دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أم عطية .. اللانمطية
|
يقولون أن مرض ( السارس ) أجاركم الله و إيانا ، هو مرض ( لا نمطي ) أى أن أعراضه و مسبباته تختلف عن بقية أعراض و مسببات الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي ، و بالإضافة إلى ذلك هو مرض ( عصبي ) يتنرفز بمجرد أن يتعاطى المريض الدواء ، فيجن جنونه ، و يلبخ ما شاء له التلبيخ ، يعني ( مرض نتشة ) .
و الزول ( النتشة ) أو الذي تستفزه أصغر الأمور ، يا إما عصبي أو أحمق ، و العصبية و الحماقة عملتان بعدة أوجه و لكن ( بسعر صرف مختلف ) يتفقان في بعض التفاصيل و يختلفان في البعض الآخر.
لانمطية أم عطية تكمن في أنها رغم كبر سنها تحمل روح عصر الألفية الثالثة و تشوب هذه الروح عصبية و في بعض الأحيان ( حبة حماقة ) محببة إلى النفس و خاصة إن كنت تعرفها و تعرف طيبة قلبها.
كنت مساهرا عند بعض الأصدقاء و معي عائلتي ، و ضحكات النساء تصلني من فترة لأخرى من داخل البيت ، فقال صاحب الدار :
أم عطية بي جوة عاملة عمايل.
فقلت له : هي عندكم هنا ؟ فقال : هي هنا و إنت الحتوصلها معاك في سكتكم لمنزل ولدها لأنه في طريقك.
و شرفتني أم عطية في السيارة و أنا أتوقع جملة مفاجئة منها في أي لحظة ، و جلست في المقعد الخلفي تلاحقها ضحكات ست الدار و هي تقول لها : كان تبيتي معانا يا أم عطية. فردت عليها : مرة تانية يا بتي ، ولدي عطية بكرة موديني الدكتور ، عندي اليومين ديل حساسية في العينين الحلوة دي.
و صارت ( تهترش ) طوال الطريق بطريقة فاقت بها ( شيري و بت قضيم ) ، و فجأة صاحت بي : هوى يا جنا ، إنت البنزين دة داير تقيف ليهو في الصف ؟
قلت لها : ليه يا حاجة ؟ فقالت : إنت ماشي براحة كدي ليه ؟ أدعك البنزين دة و خلى اللساتك ديل يكوركن في الأسفلت دة التقول داعكنو بي طايوق .
ضحكت أم العيال طويلا قبل أن تستطيع الرد عليها قائلة : إنت يا حاجة عاجبك التفحيط حق الشباب في الشارع ؟
فقالت و هي تضحك كالفاضل سعيد عندما يتقمص شخصية بت قضيم : لا يا بتي ، لكين راجلك دة سايق كدي زى الماشي في الكورنيش. أنا السواقة البراحة دي بتحرق روحي. أنا ولدي عطية كان ما خلي العربية وكت يفرمل ، أدقس جنب مسجل العربية و أرجع مابتكيف.
حكيت ما حدث لإبنها ، فقال :
دة كلو كوم ، و العملتو في الحج كوم تاني.
قال : عند الطواف ، طافت شوطين و وقفت و قالت : كفاية كدي شوطين. فقال لها : لاكين يا يمة لازم سبعة أشواط. و إنت أبيتي السرير يشيلوك عليهو قالت و هي تضع كلتا يديها على خاصرتها : أنا ما بقدر على الدفر و العصر دة ، و السرير ما بطلع فوقو زى الجنازة أبرا و إستبرا من شيل السراير. ثم قالت : ما ممكن أكملن مرة تانية ؟ قال لها : ما ينفع قالت روح أسعل ، إنت شن عرفك بالفتاوي.
بعد جهد جهيد أكملت الأشواط المتبقية ، دون أن تردد الدعاء ، يقول عطية أنها كانت ( تقنت ) بصوت عالي و كل من يمر بقربها و ينظر إليها تقول له : تعال أكلني ، حج حجك يا أب عينا زايغة.
