|
لم نتابع حيثيات اتفاق الشرق من كثرة دعاية موبايل ( سوداني )
|
إن كانت نيفاشا تعني المجد والخلود لعلي عثمان طه ،فإن أبوجا تعني فرصة تاريخية للدكتور مجذوب الخليفة ، لينال حظه أيضاً في مجال الشهرة الإعلامية ، أصنع الأزمة ثم فكر في الحل ، هذه هي العقيدة السياسية لحزب المؤتمر الوطني ، عليه أن يُؤجج الفتن ويخلق الأزمات في كافة أرجاء الوطن ثم يفكر لاحقاً في حلها بعد ضياع الحرث والنسل ، لذلك نُدب علي عثمان للجنوب ومجذوب الخليفة للغرب ، ثم مصطفي عثمان لأهلنا في الشرق ، والمدن المعنية هي نيفاشا وأبوجا وأسمرا ، بسبب الإنقاذ خرجت قضية السودان إلي تلك العواصم ، وأرتريا التي نالت استقلالها قبل عشرة أعوام تمكنت من حل قضية الشرق المعقدة ، نظرية المؤامرة تقول أن ارتريا تريد أن تتخلص من الثقل العربي في الشمال فرمت به ناحية الجنوب ، وبالمقابل تريد الإنقاذ أن تتخلص من عبء ملف الشرق حتى تتفرغ لحرب دارفور في الغرب ، والإنقاذ لا زالت مصرة علي نهجها في مفاوضة من يحملون السلاح فقط ، ولا زالت القوى الوطنية في الداخل تتباغت من توقيع اتفاقيات السلام المتعددة شرقاً وغرباً وجنوباً من غير أن يكون لها دور في خلق هذا السلام ، الإنقاذ لا زالت متمسكة بقرارات الحرب والسلام . بدأ الدكتور مصطفي عثمان وهو يقرأ مقدمة الاتفاقية وكأنه تلميذ في طور تعلم مبادئ المطالعة المسموعة ، يحشر الكثير من أيات القرآن الكريم في خطابه وكأنه يريد أن يقول أن آيات الذكر المحكمات تنزلن عليه في ساعات التوحدو يحثنه علي المضي في طريق السلام ، مصطفي عثمان يعتقد بأن جده سيدنا أبو بكر الصديق ، لكن ..أليس هو الذي وضع قبعة الجنرال فوق رأسه وتوعد بغزو ارتريا عن طريق جيش قوامه 10 آلاف مقاتل جلهم من النازحين من أبناء ارتريا في السودان ؟؟ الرئيس البشير لا زال يتحدث عن الأجندة الخفية !! سعادة الرئيس بعد سبتمبر 2001 لا توجد أجندة خفية ، فالأمر أصبح واضحاً كوضوح الشمس ولا توجد هناك حاجة لإخفاء ما في الضمائر، وأمريكا أصبح جهرها اعلي نت سرها .الاحتفال بدأ رتيباً ومكرراً ولا زال الرئيس البشير يصطحب معه جوقة الهتيفة التي حرضته علي عصيان المجتمع الدولي وزينت له غزو أهل دارفور في عقر دارهم ، كانوا يرددون الهتاف عند كل كلمة يقولها الرئيس البشير ، فهم معه في الحل والترحال أينما ذهب . حاول أهلنا في الشرق إبراز وجه ولو جزء ضئيل من ثقافتهم التي طمرتها الإنقاذ ، فلم يتحمل تلفزيون الإنقاذ صوت الكورال ، فعمد الرقيب إلي قطع الصوت وبث فقرة تعليق سمجة ، عندما لم يرق له الحال ذهب إلي أبعد من ذلك فعرض دعاية لموبايل سوداني ، الحي أولي من الميت ، وصوت المال والنقود أحلي من موسيقي السلام لهذا السبب بدأ اتفاق الشرق كئيباً ، وقربياً سوف يدفن في حفرة النسيان والغدر ، فاتفاقية أبوجا لم تخلع الحاج عطا المنان من منصبه ، واتفاقية الشرق أبقت علي قائد جنجويد الشرق إبراهيم حامد في مكانه ، والي من المؤتمر الوطني ونائب والي من جبهة الشرق ما أشبه الليلة بالبارحة ، ذكرنا ذلك الإنقاذ في عهدها الأول عندما تقاسمت مناصب الولاة مع العسكر ، الشأن أنذاك لم يكن بيد الحسيني عبد الكريم وحاتم الوسيلة ومحمود سليمان ومحمد عثمان محمد سعيد ، فنواب الولاة كانت بأيديهم مفاتيح الخزائن والثروات ، أما العسكر فكان دورهم لا يزيد عن الرقص والاستعراض . والآن فلنتظر هذا الفصل الجديد من المناكفات بين الولاة ونواب الولاة .. هذه هي السياسة في السودان ، مسلسل مكسيكي طويل الحلقات من غير حلقة أخيرة .
|
|
|
|
|
|