دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
تساؤلات حول شيعة السودان
|
وسط التفاقم السريع للأحداث في السودان ، وعيون العالم تنظر بحرقة إلي ما يجري في دارفور من فوضى وقتل ، وكلنا قلقنا ونحن نري الحكومة ترسل جيوشها إلي كردفان للرد علي مطالب المهمشين هناك ، ولا أحد يخفي عليه حالة الإحتقان التي تسود في الجنوب ، فجيش الثورة خرج إلي الشارع وأحتمي بقبر قرنق في إشارة تقول أن الذين فوق الثري يختلفون كثيراً عن الذين تحت الثري ، وسط هذه التداعيات وعجلة الأحداث تدور وهي مسرعة من غير أن تمنحنا الفرصة للتأمل والكتابة طغت علي سطحنا قضية في غاية التعقيد ، قضية الشيعة في السودان وكيف أن هذا المذهب تسلل إلي مجتمعنا السوداني مستغلاً حالة الفوضى والفراغ الروحي في البلاد ، وهناك حديثٌ عن قري كاملة تشيعت في الجزيرة وغيّرت مآذن المساجد إلي حسينيات تُلطم فيها الخدود وتشق فيها الجيوب بكاءً علي آل البيت ، قضية التشيع في السودان مربوطة بنظام الإنقاذ الذي يقُدس المادة وتعميه الغاية عن النظر إلي الوسائل هل هي مشروعة أم لا ؟ طغت هذه القضية وغطت علي أحداث الساعة والحديث الآن يدور عن مراكز ثقافية جديدة تود حكومة إيران أن تفتتحها في بقية أنحاء السودان ، وهناك أموالٌ تُدفع بسخاء من أجل شراء الأتباع والمريدين ، وإذا كتب الله لهذا المشروع الروحي أن يتطور- لا قدر الله – سوف يتحول السودان إلي بؤرة جديدة من بؤر التوتر في العالم الإسلامي ، وسوف تكون للمرجع الأعلي في قم ومشهد الكلمة الأولي في السودان ، تماماً كما حدث في لبنان ، فقد طلب السيد/علي خامنئي من شيعة لبنان إسقاط حكومة السنيورة ففعلوا ذلك وهم الآن يشلون الحركة الإقتصادية في البلاد ويعطلون دولاب الدولة ، وقالها الجنرال علي شمخاني قائد الحرس الجمهوري الإيراني : أن الجنود الأمريكيين أسري لدينا في العراق ، وإيران تريد هزيمة أمريكا في العراق ولبنان ولا يهمها الثمن الذي تدفعه شعوب هذه المنطقة ، وقد قالها خصوم صدام حسين بعد أن وصلوا إلي السلطة : كنا نعاني من صدام واحد ونحن الآن نعاني من ألف صدام ، وصل ضحايا القتل علي الهوية في العراق إلي مائة جثة يومياً ، مقيدة وعليها آثار التعذيب ، هذه العبارة حفظتها وسائل الإعلام العالمية . نعم ، في كل بلاد أرتبط الشيعة بالفوضى والتوترات الطائفية ، وهو مذهب لا يسمح بالتعدد ويحمل تصوراً سياسياً مثله ومثل الأحزاب التي تسعي للسلطة ، إذاً فهو ليس مذهباً عقائدياً خالصاً حتى نحترم رغبته في التمدد والانتشار ، فمثلاً في إيران الدستور يُحدد مذهب الدولة بالاثني عشرية ، ومع أن هناك ستة معابد لليهود في طهران إلا أن السنة غير مسموحٌ لهم بتأدية صلاة الجمعة في جماعة ويتعرضون لحملة واسعة من الإضطهاد والتمييز ، فالشيعة لا ينظرون إلي الوطن ببعده الشاسع بل ينظرون إليه كما تقول صحائفهم وكتبهم – تماماً كما يفعل اليهود ، فحتى المهدي المنتظر كما تقول كتب الشيعة سوف يظهر في آخر الزمان ليقتص لآل البيت ويقيم الحدود الشرعية علي ( النواصب ) ومن بينهم أم المؤمنين السيدة /عائشة بنت أبي بكر عليها رضوان الله ، وكلمة ( النواصب ) في الثقافة الشيعية يُقصد بها مذهب أهل السنة والجماعة . لكن يا تري متى بدأ هذا المد الشيعي في السودان ؟؟ بدأ بالضبط في عهد الديمقراطية الثالثة ، لكن ذلك لا يمنع أن نقول أن بعض قيادات الحركة الإسلامية تأثرت بالحركة الثورية التي قادها أية الله الخميني وأدت إلي نزع آل بهلوي من عرش الحكم في إيران ، الدكتور حسن الترابي وحسن مكي وأحمد عبد الرحمن والدكتور قطبي المهدي ومحمد طه محمد أحمد ، كل هؤلاء يُعتبرون رجال إيران في السودان ، أما التعاون الرسمي فقد بدأ في عهد الإنقاذ ، فجهاز الأمن الإيراني ( السافاك ) هو الذي درّب قيادات أمن الإنقاذ علي سبل مواجهة الإحتجاجات المدنية مثل التظاهرات ، ذلك غير وسائل التعذيب وطرق التحقيق القاسية مع الأفراد ، وأكبر دور لعبته إيران في السودان هو تزويد قوات الجبهة الإسلامية بالعتاد والسلاح لمحاربة الحركة الشعبية في الجنوب ، وهناك مزاعم غير أكيدة أن إيران زودت نظام الخرطوم في تلك الفترة بنوع خاص من الأسلحة الكيماوية ، وقد أُستخدم هذا السلاح بشكل واسع في منطقة جبال النوبة ، في ذلك الوقت زار علي أكبر هاشمي رفسنجاني السودان وألتقي بكل قيادات الإنقاذ وتم حشد التأييد لزيارته ، هذه الزيارة تُعتبر فاتحة الطريق في ملف العلاقات السودانية الإيرانية ، وبسببها فقد السودان علاقاته مع دول الخليج ومصر ، وفي تلك الفترة تم توزيع مليون نسخة من كتاب ( ثم أهتديت ) ، وهو كتاب ألفه شيخ أزهري تونسي متصوف يقيم الآن في الولايات المتحدة و هو الشيخ محمد مصطفي السماوي ، وفي هذا الكتاب حكي الشيخ قصة تحوله من مذهب السنة إلي مذهب الشيعة ، لكن بعض رموز الإنقاذ المتأثرة بالتيار السلفي عمدت إلي سحب هذا الكتاب من السوق عن طريق شرائه . إذاً فهناك مد شيعي في السودان بحق وحقيقة ، صحيح أنه في بداية الدعوة ليس يحس الناس بسوي أناس يضعون عمائم سود علي رؤوسهم ، ويضعون جباههم أثناء السجود فوق حجر صغير ، وفي أيام عاشوراء سوف يخرجون علينا وهم يضربون أنفسهم بالمقامع والسياط ، لكن لا تكمن خطورة هذا المذهب في هذه الطقوس الدامية ، بل خطورته تتضح عندما يخرج هذا المذهب من طوره التعبده إلي طوره السياسي ، سوف تكون عندنا حالة مشابهه إلي ما يجري في لبنان والعراق ، ومن المفارقات أن نظام الخرطوم والذي يتباهي قادته بخط العروبة القومي ، وأحرقوا بسببه منطقة دارفور ولكن نجدهم في هذه الحالة سدنة للنظام ( الشعوبي ) في إيران ، هناك تمازج واضح بين المذهب الشيعي والقومية الفارسية في إيران ، واللغة الفارسية هي اللغة الأم ، هي لغة الدراسة وأداء العبادات ووسيلة التخاطب في الدولة ، ولهذا السبب لا تريد إيران أن يتحقق الأمن والإستقرار في العراق ، علي الرغم أن قائمة الائتلاف التي تحكم العراق هي قائمة شيعية ، لكن حقيقة الإختلاف تكمن في كونهم عرباًً الأمر الذي سوف يؤدي إلي تقليل أهمية مدينتي ( قُم ) و ( مشهد ) الإيرانيتين كعواصم للشيعة علي مستوي العالم . ولا أعتقد أن السودان يمثل البيئة الصالحة للبذرة الشيعية ، أغلب الأسماء في هذا البلد هي أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة ، وهناك من السودانيين من يسمي ( معاوية ) و ( أبو سفيان ) و ( يزيد ) و ( مروان ) ، وكلنا نعلم إلي مدى وصل الخلاف بين المرحوم محمد طه محمد أحمد وبين الإسلاميين السلفيين فيما عُرف وقتها بأزمة ( المقريزي ) ، التيار الإسلامي السلفي أكثر تنظيماً ويملك تأثيراً واسعاً بين الشباب من خلال المساجد الكثيرة المنتشرة في مختلف بقاع السودان ، بالتأكيد سوف يستخدمون هذه المنابر لتحريض الناس علي الشيعة ، فمثلاً ماذا تقول إذا قال لك أحدهم أن سيدنا أبو هريرة كذاب وكل حديث رُوي عنه أخذ عليه أجرة من الأمويين ؟؟ وماذا تقول لشخص إذا قال لك أن السيدة فاطمة ماتت مقتولة ؟؟ لأن سيدنا أبي بكر ضربها حتى تكسرت اضلاعها وماتت وهي تكابد الظلم ؟؟ أو أن السيدة عائشة تستحق إقامة الحد الشرعي عليها ؟؟ كل هذا البلاء مكتوب في مؤلفات الشيعة ، ولن أستفيض في التطرق لزواج ( المتعة ) عند الشيعة والذي لا يفصله عن الزنا سوي أن لهذا الزواج شهود ، لكن هل يجرأ شيعة السودان علي إحياء هذه الشعيرة ؟؟ وهل سيكذبون تحت بند ( التقية ) ؟؟ سارة عيسي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تساؤلات حول شيعة السودان (Re: SARA ISSA)
|
أولا أسجل خيبة أملي الكبيرة في هذه الكاتبة سارة عيسى التي استبشرت بمقالاتها الصحفية الأولى وظننت أنها ستكون خليفة الدكتور منصور خالد في روعة الكتابة الصحفية الابداعية ولكن ابداعها سرعان ما قتلته شحنات الكراهية العرقية والدينية التي تمتلئ بها وحقا فإن الكراهية والابداع لا يجتمعان في نفس واحدة.
