كان بعض اعضاء القاعدة قد شككوا وتساءلوا عن الاسباب التي تدعوهم للثقة باسلامي تلقى تعليمه في اوروبا «الترابي درس في السوربون».
    توجهت مجموعة تمثل طلائع القاعدة بمن فيها عضو من المجموعة السودانية إلى السودان واستأجرت مزارع ومنازل لاقامة العزاب والاعضاء المتزوجين وايضا لاغراض التدريب, ولم يتم نقل البنية التحتية إلا بعد ان زار أسامة الخرطوم واجتمع مع الترابي, ومنذ اواخر 1989 وحتى نهاية 1991، كان معظم افضل مقاتلي القاعدة المدربين والمجربين «ما بين ألف وألف وخمسمائة» قد تم نقلهم إلى السودان، رغم ان أسامة احتفظ ببنية تحتية ومعسكرات للتدريب في افغانستان وباكستان, واضافة إلى مكتب «ام اي كي» وعدة منازل عدة للضيافة في بيشاور، كان بين المعسكرات في افغانستان : دارونتا، جهاد وال، خالدان، صديق، خالد بن الوليد وفاروق, ولم يسمح أسامة بان تؤدي مغادرته للسودان إلى اضعاف برنامج تدريب القاعدة في الخارج, وكان كبير المدربين المصري المولد علي محمود الذي سبق وان عمل في القوات الأميركية الخاصة يدرب المتطوعين الجدد في افغانستان سنة 1992. ومن اجل تدريبات خاصة، فانه كان ينتقل ما بين السودان، البوسنة وغيرهما من مسارح النزاع, ولم يتبق سوى بضع مئات من المتطوعين الذين تم تدريبهم حديثا في افغانستان او باكستان, وبعد استكمال تدريباتهم الايديولوجية والمادية فانهم كانوا يعودون إلى بلادهم، بينما كان آخرون يتوجهون للقتال في البلقان، القوقاز، افريقيا ومناطق اخرى, واثناء وجوده في السودان، لعب أسامة دورا مزدوجا، ارهابي ورجل اعمال, وتمشيا مع دعم السودان السري للحركات الاسلامية في مختلف انحاء العالم، اقام منظمة متوازية لتعزيز المساعي السودانية, وبعد ان اقام صلات وعلاقات مع نحو عشرين جماعة اسلامية تخوض حرب العصابات، دعمها بالاموال و التدريب والسلاح.
    ومثلما تبين من محاضر المحاكم الأميركية، فانه باستثمار ثروته الموروثة، نوع أسامة من اعماله واقام قرابة الثلاثين شركة في السودان، بما في ذلك التكنولوجيا المتطورة والهندسة المدنية، وعهد أسامة للجموعة المصرية في القاعدة وعلى وجه الخصوص الظواهري وابو عبيدة البانشيري، الذي اشرف على عملية الانتقال إلى السودان، بخطط لتطوير البنية التحتية في السودان.
    اشترت القاعدة مزرعتين كبيرتين واحدة شمال الخرطوم مقابل ربع مليون دولار وسجلت باسم سوداني عضو في القاعدة وحيث كان يقيم الظواهري، ومزرعة ملح قرب بور سودان على بعد «1100» كلم عن الخرطوم وكان ثمنها «180» الف دولار.
    وكانت اول مؤسسة تجارية يؤسسها أسامة في السودان وادي العقيق, وقد اصدر الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير رسالة لوادي العقيق توفر الحماية للقاعدة طالما انها تعمل في السودان, وقد مكن ذلك القاعدة من استيراد السلع دونما تفتيش او دفع الضرائب, وتحت مظلة وادي العقيق انشأت القاعدة مجموعة لادن الدولية وهي شركة استيراد وتصدير، وطابا للاستثمار وهي شركة صرافة وتحويل اموال.
    أسامة والتحدي
    وهناك ايضا شركة الهجرة للانشاءات التي كانت تشتري المعدات والمواد لانشاء الطرق والكباري وايضا المتفجرات لتفتيت الصخور, قامت الهجرة بتشييد الطرق والجسور بما في ذلك الطريق الذي يبلغ طوله «83» ميلا بين مدينتي دامازين والكرمك وجعل مشروع طريق «التحدي» بين الخرطوم وبورسودان اسم أسامة على كل لسان في السودان.