و ذهبا إلى السعي بين الصفا و المروة ، فقال لها بعد أن إستأجر لها عربة يجرها أحدهم : يمة ، هنا برضو سبعة أشواط ، لمن تنتهي تنتظريني هنا ما تتحركي خطوة.
قالت و هي تلوي شفتيها على جنب : برضو سبعة ؟
عند منتصف ممر السعى و في الممر الذي تمر فيه العربات ، وجد جمهرة من الناس و سمع صوت أمه عاليا يتعالى من وسط الجمهرة ، فقد كان صوتها مميزا :
شوفو الغبيان دة عليكم الله ، خج بطني المليانة موية زمزم خج لامن بقيت زى البطيخة اللاقة، بالله تقول سارقني ، بعدين تعال هني ، مش قالوا هرولة ، إنت الساكيك منو جاري كدي ؟
يقول عطية و هو يمسح دمعاته التي سالت من كثرة الضحك : أرادت أن تسف الصعوط أثناء أداء مناسك الحج فقلت لها : يمة ، على الأقل أيام الحج سيبي الصعوط ، فقالت و هي تنفض يديها من بقايا سفة ماكنة إستقرت داخل فمها : أنا وكت أكون متقريفة ما بقدر أرد على السلام الهين دة ، عاوزني أقول وراك اليوم كلو في الدعاء دة و راسي زي الطاحونة ؟
من المعروف و المتبع عندنا في السودان ، أن أهل العريس و العروس يوم قولة خير ، تكون بينهم مجاملات و إنتقاء الكلام بعناية و كرم في الضيافة و تعريف بالأهل ، و كانت أم عطية يومها من ضمن أهل العروس ، و بعد أن كالت أم العريس المديح لإبنها ، قالت أم عطية :
خلينا عليك الله من البوهية و الديكور دة ، ولدك نحن عارفنو كويس ، و لو ما البت قالت دايراهو و ما دايرة غيرو ، و الله أنا كنت دايراها لي ولد حاج عبد القادر ، و ما كان محتاج للشهادة دي كلها.
و تأزم الجو و تكهرب ، و أشارت إحداهن بحركة من يدها فهم منها أهل العريس أنها إمرأة ( بتتكلم أي كلام ). فهدأت النفوس ، بعد أن غيروا إنتباه أم عطية بكوب كبير من الآيس كريم الذي تضعه في المرتبة الثانية بعد الصعوط.
لا تحب أم عطية الجلوس مع من هم في سنها ، لذا دائما تتوسط ( ونسات ) الشابات في أي مناسبة . سألتها أحداهن بخبث : أم عطية إنت الإخترت أبو عطية ، مش ؟
قالت و هي تطلق زفرة حارة : أنا يا بتي ما شفتو إلا ليلة الدخلة ، شنباتو سبقنو في دخول الأوضة ، أنا قايلاهم قرون تور
و تضج البنات بالضحك يطلبن المزيد ( أها عليك الله قولي يا أم عطية ، و بعدين ؟ )
و تواصل أم عطية : وكت قال لي كيف أمسيت يا ست البنات ، بالله زى البيتكلم جوة صفيحة فاضية ، أمانة عليكن صوتو زيو ، جهامة و غليد. وكت يقول يا ست البنات ، اللقمة الفي الحلق تقيف قبلا. و أنا عيني على السوط الشايلو يجر بالواطة. هو ينضم معاى و أنا خايفة يديني سوط سوطين في نص ضهري ، أصلو كان زعلان مني عشان سمع أنا قلت ما دايراهو و طنطنت كتير في حقو.
يعني كنت بتخافي منو يا أم عطية ؟
هو خوف ساكت ، مرة رصعني كف ، جضمي متعسم أسبوع ، إلا مسدوهو لي بي قرض و حلبة و عجين. بس كنت أنا غلطانة ، غلطت في مرة العمدة ، لساني طويل من يومي.
