|
يا أهل فلسطين ..هلموا إلي السودان ..أنه وطن بلا شعب
|
يا أهل فلسطين ..هلموا إلي السودان ..أنه وطن بلا شعب
" يوم القدس " احتفال جاء به أية الله الخميني ، وهو يوازي به يوم الأرض الذي يحتفل به الفلسطينيون في كل عام ، فقد كانت القضية الفلسطينية محطة تجاذب بين الأنظمة العربية ، وكان على مرشد الثورة الإسلامية أية الله الخميني أن يدخل هذه الحلبة بعد أن شاهد غريمه ، الرئيس العراقي صدام حسين ، يدخل بيوت الفلسطينيين في بغداد ويتقاسم معهم لقمة العيش ، وبما أن صدام حسين دخل إلي بيوت الفلسطينيين من بوابة العروبة ، دخل الخميني إليهم من بوابة الحركات الإسلامية ، والمنظمات الفلسطينية لم تتعامل بحذر مع هذا التجاذب ، فبدلاً من إستثماره من أجل خدمة قضيتهم ، أصبحوا أدوات في يد هذه الأنظمة ، يحققون لها ما ترجوه من طموحات ، وفي نفس الوقت أصبحوا طرفاً في النزاعات التي تقع داخل الدول التي يقطنون فيها ، مما جر عليهم نقمة كبيرة ، ولاحقهم سوط التشريد من بلد إلي آخر حتى تحول الوجود الفلسطيني إلي لعنة تحل على كل دولة تقدم على استضافتهم ، وجدير بالملاحظة أن العراق تحكمه طوائف مذهبية مثل التي أنتجت عيد " يوم القدس " ، لكن هذه الطوائف وعن طريق لمليشيات عمدت إلي إقتلاع الفلسطينيين من التراب العراقي ، وقد فسّر البعض حدوث ذلك إلي موقف الفلسطينيين الداعم لنظام صدام حسين ، لذلك لجأت المجموعات الجديدة التي وصلت إلي سدة الحكم إلي معاقبتهم ، ونتيجة لهذا العقاب نزح فلسطينو العراق إلي حدود سوريا والأردن ، لكن إذا أمعنا النظر ملياً في هذه المسألة ربما نجد تفسيراً آخر لهذا النزوح ، فالمواطن العراقي نفسه يعاني من عدم الاستقرار ، فلماذا لا يكون النازح الفلسطيني يريد واقعاً معيناً في ظل هذه الظروف لا يجده حتى ابن البلد في بلاد الرافدين ؟؟ وعملية تجمعهم قرب الحدود السورية أشبه بمظاهر الاحتجاج والغضب ، أو ربما يحاولون الضغط على دول الجوار حتى تقبل باستضافتهم ، فالأردن لن يجازف ، فهو قد تحمل " اللعنة " الفلسطينية في السبعينات ، " ولعنة نهر البارد " لا زالت ترفرف في الفضاء اللبناني ، أما سوريا فهي مثقلة باللاجئين العراقيين ، وهذه الدول تُعتبر ملائمة للوجود الفلسطيني إذا أخذنا في الإعتبار التداخل الاجتماعي والثقافة المتقاربة فلماذا وقعت القرعة على السودان ؟؟ وهو بلد في أيام الفيضان يتحول فيه أربعمائة ألف مواطن إلي نازحين بلا مأوي أو معين ؟؟ لن أشير إلي ظاهرة النزوح الجماعي التي ولدها العنف في دارفور والجنوب ، فعدد النازحين هناك أكثر من عدد سكان دول الهلال الخصيب ، كما أن السودان يواجه أهله شظفاً في العيش ونقصاً في الخدمات ، إذا قارنا كل ذلك بما يجده الفلسطينون في معسكر " التنف " قرب الحدود السورية ، سوف نجد أنهم يعيشون في نعمة وبحبوحة من العيش ، لذلك رفضوا عرض حكومة الإنقاذ المغري والتي بعثت إليهم رسولاً يستجدي قدومهم ، هم لا يريدون تكرار نفس الخطأ ، وللأسف الشديد أنهم وعوا الواقع الحالي في السودان أكثر من الذين يحكمون بلادنا ، بالفعل السودان يعيش فوق فوهة برهان ، ويكفي الآن فقط أن تهاجم قوات الشرطة السودانية أحد مقرات الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح سلفاكير ، أو حركة تحرير السودان جناح أركوي مناوي ليندلع القتال في شوارع الخرطوم ، فهناك إحتقان وجو مسموم يسود كالضباب فوق سماء الخرطوم وعلى هذا الموفد الحكومي أن يعود إلي أدراجه ويترك أزمة هؤلاء اللاجئين لبشار الأسد والسنيورة والملك عبد الله الثاني ، فما أعجز هؤلاء العرب لن تصل إليه الإنقاذ التي تأنف من خدمة شعبها . سارة عيسي
|
|
|
|
|
|