|
دروس وعبر من " جليان قيت "
|
دروس وعبر من " جليان قيت "
ظاهرة محاكمة الرعايا الغربيين بدأت في العراق ، كان الملثمون يقومون بتصوير الضحية وهي تستغيث وتطلب النجدة والمساعدة ، فيتم بعدها بث هذا الشريط عبر قناة الجزيرة والتي برعت في ترويج هذا النوع من الثقافة القاتلة ، يحدد الخاطفون مطالبهم ، فتهرع الدول الغربية وتحت الضغط الشعبي إلي تلبية مطالب الخاطفين ، وفي الغالب يتم دفع الفدية مقابل إطلاق سراح الرهائن ، هذا المسلسل أحياناً ينتهي مثل الأفلام الهندية ، يتم إطلاق سراح الرهينة وسط جو إحتفالي بهيج ، يتم منح الرهينة مصحف ومسبحة ، وفي المؤتمر الصحفي تؤكد الرهينة أنها وجدت كل معاملة طيبة من قبل الخاطفين ، أما دولتها فتنكر أنها دفعت فدية مقابل ذلك ، وأن موقفها ثابت ولا يمكن أن تخضع للإبتزاز من قبل أي طرف ، وأحياناً يتحول هذا المشهد إلي صورة بشعة من أفلام الرعب ، مثل التي يُطلق عليها سلسلة " جايسون " ، تنتهي بقتل الضحية بصورة مريعة ، يتم ذبح الضحية كالخروف وتصويرها وهي تصرخ من الألم ، بعدها يتم بث هذا المشهد في المواقع الإلكترونية ، هذه الصورة الوحشية أشرف على تكريسها لدى العالم الغربي أمير دولة الإسلام في العراق أبو مصعب الزرقاوي والذي لم يكن يستثني حتى المسلمين من هذا العقاب القاسي ، وكلنا نعرف ما جرى للمرحومة أطوار بهجت ، مراسلة قناة العربية التي ساقها الحظر العاثر في الوقوع في يد هذه المجموعات التي شوهت صورة ديننا الذي يُحرم حتى قتل المرأة الغير مسلمة والطفل الصغير في الحرب ، وكما حدث أيضاً لسفير مصر في العراق ، وقد قتله هذه المجاميع بدم بارد ولم تشفع له التوسلات التي أطلقته أسرته من أجل إطلاق سراحه . قصة إعتقال المُدرسة جليان في السودان لا تخرج عن نفس السياق ، الفارق الوحيد أن التيار الذي يقود هذا النوع من الثقافة في السودان له دولة يخاف عليها من السقوط ، لذلك لم يجنح إلي معاقبة المُدرسة جليان بنفس الكيفية التي كان يقوم بها الزرقاوي ، وقد رأينا في المشاهد التي نقلتها قنوات التلفزة العالمية المجاميع التي تحمل المدي والسكاكين وتطالب بقتل هذه المُدرسة التي جاءت من وطنها ، وتركت الحياة الرغيدة هناك ، لتُعلم أطفالنا الصغار نفس اللغة التي يتحدث بها رموز نظامنا الحاكم عندما يحطون الرحال في هذه الدول الغربية ، لم يفلح الحزب الحاكم في ترويج هذه القضية بين الجمهور العربي الذي يتعطش لسماع مثل هذا النوع من المزاعم ، المسلمون في الدول الغربية أدانوا هذه المحاكمة وأثبتوا لحكوماتهم أنهم مع الدولة التي توفر لهم حق العيش الكريم والإقامة ، والأمن والعلاج ، وليس مع الدولة التي تتاجر بالدين ولا تهبهم غير الشعارات الكذابة . خسرت الإنقاذ في هذه القضية ، وأكتشف العالم الخلل الذي نعاني منه في القضاء وأجهزتنا العدلية الأخرى ، قضاء يصدر الحكم اليقين ، ورئيس جمهورية يتجاوز ذلك بالعفو الرئاسي في أقل من يومين من تاريخ بدء تنفيذ العقوبة ، هذه الحظوة لم يجدها رجل شريف وطاعن في السن مثل الأستاذ/علي محمود حسنين ،فمن غير محاكمة قعد في السجن بضعة أشهر وهناك من يتحدث إلي إستقلالية القضاء السوداني ، ونزاهته وعدله في القضايا التي يبت فيها ، هذه الضجة قد ماتت في المهد ، فوشاية في مدرسة لتعليم الصغار قادتنا إلي هذا المأزق ، أظهرتنا بصورة المسلمين المتوحشين الذي لا يعرفون التسامح عندما سجنا المُدرسة جليان ، وأظهرتنا بصورة الجبناء الذين يحيدون عن المبدأ عندما عفونا عنها ، تماماً مثل المنبت الذي لا أرضاً قطع ..ولا ظهراً أبقى سارة عيسي
|
|
|
|
|
|