    كان أسامة يهتم بالتفاصيل ويشرف على ادارة امبراطورية اعماله وكان يعمد إلى تغيير المشرفين والمديرين احيانا على بعض المشاريع مثل الهجرة للمنشآت، التي كان يديرها في البدء الدكتور شريف الدين علي مختار الذي استبدله من اجل تحسين كفاءة الشركة فيما بعد باربعة من افضل رجاله الذين عملوا تحت اشراف ابو حسن السوداني، ابو همام السعودي، ابو ريدة السري، وابو هاجر العراقي.
    وبالتدريج وسعت القاعدة اعمالها لتشمل الزراعة والصناعة، تملكت شركة للفواكه والخضار في برج ساجانا في الخرطوم، وشركة شاحنات للنقل تدعى «القدرات» في احدى ضواحي مدينة دامزين, وزرع رجال القاعدة السمسم، الفستق والحنطة, وكانت هذه المنتوجات وغيرها تباع من قبل شركات اخرى تابعة للقاعدة بينها «الثمار المباركة»، داخل السودان وخارجها، واستخدمت المزرعة لاغراض أخرى: دورات تدريب تنشيطية على الاسلحة.
    مدربو المنظمة على المتفجرات في افغانستان سالم المصري، وسيف العدل وهو ومصري آخر كانوا يقيمون هناك, وكما يمكن للمرء ان يتوقع فقد كانت التدريبات تتم بمشاركة سودانيين مثل ابو طلحة السوداني,
    وعندما كان يتم تدريب اعضاء منظمة «الجهاد» المصرية على استخدام المتفجرات في اواخر 1991، كانت اصوات الانفجارات شديدة لدرجة ان السكان اضطروا لتقديم الشكاوى إلى البوليس الذي اعتقل بعض اعضاء القاعدة، لكن الاستخبارات السودانية، التي كانت تعمل عن كثب مع القاعدة تدخلت وعملت على اطلاق سراحهم، ولما كان أسامة يمول حملة الحكومة السودانية في الجنوب، فان الجبهة ردت الجميل بتخصيص ارض لمعسكرات التدريب للقاعدة.
    وحتى يحمي نفسه ومنظمته، احتفظ أسامة بمصالح وعلاقات تجارية مع القيادة السياسية السودانية، والاستخبارات والعسكر، إلى جانب اقامة علاقات وثيقة مع الترابي، كما عمد إلى استثمار خمسين مليون دولار في احد البنوك الذي يخص النخبة السودانية, وهكذا فان القاعدة كانت تعامل بالتقدير والاحترام, وكان جهاز الاستخبارات السوداني بمثابة حلقة الوصل والجسر بينها وبين الحكومة السودانية, واضافة إلى التعاون على المستوى التكتيكي فان القاعدة كانت تزود المخابرات السودانية بمساعدة خاصة, وعندما فتح السودان ابوابه لمجموعات اسلامية اخرى غير القاعدة بدءا من عام 1992 اعتمد جهاز المخابرات على القاعدة لكشف الجواسيس, وقد استثمرت القاعدة الاعضاء السودانيين فيها, وكشفت محكمة أميركية ان جمال احمد محمد الفضل وكنيته ابو بكر السوداني كان حلقة الوصل مع الحكومة السودانية، بينما كان ابو حسن السوداني يدير مؤسسة طابا للاستثمار.
    كان أسامة يقدر المواهب ويجزل العطاء لمن يحقق الارباح من المديرين، كما ان الموظفين وكان بينهم المئات من غير رجال القاعدة يزودون بالطعام من الخضار والفواكه والسكر وخلافه، اضافة إلى ان علاجهم في المستشفيات اذا استدعى الامر يتم على حساب المؤسسة.
