سارة عيسي ومعارك القلم

سارة عيسي ومعارك القلم
أخوتي الاعزاء .. أشكر لكم وقوفكم معي في معارك الفكروالحوار والقاصدة الي تحقيق حلم دولة الحرية والعدل والمساواة ، وأنا انتمي الي امة لا تعرف الخوف والرياء ، وأكتب ما اشعر بصحته واستفيد كثيرا من اراء النقاد ولا أجزع منها وأعتبرها خير معين لي في رحلتي مع الكتابة ، وأول قرار أتخذته ولا زلت أؤمن بصحته الي الان هو ادراج بريدي الالكتروني في كل مقالاتي من غير أن أخشي رسائل الغزل والجنس والابتزاز والتهديد والشتائم العنصرية ولكن هولاء كانوا قلة وحثالة لم تخيفنا سمومهم وهم في مرحلة التشرنق داخل حرم جامعة الخرطوم ،وقد وصلتني الكثير من الرسائل من اساتذة الجامعات والطلاب والمهتمين برسالة النشر الالكتروني ، منهم بعض اهل الشمال حيث لاموني بأنني لا أكتب عن المهمشين في الشمال فقلت لهم ان صورة الفريق خالد الزين لا تفارق مخيلتي والذي أعدمته الانقاذ في ايام العيد في سنة 90 ، راسلني شخص من دنقلا وقال لي أن أهل منطقة في دنقلا لا يجدون مسجدا تقام فيه صلاة الجمعة بينما رموز الانقاذ تبني لها مسجدا خاصا و ضخما يقع في وسط الخرطوم تسميه مسجد الشهيد بغرض تقريب المسافة فقط حتي لا يتجشموا شد الرحال الي المساجد البعيدة . وبعد أيام راسلني احد ابناء الروصيرص وقال لي بالحرف الواحد (( نحن نصنع 70 % من الطاقة الكهربية في السودان )) ولكنك اذا تجولت في مدينتنا فسوف تجدين أننا لا نستخدم هذه الكهرباء الا بغرض الاضاءة فقط وذلك بسبب الفقر والتهميش حيث لا يملك الاهالي هناك وسائل الحياة الحديثة مثل الثلاجات والمراوح والمكيفات وأنطبق عليهم مثل (( الفكي تمرو شايلوا ومشتهي )) ، ولم يقف الامر عند هذا الحد فقد حكي لي أحد المفصولين عن الخدمة في شركة أرياب للمعادن وتنقيب الذهب والتي يديرهاالدكتور عوض احمد الجاز أن هذه الشركة صدرت مائتي طن ذهب الي ايطاليا من غير أن تدخل مبلغ العوائد في حسابات الشركة ، وقد تم فصل جميع الموظفين الذين ينتمون للمنطقة ( شرق السودان ) واستبدلوا بعناصر امنية جلها من مدينة شندي وشمبات ، شعرت وقتها بأن السودان كله تحول الي هامش والمركز الوحيد الذي يسرق هذه الثروات هو حكومة الانقاذ الوطني والذين يسايرونها بالقول وبالفعل من المنافقين ، أختنق بريدي الالكتروني في الياهو ففتحت حسابا آخر في الهوت الميل ، وأضطررت في الاخير عن طريق مساعدة من احد زملاء الدراسة من توسعة سعة بريدي حيث تحمل هذا الصديق أجرة البريد الالكتروني والتي تبلغ 19 دولار في العام ، واتمني أن أكون عند حسن ظن الذين راسلوني ووقفوا معي بالنصيحة والفكرة والمعلومة .