تملكني الأسف الشديد وأنا اقرأ تقرير منظمة الصحة العالمية وهي تطلب من وسائل الإعلام بما فيها خطباء المساجد ، تطلب منهم تنوير الناس بمرض حمى الوادي المتصدع ، فقد حصد المرض ما يُقارب الثلاثمائة من الأرواح ، وعندما قرأت صحف الخرطوم تملكني العجب والإستغراب ، شعرت بأن هناك هوة واسعة بين الصحافة وهموم الشارع السوداني ، فما هذه الحملة المسعورة التي يقودها صحفي الدفاع الشعبي الهندي عز الدين على موقع سوانيز أولاينز ؟؟ فهل أنقضت كل الأزمات في السودان ولم يتبقى لنا إلا الفضاء الإسفيري ؟؟ بالتأكيد لا ، فهناك ثلاثة أزمات تعصف بالسودان الآن ، قضية دارفور والشراكة مع الحركة الشعبية والأوبئة التي تأكل من لحم الناس ، رغماً عن كل ذلك وجد الهندي عزالدين من يسمع له ، فحجر يرمي به مجنون يرهق مائة عاقل ، وها قد استجاب البعض لنداء الواجب والوطن ، فدخل الشيخ أبو زيد محمد حمزة مع الداخلين في حملة القضاء على سودانيز أونلاينز ، فهو لم يخطب في الناس لمحاربة الرذيلة المتفشية نهاراً جهاراً في شارع العرضة بأمدرمان بالقرب من جامع فيصل ، وفتيات الليل الراجلات اللائي ينتظرن طلاب الهوي وهن مرصوصات على قارعة الطريق ، وقصص الزواج العرفي وحمل السفاح ، هذا لم يفزع الشيخ أبو زيد ولم يحرك له ساكناً لأنه أصبح يعيش في حجر عزله عن المحيط الإجتماعي الذي يعيش فيه ، ولم تفزعه قصص إغتصاب القاصرات في مجتمع وصفته الإنقاذ بالرسالي ، ولم يشد أبو زيد الرحال إلي دارفور ليعرف كيف أصبح القتل في هذا الإقليم شريعةً وعادة فقدت بريق المهابة ، وقع كل ذلك لأن الخطباء في المساجد لم ينصحوا الحاكم أن حرمة الدم المسلم أكبر عند الله من حرمة البيت العتيق ، هنا النصيحة قد تدفع بصاحبها نحو التهلكة ولا أحد يستعجل الموت ، ومن الممكن أن تتسبب في قطع عيشه ورزقه ولا أحد يطيق الفقر ، أنا أحترم الشيخ أبو زيد أشد الإحترام ، لكن ذلك لا يمنعني أن أقول أنه شخص متسرع وعاطفي في نظرته للأمور ، وربما يكون هذا هو سبب خلافه الحقيقي مع شيخ الهدية الذي أشتهر بالتوازن والتريث في إبداء المواقف ، وقد شيعنا شيخ الهدية في سودانيز أولاينز وقد أنصفنا سيرته العطرة بين الناس ، الشيخ أبو زيد لا يعرف عن موقع سودانيز أونلانيز شيئاً غير المزاعم التي نشرها الهندي عزالدين في صفحات آخر لحظة ، وأعرف عن الشيخ أبو زيد حرصه وتشدده في عدم التساهل مع كل تقنية جديدة ، وأشك أن يكون في بيته مذياع أو تلفاز ، إذاً ، فبدلاً من الدعاء للهندي عزالدين فيا ليته لو رفع يديه للسماء ودعا لنا بالقول : اللهم أرفع عنا البلاء والمحن والفتن اللهم أرفع عنا حمي الوداي المتصدع اللهم أرفع عنا الكوليرا والحمي النزفية اللهم فرج كرب أهل دارفور حيث يكون البلاء يكون الدعاء ، وحيث يكون الكرب تكون الإستجابة ، وخلافات الهندي عزالدين ليست مع موقع سودانيز أولانيز بسبب العقيدة الإسلامية ، بل بسبب تناول هذا الموقع لقضايا الفساد التي تمس السلطة ، ولأن هذا الموقع نجح في كشف مكامن الفساد وتحدى بإمكاناته البسيطة إعلام السلطة ، حتى ولو حُجب الموقع في السودان فهناك آلاف الطرق للوصول إليه ،السودان ليس مينامار ، فنحن ليس جزيرة معزولة عن العالم ، والقيم السودانية لن يرفعها الحجب ومذكرات المصادرة ، هذا الموقع يملك تأثيراً قوياً على السودانيين في المهجر ، وهذه النخبة يصل عددها إلي عشرة ملايين على أقل التقديرات ، وهو مرجع لوكالات الأنباء العالمية ، هذه الحملة قد تضر بالقارئ في داخل السودان وتحرمه من التواصل لبعض الوقت ، لكن هذا لا يضعف إنتشار الموقع في خارج السودان اللهم إلا إذا وقع السودان اتفاقيات مع كل دول العالم يطلب فيها إدراج هذا الموقع في القوائم السوداء ، كما أن هناك مواقع تنقل عن سودانيز أونلانيز ، هذا غير القوائم البريدية التي من خلالها يُمكن تمرير كافة المقالات المحجوبة ..شاء الهندي عز الدين أم أبي . الهندي أزمته مع أهل دارفور عرقية ، وأزمته مع الحركة الشعبية دينية ، ومعركته مع سودانيز اون لانيز كالذي يصارع طواحين الهواء .والهندي عزالدين ظاهرة سطحية مؤقتة وجدت حظها من الشهرة بسبب تضييق الحريات ومصادرة الكلمة الحرة ، هذه الظاهرة في طريقها إلي الزوال بمجرد وميض برق الحرية ، وما يفعله الهندي عزالدين يذكرني بقصة " أبو العفين " أو الظربان كما تصفه العرب ، كلما ضاقت عليه المخارج لجأ للرائحة التي تُزكم الأنوف ، هكذا وصف السيد/الصادق المهدي رجال الإنقاذ ، كلما ضاق حول رقبتهم الحبل عمدوا إلي تضييق الحريات وفتح السجون وبيوت التعذيب . سارة عيسي
حيث يكون البلاء يكون الدعاء ، وحيث يكون الكرب تكون الإستجابة ، وخلافات الهندي عزالدين ليست مع موقع سودانيز أولانيز بسبب العقيدة الإسلامية ، بل بسبب تناول هذا الموقع لقضايا الفساد التي تمس السلطة ، ولأن هذا الموقع نجح في كشف مكامن الفساد وتحدى بإمكاناته البسيطة إعلام السلطة ،
Quote: الهندي أزمته مع أهل دارفور عرقية ، وأزمته مع الحركة الشعبية دينية ، ومعركته مع سودانيز اون لانيز كالذي يصارع طواحين الهواء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة