|
رسالة إلي قارئة
|
الاخت الفاضلة سارة لك التحية والاجلال انا من المطلعات علي معظم كتابتك واعتقد انك صحفية كون لك الالمام الكثيربالمعلومات وانا اتفق معك في بعض النقاط واختلف في بعض اخر . اولا ان ماحدث في دارفور هو ابادة جماعية والحكومة لها اليد في هذه الابادة وهذا امر نرفضه جميعا ولقد وقف العالم ولم يقعد لماذا هل ذلك فعلا بأسم الانسانية ؟ ام لشئ في نفس يعقوب ؟ طيب لماذا لم يقف العالم في مشكلة (( رواندا وبورندي ))؟ برغم اختلاف التشبه لكن المفترض ان يقف العالم لقف هذه الحرب باسم الانسانية فقط برغم العدد الذي راح ضحية هذه الحرب الاهلية فاق ما حصل في دارفور بأضعاف اليس كذلك ؟؟ ثانيا إن الانسانية في اى مكان يجب ان يدافع عنها وانت ذكرتي بان الشعوب الاوربية وصلت الى التعايش السلمي والاجتماعي والديني والعرقي ولكن ما الذي حصل في البوسنة والهرسك اليست حرب دينية ؟قضت على الاخضر واليابس حتى اخيرا تحرك ضمير العالم ثالثا اتفق معك ان العرب والجامعة العربية لم يدعموا ولم يقفوا في قضية دارفور ونحن لانريدهم ان يقفوا معنا لان مواقفهم معروفة لدينا وهم سبب مشاكلنا بسبب الانتماء اليهم رابعا انك قلت إن السودان كان حليفا لامريكا في مكافحة الارهاب اوافقك علي هذا ولكنه كان تعاون محدود وبرغم هذا التعاون هل حذف اسم السودان من قائمة الارهاب ؟؟ يعني انك تقصدين بعد تعاون السودان مع امريكا حاليا وفي عهد النميري يمكن استبعاد مؤامرة امريكا واليهود عليه فهذا تفكير ساذج اليس هم الذين نهبوا اليورانيم في عهد النميري وهم الذين اغلقوا ابار النفط عندما كان تعمل شركة شفرون الامريكية باتفاق مع الدول العربيةالنفطية مثل السعودية والعراق والكويت في عهد النميري , ايضا اليس هم الذين قتلوا قرنق الوحدوي وبذلك يفوتوا فرصة وحدة السودان. لماذا لم يتحرك العالم لوفاة فرنق مثلما حدث في مقتل الحريري؟؟ اليس هم الذين تحالفوا مع الافغان والافغان العرب ودعموا بن لادن للقضاء على الروس والشيوعية ثم انقلبوا عليهم . وقضوا على الديموقراطية في مهدها لانها جاءت بالاسلاميين في الجزائر والان يقضون عيها في فلسطين وادخلوا العراق في بحر من الدماء وهم الذين ضربوا اليابان بالقنبلة الذرية وابادوا الهنود الحمر اصحاب الوطن الاصليين في امريكا ؟؟؟ وتاريخهم الاسود مسجله التاريخ وهذ ا النظام في السودان شبيه لهم ارجو ان تتحري الدقة في تناول بعض القضايا ولاتعميك الكراهية لهذا النظام من قول الحقيقة لاننا كلنا نكرهه لكن الحق يقال وان القلم الكاذب قد يؤدي الى اشعال فتنه والفتنة اشد من القتل . عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساوي صحيح ان هناك مؤامرة على السودان !! لكن السبب مين هى الحكومة بكل تأكيد والمفترض ان تضيع هذه الفرصة على المتآمرين . انا في انظار ردودك على هذة التساؤلات ولك التحية ونلتقي اختك أميرة احمد علي
رغماً أن الأخت أميرة راسلتني علي الايميل ، ومن المفترض أن أرد عليها بنفس الطريقة ، إلا أنني آثرت كسر حاجز الخصوصية ونشر رسالتها بالكامل ، ذلك لعدة أسباب من بينها تعميم الفائدة ، ثانياً لتشجيع النقد وبث روح المشاركة ، فهناك من يكتب أفضل بكثير من الذين نسميهم اليوم ( بالصحفيين ) ، لكن عدة ظروف ربما حالت بين هؤلاء الكتاب والقراء ، ومن حسنات النسيج الأثيري أنه أعطي فرصة المشاركة للجميع ، وسمح بتدوال الأفكار عبر القارات والدول ، نفس المقال الذي أشارت إليه الأخت أميرة وصلتني