الخرطوم عاصمةٌ مدمرة من غير ( ميركافا)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 08:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-14-2006, 05:07 AM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخرطوم عاصمةٌ مدمرة من غير ( ميركافا)

    الخرطوم عاصمةٌ مدمرة من غير ( ميركافا)



    في اعتقادي أن الأزمة بين الهامش والمركز ليس محلها الخرطوم وبقية اقاليم السودان المتناثرة ، بل أن هذه الأزمة أعمق من ذلك بكثير ، فحتى العاصمة الخرطوم لا تخلو من هذا العيب ، فهناك بون شاسع بين الأثرياء والفقراء في هذه المدينة التي تحفل بالتناقضات ، وهناك أحياء راقية في الخرطوم يسكنها رموز المؤتمر الوطني ، وبسبب ذلك ارتبطت بكل ما هو يمت إلي الحياة الراقية ، من طريق معبدة وأشجار تظلل الحواشي والميادين ، وأزهار يانعة تجذب الفراشات الطائرة ، ليس ذلك فحسب ، بل هناك سيارات مخصصة لنقل الأوساخ والقاذورات ، تأتي بانتظام وتكنس الحي المهيب من كل ما هو يسئ إلي صورته الراقية ، والغريب في الأمر هناك شركات أمنية متخصصة تقوم بحراسة هذه القصور الشامخة ، ومن الممكن أن تجد بين الحراس من يحمل الجنسية الكردية أو السورية ، فأهل هذه الديار أصبحوا لا يثقون في المواطن السوداني المتقلب المزاج ، أن حي ( يثرب ) في الخرطوم والذي يضم كافة رموز السلطة يعتبر صورة طبق الأصل من المنطقة الخضراء في بغداد ، أنهم يحرصون علي المحافظة علي سلامتهم الشخصية قبل المواطن السوداني ، ويعيشون في عزلة تامة عن قضايا هذا الشعب الذي يحكمونه .
    هذه هي الخرطوم الزاهية بأنوارها وألوانها الصارخة ، وهذه هي الصورة التي يحرص إعلام الإنقاذ في بثها لأهلنا في الخارج ، حتى يخدعهم بأن البلاد بخير ، ويجعلهم يشعرون بأن الخرطوم أصبحت تناطح لندن ونيويورك وسيدني وغيرها من مدن العالم المتحضرة في الرقي والتحضر ، أما إذا أردت أن تعكس هذه الصورة ، فعليك استقلال بص ( التاتا) من السوق العربي الخرطوم والتوجه غرباً حتى تصل أمدرمان الردمية ، وأسأل هناك العارفين لماذا أسموها أمدرمان ( الردمية ) ؟؟ لأن المواطنين أقاموا حاجزاً ترابياً حتى يقف بينهم وبين السيول المهاجمة من أقصي منطقة المرخيات ، عندها سوف تنقشع العتمة ونري الوجه المظلم قمر خرطوم المتعافي ، وتتراجع الخرطوم العاصمة البهية إلي ما قبل نهر النيل الأبيض ، وعند وصولك منطقة أبو زيد تشعر بأنك تشاهد السودان وهو في أكمل حقيقته ، باعة الماء المثلج والتراب الأحمر وكثرة الشحاذين وتعدد حيلهم . وسوق ( شنقة ) وهو سوق مخصص للحرامية ، أما قهوة الكرنتينة فهي مكان مخصص لبيع السلاح وتنفيذ عمليات التهريب وتزوير الأوراق الثبوتية ، هناك تجد كافة أشكال الطيف السوداني ، من زغاوة وفور وكبابيش ومسيرية إلي رزيقات وبني هلبة وبقارة ، فرّقتهم الحروب والمجاعات وجمعتهم منطقة أمدرمان الغربية بتسامحها ورحمتها ، بعيداً عن أعين الحكومة والتي لا تأتيهم إلا في موسم جمع الأتاوات والضرائب ، ويكثر في تلك المنطقة رجال المرور وهم يحملون إيصالات المخالفات المرورية للسيارات العابرة .
    خلف قارة أبو زيد هناك قارة ( دار السلام ) ، وهي تضم حارات بدأت من الصفر وانتهت بالمائة ، والوصول إليها يتم عبر عجلات ( الكارو ) ، وسعداء الحظ يستقلون بص روسي من طراز (Dodge) من أيام الحرب العالمية الثانية ، والركاب يستقلونه من كل النواحي ويصعدون إلي السطح ويمددون أرجلهم فوق جنباته ، هؤلاء أطيب حظاً من ركاب الداخل ، فإذا أنقلب البص بسبب تعثره بحفر الطريق ، ومستوي الإصابة يمكن أن يكون كسراً في اليد أو الرجل ، أما سكان الداخل فعادةً لا ينجي منهم إلا واحداً أو اثنين . لا توجد إنارة أو طرق معبدة وهناك شحٌ في المياه عكسته زيادة عربات الكارو التي تجرها الحمير ، ووسط الضجيج والحركة الدائبة تسمع من بعيد صوت نانسي عقرم وهي تغني ..أحبك أه .. أخاصمك آه ، والصوت ينطلق من جهاز تسجيل قديم تغذيه بطارية سيارة بروح الحياة ، أنه الشعب السوداني الذي خلط الموت مع الحياة ، ومزج الحزن مع ساعات السرور ، وروح البهجة والمسرة لم يقتلها طنين البعوض أو انعدام الخبز ، وهذا هو السودان الآخر الذي لا يراه سكان القصور الرئاسية .
    أمطار البارحة كشفت سوءاتنا وأظهرت الجانب المحروم من مدينة الخرطوم ، الأحياء التي غرقت بسبب السيول الأخيرة غير مرسومة في أطلس العاصمة القومية ، علي الرغم أن ثقافة أهل السودان جعلتهم عن ظهر قلب يحفظون مكونات المربع الأمني لحزب الله في جنوب لبنان ، حارة حريك ومروحين وبنت جبيل وعين التينة ومارون الرأس ، ولكن كم عدد أبناء الشعب السوداني الذين يعرفون ما جري لقرية ( الكتير ) والتي لا تبعد أكثر من 50 كيلومترا من مقرات المجلس الوطني في أمدرمان ؟؟فالدمار الذي أحدثته السيول الغازية بمباني هذه القرية جعلته يتفوق علي تدمير الضاحية الجنوبية لبيروت مع اختلاف الأسباب ، مات بعض الناس ودُمرت الكثير من البيوت ولكن أين الدولة والرئيس والوالي من كل ذلك ؟؟ ربما يكونون الآن في لندن أو القاهرة ، أو نائمين وهم آمنين في قصورهم ، ومن المستحيل أن تجدهم وقت ( الزنقة ) ، وربما إذا استيقظوا من غفوتهم العميقة أن يهرعوا إلي إغاثة الملهوفين في لبنان وفلسطين والصومال ، أما المواطن السوداني فليس له حظٌ من عطفهم وتعاطفهم .
    سارة عيسي
                  

08-14-2006, 05:52 AM

محمد الامين محمد
<aمحمد الامين محمد
تاريخ التسجيل: 03-07-2005
مجموع المشاركات: 10013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم عاصمةٌ مدمرة من غير ( ميركافا) (Re: SARA ISSA)

    مامهم تحرق العاصمة ام تغرق المهم ثوره الانقاذ بخير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de