الإنقاذُ قالت: النحرُ بيدِ الجلاد الخارجي وليس بيدِ الشعب السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 00:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-26-2006, 04:03 AM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإنقاذُ قالت: النحرُ بيدِ الجلاد الخارجي وليس بيدِ الشعب السوداني


    هناك شعوب في العالم استفادت من الكوارث التي ألمت بها ، والشعب الألماني ضرب لنا مثالاً حياً علي ذلك ، بعد تجربة النازيين الصعبة في طرق باب الحروب وصنع الأعداء استيقظ أهل ألمانيا ليجدوا بلادهم مقسمة إلي شطرين شرقي وغربي ، وهكذا يترك المنتصرون بصماتهم بعد نهاية كل حرب ، ولكن الشعب الألماني أثبت أنه قوي الإرادة ، وما عجزت ألمانيا عن تحقيقه بواسطة جيش الرايخ الثالث والزعيم الأوحد حققته بواسطة الديمقراطية والاقتصاد ، فالشركات المنافسة في السوق العالمي تضع ألف حساب للمنتج الألماني ومتانته ، لقد وضع الألمان بصماتهم في أدوات المطبخ والطهي والتوصيلات الصحية إلي آخر القائمة من سيارات وأجهزة كمبيوتر .
    عن طريق هذا المثال لا أميل إلي مقارنة وضع السودان بألمانيا ، فهناك بون شاسع بين الطرفين لا يخفي علي أحد ، ولكن السودان نال استقلاله بعد عشرة أعوام من سقوط مدينة برلين في أيدي قوات التحالف ، فأين هو السودان اليوم بعد مضي نصف قرن ونحن نحتفل بعيد الاستقلال في كل عام ولكن هل سألنا أنفسنا بصدق إلي أين قادنا الاستقلال ؟؟ والذي أصبح مناسبة رتيبة ومكررة نعيد فيها سمر الأمس البعيد ، ونعرض في التلفاز صورة الراحلين المحجوب والأزهري وهما يرفعان علم السودان ، مات الزعيم المحجوب طريداً شريداً وهو بعيداً عن وطنه ، أما الأزهري فقد اُغتيل علي يد عصابة مايو ، ومات وهو في السجن بعد أن حرمه النظام الثوري الجديد من تلقي العلاج والرعاية الطبية .
    نَجدُ الناس في أمريكا تقدس جون آدامز وجورج واشنطون وابراهام لنكولن ، لسبب واحد ، أنهم تركوا بصماتهم علي الدولة الجديدة ، ووضعوا الدساتير والقوانين من أجل أن تبقي أمريكا ، حتى حرب الاستقلال وإن بدأت قاسية ومات فيها عدد من الأبرياء إلا أنها جعلت أمريكا تعيش تحت ظل الوحدة . والحرب الأهلية في أمريكا استغرقت خمسة أعوام فقط ، ولكنها صححت العديد من المفاهيم وكرست للناس مفهوم أمريكا الجديدة ، التي تعيش في كنفها مختلف الأعراق ، من دون تمايز عرقي أو مذهبي يعكر صفو النقاء الاجتماعي .
    ولكن إذا نُفي المحجوب عن وطنه حتى مات في الخارج ، وقُتل الأزهري عن سبق الإصرار والترصد ، فهل يجوز لنا الاحتفال بعيد الاستقلال ؟؟ إن كان الذي جاء بالاستقلال مات وهو مغبون وقد قهره ظلم الوريث الوطني !!
    إن السودان نال استقلاله بالتفاوض ، ولم تجري في أرضنا معارك دامية مات فيها ملايين الناس كما حدث في الجزائر ، استقلال السودان تم بصورة سلسة وسريعة ، وهذا هو السبب الذي يفسّر نيلنا له كما يقول السيد رئيس الجمهورية منذ أول يوم وكأول دولة في شمال الصحراء ، ومن المفترض في مثل هذه الحالة أن لا يكون هناك استحقاق نضالي لأي فئة ، كما حدث في ثورة التحرير الجزائرية ، والتي جعلت من تصديها للمستعمر الفرنسي مشروعا وطنياً جعلها تستأثر بالحكم لفترة طويلة .
