من الذي قتل الأستاذ /طه ؟؟ الفكر أم السياسة ؟؟- الجزء الثاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 05:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-16-2006, 03:45 AM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الذي قتل الأستاذ /طه ؟؟ الفكر أم السياسة ؟؟- الجزء الثاني


    من الذي قتل الأستاذ /طه ؟؟ الفكر أم السياسة ؟؟
    الجزء الثاني


    يُعد فكر الأخوان المسلمين دخيلاً علي البيئة السودانية والتي عُرفت بالتسامح ، هذا الفكر طارت عصافيره من مصر لأنها لم تجد العش المناسب هناك ، فهاجرت إلي السودان ، وعشعشت وفرّخت وتكاثرت حتى أنجبت الإنقاذ ، كان غريباً أن يخفق الأخوان في الوصول إلي السلطة في مصر ولكنهم ينجحون في السودان ، ربما يكون السبب هو وقوف آلة الأمن المصرية حائلاً بينهم وبين السلطة ، أو أن الشعب المصري يملك ثقافة واعية ، مكنته من تجاوز المد الأصولي المتطرف الذي يقضي علي الأخضر واليابس ، طبيعة الحياة الثقافية والفكرية في مصر تتطلب التآخي والتآلف ، تجربة الإنقاذ في السودان والتي يقف من ورائها الأخوان المسلمين ، أعطت المبرر الكافي للوقوف ضد مشروع الدولة الأصولية التي لا تعرف معني التسامح ، وفكر الأخوان عندما دخل السودان كان يحمل ثأرهم علي الدولة المصرية ، وكان يحمل حقدهم وشعورهم بالإحباط نتيجة لما وقع عليهم من جور في أيام الحقبة الناصرية .
    لذلك كان الأخوان قساة مع الشعب السوداني ، حوّلوا البلاد إلي سجن كبير ، وافتتحوا مقرات التعذيب وبيوت الأشباح ، وعاشوا مرفهين في القصور وتركوا الشعب تحت رحمة الفقر والمعاناة والمرض ، وآخر دعواهم كانت تقسيم السودان إلي كيانات جهوية صغيرة ، تحارب بعضها بعضاً ، مما فتح الطريق أمام التدخلات الأجنبية ، سقطت أسطورة الأخوان المسلمين في بناء دولة العدل والإحسان يلاعب فيها الذئب رأس الحملان الصغيرة من غير أن يمسه بسوء ، ففشلت في حماية رأس محمد طه من غيلة البطش وهو الرجل الذي سخّر قلمه للكتابة عن المشروع الإسلامي ، إن ما أوصلونا إليه كان عبارة عن نموذج مستنسخ من دكتاتوريات أوروبا الشرقية في عز أيام الحقبة الشيوعية ، ولم يكونوا في حاجةٍ إلي تأليف كتب فكرية تشرح لنا ما هو الفرق بين شريعة الإنسان وشريعة رب السموات .
    وأكبر خطر يشكله فكر الأخوان المسلمين علي المجتمع هو اعتماده علي الدين الإسلامي في تسويق أفكاره السياسية ، ومخاطبته للمثقفين من منابر ديمقراطية مثل النقابات المهنية واتحادات الطلاب ، أما العامة فهو يخاطبهم من منابر المساجد ، في حالة تقوقع الأخوان في خندق المعارضة ،يكون خطابهم للجمهور منصباً علي فكرة ترسيخ العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر والفساد الحكومي ، عن طريق تطبيق شرع الله ( وربط مشروع الأرض بمشروع السماء ) ، أما بعد وصولهم للسلطة يتغير الخطاب وتختلف الحاجة ، فيطلبون من الناس أن يصبروا علي الجوع ، والإقبال علي الآخرة والزهد في الدنيا ، وطاعة ولي الأمر والسلطان .
    لا يجب أن نفرق بين نظام الإنقاذ وفكر الأخوان المسلمين ، وكل جريمة ارتكبتها الإنقاذ يقف من ورائها هذا الفكر الظلامي ، وبعد مرور سبعة عشر عاماً من حكم الإنقاذ يمكننا أن نجزم بأن الشعب السوداني قد ولج إلي قعر الهاوية السحيقة ، حتى في زمن الاستعمار لم يمر الشعب السوداني بهذه التجربة السيئة ، نحن الآن فقدنا الكرامة والحرية والخبز والأمان ، تفاوت واسع بين طبقات المجتمع ، فقر مدقع وثراء فاحش ، وحرب ومجاعة وأمراض ، هذا ليس ربط بين برامج أهل الأرض وأهل السماء ، بل هو ربط لثروات السودان في يد قلة من الناس ، لو توقفت الكارثة عند هذا الحد لكان هنالك أمل في إصلاح الوضع ، ولكن الكارثة ممتدة الجذور ، فعادةً ما تخرج التنظيمات التكفيرية من رحم الأخوان المسلمين ، الناجون من النار والتكفير والهجرة والجماعة السلفية والجهاد كلها كيانات خرجت من عباءة الأخوان ، خطورة هذه التنظيمات أنها تبدأ معركتها من العش ، فتقضي علي رفاق الأمس وصحابة الدرب . ثم تمضي في بطشها لتطال رموز المجتمع والمثقفين والفنانين .