تعليقات عليه من استراليا وأمريكا وكندا ولندن والإمارات العربية المتحدة والسعودية ، بعضها قادح وبعضها مادح ، ليس ذلك مهماً لأن الإختلاف من شيم البشر ، بل المهم أن ترتقي سمة الحوار والنقد البناء ، هناك نقاط إيجابية اشارت إليها الأخت / أميرة ، من بينها أن ما جري في دارفور هو إبادة جماعية السبب فيها حكومة الإنقاذ ، مع أنني لا أري أي علاقة بين ما حصل في رواندا من مجآزر وبين ما جري في دارفور ، بالذات في نقطة تقاعس المجتمع الدولي في رواندا وهمته في إغاثة الدارفوريين ، مع إن الثمن في رواندا أنتهي بزوال حكم الهوتو ، والإنقاذ كما نعرف لا زالت تحكم ، ولا زالت تحظي بإعتراف المجتمع الدولي وتقابل قراراته بمزيد من التعنت والمكابرة ، إن تآخر المجتمع الدولي عن إغاثة الروانديين هو الذي جعله يهرع إلي نجدة أهل دارفور ، مع العلم التام أن خصوصية الأزمة الرواندية تختلف عن مثيلتها في دارفور ، فالتوتسي والهوتو لهم سجل حافل من المناكفات والحروب على عكس دارفور والتي بدأ الصراع فيها بين الإثنيات بعد وصول نظام الإنقاذ إلي الحكم . بالنسبة لما جري في البوسنة ، هناك من صنّفه بأنه صراع قومي داخل الامبراطورية اليوغسلافية المفككة ، لأن الكروات شكلوا محوراً في النزاع وهم ليسوا بمسلمين ، لكن هناك من يري بأنها حرب بين الكاثوليك والأرذوكس ، هذا يعيد كرة الحرب إلي سلة الأسباب الدينية للمرة الثانية ، لكن إذا نظرنا إلي ما أنتهت إليه هذه الحرب فسوف نجد أنها قامت علي أسباب سياسية وإقتصادية وإجتماعية أكثر مما منها دينية ، لأن الأرذوكس لم ينتصروا علي الكاثوليك ، كما أنهم لم ينتصروا علي المسلمين ، والولايات المتحدة لم تدخل هذه الحرب لأجل نصرة المسلمين كما يتخيل الكثير من الناس ، بل لأن مواطني البوسنة والهرسك هم أوربيين في نظرها قبل أن يكونوا مسلمين ، ووقفة المجتمع الدولي ضد هذه الحرب بالذات حرّمت علي الأوربيين الإنزلاق في جرف الحروب الدينية والعرقية من جديد ، فهؤلاء الناس يستفيدون من التاريخ ويتعلمون من أخطائهم . بالنسبة لسرقة اليورانيوم في عهد النميري من قبل الأمريكان ، أو أنهم – بإيعاز - من دول الخليج أوقفوا تدفق البترول السوداني إلي الأسواق العالمية ، هذه كلها تكهنات ولا تستند إلي واقع من الحقيقة ، فالنميري كان عميل للولايات المتحدة ويحسب لها ألف حساب ، وبالمناسبة هو آخر رئيس سوداني زار الولايات المتحدة ، وبالنسبة لحادثة مقتل قرنق وهل كانت هناك سببية تربطها بنظرية المؤامرة كما حدث للرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري فأنا أري في هذا الربط نوعاً من الخلط ، كان في لبنان وجود أمني وإستخباراتي واسع لسوريا ، وكان رجال المخابرات مثل غازي كنعان يسيرون أمور الحكم في لبنان ، فالحريري رحل عن الوزارة بعد تعرضه لضغط هائل من قبل الرئيس السوري بشار الأسد والذي هدده بالقتل والتصفية ، إذاً هناك بون بين حادثة مقتل الحريري والذي ينتمي للطائفة السنية مع توفر مؤشرات تؤكد ضلوع السوريين في المؤامرة وما بين حادثة تحطم طائرة قرنق والتي أراها ناتجة عن ظروف الطقس والمناخ . وفي الختام أرحب برسالة الأخت الأميرة وأتمني أن أري لها مساهمة في الصحافة الإلكترونية ، هذه المنابر في حاجةٍ إلي قلم المرأة ، ليس بالضرورة أن نتفق أو نختلف ، ما يهمنا أن يبقي الحوار مفتوحاً ، وأن نفتح كوة في جدار العتمة والظلمة تسمح بدخول أشعة الحرية للقطر السوداني . مع تحياتي سارة عيسي
|
|
|
|
|
|