وفي يوم واحد وجدت في موقع سودانايل ثلاثة مقالات تم نشرها في يوم واحد وكلها تكيل الطعنات والقدح لشخص سارة عيسي وعندما جلت في موقع سوادنيز أون لاينز وجدت أيضا مقالين آخرين يتناول كتابهما نفس الموضوع وهو الطعن في شخص سارة عيسي وكأن كل مشاكل السودان قد حلت ولم يتبقي غير صيد كتاب الصحافة الالكترونية . والحقيقة وصلتني العديد من رسائل المساندة حيث طلب مني أن اتحمل hold up ولا ألتفت الي هذه الاقلام التي تريد صرفنا عن المعركة الحقيقية وهي تعرية النظام وفضحه أمام أمام الملأ ،ولا يدري الجميع أن شخص سارة اقوي من كل كريهة واشد من أحلك نائلة ، فسارة رأت الدماء وهي تضرج حرم جامعة الخرطوم عام 1989 وما يكتبه ( كتاب الليل ) لا يمكن أن يخيف سارة والتي عرفت الاعتقال في عمارة موبيل والتي تقع بالقرب من مبني القيادة العامةلقوات الشعب المسلحة أيام الراحل الزبير محمد صالح والذي كان يصف نفسه بأنه الشخص الشديد البأس و ليس سيد أحمد الحسين المتهاون .. وبدراسة سريعة لكتاب تلك المقالات أكتشفت أنهم من رعيل حزب المؤتمر الوطني وان معظمهم يعيش مغتربا خارج السودان ولذلك اشفقت علي نفسي في الرد عليهم لان الذي قدمه في اليم ليس مثل الذي قدمه في اليابسة ..فليعد اصحاب هذه الاقلام الي السودان ان كان يرون فيه جنة تحسدهم فيه الامم . ولا أعتقد أن الطريق الي الصحافة الحرة محفوف بالورود كما يتصور الجميع ، فهو في السودان طريق وعر وشاق ومنثورة حوله الكثير من اشواك السنط وشبكة ( الضريسة ) والاخيرة يعرفها أهلي في كردفان ودارفور ، انه طريق محفوف بالمخاطر لأننا نواجه سلطة تتدثر برداء الدين ولا تعرف الحلول الوسط ، فهي ايضا لا تضع مكانة لحرمة النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق أو أن الهدف المقصود هو رجل أم امراة ، فالكل سيان طالما أنهم يعادون الانقاذ ، فأول قتيلة في عهد الانقاذ كانت التاية أبو عاقلة من بنات الدندر في ديسمبر 1989 وذلك قبل ان تبدأ الانقاذ حملتها العنيفة علي نساء دارفور قتلا واغتصابا ، وكنت من الشهود الذين حضروا موت التاية ابو عاقلة وهي تنزف الدماء القانية علي ارضية جامعة الخرطوم وسبب لي هذا الحادث صدمة وألما لا زلت اعاني منهما الي الان ، تسلق القاتل سور بوابة النشاط بجامعة الخرطوم وبدأ في اطلاق الرصاص علي كل من كان متواجدا في هذا الشارع ،وأذكر صرخة التاية وهي تسقط صريعة في شارع النشاط وهي تمسك باحشائها التي مزقها الرصاص ، وبينما هي تتلوي علي الارض اصر القاتل علي اطلاق الرصاص علي كل من يحاول نجدتها ، كانت هذه الحادثة هي بداية الالهام في حياتي الصحفية ولو كانت هناك كاميرات رقمية في ذلك العهد لفازت لقطة التاية وهي تتلوي علي الارض والدماء تنزف من احشائهابغزارة بجائزة السبق الصحفي الاول ولتفوقت علي صورة محمد الدرة عندما قتله الاسرائيليون . كانت هذه هي الطلقة الاولي للمشروع الحضاري ،والانقاذ كانت نذير شؤم حل علي كل أهل السودان وأحال حياتهم