    كان اول مكتب لأسامة في الخرطوم يقع في مجمع في شارع الملك عز، لكنه كان يمضي معظم الوقت ببيت للضيافة يتكون من ثلاث طبقات في حي الرياض، حيث كان يعيش ببساطة، مع نفر من الحراس, وكان أسامة يصلي مع جماعته ويتقاسم ويتناول الطعام معهم ويجلس يبحث معهم امور المسلمين والجهاد والقاعدة, ومثلما فعلت القاعدة بانشاء قاعدة للمعلومات في افغانستان عن كل المجاهدين، كان هناك ملف لكل موظف في السودان عائلته، كنيته، الارباح التي حققها للقاعدة إذا كان يعمل لدى احد فروع المؤسسة، سجله العسكري وانجازاته في حالة مشاركته في القتال، وكان يدرس هذه الملفات جيدا قبل ان يعهد إلى احدهم بأي عملية، كان يرقي ويوظف الاشخاص وفقا للمؤهلات والكفاءة والاداء, وتحت توجيهاته وارشاداته توسعت القاعدة وتضاعف عدد موظفيها وبنيتها الاساسية خلال خمس سنوات من انشائها, وبلغ عدد الموظفين غير العاملين في المجال العسكري اكثر من الفي شخص في السودان، بينما تزايد تدريب اعداد المتطوعين من ألف إلى ألفين.
    ملفات أميركية
    وتكشف الملفات الأميركية ان أسامة نقل مكتبه إلى حي الرياض عام 1991 حيث اشترت القاعدة بناية لصالح وادي العقيق, وكان أسامة يتقاسمها مع ابو حسن المصري والدكتور مبارك الدوري الذي كان يدير شركة الثمار المباركة.
    وقد عمل الغبيشي السوداني بشكل وثيق مع أسامة في المكتب ذاته حتى يونيو من عام 1993، إلى ان تم استبداله بعضو القاعدة المصري الشيخ سيد المصري الذي كان مسؤولا عن شؤون المرتبات والاجور,\وبين العاملين من القاعدة الذين كانوا على صلة وثيقة مع أسامة اثناء اقامته في السودان عبدالرحمن وهو صومالي, وايضا السعوديين عمر الملكي، والدكتور شريف الدين علي مختار، اضافة إلى خالد علي وليد الذي لم يكن عضوا في القاعدة والذي كان يعمل محاسبا وعمل ايضا اعضاء في الجبهة الوطنية الاسلامية لدى أسامة وبين هؤلاء معتصم صادق ابو ساشل الذي عينه أسامة للاشراف على مجموعة شركاته التي تضررت بسبب العقوبات الدولية التي فرضت على السودان وبالتالي منيت بالخسارة, اثناء اقامته في الخرطوم عمدت الحكومة السعودية في فبراير من عام 1994 إلى اسقاط جنسيته وتجميد اصوله وامواله, وبعد شهر من ذلك عبر بكر شقيق أسامة من خلال وسائل الاعلام السعودية عن اسف واستنكار العائلة لانشطة اسامة الذي رد ازاء اتهامات بتشويه سمعته في السعودية وخارجها بتأسيس لجنة النصيحة والاصلاح في يوليو 1994، والتي تولت اصدار البيانات الصحفية والمنشورات ضد الحكومة السعودية وشعر بانه لم يعد لديه من خيار سوى ضرب اهداف داخل المملكة, هاجم عضو في التكفير والهجرة يعرف باسم «الخليفي» مصلين في مسجد انصار السنة بام درمان في حي الثورة، وتوجه بعد ذلك بسيارة إلى منزل أسامة بهدف قتله، لكنه اعتقل بعد اصابته في رجله وذراعه من قبل البوليس, ولم يكن بن لادن في المنزل حينذاك رغم ان البيت اصيب باضرار نتيجة اطلاق الرصاص, كما تعرض عبد الله الابن الاكبر لمحاولة اغتيال بعد ان تعرض لهجوم في منطقة السوق المركزي في الخرطوم، بعد ذلك قلص أسامة من انشطته الاجتماعية في السودان وتوقف عن ركوب الخيل والذهاب إلى سباقات الخيل التي كان يحضرها وبرفقته عصام ابن الدكتور الترابي, وبعد ايام عدة وصل علي محمود كبير مدربي القاعدة الذي كان يسكن في كاليفورنيا إلى الخرطوم حيث اختار ودرب مجموعة من افراد القاعدة مهمتهم حراسة أسامة وحمايته اثناء الليل والنهار وحتى بعد عودته إلى افغانستان.