    ومن غير مشروعي نضالي تحرري ، ومن غير إرادة شعبية تبسطها قواعد الاقتراع ، تحكم الآن الجبهة الإسلامية السودان ، تنوعت أساليبها وحيلها في إيذاء هذا الشعب ، وتلاعبت بثرواته ، وأطعمته حربين عظيمتين في الجنوب ودارفور ، أليس من البديهي أن نسأل ؟؟ إذا لم نفقد جنوداً في حرب الاستقلال ، وهي معركة بكل الأحوال شريفة ومحترمة ويجلها الجميع ، فلماذا خسرنا أثنين مليون من الأنفس في حرب الجنوب ؟؟ ثم أتبعناها بخمسمائة ألف في حرب دارفور ؟؟؟
    فهل يا تري هذا هو الاستقلال الذي كنا ننشده ، ونتغنى به كما غرّد الاستاذ/محمد وردي :
    اليوم نرفع راية استقلالنا
    ويحدث التاريخ قصة شعبنا
    أنا لا أري إلا خراباً ودماراً لحق بكل ما هو طيب في السودان ، ودخل في قاموسنا فقه الصراع الاجتماعي بأفظع صوره ، وأصبح تناول أمر الهوية في السودان قضية شائكة ، وغي يغرز فيه أصحاب الأقلام ، وهويتنا بالتأكيد ليست عربية إسلامية كما حسمها الغازي صلاح الدين العتباني ، ومن يريدها علي هذه الشاكلة فعليه إبادة أهل الجنوب بسبب دياناتهم ، وعليه أن يقتل كل إنسان في دارفور والجنوب وجبال النوبة يجده لا يحمل في عروقه الدماء الكافية التي تؤهله لدخول عالم العروبة ، إن الذين يزعمون أن السودان دولةً عربية وإسلامية يتجاهلون أبسط حقائق الجغرافيا والتاريخ ، ونظرتهم لا تختلف كثيراً عن نظرة المستعمر الإنجليزي عندما صنّف الجنوب بأنه مقاطعة أفريقية مسيحية ، هذا السياج الوهمي هو الذي شق عصا الوحدة الوطنية في السودان ، وجعلنا نتقلب باستمرار في تنور الحروب المحترق ، من غير أن تحد حروبنا نهاية .
    وقد فعل بعض المثقفين في السودان خيراً عندما اعترفوا بتلقيهم التدريب العسكري الذي يؤهلهم لمجابهة المجتمع الدولي في دارفور ، وفي ظنهم أن تجربة حسن نصر الله يمكن أن تتكرر في السودان ، وهم بنفس المستوي سوف ينالون من قوات الأمم المتحدة ، ويذيقونها كأس الموت الزعاق ، وهم في غيهم أيضاً يقفزون فوق حبل الحقائق وهي :
    أن حسن نصر الله قاتل في منطقة نفوذه الممتدة في الجنوب اللبناني ، وهو نفوذ شعبي كرسته الأدبيات الشيعية والداعية إلي احترام الزعامات الدينية والمراجع والموت والتضحية في سبيل ( السيد ) ، وهذا ثوب غالي ومكلف وجذوره تعود إلي 1400 عام ولن تملكه الإنقاذ في أقل من عام ، فعلي عثمان أو مجذوب الخليفة ليست لهم في دارفور نفس الكارزما التي أكتسبها حسن نصر الله وهو يخاطب الجمهور الشيعي في الجنوب اللبناني .
    أن حزب الله احترم قرارات الأمم المتحدة وتعاون في عملية انتشار قواتها في الجنوب ، ولن ننسي بالتأكيد أن حزب الله قبل أن يكون منظومة عسكرية هو حزب سياسي له حلفاء يعاضدونه بالمال والسلاح ، علي النقيض تماماً من نظام الخرطوم والذي فقد أقرب الشركاء وهو الحركة الشعبية ، وكما اضعف الأحزاب الوطنية عن طريق تكوين الأحزاب المغايرة ودعم حركات الانشقاق داخل صفوفها ، فأصبحت الجبهة الداخلية مكشوفة وممزقة ، أما الحلفاء الخارجيين فهم غير موجودين البتة ، ولم اسمع أي زعيم عربي يتعهد فيه بوضع قواته تحت إمرة الإنقاذ .
    إذاً لم يتبقى للإنقاذ من حلفاء سوي تنظيم القاعدة بقيادة الشيخ أسامة بن لادن ، ولكن في هذه الخطوة مخاطرة كبيرة وثمن باهظ عليها أن تتحمل تكلفته ، وهو أن الإنقاذ لا زالت في عرف الشارع تُعتبر دولة ، لها بنوك وشركات و صروح تجارية تناطح السماء فهل سيجعلون نزوة الحرب تقضي بين عشية وضحاها علي كل هذه الثمار اليانعة ؟؟؟ ونحن نعرف كيف تكون شراسة الحرب بين القاعدة والولايات المتحدة ، فعادةً ما يسقط فيها المدنيين الأبرياء ، ربما لا تكترث الإنقاذ لأمر الضحايا ، فهم تعتبرهم وقود ثانوي للحرب ، لكنها بسبب هذه النزوة سوف تفقد أيضاً كل أموالها وثرواتها الطائلة المخزنة في التراب السوداني .
    وليس بالضرورة أن تكسب القاعدة الحرب ، ففي أفغانستان فقدت طالبان عرشها وفرّ قادة القاعدة إلي المخابئ والكهوف ، وفي العراق قُتل الزرقاوي من غير أن يتمكن من إخراج المحتلين من بلاد الرافدين ، وفي السعودية تلقت القاعدة المزيد من الضربات الأمنية . وفي دارفور لن نستبق الأحداث ، وسوف ننتظر هل ستنحر الإنقاذ نفسها بيد سودانية أم أنها سوف تختار الجلاد الأجنبي ، حتى يصدق المثل القائل : بيدي لا بيد عمرو .
    سارة عيسي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de