الي صبر مر، وقد فشل كل من الهوي والمصالح الذاتية في توحيد هذه العصابة المتشرذمة فكان الانشقاق الكبير بين الترابي والمسخ الذي صنعه بيديه والمسمي الانقاذ ، اعتقل الترابي لمدة عامين وأتهمه تلامذته بالخرف والجهل وزعم مهدي ابراهيم أن الترابي نسي القرآن بما فيه سورة الفاتحة نتيجة للضربة التي تلقاها في كندا ، ورد الترابي عليهم بالمثل وذكرهم بأنه كان يحركهم من سجنه في كوبر كالدمي أو العرائس ، غضب البشير وأعلن وسط الهتافات بأنه قادر علي قطع عنق الترابي ومقابله ربه وهو واثق من عدم تحمل اي وزر يفضي به الي النار، هذا هو أدب الخلاف داخل دولة المشروع الحضاري ، تهديد بقطع الاعناق بعد قطع الارزاق وهذه هي ثقافة الانقاذ التي اتتنا بها بعد دراسة تاريخ الامم والشعوب . والذي يفسر اقبال النظام علي نظريات حسن مكي في هذه الايام هو حالة الجدب الفكري والتصحر الثقافي الذي تعاني منه هذه الدولة المنهارة ، فحسن مكي محسوب علي النخبة الشمالية الحاكمة والمستفيدة من استمرار هذا الوضع المتردي ، وبعد رحيل الترابي اصاب النظام نوعا جديدا من انيميا الدم الفكرية ، وعجزت هذه المؤسسة عن طريق مشروعها الحضاري من ابتعاث أرواح جديدة تنبت شجرات الفكر لتشعر الناس بأنها لا زالت تقدم للناس مشاريعا حضارية جديدة خلافا لتلك التي أندثرت بعد رحيل الترابي ، ولكنها لم تجد في جعبتها سوي حسن مكي أو حسن النضيف كما كان يسميه زملاؤه في الدراسة تهكماعليه لعدم اهتمامه بمظهره ، ومشروع الانقاذ الجديد هو مشروع قبلي يكرس الطوائف علي حساب الفكرة الجامعة ولو تابعنا حزب المؤتمر الوطني وهو يتجول بين أرجاء السودان فسوف نجده ينادي ببيعة القبائل عوضا عن بيعة الدين أوالحزب السياسي ، وحسن مكي هو رجل سياسي منظم مثل كمال العبيد أو ابراهيم أحمد عمر وهو يحاول تمرير مشروعه الجديد عن طريق التملص عن المؤسسة الرسمية ولكنه في الاخير هو أحد اضلاعها ، وتلميع حسن مكي في هذه الايام الغرض منه ملء الفراغ الذي تركه رحيل الترابي ولكن هذه المحاولة اشبه بالذي يضع الضبع في مكانة الاسد أو الذي يعطي الاسبرين لمريض القلب ، فهناك فرق شاسع بين الرجلين ، فالترابي وان أختلفنا معه فكريا لا نستطيع نكران ثقافته العالية ودوره الواضح في نفعيل الحركة الاسلامية في السودان سواء بالدعوة او بتأليف الكتب ، أما حسن مكي فانه لا يملك بضاعة غير سرد ( الاحاجي وقصه فاطمة أم حجل ) وهو لا يملك أنتاجا فكريا يعتد به لأنه يكرر نفس الروايات التي درسناها في كتاب التاريخ للمرحلة المتوسطة ، وهو في الاخير صناعة اعلامية وزوبعة في فنجان وسوف تنتهي عما قريب ، أما الزبد فيذهب جفاء ويمكث في الارض ما ينفع الناس . سارة (عدل بواسطة SARA ISSA on 09-08-2005, 01:51 PM) (عدل بواسطة SARA ISSA on 09-08-2005, 02:10 PM)

