|
العقيد يوسف عبد الفتاح نجم ساطع في سماء لجنة جمع الصف الوطني
|
"من أراد أن تثكله أمه وتترمل زوجته و فتيتم ولده...فليغلق متجره " هذه المقولة ليست لعمر بن الخطاب عندما قرر الهجرة من مكة إلي مدينة ، فالكلمات مقتبسة من تصريح للرائد يوسف عبد الفتاح ، في أول ظهور علني له بعد قيام مجموعة ضباط الجبهة الإسلامية بالاستيلاء علي الحكم ، رفض تجار السوق الشعبي بالخرطوم الانصياع لقرارات البيع بالتسعيرة وقاموا بإغلاق متاجرهم ، المستهدفين كانوا طينة محددة من التجار جمع بينهم الانتماء لبيوت الختمية ، قررت الجبهة الإسلامية التخلص من هذه الفئة بأي شكل ، حتى يخلو لها الجو ويصفو لها الماء فتعيد رسم السودان من جديد ، سودان كما قال يونس محمود بقرةُ حلوب تدر الحليب للعطشى من تجار الجبهة الإسلامية ، يوسف الفتاح الشهير ( برامبو ) لم يكن إلا مجرد أداه ، أو أزميل ذو أسنان يحفر في أرض السودان ليثبت دعائم حكم الجبهة الإسلامية ، بالفعل قامت قوات الجبهة الإسلامية بكسر أبواب المتاجر المغلقة بالقوة ، وعرضت البضائع الموجودة للبيع في المزاد العلني ، بيعت بسعر بخس ، وعُقدت المحاكمات المستعجلة لكبار التجار ، والذين أفلس بعضهم والبعض الآخر دخل السجن ، بعدها عادت شركات الجبهة الإسلامية بعد أن أفسح لها يوسف عبد الفتاح الطريق ، وأخلي لها الساحة من التجار الوطنيين الذين جعلهم يقبعون في السجون . هذا هو يوسف عبد الفتاح الشهير برامبو أو بالمغفل النافع في أدبيات الجبهة الإسلامية ، وقد تخلصت الجبهة الإسلامية من هذه الفئة لاحقاً ، إبراهيم نايل ايدام ..التيجاني أدم الطاهر ..سليمان محمد سليمان ..دومنيك كاسيانو .. بيو أكوان ..عثمان أحمد حسن .. فيصل أبو صالح ، كل هؤلاء تخلت منهم الجبهة الإسلامية بعد أن قويت يد رموزها داخل الجيش والأمن . افتقر الذين تركتهم الإنقاذ للمال ، المائدة لم تعد تسع الجميع من كثرة المدعوين ، بعضهم عاد من وراء النوافذ وهو يستجدي لقمة العيش ، وحري بضابط مثل يوسف عبد الفتاح شارك في الإعداد لهذا الانقلاب أن يعود راجعاً وهو يستجدي زملاؤه بأن يعيدوه إلي الخدمة بأي شكل وتحت أي مسمي ، فيعود إلي العمل بوظيفة ضابط في الجمارك مثله في الحياة : أطعم الفم تستحي العين ، يخرج ملوثاً ومتبوعاً بتهم الفساد ويعود شحاذاً يستجدي لقمة العيش . لم يقف الأمر عند هذا الحد ، لجنة سوار الدهب في سعيها الدؤوب لجمع المتردية و النطيحة من أجل إنقاذ الإنقاذ لم تجد من عقلاء السودان سوي يوسف عبد الفتاح ، هذه المرة يوسف عبد الفتاح ليس غازياً أو فاتحاً كما فعل مع تجار السوق الشعبي في عام 89 ، هذه المرة عاد مصلحاً ويريد رأب الصدع بين الفرقاء ..قبل المصالحة هل سوف يعيد يوسف عبد الفتاح للتجار الذين تضرروا من بيع ممتلكاتهم وإغلاق متاجرهم في عهده أموالهم وممتلكاتهم أم أن توحيد الصف الوطني لا يشمل رد المظالم وإعادة الحقوق إلي أهلها .
|
|
|
|
|
|