رحلتي مع " الكماسرة " وحزني على محجوب عبد الحفيظ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 09:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2007, 10:39 AM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحلتي مع " الكماسرة " وحزني على محجوب عبد الحفيظ

    رحلتي مع " الكماسرة " وحزني على محجوب عبد الحفيظ

    عندما تشاهد برامج الفضائية السودانية ، تجدها تهتم كثيراً بالتغطيات السياسية ، فالضغوط التي يتعرض لها النظام من الخارج ، وطبيعة التعقيدات التي يواجهها في الداخل ، إنعكست على على وسائل الإعلام المملوكة بالكامل للدولة ، فالثقافة السودانية الواسعة في المعنى والمضمون غائبة عن التناول ، مرة سألني أحد الأخوان ، لماذا لا نرى في التلفزيون السوداني غير بروفيسور أو طبيب أو مفكر ، يحكون لنا سير حياتهم الذاتية ؟؟ هذه إحدى الآفات التي أصبحنا نعاني منها في السودان ، هذه الألقاب العلمية أصبحت هدفاً في حد ذاتها ، أصبحنا لا ننظر إلي العطاء الذي يقدمه أصحاب هذه الألقاب الفخمة بل ننظر إلي حرف ( الدال ) الذي يسبق أسماؤهم ، لذلك غابت عن شاشتنا الثقافية والإجتماعية الكثير من فئات الشعب السوداني ، الشماسة ، بائعات الشاي والكسرة ، النقلتية ، باعة المياه المتجولين ، الكماسرة ، المعوقين ، هذه الفئات المُهمشة لم تجد حظها من الإهتمام ، لذلك راسلني الكثيرون على بريدي الخاص وطلبوا مني التوثيق لهذه الفئات المهضومة الحقوق ، والمُجردة من أبسط الحقوق الإنسانية ، لا أحد أحد يسأل من أين جاوؤا ؟؟ وكيف قبلوا بهذه الأعمال التي لا تسد الرمق ؟؟ أين يسكنون ؟؟ وكيف يتلقون العلاج ؟؟ ، أحسبهم مثل الأخ عبد السلام الذي أستضافته قناة العربية ، فقد نقل لنا ما يقوله لهم ديوان الزكاة إذا هرعوا إليه وهم يطلبون الغوث و المساعدة ، يقول لهم مكتب الزكاة : أنتا جاي برجليك وتطلب الزكاة !! أي يستكثرون عليه نعمة الصحة في البدن ، يا هؤلاء ..من الذي قال أن الزكاة تُدفع فقط للمبتورين وناقصي الأطراف ؟؟فإن كان يُدفع منها بدل السكن والإجازة والهاتف للعاملين عليها ..فلماذا لا ندفع للإنسان الصحيح قبل أن يسقط في السقم والمرض !!
    هذه الفئة المُهمشة من الناس هي أفضل ناقل للمعاناة اليومية السودانية ، لكن رحل المغني ، وحلقت حمائمه في سماء النسيان ، في هذه الوهدة علينا أن نتذكر الإنسان محجوب عبد الحفيظ ، صاحب الصلاة الطيبة والذي نذر حياته للفئات المغلوبة من المجتمع السوداني ، ولو كان من بيننا عشرة اشخاص من لحمه ودمه لما عرف السودان الحروب المتوالية ودعوات المُطالبة بالإنصاف وإرجاع الحقوق ، بكلمة طيبة يمكننا أن نصد زخات الرصاص ، وبإعتراف متواضع بحقوق اللآخرين يُمكننا إسكات صوت المدافع إلي الأبد ، لكن سنة الله في خلقه أخذت الأخيار ، ولم يبقي في الديار الخربة سوى طائر البوم الذي ينعق من جوانبنا ويذكرنا بالحروب الأليمة .
    عاش الكماسرة مجدهم الذهبي مع دخول باصات " التاتا " إلي السودان ، يقومون بتحصيل المبالغ من الركاب ، وفي العادة يقومون بتسليم الحصيلة النقدية للسواق والذي أحياناً يلعب دور الرقيب ، ومن خلال الخبرة والملاحظة يستطيع أن يعرف ما نسميه في لغة القانون التجاري "cash abstract" ، وهي أن يقوم الكمساري بالتلاعب في النقدية ، لكن الضحايا في الغالب هم الركاب ، فالتعلل بعدم وجود " الفكة " يتسبب في عدم إرجاع الباقي للزبون .
    أكثر ما يخشاه " الكماسرة " هو العاملين في المؤسسة العسكرية وقطاع الطلاب ، هؤلاء يدفعون نصف القيمة بحكم أن الدولة في السابق كانت تدعم سلعة البنزين ، هؤلاء الكماسرة أيضاً لهم حظ من التعليم في حدود عملهم ، فمثلاً كانوا يرفضون بطاقات الدفاع الشعبي أو الشرطة الشعبية ، ومن المُمكن أن يرد عليهم الكمساري بحدة بقوله : انتو ما مشيتو الجهاد عشان تركبوا بلاش ..انتا مش جيش ، ولا يقبل الكماسرة أيضاً بطاقات الطلاب التي تصدر من المعاهد الأهلية الخاصة ، فيردون على حامليها بقولهم : انتو مش في مدارس حكومية ..انتو بتقروا بقروش "
    لذلك ينال إمتياز سعر نصف القيمة من هم يعملون في القوات النظامية ، ومن الطلاب من هم يدرسون بالمدارس الحكومية ، هذا الإمتياز قد سقط بالنسبة لهذه الفئات الآن ، وأنحسر دور باصات " التاتا " في الثورات ، فقد قضت الأمجاد والميلاد على أحلام جيل كامل من الكماسرة ، بسبب التردي الإقتصادي وإتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء ، أصبح معظم ملاك المركبات الكبيرة سائقين لها ، وحلّ إبن المالك في مكان الكمساري ، لأن الحصيلة الشحيحة بسبب غلاء الوقود وكثرة المخالفات المرورية أصبحت بالكاد تغطي تكاليف المركبة المباشرة ، هذه الشريحة التي كنا نقابلها في الذهاب والإياب ، وفي الصباح والمساء ، تلاشت من حياتنا من حياتنا الإجتماعية من غير أن يحس بها أحد .
    كثيراً ما كان الكمساري يواجه الإحتجاجات التي تقابله من الركاب بسبب زيادة التعريفة بشيء من الحكمة والتريث ، فيقول لهم : انتو ما بتقروا الجرايد ؟؟ وعندما يردون عليه بالإيجاب يخاطبهم قائلاً : طيب أسمعوا الإذاعة .. والما عندو ينزل ؟؟
    هناك بعض الركاب يحاولون دفع نصف القيمة لأنهم راكبين " شماعة " حسب زعمهم ، لكن الكمساري الفطن لا يقبل بهذه الفرضية المميتة ، لأن معظم الركاب هم من شاغلي مساحة "الشماعة " ، فإن قبل بهذا المنطق الذي يميل إلي التجزئة فإنه سوف يخسر الكثير ، لذلك نجده يرد على أصحاب هذه المقولة : نحن مش في طيارة ..درجة أولى وثانية ...البص دا كلوا واحد ..و في هذه النزاعات يقف السائق إلي جانب الكمساري .
    الآن ، نحن في زمان مختلف ، أخذ رجال السياسة كل شيء ، صرنا نجهل كل ما يحيط بنا ولكننا نعلم بأدق تفاصيل حياتهم ، فالنزاع لم يعد بين الراكب والكساري حول سعر " التعريفة " ، بل النزاع أصبح بين القطط السمان حول عائدات النفط ، مليارات الدولارات في خانة " الشلن " والريال " و " الطرادة " ، هذا هو السودان الجديد لكنه ليس السودان الذي خصاه الراحل قرنق بثورته .
    سارة عيسي
                  

