دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الإنقاذ..التطويق الدولي وانعدام فرص النجاة
|
الإنقاذ..التطويق الدولي وانعدام فرص النجاة
لا شك أن أزمة دارفور هي أزمة العالم في بدايات الألفية الثالثة ، وقف الكثير من حكماء أهل السودان أمام هذه المعضلةالعويصة ..كيف بدأت وكيف ستنتهي ، أكاد أجزم بأن العالم المتحضر ما كان في وسعه معرفة حكومة الإنقاذ عن قرب لولا أزمة دارفور ، خلال شهر وأنا أتابع الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب ، عبر مختلف الوسائل المختلفة ، فأمامي بصورة شبه قاطعة مشهد واحد ، وجه حكومي مألوف أمام كل أزمة ، فعلى سبيل المثال : بروفيسور الزبير طه ، وزير الداخلية الحالي ، يأتي اسمه في وسائل الإعلام مقروناً مع القضايا الأمنية التي تتعلق بالتوتر الاجتماعي ، وله صنف مفضل من الخصوم يطبق عليهم فقط تشريعات العدالة ، فقوات وزارته دائماً ما تصطدم بمجاميع الحركة الشعبية في الخرطوم ، ذلك قبل أن يأتي الأخ مناوي ويخفف من ذلك الضغط ، فتصبح مقراته ، وقواته ، هي الهدف التالي لغارات الداخلية السودانية ، والقضايا تختلف ، فضد الحركة الشعبية يستخدمون قضايا ثمن شرب الخمر والميسر ، أما بالنسبة لقوات أركوي مناوي فهم يستخدمون حجج مختلفة مثل محاربة التسلح وحفظ الأمن والمبادرة إلي التجاوب مع رغبات المواطنين في طرد الغرباء من أحيائهم . فلن نلوم بروفيسور الزبير طه ، فهو رجل من أهل البيت الحاكم ، ومن أجل الإنقاذ ، تدفعه قناعات آمن بها قبل أربعين عاماً ، ولن يتخلى عنها اليوم وهو وزير في الحكم ، لكن الطامة الكبرى تأتي من وزراء ( التوالي ) ، هذا الجيل من الوزراء الذي أستنسخه الدكتور الترابي قبل فراقه للإنقاذ ، ليثبت كذبة لم تعد سائغة ، وهي أن السودان يرفل في حلة حقوق الإنسان ، ويرقص طرباً على أنغام الديمقراطية ، تيار الصقور الذي يقف الآن في خندق مواجهة أهل دارفور معظمهم من تيار التوالي ، وزير الدولة بوزارة الخارجية السماني الوسيلة ، ومحمد المرضي والذي يشغل منصب وزير العدل ، هؤلاء مع تبنيهم الأطروحات المتشددة التي لا تضع فجوة للتسامح ، إلا أنهم دخلوا لعبة السلطة في الزمن الضائع ، وينقصهم الرصيد النضالي ، لذلك يحاولون الآن تعويضه عن طريق خطف قضية دارفور ، هذه الكارثة الإنسانية المؤلمة فتحت لهم الطريق لمخاطبة جمهور واسع من العالم كان لا يعرف عنهم شيئاً قبل وقوع هذه النكبة ، وهم يعتقدون أن اللغة المفذلكة والجدل في الفضائيات ، يُمكن أو يكونا وسيلة مقنعة لطمس هذه القضية ، وليس غريباً أن يتحدث رئيس الجمهورية عن اختصاص الأجهزة القضائية والعدلية ، قاطعاً قول كل خطيب عندما أشار إلي قضية الوزير أحمد هارون : لن نقيله ولن نحاكمه ولن نجرّده من منصبه !! فقد فغرت فمي من الدهشة حتى بانت نواجذي وأنا أري معالي وزير العدل يتحدث عن إمكانية محاكمة المتهمين السودانيين داخل القطر ، وقد مضى على قرار توجيه قائمة الاتهامات للمطلوبين أكثر من شهرين .. ويا ترى كم عدد الذين قُدموا للمحاكمة ؟؟؟ ..