    ووفقا للخطوط العريضة التي ارساها أسامة فانه يمنع على اعضاء القاعدة الاعلان عن تبني ومسؤولية أي عمليات يجري تنفيذها، لأن من شأن ذلك ان يعرضها للانتقام من قبل الدول التي تعرضت مصالحها للهجوم, ولهذا السبب فان القاعدة لم تعترف بمسؤوليتها عن تفجير مبنى الحرس الوطني في الرياض يوم 13 نوفمبر 1995 الذي ادى إلى مقتل سبعة اشخاص وابراج الخبر في الظهران والذي تسبب في مقتل «19» من الأميركيين وجرح مئات آخرين.
    ومن السودان بدأت القاعدة بتوسيع ونشر شبكتها في شتى انحاء العالم وطورت شبكة اتصالات غير مسبوقة تربط مكاتبها الاقليمية في لندن، نيويورك، تركيا وغيرها من المراكز الاخرى, واثناء اقامته في السودان اقام أسامة صلات وروابط مع مجموعات عدة وانضم الكثير من الاسلاميين في مختلف انحاء الدنيا إلى القاعدة, ولما بدا خطر الاسلاميين وشيكا، اعتقل الكثير من المقاتلين العرب الذين خاضوا الحرب في افغانستان على يد انظمة بلدانهم, ونيتجة لذلك فلم يكن امام هؤلاء من خيار سوى الانضمام للجماعات الاسلامية في افغانستان، طاجيكستان، الجزائر، الشيشان، البوسنة، كشمير والسودان, وقد ادى ذلك إلى وجود شبكة واسعة من المجاهدين العرب تمتد من نيويورك إلى الجزائر وحتى الفيليبين, وبسبب المصادر والتسهيلات المتاحة للقاعدة في السودان قدم الكثيرون لتنشيط تدريبهم والحصول على التمويل، وعاد بعضهم إلى مناطق النزاع وآخرون إلى اوطانهم حيث شكلوا تنظيمات اسلامية.
    من جانبها اخذت الهند تمارس الضغوط على الحكومة الأميركية لاعلان باكستان دولة راعية للارهاب بعد الهجوم الذي تعرض له مركز التجارة العالمي عام 1993 والذي نفذه ارهابيون دربوا في افغانستان وباكستان, وتمثل الرد الأميركي بمطالبة اسلام اباد بطرد أو تسجيل المجاهدين الذين يقيمون في باكستان, ولما تم اعتقال العديد من هولاء بسبب عدم تسجيل انفسهم دفع أسامة من ماله لنقل مئات من الاعضاء الذين ارادوا مغادرة باكستان, وكان عدد هؤلاء يقدر بنحو خمسة آلاف شخص بينهم 1142 مصريا، 981 سعوديا، 946 جزائريا، 771 اردنيا، 326 عراقيا، 292 سوريا، 234 سودانيا، 199 ليبيا، 117 تونسيا و102 مغربي, ورغم ان الأميركيين لم يكونوا في ذلك الوقت يعلمون بان رمزي احمد يوسف الذي تلقى تعليمه في بريطانيا تم تمويله من قبل أسامة، فانهم كانوا على علم بالتهديد الذي يمكن ان يتعرضوا له على يد المجاهدين المقيمين في افغانستان وباكستان, ولما كان أسامة قد اخفى علاقته بمعظم العمليات، بما في ذلك هجوم 1993، فان طبيعة منظمته متعددة الجنسيات قد غابت عن اهتمام «سي اي ايه», وفي الواقع، فانه عندما تم احتجاز احمد عجاج الذي رافق يوسف من بيشاور في مطار جون كنيدي بتهم تتعلق بالهجرة، كان بحوزته كتيبا يحمل اسم القاعدة، وقد ترجم خطأ باعتباره «القاعدة الأساسية».
