|
أهلنا البطاحين : وصلت رسالتكم
|
أهلنا البطاحين : وصلت رسالتكم
النظام الاجتماعي القديم في السودان أتاح لنا فرصة التعرف علي مكونات الشخصية السودانية ، في داخلية الطالبات تعرفت علي زميلات من كردفان وعطبرة والنيل الأزرق والبطانة ، الحياة الجامعية الهادئة وتلاقح الأفكار في المنتديات الأدبية والسياسية جعلت أبناء هذا الوطن يعرفون بعضهم بعضاً ، ما نعرفه عن أهلنا البطاحين أنهم قوم يحبون الشرف ، والكرم عندهم فضيلة يسعى إليها أدناهم حتى ولو كان معدماً وفقيراً ، يحسون بمشاكل بعضهم وتربطهم وشائج رحمية طيبة ، في العام الماضي عندما كتبت مقالاً عن زيارة وزير المالية الزبير أحمد لمنطقة البطاحين ، ووعدهم في تجمع حاشد بأنهم في عام 2006 سوف يستقلون الطائرات بدلاً من الدواب ، في ذلك المقال قمت بالسخرية من الزبير أحمد وكتبت أن الذين يمتطون صهوات الدواب لا يعنيهم ما يقوله الزبير أحمد لأنه يضحك علي عقولهم ، ومن حقهم أن يحتفظوا بخيلهم وجمالهم لأن جرادة في الكف أفضل من ألف جرادة طائرة تعدهم بها الإنقاذ ، راسلني بعض أبناء البطاحين وطالبوني بسحب بعض الكلمات التي تُعد جارحة في حقهم ، فهم ـ كما قالوا ـ ليسوا بخفة العقل التي تجعلهم يصدقون وعود وزير المالية ، اذكر في وقتها بأنني اعتذرت لهم وطيبت خاطرهم ، فالغرض كانت الإنقاذ وليس أهلنا البطاحين ، مع العلم أن الحديث عن القبائل والأنساب بدأ في عهد الإنقاذ ، وبيعة القبائل كانت أكبر بدعة لم تجلب لهذه البلاد سوي التفكك والضياع ، ليس من اللائق أن اسمي العميد/عبد الرحمن محمد عبد الرحمن بالأسير ، فالرجل حارب بحدود إمكانياته في معركة لم يُكتب له فيها النصر ، وهو ضيفاُ علي ثوار دارفور شيئنا أم أبينا ، والذين أجزم بحلمهم وكرمهم في معاملة العميد بصورة لائقة تناسب شرفه العسكري ، وتناسب موقف أهلنا البطاحين الرافض لسياسة الظلم والتهميش ، عكسها بيانهم الذي نزل علينا برداً وسلاماً ، ونزل علي أعدائنا حنظلاً مراً يحرق حناجرهم التي طالما هتفت بفناء دارفور وأهلها . بمناسبة شهر رمضان الكريم وبمناسبة تهيؤنا لاستقبال عيد الفطر المبارك علينا أن نضرب مثلاً في التسامح ، ويكفينا من أهلنا البطاحين موقفهم المشرف الذي يدل علي طيب الأصل و الطبيعة الرافضة للظلم والطغيان ، وأن لا ننجر وراء سياسات الإنقاذ العدائية والتي تعد الآن قوائمها لتسلم كافة أبناء دارفور الذين يعادونها في الخارج ، بالتأكيد أننا نشعر بالظلم والاضطهاد ونحن نري أخوة لنا مثل الأستاذ أبو القاسم علي أبو القاسم يعودون إلي الوطن وهو يئنون من الأصفاد ، يقبعون في بيوت الأشباح ، و يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب ، حُرموا من استخدام الهاتف ومكالمة ذويهم ولا يزروهم الطبيب إلا من أجل إصدار شهادة الوفاة ، لا يعرفون ما هي التهمة المنسوبة إليهم سوي أنهم رفضوا تحريق وقتل أهلهم وذويهم في دارفور ، هذه المظالم المريرة عليها أن لا تدفعنا بعيداً من بر الإنسانية ، لا أعني بذلك أن يُسلّم العميد عبد الرحمن إلي ذويه