    لكن ، لا يعني ذلك أن الجرائم التي ترتكبها هذه الجماعات ، يكون المحرك الأساسي فيها هو الدين ، فهي في بعض الأحيان تخدم توجهات إقليمية ودولية ، لأن جرائمها تضرب في وتر حساس فتهدد السلام وأمن المجتمع ، تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء هو الذي أدي إلي اشتعال الفتنة الطائفية في العراق ، فشاعت جرائم القتل علي الهوية والتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس ، ولكن من الذي استفاد من هذه الأزمة ؟؟ ، بالتأكيد المستفيد هو الولايات المتحدة والتي وجدت في النزيف العراقي ما يبقيها بعيداً عن أعين الخطر .
    في السودان أيضاً كان هناك من يراهن علي نزع فتيل الفتنة الطائفية ، ولكن حتى كتابة هذه السطور بقي المجتمع السوداني محصناً من هذا الداء ، قالها الحكيم سلفاكير :
    (( بعد مقتل قرنق ، روّج بعض الناس أن الحكومة السودانية كانت تقف وراء تحطم طائرة قرنق ، مما جعل الجنوبيين يستشيطون غضباً ويقومون بأعمال عنف في الشوارع ، وفي نفس الوقت يذهب هؤلاء الشياطين إلي الشماليين ويقولوا لهم أن الجنوبيين قادمون لقتلكم انتقاماً لموت قرنق )) ، فشل الرهان علي الفتنة العنصرية في ذلك الوقت ، ولكن تعبئة الشارع بالشعارات الدينية جعل الباب مفتوحاً لتكرار هذه التجربة ، هناك من يقول بأنه سوف يقطع رأس ( زيد ) من الناس ويذهب إلي الله وهو مطمئن بأنه لن يصيبه شيء من عاقبة هذا العمل ، وهناك نائب والي في الشمالية قام بإهدار دم الصادق المهدي لأنه أيّد القرار الأممي رقم 1593 ، تجمع هلامي لأناس يسمون أنفسهم هيئة علماء السودان يكفّرون كل من ينضم للحركة الشعبية ، ثم جاءت أزمة الوفاق وملف المقريزي ، فخرجت هذه الجماعات من الجحور وبدأت تنفس سمومها في الشارع ، مقتل الأستاذ/محمد طه يحمل لنا أكثر من قراءة ، وهي تزايد نفوذ هذه الجماعات في الحياة العامة في السودان ، وعمل رموزها في مؤسسات تعليمية مرموقة وسيطرتها علي بعض المساجد في الخرطوم ، من خلال هذه المنابر استطاعوا تمرير السكين حول عنق الأستاذ/طه ، عن طريق التكفير والاتهام بالردة ، انهم ينكرون الجريمة الآن ويقولون إن تطبيق الحدود بيد الحاكم المسلم ولكن من الذي كان يتظاهر في الشارع ويرفع شعارات مثل : الحد الحد لمن يرتد !!! فهل الذي كفّر الأستاذ/طه هو مجموعة من الناس أم هيئة قضائية ذات صلة بالمحاكم الشرعية ؟؟؟ .
    يجب أن لا نتوقف عند جريمة اغتيال الأستاذ/طه علي أساس أنها جريمة عابرة لأنها فتّكت برمز من رموز الإنقاذ الأوفياء ، إنها جريمة نحو العامة بلا فرز ، وجريمة موجهة نحو الحياة الثقافية بشكل خاص ، وسط التكتم الحكومي علي وقائع الجريمة وفرض الرقابة علي الصحف انتشر سلاح الإشاعة بشكل مكثف ، لا أنصح الناس بقراءة بيان أبو حفص السوداني ، لأنه هاوي علي الانترنت استطاع أن يشغل فراغ الإجابة لمن يسأل : من هو قاتل الأستاذ طه ؟؟ ، هو نوع من التلاعب الإعلامي القصد منه تحريك الساكن وخلق روح البلبلة والذعر بين الناس ، ولكن أنصح الناس بقراءة قائمة الأهداف المحتملة ، فتجد من بينها هذه المرة أسماء لفنانات مشهورات ، أي أن الساسة والنخب الليبرالية المتحررة ليس هم الوحيدين أمام منظار القناص ، هذا يعيدنا لتصريح أدلي به مسؤول أمني رفيع المستوي في نظام الإنقاذ عندما قال أن معركة المواجهة سوف تبدأ من الخرطوم بقتل المؤيدين للقرارات الدولية وسدنة الطابور الخامس ، لكن هذا لا يعني أن الفنانات بأمان من حد السيف .
    سارة عيسي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de