    الأولوية للعمل العسكري
    في السودان تغير تفكيره واصبح العمل العسكري يحظى بالأولوية لديه على النواحي السياسية والاقتصادية,
    وعبر عن اهتمامه باستخدام الاسلحة الكيماوية، البيولوجية، النووية واسلحة الدمار الشامل, وقد حظيت الابحاث السرية التي اجرتها القاعدة على اسلحة الدمار الشامل بدعم عناصر في الجبهة الوطنية الاسلامية والجيش السوداني, كان المختبر الذي تتم فيه الاختبارات والتي بدأت بتصميم وتطوير اجهزة تفجير في الخرطوم حسب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية, واشترى أسامة كيلوغراما من اليورانيوم من جنوب افريقيا واستأجر عالما نوويا مصريا, ويقول احد مسؤولي المخابرات الأميركية ان أسامة سعى لدى الحكومة السودانية لاقناعها باجراء تجارب على غازات سامة حتى يمكن تجربتها ضد القوات الأميركية في السعودية, وجند ايضا طيارا يحمل الجنسية الأميركية يدعى عصام الريدي، واشترى طائرة تدريب عسكرية من الولايات المتحدة, ولد عصام في القاهرة عام 1958 وتلقى تعليمه في الكويت وباكستان, وحصل على اجازة طيار تجاري «مدني» بعد ان تلقى تدريبه في كلية ريد بوردمان للملاحة الجوية خلال الفترة من 1979 وحتى 1981. واشترى لحساب القاعدة والمجاهدين في افغانستان من بريطانيا اجهزة للغوص والرؤية الليلية ومعدات اخرى متطورة ذات استخدام مزدوج من اليابان، الكويت والسعودية، كما شحن خمسين بندقية يستخدمها القناصة إلى افغانستان, وخلال عام من وصوله إلى السودان من افغانستان على متن طائرة خاصة سعى أسامة لشراء طائرة لاستخدامه الخاص ولنقل الاسلحة, كان يخطط لنقل صواريخ ستينغر من بيشاور إلى الخرطوم، ورغم ان أسامة يسافر في الغالب بطائرات خاصة تستأجرها القاعدة من خلال شركات واجهة، فانه يكره الطيران كثيرا، بعد ان فقد والده وشقيقه الاكبر في حوادث الطائرات, طلب أسامة من الريدي شراء طائرة من الولايات المتحدة والطيران بها إلى السودان,, ومن اجل هذه الغاية تم تحويل مبلغ «230» الف دولار من بنك الشمال في السودان إلى بنك في تكساس عام 1993. اشترى الريدي طائرة عسكرية من طراز تي 389 وبعد اجراء تعديلات وتجديدات عليها حصل على شهادة من الجهات المختصة بانها آمنة, قاد الريدي الطائرة التي يبلغ مداها «1500» ميل من دالاس فورت وورث إلى الخرطوم عبر القطب الشمالي, واتسمت الرحلة بحدوث مشاكل فنية, وبعد ستة اسابيع نقل خمسة من رجال القاعدة ومحمد عاطف من الخرطوم إلى نيروبي، ومن هناك انتقل الفريق إلى الصومال بطائرة خاصة يبلغ مداها الفي ميل, وفي نوفمبر من عام 1993 عاد الريدي إلى القاهرة وبدأ العمل مع مصر للطيران, في منتصف عام 1994 عاد إلى الخرطوم عن طريق نيروبي، واستعد للاقلاع مع زميل تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وعلى المدرج حدث عطل بالنظام الهايدروليكي للطائرة والكوابح، اغلق الريدي المحركات للتخفيف من قوة الدفع وعلى حوالي ستين عقدة تحطمت طائرة أسامة لدى اصطدامها بكثيب رملي، وعاد الريدي إلى القاهرة عن طريق اديس ابابا حتى يخفي حقيقة وجوده في السودان, وكان قد منح الكارت الاخضر عام 1987 وحصل على الجنسية الأميركية عام 1994. وتم استجوابه من قبل مكتب التحقيقات الفيديرالي بعد الهجمات على السفارات الأميركية في شرق افريقيا في اغسطس 1998.
    اغتيالات
    وبدءا بمحاولة فاشلة لاغتيال الرئيس الأميركي بيل كلينتون والرئيس الفيليبيني فيدل راموس في مانيلا في اواخر 1994 واوائل 1995، خططت القاعدة ايضا لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك وهو قرار تم اتخاذه في اجتماع لمجلس الشورى في منتصف سنة 1994 وهاجمت مجموعة من افراد القاعدة موكب مبارك في اثيوبيا في يونيو من عام 1995، لكن الرئيس المصري نجا دون ان يصاب باذى، ونسق ابو عبيدة البانشيري وابو ياسر زعيم الجماعة الاسلامية المصرية في السودان «العملية المصرية» وسافر ابراهيم احمد محمد مرتين إلى اثيوبيا للاعداد للعملية ومولت القاعدة قائد فريق الاغتيال مصطفى حمزة الذي عمل سابقا في وادي العقيق اول شركة لأسامة في السودان.
