|
كثرة المراكز البحثية في الخرطوم
|
كثرة المراكز البحثية في الخرطوم
تنتشر في السودان في هذه الأيام ظاهرة المراكز البحثية ، وحسب معلوماتي المتواضعة هناك مركز للدراسات الافريقية ، ومركز يشرف عليه البروفيسور حسن مكي اسمه مركز دراسات القرن الأفريقي ، ومركز الدراسات الإستراتيجية ومركز أبحاث الإيمان ، وربما يجد القراء المزيد من هذه المراكز التي أصبحت منافسه لمحلات خلط العطور وبيع المساحيق ( بالملعقة ) في الأحياء ، التساؤل ليس مطروحاً هل نحن في حاجةٍ إلي هذه المراكز المنتشرة والتي تزاحم المستشفيات وأماكن رياض الأطفال ولهوهم.. لكن السؤال الحقيقي هو من أين تموّل هذه المراكز ؟؟؟؟ وكيف يتم اختيار مسميات لها ونحن نري أنه ليس هناك فرق كبير بين مركز يهتم بالدراسات الإفريقية ومركز ضرار آخر يهتم بدراسات القرن الإفريقي ، وربما تم تأسيس هذه المراكز بناءً علي رغبات النخب المتنفذة في الإنقاذ والتي يطلق عليها في البيت الإنقاذي بالنخب ذات الأفق الإسترتيجي والتي تخطط لأمد بعيد يتجاوز وقتنا الحاضر ، بذلك تكون حكومة الإنقاذ هي الممول الرئيس لهذه المراكز ، فتصرف عليها من مال الضرائب الذي تقتطعه حتى من بائعة ( الكسرة والشاي ) وتصرفه بسخاء علي تنقلات هؤلاء السادة الذين يسمون أنفسهم مفكرين لم يأتي الزمان بمثلهم ، يتنقلون بين لندن وباريس ويستجمون في القاهرة ويناقشون أفكارهم في ساحة الفضائيات . ليس غريباً إذا قلت أن هذه المراكز علي الرغم من اسمها ذو المدلول العلمي الكبير إلا أنها في العمل شبيه لما يُعرف ( بزوايا الصوفية ) مثل القادرية والتجانية ، كل مركز تشرف عليها شخصية هرمية واحدة تتحكم في انتاجه الإنساني ، ومن المستحيل أن تضم هذه المراكز خيطاً خارج نسيج الإنقاذ ، معظم مديري هذه المراكز من المعمرين في الحركة الإسلامية ،وبعضهم بقي في منصبه إلي أن فارق الدنيا ، وعلي ما يبدو أن الغرض من هذه المراكز ليس تقديم اطروحات وتحليلات عن كل ما يمر بنا من أحداث بقدر ما هي إحدي وسائل كسب العيش ، هي حيلة تعوض بها الإنقاذ الذين فاتتهم فرصة اقتسام الكيكة في مناصب الدولة . لكن السؤال لا زال قائماً هل نحن في حاجة إلي هذه المراكز ؟؟ فما الفائدة من هذه المراكز إذا أعلمتنا بكل كبيرة وصغيرة تجري في أرض الصومال ولكنها تتجاهل عن عمد ما يجري في دارفور !!! وما الفائدة أن نعرف أن الحبشة كانت سلطنة إسلامية وعربية اللسان إن كان من حولنا يوجد نظام يُسمي نفسه إسلامي أدخل بلادنا في مستنقع من الدماء وقسم البلاد علي أُسس جهوية وطائفية !! قبل التقارب مع فلسطين والصومال ..أليس من حقنا أن نتقارب مع مواطن دارفور ونتحسس قضاياه !! أليس من حقنا أن نحقن الدماء بالتعايش الإجتماعي عوضاً عن تقسيم المجتمع إلي عرب وأفارقة ؟؟ سارة عيسي
|
|
|
|
|
|