تظن هذه الكاتبة ومعها بعض من يدعي الدفاع عن المهمشين في هذا البورد أن قضية الدفاع عن حقوق الأقليات يمكن تجزئتها في حين أن هذه القضية لا تتجزأ. من يدافع عن حقوق أي أقلية عليه أن يدافع عن حقوق جميع الأقليات بغض النظر عمن تكون وإلا فهو على شعبة من النفاق لأن الدفاع عن حقوق الأقليات مبني على أساسيات حقوق الإنسان والتي تشمل جميع البشر بلا استثناء وهو من أساسيات الانسان المتحضر. كيف يمكن لإنسان أن يصرخ مدعيا الدفاع عن حقوق أهل دارفور في وجه الظلم الواقع عليهم من جانب الاغلبية الجلابية وفي نفس الوقت يتحول لمروج لاضطهاد أقلية أخرى مثل شيعة السودان ؟ كيف ينتقد انسان الارهاب الذي تمارسه حكومة الاسلامويون ضد أهله وفي نفس الوقت يدعو لقمع مذهب ديني؟
أنا هنا لا لأدافع عن عقائد شيعة السودان فهم أقدر مني على ذلك ولكن لكي أعبر عن دهشتي الشديدة لهذه الظاهرة الغريبة حقا. والأغرب منها جهل الكاتبة فيما تكتبه عن الشيعة: هي تجهل أبجديات عن المذهب الشيعي. في بوست آخر اتهمت أحد زعماء الشيعة بالزواج من ابنته فهي تعتقد أن زواج المتعة عند الشيعة هو زواج سري عرفي متكتم عليه في حين أنه زواج معلن دون خجل وحياء ونسب من يولدون عنه وحقوقهم ثابته. وتذكرني عنصريتها الدينية هنا بعنصرية الرواية التي وردت في بعض تراثنا التي تدعي أن ملك احدى القبائل المهمشة حاليا والتي كانت حينها حديثة عهد بالاسلام أرسل لذلك الفقيه يستشيره في الزواج من ابنته الكبرى ذات الجمال الفائق حيث تزعم الرواية أن زواج الأب من ابنته كان محللا في شريعة تلك القبيلة قبل اسلامها فرد عليه الفقيه فيما تزعم الرواية بهذه الأبيات: قل للملك ثيرا ود الخادم العويرة زوجنا ليك بنتك الكبيرة بشريعة البغال والحميرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تساؤلات حول شيعة السودان (Re: محمد عثمان الحاج)
|
الحبيبة سارة سلام الله عليك ايتها الجسورة اعجب جدا لان كلما تكتب سارة عيسي او تراجي مصطفى حتى يظهر من يقول في اشياء لا علاقة لها بالمطروح لكننا نتفهم دوافع الناس
اختي ان ما يتعرض له اخوتنا السنة في العراق و الاهواز من قتل وتشريد وهدم للمساجد من قبل شيعة العراق المدعومين من قبل ايران والحكومة العراقية امر يهز كيان الفرد و يجعله في حزن مستمر كلما سمع اخبار العراق(رغم اننا لدينا مايكفينا من لحزن و المعاناة بدارفور-لكن هذا لا يمنعنا الاحساس باخوتنا -فهم اخوتنا)
معظم الشيعة لا يؤمنون بان السنة مسلمون- بل هم اكثر عداوة للسنة من اي ديانة اخرى سماوية كانت او ارضية- و يتلذذ البعض بقطع راس السني- وهذا ما يفعلونه اليوم بالعراق
قبل حوالي 6 سنوات تجد باستمارة دخول ايران و بفقرة الديانة كالاتي: الديانة: مسلم شيعي او ديانات اخرى: 1- يهودي 2- بوذي 3- سني 4- هندوس 5- نصراني
لكن رغم هذا كله يجب ان نعترف بحق اي انسان او اكثر تحديدا اي سوداني في ان يعتنق ما يراه مناسبا من العقائد والديانات- لان الله اعطانا الحرية في ذلك
ان يدخل بعض السودانيين المذهب الشيعي هذا من حقهم و يجب ان نحترم خيارات الاحرار-لان سبحانه وتعالى اذا شاء ان يجعل الناس ملة واحدة لاصبحوا كذلك
في تقديري المتواضع ان ينقسم السودانيون الي الهلال والمريخ- شيعة وسنة افضل بكثير من الاستقطاب القبلي والجهوي الذي ينتظم البلاد في هذه الايام(لقيتني كيف في ينتظم دي)
ثم اننا ضحايا الظلم والتنكيل والاقصاء و دعاة العدل والحرية والمساواة على اساس المواطنة بصرف النظر عن العرق والدين علينا ان نكون منصفين مع اخوتنا السودانيين من الشيعة لان الفضيلة لا تتجزا و نحن ندعو الي الفضيلة
من يصوبني
معزتي
| |
|
|
|
|
|
|
|