    ولما لم تؤد محاولات الاغتيال إلى اهدافها باشاعة عدم الاستقرار واطاحة زعماء، اقتنع أسامة والظواهري بضرورة تغيير استراتيجية القاعدة بمهاجمة اهداف أميركية وإسرائيلية, وبعد محاولة اغتيال مبارك تزايدت الضغوط على السودان لطرد أسامة, وعندما اتضح ان الخرطوم ترفض الاذعان للضغط الدولي صعدت الولايات المتحدة من مساعداتها العسكرية لجيران السودان المعادين، اوغندا، اريتريا واثيوبيا بهدف احتواء السودان, وحتى بعد رحيل أسامة بقيت معسكرات تدريبه السرية وواصلت العمل ولم يفلح الضغط على السودان.
    لكن في النهاية اذعنت الخرطوم للرأي العام العالمي وطلبت من القاعدة مغادرة الاراضي السودانية, وبرحيل أسامة إلى افغانستان فان قدرة الاستخبارات الدولية على مراقبته لم تعد قائمة او ممكنة.
    لم يكن أسامة راغبا في اختبار الضيافة السودانية بعد الآن, قرر الرحيل مع حاشيته إلى افغانستان، فبعد اعتقال رمزي احمد يوسف ادرك أسامة ان باكستان لا يمكن الاعتماد عليها كملاذ آمن, ورغم انه كان يعلم بان باكستان لن ترحب به، فان البنية التحتية للقاعدة هناك ستلعب دورا حاسما في الخطط المستقبلية للمنظمة, كان المكتب الرئيسي لأسامة في باكستان يقع في المنزل رقم 10 شارع 11 في بيشاور وتحت غطاء «ام اي كي» كان ابو زبيدة الحليف الكفء والموثوق لدى أسامة يدير عمليات القاعدة في باكستان، ويبقيه على اطلاع بشأن التطورات واحيانا كان ابو زبيدة يزور أسامة لبحث مسائل حساسة وايضا عمليات التمويل والخدمات الضرورية لشبكة القاعدة المنتشرة في انحاء عديدة, وكان ابو زبيدة مسؤولا عن عمليات التجنيد ونقل المتطوعين إلى افغانستان والبقاء على صلة واتصال مع المجموعات الاسلامية والاحزاب السياسية في اسيا, وكان اعضاء القاعدة من امثال عبدالمعز، ابو ايمن، ابو سياف، اكبر عبدالمطلب ومحمد يوسف عباس يعملون مع ابو زبيدة بهذه الصفة.
    خلال السنوات الخمس من مجيء أسامة إلى افغانستان هيمنت طالبان على ثلثي البلاد بمساعدة المخابرات الباكستانية «اي اس اي», اثناء الولاية الثانية لرئيسة وزراء باكستان بي نظير بوتو، قررت الحكومة الباكستانية ايجاد قوة بديلة لفئات المجاهدين المختلفة التي هزت السيطرة الباكستانية, ولما كانت هذه الاطراف تخوض قتالا فيما بينها على السلطة شعرت باكستان بضرورة اخذ زمام المبادرة والسيطرة على الفوضى في افغانستان جارها المباشر.
    وقد انحى مسؤولون في جهاز المخابرات الباكستاني، وان كان ذلك لم يتم في العلن باللائمة على الولايات المتحدة بسبب «تخليها» عن افغانستان وباكستان بعد ان تحقق الهدف الأميركي بهزيمة الاطماع التوسعية السوفياتية, لم يكن بمقدور باكستان تحمل وجود بلدين معاديين على حدودها، ولذلك فان القوة البديلة يجب ان تكون موالية لها لوحدها، وليس لعدوها التقليدي الهند التي كانت ترعى وتدعم جماعات افغانية اخرى في شمال البلاد, كان معظم اعضاء طالبان من الشبان الافغان الذين ترعرعوا في باكستان اثناء الحرب الافغانية وبعض زعماء المجاهدين الذين يعيشون في باكستان, وكان فضل الرحمن زعيم جماعة العلماء المؤيد القوي لأسامة على مر السنين يهيمن على مجموعة من المدارس الاسلامية في باكستان والتي تمد طالبان ايضا بالمتطوعين المتحمسين، وبطلب من وزير الداخلية الباكستاني الجنرال نصر الله بابر تولى «اي اسي اي» رعاية الجناح العسكري لطالبان وتنشئته في اغسطس 1994وامده بالذخيرة والمؤن والمستشارين.