12-04-2007, 12:24 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلتي مع " الكماسرة " وحزني على محجوب عبد الحفيظ (Re: SARA ISSA)

    الاخت العزيزة سارة
    لى تجربة مع الكماسرة من كنت فى المدرسة الثانوية العامة
    ولغاية اخر مرة كنت فيها فى السودان
    وبالمناسبة فى فترة كنا ندرس هؤلاء الشباب
    فى الابيض
    كان صديقا لى زميل بدرس فى مدرسة الابيض الصناعية وحينها كنت ادرس فى كلية المعلمات الابيض
    كان هو يدرسهم الحرف فى ورشة المدرسة الصناعية
    وكنت ادرسهم اللغة العربية
    ولكى ان تتخيلى سعادة هؤلاء الشباب البسيط
    حين نهل على محطة الباصات
    كنا نركب مجانا ومقدمين للركاب وعليهم اننا (الاساتذة )
    ولم ينج حتى اهلنا من ذلك الحب فكلما دلفنا الى الباص صحبة احد افراد اسرتنا كانوا يقدمونهم

    لكنى بكيت يوما
    مؤخرا فى الخرطوم
    كنت اركب الحافلة
    وباتجاه البيت
    المساء كان باردا بعض الشئ
    كان يقف الى جوارى الكمسارى
    سالته وكان يافعا
    ـ انت بتدرس فى المدرسة ؟
    ـ كنت ولانه ابوى ما عنده حق المدرسة طلعت
    قلت احثه على ضرورة المدرسة والعلم وطفقت احكى له عن تجارب عديدة
    حين وصلت الى حكاية دكتور على عثمان محمد صالح والاولاد الذين حولهم من كماسرة وغاسلى عربات
    واحد منهم الان محاضر فى جامعة الخرطوم والاخرين يدرسهم على نفقته دون اعلام
    ويمكنك ان تسالى دكتور على رئيس قسم الاثار فى جامعة الخرطوم عن ذلك
    وجدت هذا الصبى يبكى فى صمت
    وحين وصلت قال لى
    ـ دى اول مرة يتكلم معاى راكب عن حياتى
    وعشانك حارجع المدرسة
    وبت زبونة محل ابتسامه اينما شهدنى
    شكرا لك اختى على اثارة هذا الموضوع الحيوى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de