المشروع الحضاري الثاني لإنقاذ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 10:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-13-2007, 01:37 AM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المشروع الحضاري الثاني لإنقاذ

    المشروع الحضاري الثاني لإنقاذ


    صُعق الجمهور العربي بهزيمة الرئيس العراقي صدام حسين في التاسع من أبريل عام 2003م ، النظام العراقي السابق كان من أقوى الأنظمة التي حكمت منطقة الشرق الأوسط ، وليست مبالغة إذا أدعى النظام وقتها بأنه يملك خامس جيش في العالم ، غير السلاح المتوفر والتدريب والقوة الجوية الضاربة كان الجيش العراقي يملك تجربتين في الحرب الحديثة ، التجربة الأولى كانت حربه ضد إيران ، وهي خصم لا يُستهان به ، أما التجربة الثانية فكانت المواجهة بينه وبين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عندما غزا العراق الكويت ، ليس في وسعنا أن ننكر أن الجيش العراقي قد أنهزم في هذه المعركة الغير متكافئة ، لكن على الأقل أطلعت هذه التجربة المريرة القادة العراقيين على سر تفوق قوات التحالف ، في هاتين الحربين كان النظام العراقي يملك زمام المبادرة ، مبادرة إعلان الحرب ومبادرة إعلان نهايتها ، وفي كلتا الحربين أعلن النظام نصره البائن على القوى الشريرة التي تضمر الحقد على منجزات الأمة العربية ، لكن السؤال الذي غاب عن ذهن المراقبين ... لماذا سقطت مدينة بغداد في يد قوات المارينز في وقت وجيز ؟؟ ونحن نعلم جميعاً أن صدام حسين لم يكن يبخل على جيشه بشيء ؟؟
    عدة مدارس سياسية في العالم العربي حاولت جاهدة الإجابة على هذا السؤال ، هناك من يقول أن الرئيس العراقي صدام حسين تعرّض لخيانة كبيرة من قبل كبار ضباط جيشه ، وهناك أيضاً من يقول أن الجيش العراقي لم يكن موجوداً ساعة المعركة ، فقد ملّ الجنود وقادتهم حروب صدام العبثية فآثروا السلامة بانسحابهم من ميدان القتال ، منظري القاعدة يقولون أن هزيمة الرئيس العراقي صدام حسين سببها بعده عن الدين الإسلامي وتمسكه بالشعار القومي العربي ، تفسيرات عديدة ومختلفة مردها تنوع المدارس الفكرية في العالم العربي ، للإجابة على هذا السؤال الخطير وهو لماذا سقطت مدينة بغداد ليس علينا التقيد بمدارسنا الفكرية ، لأن الظلال الفكرية عادةً ما تسبق النظرة الموضوعية لقراءة الحدث ، السقوط السريع لنظام صدام حسين ليس سببه ضعف الجيش العراقي ، أو لأن آلته الأمنية قد لانت ، إلي آخر لحظة من تاريخه في الحكم كان الرئيس العراقي صدام حسين يخاطب الحشود الُملتهبة ، يصافحهم على الهواء وهو يرتدي الزي العسكري .ليس من حقنا أن نوسم نظام صدام حسين بالخط القومي العربي الساخن ، صحيح أنه كان يرفع هذا الشعار لمداعبة عقول السذج والبلهاء في العالم العربي ، لكن في حقيقة الأمر كان النظام العراقي يُمثل دولة ( تكريت ) من العراق المتعدد الأعراق والمذاهب ، ليس أكثر ولا أقل ، دولة يحكمها جيش من الأقارب والأهل ..فلماذا يموت الجندي العراقي من أجل عشيرة في قرية بالعوجة ؟؟ أو من أجل قلة من الناس تحظى بكل شيء ؟؟فالتعصب للقومية العربية لا يحمي النظام من خطر السقوط ، وشاهدي على ذلك تجربة النظام العراقي ، كما أن الأديان السماوية لا تمد في آجال الأنظمة القمعية التي لا تحترم حقوق مواطنيها ، وهنا أملك أكثر من شاهد ، طالبان في أفغانستان ، المحاكم الإسلامية في الصومال ، ونظام الإنقاذ برئاسة المشير البشير .
    بيت القصيد هو تجربة الإنقاذ في السودان ، بدأت الإنقاذ عهدها وهي ترفع رايات الدين وضرورة العودة للجذور ، أخذت الإنقاذ على عاتقها صياغة الإنسان السوداني من جديد وضعه في قوالب جديدة تجعله يخرج إلي الوجود وهو إنسان رسالي كما كانوا يسمونه وقتذاك ، إنسان يركب دراجة نارية ويحمل شنطة سوداء صغيرة سماها الناس ( تمكنا ) ، في حشايا هذه الشنطة تجد القوائم السوداء لضحايا محتملين من كل الأصناف ، طلاب ، ضباط في الجيش ، منتسبين للخدمة المدنية ، يُساق هؤلاء إلي رحاب الصالح العام أو إلي المعتقل في أسوأ الظروف ، الرياح الدولية أجهضت هذا المشروع الأناني ، وخلاف اللصين على المسروق أنجب المفاصلة الشهيرة بين جماعة القصر وجماعة المنشية .
