|
إطلاق النار علي المتظاهرين ، حماس والإنقاذ ما أشبه الليلة بالبارحة
|
عندما زار الأستاذ/خالد مشعل الخرطوم قام بتحديد جدول زمني لمشروع دولة حماس في فلسطين ، وأعطي الأمة الإسلامية مهلة وقدرها عشر سنوات حتى يكتمل جنين حماس وينزل إلي دنيا الوجود ، فقاطعته الدكتورة سعاد الفاتح محتجة وطلبت منه تحقيق ذلك في أقل من خمس سنوات ، فوافقها في الرأي ونزل علي رغبتها قائلاً : ابشروا واطمئنوا لا أحد في فلسطين الآن مشغول بقضية تحرير الأرض ، و لا أحد تهمه قضية الاستعمار الاستيطاني والذي أصبح يتمدد فوق أراضي فلسطينية بعضها احتلته إسرائيل بعد عام 2000 ، وهُزمت حماس في ممارستها للحياة النيابية كما أخفقت أيضاً في توفير الخبز للجائعين ، وحتى برنامجها الذي كانت تسميه ( المقاومة لأجل التحرير ) انهار ولم يتبقى من رصيدها سوي حرس مكوّن من 3500 عنصر أمني يأتمرون بأوامرها ، الغرض منهم رأيناه يوم أمس وهو تكسير أيدي المحتجين والمعارضين لسياسة حماس الحالية ، إذاً هناك انقلاباً علي المبادئ ، وليس شارون وحده المسؤول عن إراقة الدم الفلسطيني ، ولو وصلت حركة حماس إلي السلطة قبل ثمانية عشر عاماً لكانت حصيلة القتلى من الفلسطينيين لا تقل عن حصيلة القتلى في دارفور ، لا فرق بين الجبهة الإسلامية القومية وبين حركة حماس والتي أصبحت الآن جزءاً من المشروع الإيراني في المنطقة العربية ، وقادتها من أمثال خالد مشعل وموسى أبو مرزوق ومحمد نزال يحجّون في كل شهر إلي طهران ويراهنون علي استخدام إيران للنووي من أجل تحرير الأرض المغتصبة ، ليس ذلك فحسب بل مسح إسرائيل من الخارطة ، وغيرها من البالونات الفارغة إلي يطلقها أحمد نجاد أمام الحشود العامة ، وكما توجبَ علي الشعب الفلسطيني أن يضحي بقوت عيشه من أجل بقاء حماس في السلطة ، فحركة حماس في المقابل أكدّّت علي لسان خالد مشعل وقوفها مع إيران في حالة تعرّضها لأي اعتداء من الخارج ، وكان خالد مشعل محقاً عندما وصف نظام الإنقاذ بأنه يصلح كنموذج تحتذي به حماس في تجربتها ، لذلك كانت مذبحة يوم الأحد مروعة إلي حدٍ بعيد ، وقد رأينا كيف قام مغاوير الداخلية التابعين لحماس بضرب المتظاهرين بالهراوات وإطلاق الرصاص عليهم مباشرةً ، مما تسبب في استشهاد تسعة أشخاص وإصابة أكثر من مائة بجراح . فحماس لم تحافظ علي مكتسبات الشعب الفلسطيني ، وبسبب تشددها وتعنتها أدخلت كافة أبناء الشعب الفلسطيني تحت الحصار لماذا ؟؟ لأن المقاومة والصمود أصبحتا بديلاً عن الخبز والمرتبات ، ولكن أين هي المقاومة ؟؟ وقد توقفت عمليات حماس ضد إسرائيل منذ ليلة وصولها إلي الحكم ، وهاهي الآن تمارس دور الجلاد وتنتهج سياسة شارون في تكسير العظام ، وكما فعلت الإنقاذ في السودان عندما أحالت كل من لا يواليها في الجيش للصالح العام ، قامت حماس بتمثيل نفس الدور ، استغنت عن الأجهزة الأمنية القديمة بسبب عدم الولاء ، واستعانت بمليشياتها الخاصة والتي تتلقى رواتبها من الحركة ، تجربة الإنقاذ في السودان وحماس في فلسطين وضعتانا أمام المثل المشهور : ما أشبه الليلة بالبارحة ، وكشفت عجز الحركات الإسلامية في تعاملها مع رغبات الجماهير ، فهي لا تحمل مشروعاً وطنياً جامعاً لكل الناس ، كما أنها لا تتورع في سفك الدماء والاستخدام المفرط للقوة من أجل البقاء في كراسي الحكم .
|
|
|
|
|
|