هجوم حسكنيتة بين الفاعل والمفعول

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 11:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-03-2007, 08:09 PM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هجوم حسكنيتة بين الفاعل والمفعول

    هجوم حسكنيتة بين الفاعل والمفعول

    لا احد يلومني إذا زعمت أن السودان أصبح سلة العالم للأخبار السيئة ، فهو دائماً يسبق تغطيات أحداث العالم الأخرى ، فقد أنتهت ثورة الرهبان في بورما ، ومرور الأيام جعل الناس ينسون ولو قليلاً ما يحدث في العراق من قتل وتدمير ، أما التجاذب الفلسطيني بين فتح وحماس فقد هدأ تحت ظل التسويات الخفية ، وقد حرّك الشيخ بن لادن موجة الأخبار من جديد ، لكن تسجيله الجديد لم يجد الترحيب والتهليل الذي كان يتوقعه ، فالناس كانوا يتوقعون أن يروا اسامة بن لادن وهو يمتطي الحصان أو يداعب زناد بندقية الكلاشنكوف ، لكن الصورة التي رأيناه بها كانت لرجل عجوز قد طعن في السن ، وهو من مخبئه الخفي يطلب من الغربيين دخول الإسلام ، وربما يكون الشيخ الطريد قد نسي أن الرسول ( ص) في غزوة حنين خرج للقتال وقال : (أنا النبي لا أكذب، أنا ابن عبد المطلب، اللهم أنزل نصرك).فمن يريد نشر الإسلام لا يعكتف في كهف حريز ، بل يخرج للناس إما قاتلٌ أو مقتول .
    نعود من جديد لتشعب القضية السودانية من وادي إلي وادى ، من ضيق إلي أضيق ، ومن كربة إلي كربة اشد وأعم ، فما زال الموفدون والحكماء الدوليون يتوافدون إلي العاصمة الخرطوم ، فأزمة دارفور فتحت صدر العالم للإنقاذ ، وعلمتهم الحديث في المنابر الدولية ، ورحلة هؤلاء الزوار العالميين أتخذت مساراً واحداً وهو الخرطوم الفاشر جوبا ، هذا مثلث جديد يرسم خطوط كنتور الوطن الجديد ، خرج الموفد الأمريكي ، فدخل علينا حكماء أفريقية وأمريكا ، ذكروني بالقصة القديمة التي لا تحدها نهاية : دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت ..هذه هي المتوالية الهندسية في عالم السياسة السودانية ، فلا الزمن يغير الناس ولا الجغرافية تقرب المسافات ، وفي كل يوم سفينة الوطن تبحر بعيداً عن شاطئ الوحدة والوئام ، فعدوى المطالبة بالإنفصال أنتقلت إلي دارفور ، وكما قال امروء القيس : فيا ليتها نفوس تموت سويةً ... ولكنها نفس تساقط أنفسا
    من بين الأحداث المؤسفة التي جذبت الإنتباه للملف السوداني ، الإعتداء المؤسف الذي تعرضت له قوات الاتحاد الأفريقي في ( رمادي ) دارفور قرية حسكنيتة ، هذه القرية الصغيرة التي تشكو التهميش وضعت نفسها مع مدن العالم الملتهبة كديالي والفلوجة والأنبار وهلمند ، فهي عادةً ما تتعرض للقصف الجوي والمدفعي من قبل الجيش الحكومي ، لكن هذه المرة فأننا أمام معادلة جديدة ، فمن يفترض به أن يحمي السلام طعنته حربة هذه الحرب لأنه كان يغطي في نوم عميق ، نومٍ كنوم أهل الكهف فلا يحس أهله بنمو الشعور أو الأظافر ولم يبادر كلبهم إلي النبيح ، وبينما هم في ثياب النوم طاف عليهم طائف ، سيطر المهاجمون على المعسكر ونهبوه ، وأحرقوا المصفحات التي صدئت من القدم وعدم الإستعمال ، ونقل المهاجمون للعالم رسالة مهمة وهي : أن قوات الاتحاد الأفريقي غير قادرة حتى على حماية معسكرها ..فكيف يُطلب منها حماية إقليم في مساحة غرب أوروبا ؟؟
    وبدأ قادة هذه القوات في غاية الغضب ، لكنهم في خاتمة المطاف أعترفوا بالتقصير ونقص الإمكانيات ، هذا هو السودان في عهد الإنقاذ ، يتحدث جنرال نيجيري عن كيفية الهجوم الذي حدث وعن عدد المهاجمين ، في بلدٍ تُصرف فيه الأموال الغالية على الجيش والشرطة والأمن ، وغداً سوف يكون في السودان ناطق رسمي بإسم قوات التحالف مثل ريكاردو سانشيز ومارك كيمت وباتريوس ، ولا أظن أن باطن الأرض بالنسبة لقادة الإنقاذ سوف يكون أطيب من ظهرها كما يقولون ، فهم أسرع الناس تأقلماً مع تغير الأوضاع ، وقتها لا ندري ماذا سنفعل بالجيش السوداني ، لكن من الأفضل لقادته أن يعملوا في رصف شواطئ النيل ليحموا الناس من خطر الفيضان ، وليعطوا زيهم لتلاميذ المدارس الفقراء ، وليعطوا شاراتهم الذهبية التي تزين أكتافهم ،و التي نالوها من جدارة في الحرب ، لمحلات زينة العرائس .
    ومن المؤسف أن رجال الإنقاذ ينظرون لهذا الحدث من ناحية واحدة ، فهم يريدون من مجلس الأمن أن يفرض العقوبات على المهاجمين الذين لا زالوا خيالاً في نظر الذين تابعوا هذا الحدث ، ويقود هذا التيار كل من الدكتور لام أكول وعبد المحمود عبد الحليم والسماني الوسيلة ، فهم يرون بأن الإنقاذ قد ظُلمت في ردة فعلها العنيفة في التعامل مع المتمردين ، فهم يريدون من المجتمع الدولي أن يعطيهم شيكاً على بياض ، عن طريقه يُمكن تكرار تجربة القتل والقصف التي لا تميز بين البرئ والسقيم ، وتأخذ المقيم بالظاعن كما قال طاغية العرب الحجاج بن يوسف ، لكن الرياح أتت بغير ما يشتهون ، فالحديث الآن يدور في أروقة الكونغرس الأمريكي عن فرض المزيد من القيود على السودان ، ولا أحد سوف يسمح للإنقاذ بتكرار التجربة حتى ولو هُلكت كل قوات الاتحاد الأفريقي في بيت واحد ، فهؤلاء جنود ومن المفترض أن يراعوا المهمة التي جاءوا لأجلها ، وما يلقاه الجندي في أرض الوغى يأخذ أجراً عليه ، فلنتحسر على يموت من أبناء الوطن قبل أن نذرف دموع التماسيح على من نظن أنه جاء من أجل حفظ السلام .
    سارة عيسي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de