    بعد خيبة الإسلاميين في رهانهم على المشروع الحضاري الأول كان لا بد من التفكير في بديل ، بديل لا يكلف شيئاً بعيد عن الأضواء والصخب الفكري القاتل ، فالعالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصبح لا يطيق فكرة الدولة الأصولية ، بالذات في مجتمعات يغلب عليها التعدد الديني كحالة السودان ، كخطوة أولى قررت الإنقاذ تحييد الجنوب عن طريق وضع الحركة الشعبية في إطار خامل يجعلها بعيدة عن الإحساس اليومي لرجل الشارع العام ، وقد حاول حزب المؤتمر الوطني إغواء الحركة الشعبية بعسل المناصب والجاه والثروة ، ذلك حتى تتنازل عن شعاراتها الجذابة مثل ضرورة تحقيق العدل والتقاسم النسبي للسلطة والثروة ، تصريحات القائد سلفاكير حول تدخل القوات الأممية قطعت حبل الأماني القصير ، وأثبتت أن نفوس رجال الحركة الشعبية فوق منطق البيع والشراء .
    الخطوة الأخيرة بالنسبة لرجال الإنقاذ ، وهم في رحلة البحث عن قميص شفاف ، موسمي ، ومؤقت كقميص الثعبان ، كان خيارهم هو اللجوء للجهوية العنصرية المتمسكة بذيل الشمال ، جهوية تعتمد على إرث مهيرة بنت عبود و ( حريق ابن الباشا ) والطمبور ، وثنية قومية مركزها الشمال تتنكر للثورة المهدية ولا تخفي تأييدها للغازي البريطاني ، هذه الحركة القومية الوليدة تشمت لما جرى لشهداء كرري ، وتري أن جيش المهدية يستحق كل ذلك لأن جله كما يقولون من ( الغرابة ) ، لكن الحمق ودعة الأحلام جعلتهم ينسون اصل القائد عبد الرحمن النجومي ، ولعلهم قد نسوا في غمرة أحلامهم أسد الشرق القائد عثمان دقنة ، جيش المهدية لم يكن عماده ( الغرابة ) إذا قرأنا التاريخ بعيون محايدة ، هؤلاء النكرات لن ينالوا نفس المصير المشرف الذي وجده قادة المهدية من قبل المحتل البريطاني ، بل نهايتهم لا تزيد عن حبسهم مدى الحياة في سجن من سجون أوروبا ، لن يتذكرهم التاريخ إلا عند المرور على صفحة الفظائع مثل الإبادة الجماعية والاغتصاب والحرق ، سوف يسقطون الواحد تلو الآخر ، وسوف يتدافعون أمام بوابة النجاة والخلاص حتى لو تطلب ذلك أن يخونوا بعضهم بعضاً .
    بدأ المشروع الحضاري الجديد بعملية ( بيعة ) القبائل ، يُعتبر الدكتور نافع علي نافع هو ( لينين ) هذا المشروع ، يُدق السرادق في وسط الحي ثم يحضر شيخ القبيلة فيؤدي الطقوس بأدب واحترام : باسمي وباسم قبيلتي ..باسم زوجتي وأبنائي ..لقد بايعت حزب المؤتمر الوطني في المغنم والمكره .. في السراء والضراء ..وغير ذلك من الهراء الذي يدل على رخص الأصل والتهافت على قصعة المصالح ، نهاية المشروع اتضحت في تصنيف اللون الإثني في السودان بين عربي يستحق الدعم والمساندة ، وأفريقي بينها وبينه حد السيف ، أنجب هذا المشروع مأساة دارفور ، تدعي الإنقاذ أن هذا النزاع يأخذ توجهاً قبلياً سببه نقص الموارد المائية وندرة الكلأ ، إن كان هذا الأمر كذلك فمن أين أتت الطائرات التي أحرقت القرى وشرّدت ساكنيها ؟؟ وكيف تسنى لمجموعات قبلية محدودة الوجود تطهير مناطق كاملة من السكان ؟؟ ما حدث في دارفور من قتل وتخريب سببه المشروع الحضاري ( الثاني ) المبني على الجهويات والعنصرية .سببه الرغبة الشديدة في القتل ، والتشفي والانتقام ، فهل قادت الإنقاذ تلك الحروب في الجنوب والغرب والشرق تحت هوى سيطرة الشمال ؟؟ أم لهذه الحروب أجندة اقتصادية وسياسية غير التفسير الجهوي الذي يلوكه الناس بألسنتهم ؟؟ معرفة هذا السبب تجعلنا نُعيد النظر في كل ما كُتب عن أسباب سقوط مدينة بغداد ، ليس هناك إجماع أو نظرية موحدة تزيح ولو قليلاً حمى الشك القاتلة التي تعترينا من وقتٍُ لآخر .لكن في خاتمة المطاف يبدو أن أرض أهل الهامش يناسب مناخها نبتة الحروب المستقبلية .
    سارة عيسي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de