|
|
 د.عمر المؤيد : تحية اليكم أيها الاتحاديون
|
تحية اليكم أيها الاتحاديون
أتابع كما يتابع معي الكثيرون السجالات والمناظرات التي تدور عبر هذا المنبر, انتقد الكثيرون التصريحات الصادرة عن الاتحادي بأجنحته المختلفة, وللمنتقدين كل الحق في ذلك, فهم كقواعد وكعامة شعب وكمنتسبين ليتارات سياسية أخرى يريدون أن يعرفوا مااستقر عليه رأي قيادة التنظيم, هل سيشاركون في الحكومة المقبلة أم لا.
نقولها وبصدق كان للاتحاديين أخطاؤهم عبر تاريخم الطويل المشرف, ولكن كان لهم أيضا وبدون منازع أمجاد لم ينلها غيرهم , فقط هم أحفاد قائدنا اسماعيل رافع علم الحرية والخير والعدالة .
فلم يأمر الاتحاديون يوما العسكر بالانقضاض على السلطة كما حدث في العام 58, ولم يقف الاتحاديون مع حل الشيوعي في السيتينيات , ولم يأتي الاتحاديون مع مايو, ولم يهادن الاتحاديون مايو في بورتسودان عام 77, بل كان الراحل حسين الهندي مناضلا شرسا وقد اعترف بذلك عمر أحمد الطيب نائب الديكتاتور نميري, ذلك الرجل الذي وصل به الغرور في عصره الى أن يأمر ببث نعي الشهيد الأزهري عبر الأذاعة كما يلي( توفي اسماعيل الأزهري معلم بالمعاش) , وجاءه الرد بعد لحظات بمظاهرات عارمة اضطرته لتصحيح خطأه الغير مبرر عبر الاذاعة نفسها والذي قام بذلك هو البروفيسور علي شمو حفظه الله.
لم يأتي الاتحاديون بانقاذ وطني, ولكن أتوا بكوكادام التي أزالتها الانقاذ الوطني , وليتها لم تفعل.
لايقول الاتحاديون أنهم مبرأون فالأخطاء هنالك بلاشك, ولكن لمن يلوم الاتحاديين على ذلك نقول أن تلك الاختلافات قد تكون الى حد كبير دليلا على بداية التعافي. نقول مجددا أن هذه الخلافات والانشقاقات غير محمودة نهائيا ولكن الظرف الآني استثنائي بكل المقاييس , وما ظننا بكل تلك الانشقاقات الا كزوبعة في فنجان , كبر لها البعض وضخمها آخرون. ندلل على بان السلطة الآن تفاوض الاتحادي مع العلم أن هناك اتحادي آخر بقيادة السيد الفاضل الشريف زين العابدين الهندي في الحكومة. فالاتحادي كل لايتجزأ وان ظهرت واستفحلت خلافات بين أفراده الشرفاء فهي خلافات في وجهات النظر وليس المبدأ.
حرية الفرد وديمقراطية التنظيم ومؤسسية القرار. هذا هو أحد الشعارات التي يرفعها الاتحاديون.
ولكن في المقابل نقول ان المؤتمر الوطني أو الجبهة الاسلامية ومن يصفقون له أنهم ماهم الا حزب سلطة , يقتات من ثدي الحكومة , نقول ان شباب المؤتمر الوطني لم يدخل أبدا في صفقات و سجالات سياسية لتمرير أطروحاته , فهذه الأطروحات كانت تمرر على مدار عقد ونصف من الزمان من دون معارضة أو ضغوط, فالأرض ممهدة تماما , فهل نتوقع من مثل هكذا شباب أن يقودوا مؤتمرا وطنيا. نقول ان المؤتمر الوطني يصرف من خزينة الدولة, نقول ان المؤتمر الوطني بنى داره من خزينة الدولة, نقول ان المؤتمر الوطني يتنقل بعربات وطائرات الدولة, نقول ان المؤتمر الوطني استفاد بطريقة لا معقولة من خزينة الدولة. نقول أن المؤتمر الوطني قام بأفشل عملية خصخصة لمؤسسات الدولة ومن ثم تحدث عن التطوير والتنمية.
ان المقارنة بين المؤتمر الوطني ومؤتمر الخريجين تبدو مضحكة ومثيرة للسخرية!!! فالأخير تطور الى الوطني الاتحادي الذي قاد الاستقلال , تماما كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وأما الأول فهو كالزبد سيذهب جفاء طال الزمن أم قصر.
أخوتي الاتحاديون , فلنتوقف عن الرد على المهاترات فالقافلة سائرة باذن الله شاء من شاء وأبى من أبى, وستجدون الكثيرين من المشككين ممن تعرفون وممن لاتعرفون هؤلاء الآخذون بفقه الضرورة فقط التاركون لما سواه.
اخوتي من التيار الاتحادي ان منتقدكم لايعدو الا أن يكون ثالث ثلاثة , اما شخص يسعى للاصلاح ولديه مايقوله وهذا ممن لا تخطئه فطنتكم , واما معارض لفكركم وهذا يجب علينا أن نحترم وجهة نظره ونسعى للحوار معه , واما شخص يريد الاصطياد في ماء عكر وهذا كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. ان سياسات (فرق تسد) هي أحد مباديء السلطة في الخرطوم, فاحذروها فتنة.
ان معاركنا أكبر وأشرس من تنمية الى تطوير ومن تقويم لأخطاء وعملا على تأكيد وحدة البلاد , اننا سننحت بأيدينا في الصخر ليكون الاستفتاء القادم هو استفتاء تأكيد وحدة البلاد وليس استفتاء تقرير مصير .
أيها الاتحاديون فلننصرف لمعالجة آثار الخصخصة السالبة, تلك التي أغنت الغني على غناه وأفقرت الفقير على فقره, تلك التي مافرقت بين انسان وآلة وأشاعت الفساد بين الناس , تلك التي لم يكن للجانب الاجتماعي فيها حظ ولا نصيب.
أيها الاتحاديون , فلتكن أولى معاركنا معركة ضد الفســـــــاد , الفســــاد فهذا هو العدو الأول والحقيقي. قاتله الله.
الحرية نار ونــــــور من أراد نـــــورها فليصطلي بنارها. (القائد اسماعيل الأزهري)
أخوكم
د/ عمر عبدالعزيز المؤيد
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست