|
من الذي سيربط الجرس حول عنق حزب المؤتمر الوطني ؟؟
|
من الذي سيربط الجرس حول عنق حزب المؤتمر الوطني ؟؟
في الدولة المتقدمة ، حيث تسود الديمقراطية الحقيقية في تلك المجتمعات المتحضرة ، يُعتبر إستخدام الإعلام القومي من أجل ترويج البرامج الحزبية جريمة يُعاقب عليها القانون ، كما أن الحملات الحزبية تُمول من جيوب الناخبين الذين يؤيدون برامج الحزب ، فُفجعت وانا أرى حزب المؤتمر الوطني وهو يبدد مال الشعب السوداني على مؤتمره الثاني ، عرفت حجم المسافة التي تفصل بيننا وبين تلك الدول المتقدمة التي أسست لديمقراطية حقيقية تجيز تداول السلطة من غير عنف أو إراقة دماء ، ستة ألاف قد حضروا المؤتمر وهم في أحسن زينتهم ، وقد كستهم علامات رغد العيش وطيب الإقامة في بلدٍ يتسول دول العالم من أجل مكافحة وباء الملاريا ، هذا هو السودان ، ليس عليك أن تشاهده في الفضائية السودانية ، ذات النرجسية ،بخيال واسع لم نراه حتى في أفلام " هاري بوتر " ، ولا في مؤتمرات الحزب الحاكم التي أصبحت تعج بالفنانين وضاربي المزمار الذين هبوا من كل صوب وحدب ، فكأن المؤتمر كأنه ليلة عرس تمت من دون حضور " الغلابة " ، حيث أمنت تقارير الحكومة أن مائة منهم فقط ماتوا بحى الوادي المتصدع ، إذا أردت معرفة السودان على حقيقته عليك قراءة التقارير التي تنشرها منظمة الصحة العالمية ، الحمى النزفية ، الوادي المتصدع ، الإسهال المائي ، وغيرها من الأفات التي تطحن هذا الشعب المغلوب على أمره .
المؤتمر الوطني ليس بحزب سياسي ، هو آلة متحركة تملك مفاصل الدولة بالكامل ، ويذكرني تأسيسه بقصة الحجاج عندما أتمنه الأمويين على حكم العراق ، سأله أهل الكوفة ..ما هو نسبك وحسبك ؟؟ فأخرج سيفه من غمده وقال لهم هذا نسبي ونثر فوقهم الدنانير وقال لهم هذا حسبي فحزب المؤتمر الوطني يستمد شرعيته من شيئين ليس من بينهم حرية الناخب ، يستمد شرعيته من المؤسسة الأمنية والتي تطارد الآن رؤساء تحرير الصحف ، وتعاقبهم على كل مقال يتم نشره من دون أن يمر على مقص الرقيب ، أما المشروعية الثانية هي شراء الذمم بالمال والمناصب ، لذلك أستوعب حزب المؤتمر في بوتقته الخارجين على الأحزاب الكبرى والمغامرين وطلاب السلطة ، كما ضم إليهم النخب المايوية التي شاركت في عهد الرئيس النميري ، وهناك أمر خطير في تركيبة حزب المؤتمر الوطني ، فهو يخاطب في الناس الجهوية ويزرعها فيهم ، لذلك أبتدع في كسبه السياسي على ما يُسمى " ببيعة القبائل " ، وقد رأيت رجلاً طاعن في السن وهو يقف بين يدي الزعيم في الحزب الحاكم وهو يردد : أنا وزوجتي وأبنائي وقبيلتي وعشيرتي نبايع حزب المؤتمر الوطني في السر والعلن ، وفي السراء والضراء بينما يصيح الغوغاء من خلفه وهم يهتفون : الله أكبر الله أكبر وصحيفة حكومية تتحدث عن مبايعة كافة أبناء العشيرة لحزب المؤتمر الوطني !! إن كانت كل قبائل السودان قد بايعت هذا الحزب الهلامي فما الداعي للإنتخابات ؟؟ وإن كان الشعب السوداني قد قال كلمته وأختار ممثله قبل مجئ موعد الإنتخابات بعدة سنين فلماذا يدعو المؤتمر الوطني القوى السياسية الأخرى إلي التنافس ؟؟ فحزب المؤتمر الوطني رفض الشراكة حتى مع الحركة الشعبية التي حملت في وجهه السلاح ، وقادته يقولون أنهم سوف يمضون في طريقهم من دون شريك حتى عام 2011 !! إذا ً من الذي يقف في وجه حزب المؤتمر الوطني ؟؟ فهو يملك السلطة والمال والإعلام ، وفكرة حزب المؤتمر الوطني مستوحاة من التجربة المصرية ، وهي تجربة شمولية فيها يحصد الحزب الحاكم نسبة 99.99 % من أصوات الناخبين ، كما قال السادات : كل الشعب قال نعم ماعدا 1% من الخونة والمأجورين والعملاء . سارة عيسي
|
|
|
|
|
|