    أسامة وطالبان
    كان أسامة يراقب الوضع السياسي عن كثب, في مايو من عام 1996 تحالف زعيم الحزب الاسلامي قلب الدين حكمتيار مع احمد شاه مسعود الجنرال المشهود له في وادي بانشير, ووفق الاتفاقية التي ابرمت بينهما اصبح حكمتيار رئيسا للوزراء وشكل هذا استفزازا لطالبان التي ردت على الفور، حيث استولت على سبينا شاغا في باكتيا وهو مستودع سلاح قديم ويعتبر قاعدة لحكمتيار، وبعد ذلك الاستيلاء على كابول التي سقطت بايدي طالبان ليلة 26 سبتمبر 1996. كانت طالبان مدعومة وسرعان ما اعترفت بها ثلاث دول هي باكستان، السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة بينما كان التحالف الشمالي يلقى المؤازرة من قبل روسيا، الهند، ايران، طاجيكستان واوزباكستان.
    في هذا الوقت لم تكن الولايات المتحدة تدعم التحالف الشمالي، والسياسة الغربية كانت تحبذ حكومة ذات قاعدة عريضة مقبولة من الاطراف كافة تحت رعاية واشراف الامم المتحدة,بادر أسامة على الفور إلى تدعيم وتعزيز صلاته وروابطه مع قيادة طالبان, وبتمويله ومساعدة النظام ماديا فانه سرعان ما حظي بالنفوذ الواسع لديها, وبعد فترة من الوقت شكلت القاعدة وحدة خصيصا لمساعدة طالبان في القتال ضد التحالف الشمالي, وسرعان ما تم ضم الوحدة التي تعرف باسم اللواء 55 والمشكلة من نحو الفي مقاتل من العرب إلى قوات طالبان, ورد النظام جميل المساعدة التي قدمها أسامة بمنحه والقاعدة الملاذ، وعلاوة على ذلك فقد سمح للقاعدة باستخدام الطائرات الافغانية الوطنية لنقل الاعضاء والمتطوعين والمؤن وعلى هذا الاساس فقد كانت علاقتهما تبادلية, وكان الملا محمد عمر زعيم طالبان الذي تلقى تعليمه في باكستان قد ارسل وفدا إلى أسامة لدى وصوله إلى افغانستان يبلغه فيها رسالة مفادها انه يشرفه حمايته بسبب دوره في الجهاد ضد السوفيات, اقام أسامة في جلال اباد لمدة عام تقريبا ونقل معظم البنية التحتية للقاعدة إلى افغانستان وجند المزيد من الاتباع, وفي ذلك الوقت كان يسكن منزلا في مزرعة الهدى حيث كان يقطن ايضا زعيم الحزب الاسلامي الملا يونس خالص, وكان المنزل في السابق يخص قائد المجاهدين المهندس محمود واصبح يقوم على حراسته ما بين عشرين إلى ثلاثين فردا على مدار الساعة.
    كان أسامة يلتقي الصحافيين في الكهوف المجاورة وهو «يرتدي» صورة التقي الورع الذي هجر المال والجاه في السعودية للعيش في افغانستان.
    وأسامة الذي يتبع العقيدة الاسلامية بنصها وروحها، هادىء الطبع جاد ويفكر قبل ان يتحدث في اي موضوع وهو قليل الكلام، وفي العلن فانه عطوف ويعبر عن حبه لجميع المسلمين أينما كانوا، لكنه في مجالسه الخاصة صلب يتفرد في القرارات وما يريده ويقرره يجب ان يحدث,
    وعندما يعمد أسامة إلى اعلان مهم مثل دعواته للجهاد، سنة 1998 «مرة واحدة» وعام 2000 «مرتين»، يبدو وهو يرتدي خاتما محلى بحجر اسود من الفضة ويرمز الحجر إلى الكعبة التي ترمز بدورها إلى مكة المكرمة, ومهما يكن فان حملة أسامة ضد أميركا وإسرائيل هي اكثر ما يشغله, وفي هذا الصدد فانه اصدر ثلاث فتاوى الأولى في اغسطس من عام 1996 والثانية في فبراير سنة 1997 والثالثة يوم 23 فبراير 1998.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de