علبة الفازلين تستهلكه أم عطية في أسبوع ، فهي ( تجلبط ) جسمها كله ، و عندما تؤنبها زوجة إبنها تقول لها :
هوى ، عطية لو جاب لي الفازلين دة بالبرميل ، برضو ما بمرقنو من حق الوالدين ، أنا القشف الفي جسمي دة من خدمة أبوهو في عز البرد وسط الزراعة يخلنو يجيب لي الكريمات دي أشكال و ألوان.
ما زالت أم عطية تقيم بيننا ، أطال الله عمرها و بقاءها ، آخر حكاويها اللانمطية عندما ردت تلفون أحد المغازلين : آلو ، إزيك يا جميل يا أم عيون فتاكة؟ ردت أم عطية و مزاجها ( مش ولا بد ) : عويناتك بالرمد إن شاء الله ، إنت منو ؟
مش مهم أقول أنا مين ، المهم إنك يا غزالة يا حلوة يا قمر ، يا أم صوت ملائكي ، تتكلمي و أنا أسمع ، تغردي و أنا أنصت ، إنت في أحلامي يا أحلى وردة من أحلى جنينة.
( هنا إبتسمت أم عطية ، فقد صادفت هذه الصفات هوى في نفسها ، و لسان حالها يقول يا ليت الشباب ) قالت أم عطية و هي ترهف السمع لتسمع المزيد : بس إنت منو ؟ ممكن تقابليني الليلة الساعة سبعة عند ....................
و عندما أتى عطية قالت له أم عطية :
الليلة واحد ما عندو أدب قعد يغازل في التلفون ، لكين يا عطية ، بري من شبان الزمن ديل ، تقول سحاحير ، بالله الجنا دة وصفني جنس وصف.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: شرير والبرتقاله)
|
ابو جهينة
لك التحية
والله يا سيدى انت فت شيرى لى غادى بالله بتجيب الحكاوى دى من وين
والله ضحكت ضحك لامن دمعت والله
الله يجازى شيطانك وشيطان ام عطية
عليك الله زيدنا من حكاويها نحن ياخى لينا زمن من الضحك ده
الله يديك العافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: ابو جهينة)
|
قرشو الحبيب : لك كل المودة و أضحك الله نواجذك دائما بالأخبار الزينة. أخوك مدمن يفتش على العجائز وين قاعدين و يقعد ينكش فيهم عشان يطلعو الجواهم.
عافاك الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: ابو جهينة)
|
أسمع يا أبو جهينة استمر فى تناول شخصيةأم عطية واضغط نفسك حبة فى اجازة الأولاد... واكرب نصك... وأنشر.... في كتاباتك، أحس نكهة موسم الهجرة وعرس الزين... فربما يصعد من بيننا أديب، أريب .... فى قامة الأديب العالمى الطيب صالح... من يدري؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: ابو جهينة)
|
العزيز ابوجهينة عندنا برنامج من ساحات السارس تجد مقدم البرنامج يتجه لسكنات العجايز زي ناس ام عطية وتكون في الشوط الاضافي الثاني من العمر وبعد يومين تدق الدلجة والليله سار ساااااار يعني مافي طريقه نطلع من هنا ومافي طريقه ليكم تجونا واصل في عطيه الارهابيه واقلبو مسلسل زي دكان ود البصير وتهديه لي اذاعة جبل مرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: ابو جهينة)
|
LOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOL
مباااااالغة والله ضحكت لمن غلبني اقعد في الكرسي
الله يديها العافية يا ابوجهينة ويطول عمرها
بروحها الجميلة المرحة
تشكر على ما اتحتفنا به تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: HOPELESS)
|
الحبيب ابو جهينة
ايها الجميل.....أضفت لظرف ام عطية
طلاوة الحكي
وحلاوة الجذب
دمت لنا.....ودامت كلماتك ظل نتفيأه
في كل حلة وقرية هنالك ام عطية
في حلتنا امونة
والنساء من هذا النمط رجال في شكيمتن
لا يمر العوج من تحت اعينهن الا وقد طبزنه طبزا
دمت ايها الجميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: garjah)
|
عزيزنا و قريبنا عبد الإله زمراوي : تحياتي : أين نحن من قامة ذلك الديناصور الطيب صالح ؟ شكرا على المداخلة. و أين وعدك ؟
الفاتح يسن : تحياتي لك و للأسرة الكريمة. المسلسل جاي في الطريق و هو تحت الطبع.
