السودان :الرهان على الوحدة والإنفصال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 11:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2007, 02:10 PM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان :الرهان على الوحدة والإنفصال

    سُئل مرةً وزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي عن سبب زيادة أسعار السكر والدقيق والمحروقات ؟؟
    الإجابة لم تكن متوقعة ، لم يقل لأن السبب هو الحصار الجائر المفروض على السودان بسبب مشروعه الحضاري ، هذه الحجة الواهية التي كانت تتمسك بها الإنقاذ وهي تبرر التدهور المريع الذي جري لإقتصادنا السوداني ، أيضاً ، لم يقل أن هذه الأزمة هي إمتحان خص به الله أهل السودان الأصفياء ، فمعروف أن الفرج يأتي بعد الكرب ، والصبر عند البلاء ، هكذا كان يخاطبنا شيوخ الإنقاذ وهم يطلبون منا شد الأحزمة على البطون لمقاومة الجوع ، لكن إجابة السيد الوزير أنذاك خرجت عن حقل المألوف حيث قال : أن ثمن زيادة هذه السلع هو تحرير الكرمك وقيسان وتوريت والجكو !!!
    وأظنني أقسمت قبل سنتين أن السيد/حمدي لم يزر هذه المدن في حياته ، ولم يسمع بها إلا من التوثيق الذي كان يبثه برنامج ( ساحات الفداء ) ، إذاً حرب الجنوب لم تكن لأجل قولهم المأثور : هي لله ...هي لله
    هذه الحرب كانت ضرورية بالنسبة إليهم حتى يجعلوا منها ( شماعة ) يُعلقوا عليها كل أسباب فشلهم في الخرطوم ، وكم من المرات سألت إخوتي في الحركة الشعبية ، عن هذه المدن التي تم تحريرهها من قبل جيش الجبهة فهل يا تري أقاموا عليها حضارة مثل ما فعل الإنجليز في السودان عندما شيدوا كلية غردون وأسسوا مشروع الجزيرة ؟؟؟
    لا هذا ولا ذاك ، حتى جامعة جوبا نُقلت إلي الخرطوم ، ومصطلح ( مدن الجنوب ) المُحررة هو مصطلح مجازي لا يمت إلي الواقع بصلة ، فقد ثبتَ بالدليل القاطع أن كلمة ( حضارة ) لم تدخل أي بيت في الجنوب ، بقي الناس مع أمراضهم وفقرهم وسوء حالهم ، ولو أنفقت الإنقاذ المبالغ التي صرفتها على شراء الدانات والمدافع على مشاريع إحياء عملية الوحدة عن طريق التنمية لأستغنينا بكل بساطة عن مشاريع التجزئة والتقسيم ، ولكانت الوحدة الوطنية خياراً مقدساً عند الجنوبيين أكثر من الشماليين ، لكن أزمات السودان دائماً ما تكمن في المشاريع المستعجلة ، هي مشاريع حزبية ضيقة لا تستوعب الكل ، وتجافى قطري الزمان والمكان ، فتلك الحرب على الرغم من شدتها وقسوتها إلا أنها كانت تعطي التبرير الكافي لكل نكبات الفشل التي لحقت بالنظام في الخرطوم ، إذا أنتشرت الكوليرا فالسبب لأننا مشغولين بحرب الجنوب ، وإذا ماتت الحرائر في المشفيات عند الولادة بالتتنس فالسبب هو الحركة الشعبية التي جعلتنا نستخدم ( المطهر ) في تضميد جراح المجاهدين ، ليس السيد/حمدي هو المستخدم الوحيد لفزاعة حرب الجنوب ، ولو سألت الآن خريج جامعة سودانية عن موقع مدينة ( الجكو ) و ( الليري ) و ( البيبور ) لتعلثم ولظن أنها قرى في رواندا أو بورندي .
    حمدنا الله أن الحرب قد أنتهت ، واتفاق نيفاشا بين نظام الإنقاذ والحركة الشعبية قال شيئاً مهماً : لن تكون هناك حرب بين الجنوب والشمال ، لأن الاتفاق وافق عليه طرف عنيد ما كان ليرضي به في أيام الديمقراطية الأخيرة ، وكلنا نعلم أن سبب إنقلاب البشير في عام 89 هو قطع الطريق على المصالحة بين الجنوب والشمال ، لذلك أرتأت القوى الدولية أن يكون الاتفاق بين من كان يرفض التفاوض سابقاً وبين الحركة الشعبية ، لكن قلائل من الناس يظنون أن في وسعهم العودة إلي ما قبل نيفاشا ، أعلم أن الحرب عادة سيئة لكنها لا زالت خيار المهزومين ، لم تكن الحرب نبيلة في أي يومٍ من الأيام ومن التصعب التنبوء بمكاسبها .
    تأسيس منبر أهل الشمال هو ردة فعل طبيعية للحراك السياسي الذي يحدث في الجنوب ، هم لم يستفيدوا من الحركة الشعبية التي سمت نفسها في يوم ما :الحركة الشعبية لتحرير السودان ، ذلك في زمن الحرب ، أما في زمن السلام ، فرهاننا على بقاء السودان موحداً يعتمد على دور إخوتنا في قطاع الشمال بالحركة الشعبية ، أما منبر الشمال بالشمال فليسوا من المناضلين ، أو من الذين تستهويهم رائحة الدماء الزكية لتحقيق الأهداف النبيلة ، هم لا يزيدوا عن كونهم أرباب معاشات ووزراء من العهد الماضي الذي لا يحن إليه أحد ولا يذكره سوداني أصيل بخير .
    وقد وقعوا في خطأ فادح عندما سموا أنفسهم بمنبر الشمال ، لأن للسودان شرق وغرب ، الإتجاهات عملية معقدة في عالم الجغرافية ، فهناك شمال شرق وشمال غرب ، وغيرها من الإتجاهات الفرعية التي سوف تجعل من أصحابنا لا يملكون من السودان الواسع سوى قرية صغيرة سماها الدكتور منصور خالد ( بالسودان الوطن المصغر )
    فإذا أفترضنا أن شمال السودان ملكٌ للعرب والمسلمين وفقاً للتصور القاصر الذي يروّج له هؤلاء اليافعين ، فمن لأهلنا النوبة والمحس والسكوت ، هؤلاء يشاطروننا اللسان الأعجمي من غير الشعور بالذلة ، عندها سوف نكتشف أن الوطن الجديد الذي تبنيه سواعد منبر أهل الشمال هو شريط مثل قطاع غزة في فلسطين يربط الجيلي بأبو حمد ، وحتى فكرة الإعتماد على مصر من أجل تأسيس هذا الوطن المتواضع هي فكرة غبية ، لأن المصريين تعاملوا مع الحركة الشعبية قبل الإنقاذ ، ومصالحهم لا تبدأ من ( حوش بانقا ) أو ( الجيلي ) ، مصالح مصر مع السودان الموحد ، وهم ليسوا في حاجةٍ إلي محافظة مثل اسيوط مملوءة بالأصوليين والمتطرفين حتى ولو كانت هذه المحافظة تجاورهم في القطر السوداني من ناحية الجنوب .
    سارة عيسي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de