|
الصحفي الأمريكي بول سالوبيك يحكي قصة اعتقاله في السودان
|
شيكاغو :يعتقد الصحفي الأمريكي بول سالوبيك أن عملية اعتقاله في السودان المقصود منها توصيل رسالة للصحفيين الأجانب ، يُطلب منهم فيها التقليل من حدة الانتقادات للأوضاع في هذا البلد الأفريقي ، سالوبيك دخل السودان وفي رفقته رجلين عندما تم توقيف سيارته من قبل مراهق مسلح ببندقية AK-47 ، تم ذلك في شهر أغسطس وبقي في الاعتقال ومعه مترجمه والسائق لمدة 34 يوماً . وصف سالوبيك محنته والكارثة الإنسانية في السودان ، كافتتاحية ، والتي تم نشرها في طبعات الأحد بصحيفة شيكاغو تربيون . يقول : أعتقد أن اعتقالنا في السودان هو رسالة تحذيرية لكل المراسلين الأجانب ، فالخرطوم فقدت صبرها من كثرة الأخبار السلبية التي تتناول قضية دارفور ، هذا ما كتبه قلم سالوبيك ، المواطن الأمريكي من نيو مكسيكيو والمراسل لصحيفة تربيون . ويقول أنه تم اعتقاله من قبل رجال مني مناوي ، المتمرد السابق الذي وقّع اتفاق سلام مع الحكومة والذي ظهر هو يصافح الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض قبيل ساعات من اعتقاله ( سالوبيك ) ، وقد قام المتمردون بضرب سالوبيك ومرافقيه كما قاموا بسرقة سياراته ومقتنياته الشخصية ، وبعدها وضعوهم في أكواخ مملوءة بالقمل ،ويقول سالوبيك أن أحد رجال المليشيا هددهم بالقتل ولكن بقية رجال المجموعة تجاهلت أوامره . بعد أيام ، تمت مقايضة المعتقلين الثلاثة مقابل صندوق من البزات الجديدة فسُلم ثلاثتهم للجيش السوداني ، في سلسلة من الأكواخ الموبوءة جيئاً وذهاباً تم وضع المعتقلين الثلاثة ، وهذه الأكواخ عبارة عن زنازين في سجن مبني من الطين والطوب ، وفيه غرف للتحقيق ، وخلال مدة الاعتقال كان سالوبيك يسجل ملاحظاته عن كل ما يحيط به . من الجو ، فقد رأي القرى المحروقة وهي أشبه ( بالسجائر التي يُحرق بها جلد المعتقلين ) ، ولقد لاحظ تزايد الأعمال العسكرية ، وهو يري أن اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة وبين أهم فصيل متمرد في دارفور قد انهارت وأفضت إلي العنف . نال سالوبيك جائزة ( البوليترز ) في عامي 2001 و 1998 ، وقت اعتقاله في السودان كان يعمل علي إعداد تقرير مستقل لصالح مجلة النايشونال جيوغرافيك ، وقد أُتهم من قبل السلطات السودانية بتمرير معلومات بصورة غير قانونية وكتابة أخبار كاذبة بالإضافة إلي دخول البلاد من غير الحصول علي تأشيرة دخول . سالوبيك في بداية الأمر كان ينوي السفر للمنطقة الحدودية بين تشاد والسودان ، لكنه أتخذ قراراً في اللحظة الأخيرة بدخول دارفور ، فالمسؤولين في حكومة الخرطوم- كما يري- شحيحين في منح تأشيرات الدخول للصحفيين الأجانب ، في مقاله ذكر أيضاً أن الصحفيين الأجانب لسنوات كانوا يدخلون السودان من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون . تم إطلاق سراح سالوبيك وسائقه ومترجمه بناءً علي عفو رئاسي شملهم به الرئيس البشير في 9 سبتمبر بعد أن التقي حاكم نيو مكسيكو بيل ريتشارسون ، والذي شغل سابقاً منصب سفير في الأمم المتحدة وأمين للطاقة .
|
|
|
|
|
|