هوزي : جعل الله أيامك كلها سعادة و هناء.
هوبلس : تحياتي و تقديري : شيل العناقريب دة في الحج كل عجايزنا رفضوه ، و أكيد لسببين : الأول هو التشاؤم و الثاني هو الخوف من الرمية زي السفة. تسلم.
قرجة : أخو الأخوان : كيف حالك . تمام ، زي ما قلت إنت ، في كل قرية من قرانا توجد أم عطية ، و الما عندو كبير يشتري كبير.
تسلموا يا حبايبنا و دمتم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: ابو جهينة)
|
ابو جهينة حلوة شديد و ذكرتنى قالوا زمان حبوبتى مشت الحج: و لمن رجعت سألها القوم: اها كيف لقيتى السعودية يا حاجة اجابت: حلاتن بنات السعودية لابسات طرحن. ها ها ها و عندما سئلت عن ماء زمزم و كيف لقيتيها قالت: الله يعلم مسيخة الا ما نقدر نقول شى......! ناس زمان ديل والله كانوا لزاز او لا نمطين على قولك لك الياسمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: اسامة الخاتم)
|
أخي المفضال : أسامة الخاتم : لك التحايا و التقدير و كل المودة.
أضحكتني كثيرا هذه العبارة عن موية زمزم. بالمناسبة ، أحب كثيرا أن أكون بالقرب من عجايزنا ، فهن كنز غير موثق ، و أنا واثق أن الكثيرين لهم حكاوي لا تقل روعة عن لانمطية أم عطية، فيا ريت يتحفونا بها.
تسلم أخي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: ابو جهينة)
|
الاخ ابوجهينة شكرا لك لقد اتحفتنا فعلا بقصص ام عطية الا نمطية فعلا شخصية جميلة حقا ، ذكرتني ببت مجذوب في موسم الهجرة للشمال اطال الله في عمر ام عطية ومتعها بالصحة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: shiry)
|
اللواء أركان هترشة شيري :
لك التحايا و التقدير . شكرا على هذه الطلة الصباحية التي نعتز بها كثيرا ، رغم إستعجالك و ما بتقعدي كتير ، إلا أنني أعذرك كثيرا ، فالكلام جواك يدغدغ أطراف أصابعك لتحتضني الكي بورد و هات يا هترشة.
عطية أخبر بالأمس أمه أنني كتبت عنها ، لم تهضم أولا معنى الكتابة عنها ، ثم نادتني قائلة : كتبت عني وين ؟ في الجرايد ؟ قلت لها : حاجة زى كدة . فقالت و هي تضع يدها على رأسها : يعني بقيت مشهورة زى البنية ديك البترقص متل الدبيب ( شاكورا ) طبعا تقصد شاكيرا.
لها حكاوي كثيرة. أصبري لي بس ، الجايات كتار. تسلمي أختي العزيزة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أم عطية .. اللانمطية (Re: maia)
|
الرحمابي العزيز تحياتي و مودتي هل تصدق أنني أختزن لأم عطية عشرات القصص القديمة و الحديثة و لكن لفترة ليست بالقصيرة ، قفزت قصص أخرى من قاع الذاكرة ، قصص أيام التسكع في أوروبا و أمريكا ، فأندفعت أكتبها و ركنت أم عطية على جنب. سوف آتيك بجديدها ان شاء الله نزولا عند رغبتك و رغبة مايا العزيزة تسلم رحمابي
| |
|
|
|
|
|
|
|