عن طريق الإنقاذ ، فقد باعته هذه الشرذمة بثمن بخس وكانت فيه من الزاهدين ، فخطباء المسيرات الحماسية والذين لا يرون الوغى إلا في الساحة الخضراء وميدان عقرب أنكروا وقوع المعركة ، وبعد تيقنهم منها عادوا لأسلوب بعثرة الاتهامات هنا وهناك ، لكن بيان المعركة لم يُقرأ في الخرطوم ، بل قرأته أسر الجرحى والمفقودين و ( الضيوف ) الذين حلوا كراماً في دار الثوار ، فالمبني المظلل في وسط الخرطوم والمحاط بالأزهار الجميلة لم يفك طلاسم الواقعة ، وحديث ( الضيوف ) مع أهلهم انطلق كالنسيم عبر هاتف الثريا .. فترد عليه طفلة صغيرة بصوت تعلوه الدهشة ...أمي أنه أبي ؟؟ فيرد عليها الجنرال : نعم أنا أبوك ..أمك كيف .. أنا بخير ..فقط طمأنوني عن حالكم . فتسأل الطفلة الصغيرة : متى تأتي لحضور العيد ؟؟ فيرد عليها : إنشاء الله قريباً .. أنا في الطريق يستمر الحديث الأبوي والأسري مع كل أفراد العائلة ، لا يوجد مقص للرقيب ، ولا توجد مقاطعة للمتحدث ، الإنقاذ الملوثة يدها بدماء الشهداء لن تتسلم العميد عبد الرحمن ، ويكفينا في مقابله موقف الشرفاء من أعيان البطاحين ، العميد/عبد الرحمن لم يهرب بجيشه إلي تشاد ومن رماه بهذه التهمة لا يعرف عن الحرب شيئاً سوي أنها أسطوانة مشروخة يتم فيها ترديد القسم ورنات مكذوبة من الوعد والوعيد ، ولماذا يهرب العميد عبد الرحمن بجيشه إلي تشاد ؟؟ فأين الدبابين الذي كانوا يحملون معهم أكفان الموت ؟؟ وأين الذين ربطوا علي رؤوسهم الأشرطة الحمراء وهم يقلدون جيش حسن نصر الله ؟؟ لماذا لم يهرع هؤلاء الأشاوس إلي نجدة كتيبة العميد عبد الرحمن ؟؟ عوضاً عن اتهامه بأنه فرّ إلي تشاد ؟؟ وأين الجيش المكون من عشرة آلاف مقاتل شرس جلهم من الجزيرة والولاية الشمالية ؟؟ الكثير من الجنود الدونكيشوتيين رأيناهم علي شاشة الفضائيات يرغون ويزبدون وعندما وقعت الواقعة لم يجدوا سوي العميد عبد الرحمن ليعلقوا عليه شماعة فشلهم وخيبتهم . سارة عيسي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أهلنا البطاحين : وصلت رسالتكم (Re: محمد عمر الفكي)
|
الاستاذة سارة عيسى لك الود ولجميع المشاركيين
حقيقة القضية فى اعتقادى ليست فرار العميد عبدالرحمن او غيره من الظباط او الجنود او اسرهم ولكن القضية ان كل الضباط الذى يعملون فى المؤسسة العسكرية الآن هم كيزان اى جبهة اسلامية فاذا كانت كل قبيلة تطالب بالعو عن ابنها الكوز الذى هو الاداة المباشرة للبطش وسفك الدماء والتعزيب والتشريد الاغتصاب ......وهلمجرا والناس تتعاطف معهم فلن نجد احدا يكون مسؤولا عن الجرائم البشعة التى حدثت لاهنا فى الغرب ولا الشرق فغدا تاتينا قبيلة الجعليين مطالبة بالعفو عن عمرالبشير ونتعاطف معهم وياتينا الشايقية مطالبين بالعفو عن على عثمان وهكذا دواليك الى آخر كوززعموما لنكون اكثر موضوعية مادام العميد عبدالرحمن قائد يقودكتائب حكومة الانغاذ فى دارفور وينفذ عمليات عسكرية اذا فهو مسؤول مسئولية مباشرة عن جرائم الحرب فى دارفور ولا فرق بينه وبين البشير ولكم الود
| |
|
|
|
|
|
|
|