لا أحد ، لأن الأجهزة العدلية في السودان هي أجهزة مُسيسة تعمل بنصيحة الجهاز الحزبي ، ولا أمل في إصلاح الظل والعود أعوج ، هذا من غير أن نشير إلي مسألة الحصانة (Impunity )التي تُكبل الجهاز القضائي في السودان ، وهذا هو جوهر الخلاف بين المحكمة الدولية وحكومة الإنقاذ ، هذه الحصانة المُكتسبة هي التي أعطت الجناة حق إبادة المدنيين في دارفور .فحكومة الإنقاذ غير قادرة على تجريد وزير مُتهم من منصبه ..فكيف يُمكن أن تحاكمه ؟؟. المذكرة الأخيرة التي أصدرتها محاكمة الجنايات الدولية من أجل اعتقال الوزير أحمد هارون وقائد المليشيا علي كوشيب ، لن تكون هي نهاية المواجهة بين المجتمع الدولي وحكومة الإنقاذ والتي تأتيها المصائب الآن زرافات ووحدانا ، ففي وقت قياسي ودقيق عليهم أن يستجيبوا لاتفاق نيفاشا الذي يربطهم مع الحركة الشعبية ، ثم يأتي دور اتفاق أبوجا والشرق قبل أن تطل عليهم أزمة القوات الدولية مع الأمم المتحدة ، وها هي المحكمة الدولية تعودإليهم مجدداً ومعها مذكرة واضحة المعالم كوضوح الشمس في كبد السماء : نعتقد أن هذين الشخصين قد ارتكبا جرائم ضد الإنسانية من بينها القتل والاغتصاب والإبادة الجماعية ، إذاً الأوضاع تزداد سوءاً ، المستقبل قاتم ومظلم وحيل الخروج ضئيلة إذا لم نقل منعدمة ، في غمرة تحليلنا لهذه الأزمة علينا أن لا ننسى أن حكومة الإنقاذ تجنح إلي التفاؤل الغير مطلوب وحظ المبتدئين في حل قضايا محسومةمن قبل المجتمع الدولي ، وقد تملكني الضحك ، وهو نعمة نادرة في هذه الأيام ، عندما سمعت وزير العدل السوداني يرد على المحقق الدولي في إحدى الصحف : عليهم أن يبلوا قرارات المحكمة الدولية ويشربوا مويتها !!! أزمتنا في السودان أننا نخاطب الإنسان الغربي ، الذي يصل إلي الوظيفة بالاحتراف ، بنفس اللغة التي نخاطب بها المواطن السوداني البسيط الغير متوسع المدارك ، هؤلاء الناس لن يتركوا نظام الإنقاذ في حاله حتى ينتزعوا منه ما يريدون ، فكما رأينا كيف رفضت الإنقاذ مبدأ دخول القوات الدولية إلي دارفور واعتبرت حدوث ذلك أشبه (بلحسة كوع ) من الاستحالة ، ثم عادت فوافقت عليها لكن تحت مسمى جديد وهو القوات الهجين أو المشتركة ، هذا من غير أن يتحرك ذلك الشارع العريض الذي توّعد بإحالة دارفور إلي مقبرة للغزاة جماعية ، فمن المتوقع أيضاً أن تبادر الإنقاذ إلي الخنوع للمحكمة الدولية وترضى بتسليم هذين المتهمين إذا وافق المحقق الدولي على عدم استدعاء الرؤوس الكبيرة .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإنقاذ..التطويق الدولي وانعدام فرص النجاة (Re: SARA ISSA)
|
أحمد مطر >> كيف تأتينا النظافة ؟
كيف تأتينا النظافة ؟
العِرافَةْ
جُثَّةٌ مَشلولةٌ تَطوي المسافة
بينَ سِجْنٍ وَقَرافَةْ .
والحَصافَةْ
غَفْوَةٌ ما بينَ كأسٍ وَلِفافَة !
والصِّحافَةْ
خِرَقٌ ما بينَ أفخاذِ الخِلافَةْ
والرَّهافَةْ
خَلْطَةٌ منْ أصدقِ الكِذْبِ
ومنْ أفضَلِ أنواعِ السَّخَافَةْ .
والمُذيعونَ ... خِرافٌ
والإذاعاتُ .. خُرافَهْ
وعُقولُ المُسْتَنيرينَ
صناديقُ صِرافَهْ !
كيفَ تأتينا النَّظافةْ ؟!
**
غَضِبَ اللهُ علينا
وَدَهتْنَا ألفُ آفةْ
مُنذُ أبدَلْنَا المَراحيضَ لدينا
بِوِزاراتِ الثَّقافَةْ
| |
|
|
|
|
|
|
|