السودان : هواجس الوحدة ومخاوف الإنفصال

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 10:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-05-2007, 11:14 AM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان : هواجس الوحدة ومخاوف الإنفصال

    هواجس الوحدة ومخاوف الإنفصال


    لو خُيّر أبناء الشعب السوداني بين الذهاب إلي الجحيم أوالعودة إلي مقتبل تسعينات القرن الماضي ، لأختار الجميع وبلا إستثناء عدم العودة إلي تلك الحقبة من تاريخنا السوداني ، حيث ساد القهر والظلم في كل بقاع البلاد ، وطاحونة الحرب داست بكلكلها على ظهر الشعب السوداني ، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، ومن يقف ضد تيار الحرب فهو خائن وعميل ومرتزق ، قليلٌ من الناس كبلتهم القناعات ، وصنف نادر من أبناء السودان وقف ضد بطش النظام وظلمه ، تحدث أستاذنا الحبر يوسف نور الدايم عن التعذيب ، في ندوةٍ أقيمت بالقرب من (ظهر الثور ) شمال كلية الآداب بجامعة الخرطوم .
    قال إن الإسلام ينهي عن التعذيب حتى ولو كانت الضحية مجرد هرة صغيرة لها مواء ، دخلت راعيتها النار لأنها لم تطعمها ثم حبستها مما منعها من الإقتئات علي خشاش الأرض .
    على ما أذكر قامت ثورة في وجه بروفيسور الحبر والذي يعتبر مثالاً في الإتزان السياسي ، وهو أحد أعمدة الثقافة والفكر في السودان ، وخلافنا السياسي معه لا يمنعنا أن نعطيه حقه ، أصدر الإتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم فتوى أذكر منها ، أن الفرق بين القطة والإنسان هو أن القطة لا تتعاطى طعام السياسة والذي يُعتبر محرماً بالنسبة لبني البشر ، ولذلك أستوجبت العذر والعفو من العقوبة ، أما الشيوعيين وسدنة الطابور الخامس ، وهذا اسم كان النظام يطلقه على كل من عارضه في ذلك الوقت ، هؤلاء إنشاء الله لن يجدوننا في موقف أضعف الإيمان ، ثم ما الضير في التعذيب ، فسيدنا علي ، عليه رضوان الله قد أستنطق جارية اسمها (بريرة ) ...بغرض معرفة الحقيقة . وهذه الفتوى – حسب معرفتي المتواضعة بالفقه – فيها رخصة لرجال الأمن لممارسة التعذيب بغرض الإستنطاق كما اسموه ، فحماية الدولة الإسلامية تتطلب أن يقوم رجال الأمن بإلباس الرجل تنورة مملوءة بالقطط الجائعة ، فعوضاً عن عدم إطعام القطط ، مما يستوجب الولوج في جهنم أنقلبت الصورة ، صامت القطط وفطرت على لحم بشري من موقع حساس لا تدركه حتى الضواري في البرية .
    عُرفت هذه الفترة في تقويم الإنقاذ بفترة ( التمكين ) ، وهي فترة أحتقن فيها الوضع الداخلي فمهد لكل هذه الحروب التي نشهدها اليوم ، قد حلم الإسلاميون بدولة ونموذج يُحتذى به في الحكم ، لكنهم وللأسف الشديد قدموا للإنسانية مسخاً مشوهاً وتجربة سياسية شديدة الشبه بنظام محاكم التفتيش في أوروبا في أيام سطوة الكنيسة علي كافة مناحى الحياة ، القادة الجدد أعجزهم تشذيب الأغصان الباسقة ، ففلم يجدوا بداً من إقتلاع النخل من جذوره ، وكما قضت القومية التورانية على خلافة العثمانيين في تركيا ، فإن لجوء الإسلاميين إلي معين الجهويات يكشف بجلاء عن خوى مشروعهم الفكري من أي مشروع ينمي الإنسان ويساعد في تمديد رفاعيته .
    هذا هو النموذج الذي يروجون إليه ، وهذا هو البديل المتاح لأهل الشمال إن وقفوا مع مشروع الإنقاذ الداعي إلي تقسيم السودان ، سوف يكونوا محشورين في كيان صغير أشبه بقطاع غزة في فلسطين ، قطعة أرض صغيرة من غير ميزة جغرافية ،يتقاتل أهلها فيما بينهم من غير أن يكون هناك هدف للحرب .
    قالها اليوم الرفيق ياسر عرمان : إن إنفصال الجنوب سوف يجر إلي إنفصال بقية أقاليم السودان ، فلذا علينا أن نحافظ علي الوحدة حتى نحفظ الهرم المائل من التداعي والسقوط ، فكما قال أمرؤ القيس :
    يا ليتها نفس تموت سويةً
    ولكنها نفس تساقط أنفساً
    إذاً ، لن تهنأ الإنقاذ بحكم الشمال إذا مضى الجنوبيين نحو بوابة الإنفصال ، مكانة السودان بين دول العالم أكتسبها بتاريخه الذي أحتوته الوحدة الوطنية خلال كل العهود التي مضت ، هو وطن كالقارة والتنوع فيه يثري الثقافة ولا يحط من قدرها ، الدولة الذكية هي تلك الدولة التي تحكم شعباً يتكون من أعراق مختلفة ، ومذاهب مختلفة ، من غير أن يشعر أي مواطن بأنه مُهمش ، أو أن هناك أقلية قد حُرمت من حقوقها لأنها من غير طينة الرئيس أو نائبه .
    هذه هي أزمتنا في السودان ، وهي أزمة نخب قبل أن تكون أزمة بلد ، فهناك من يقدم الأيدلوجيا أمام ضرورة أن يبقى الوطن متحداً ومتماسكاً ، هم يظنون أن تقليص الرقعة الجغرافيه سوف يساعدهم في إدارة ما تبقى من أمصار ، مثل الأرنب التى والتي تحفر لنفسها مكاناً لتسكن فيه ولكنها تفاجأ بأنها أهالت التراب على مدخل الجحر فتعجز عن الوصول إليه .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de