09-08-2005, 01:37 PM

Adil Osman

Adil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: سارة عيسي ومعارك القلم (Re: SARA ISSA)
هذه مقالة تعكس عقلا ناصع التفكير. وتشير الى منطق متماسك. وتشتمل على عاطفة متقدة دون تحامل. ولقد زادت احترامى لك. توقعى المزيد من الاستهداف. ومحاولات اغتيال الشخصية. او حتى الاعتقال او التهديد به. واصلى يا سارة عيسى. المثل الذى اوردتيه هو (تمر الفكى شايلو ومشتهى). والسودان الان اغلبية فقيرة تنتج الثروات وتحملها للسادة الذين يحكمون بالقوة، وبالتضليل باسم الدين. كم نشتهى العدل يا سارة.

09-08-2005, 01:54 PM

Siddig A. Omer

Siddig A. Omer
تاريخ التسجيل: 04-06-2005
مجموع المشاركات: 3818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: سارة عيسي ومعارك القلم (Re: Adil Osman)
تحضرنى فى هذه اللحظــة مسدار أخونــا الهمبــاتى الطيب ود ضحــوية نياق الخامل الضاربات الفلا و الذلة كاوشناهم بعد مالشمس طرفها اندلة ان بردن نزيكهم بنات الحلة و ان حرن... صناديدن نقابل الجلة... زمن صعب(بينك وبينى) للاسف الشديد....لا خامل و لاصنديد اتلخبطت الاوراق......لك التحيــة...واصــلى

09-08-2005, 06:22 PM

عبدالعظيم عبدالله

عبدالعظيم عبدالله
تاريخ التسجيل: 03-20-2004
مجموع المشاركات: 683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: سارة عيسي ومعارك القلم (Re: SARA ISSA)
العزيزة والغالية : الاخت سارة عيسى لك كل الاحترام والتقدير على قلمك الناصع الرقيق والقوي في آن معا فسيري ولا تلتفتي الى الوراء فمن اراد ان يلحق بك فعليه ان ينتقد الفكرة ويناهضا بالفكرة واما من اراد التجريح الشخصي فذلك شانه ولا تردين عليه فان مقامك معروف بيننا وبين كل قارئ مخلص لوطنه . وكما يقول المثل يا جبل وا يهزك ريح مع خالص الود

09-09-2005, 01:25 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: سارة عيسي ومعارك القلم (Re: SARA ISSA)
يا استاذة واصلي تقديم عطاءك العظيم خدمة لمسيرة التنوير. لن يتركك سادة الظلام. لأن الضوء الكاشف، ضوء الحقيقة يعريهم ويجعل كل اوهامهم تذبل. لذلك يتسقطون اخطاءك. ولا خطأ سوي أنك تقتحمين خطوطهم الحمراء . سادة اخر زماننا يا سيدتي يتعيشون من اغراق الناس في الظلام والجهل بما يدور من حولهم. يريدون لاذاننا ان تستسلم لبديع زمانهم: عبد الحي يوسف ليحدثنا عن الحلال والحرام وماذا نقرأ ونلبس (مما تصنع كتبه الصفراء وافكاره البالية) وعلي من نترحم وعلي من ننزل اللعنات والي أي حزب ننضم واي حزب يجب ان نجتنب لتمضي المسيرة يا سيدتي فما خاب من أشعل شمعة تضئ وتلعن الظلام..

09-09-2005, 03:32 AM

قاسم المهداوى

قاسم المهداوى
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 8640

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: سارة عيسي ومعارك القلم (Re: مكي النور)
ساره عيسى الى الامام قاسم

09-09-2005, 03:55 AM

فيصل عثمان الحسن

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 4528

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: سارة عيسي ومعارك القلم (Re: قاسم المهداوى)
الاستاذة سارة / تحياتى . جيد انك عرفتى سبب الهجمة الشرسة التى تتعرضين لها. واعتقد ان فى ذلك سبب كافى وحافز لمن هم فى قامتك , من الذين وهبوا وقتهم وجهدهم للتصدى لقضايا الوطن, لمزيد من النضال والمواقف التى قطعا سيحفظها لكم التاريخ . احترامى وتقديرى.

09-09-2005, 04:58 AM

ادم الهلباوى

ادم الهلباوى
تاريخ التسجيل: 06-27-2004
مجموع المشاركات: 9291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: سارة عيسي ومعارك القلم (Re: فيصل عثمان الحسن)
بسم الله الرحمن الرحيم سارة ... السارة لك منى سلام وفائق الاحترام ينقدون او لاينقدون اهل العلم لهم عيون تبصر وفكر ثاقب يميز الدباز من البلوم والحقيقة واضحة كما الشمس اكلنا كثير وشبعنا كتير وسمعنا كثير وقرأنا كتير وكن متنا الحمد لله العرفناه كثير .

[رد على الموضوع]

صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]